قائد الثورة آیة الله الخامنئی على خطى المؤسس الامام الخمینی الراحل | ||
قائد الثورة آیة الله الخامنئی على خطى المؤسس الامام الخمینی الراحل احمد نثاری عندما یدور الحدیث عن الثورة الاسلامیة لابد من استعادة معالم حیاة قائدها العظیم الذی اشتملت شخصیته على أسمى المعانی الروحیة والعرفانیة الى جانب قدراته القیادیة. ولابد أیضا من الحدیث عن الانجازات المبارکة التی حققتها الثورة الاسلامیة فی ایران وفی تأسیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. وهنا لابد من الاشارة الى انه کان من خصوصیات الخطاب الثوری للامام (قدس سره) إعادة التواصل بین القائد والشعب، الذی عبّر عن محتواه الثقافی والروحی من خلال استجابة هذا الشعب لنداء الامام. وقد تجسّد هذا التواصل من خلال الإلتزام الحقیقی بالاسلام عقیدة وشریعة ونظام حکم. ومن خصوصیات الخطاب الثوری عند الإمام التزامه بالمفردات الاسلامیة شکلا ومضمونا ، حیث انه أعاد الحیاة الى تلک المفردات وجعلها حقیقة معاشة فی فکر و وجدان الأمة. فلم نجد فی خطاب الإمام ما آلت الیه التجارب الثوریة والسیاسیة لجهة استعمال المفردات المختلفة، وانما رسخ معانی المفردات الاسلامیة فی أوساط الشعب وکان القدوة الصالحة لهم فی الإلتزام بهذه المفردات. لقد أثمر الخطاب الثوری عند الامام التزاماً حقیقیاً بالمفردة الاسلامیة التی أصبحت الروح المحرکة للشعب الایرانی. وما لا شک فیه ان خصوصیة الشعب الایرانی تکمن فی انه استطاع ان یترجم الاسلام فی فکره وسلوکه ومنهج حیاته. ولقد تربى هذا الشعب على تعالیم الاسلام وقیمه السمحة، حتى أصبح الاسلام ثقافة عامة للمجتمع وهویة تفاخر بحملها أفراد الشعب الایرانی. ویعود الفضل فی هذه التربیة الى جهود قیاداته الدینیة الممثلة بالمرجعیات والحوزات الدینیة وفی طلیعتها الامام الخمینی، والتزامها بتربیة الشعب على الاسلام وعلى ثقافة الحکم الشرعی
من المسلّم به والذی یُعدّ من أولى ثوابت الثورة الاسلامیة منذ إنتصارها الموفق وحتى الیوم، إن سماحة القائد السید الخامنئی یُعتبر الإمتداد الحقیقی للإمام الراحل فی کل خطوة من خطوات الثورة منذ تحققها عام 1979 م ومروراً بتأسیس الجمهوریة الاسلامیة وتدعیم أرکانها المختلفة، وحتى قیادتها بعد رحیل الامام الخمینی عام 1989م حتى أوصلها الى ما هی علیه الآن من القوة والمُنعة والثبات بوجه قوى الاستکبار العالمی التی کانت وماتزال تترصد بها الدوائر وتحیک حولها المؤامرات. ولعل أبرز مصداق للتشابه فی شخصیتی الإمام الخمینی الراحل وسماحة القائد الخامنئی یتجلى فی المحافظة على مسار الثورة الاسلامیة وثباتها على نهج الاستقامة والالتزام بقیم الإسلام الأصیل، رغم المحاولات المستمرة لحرفها عن نهجها القویم وتوریطها للإلتحاق برکب الأنظمة العمیلة والمنحرفة التابعة للغرب، فی محاولة لإبعاد الإسلام الاصیل عن الساحة السیاسیة العالمیة. إذ واصل آیة الله الخامنئی دوره بجدارة فی المحافظة على منجزات ومکاسب هذه الثورة العظیمة، من بناء مؤسسات الدولة وتکریس مرافقها الاساسیة وتطویر التجربة الدینیة - السیاسیة الرائدة، لتصبح - و بسرعة فائقة - فی مصاف الدول المتقدمة العظمى قیاساً بالدول المتخلفة والتابعة الأخرى، وهذا ما نستشفه من مسلک القائدین الفذین فیما یتعلق بسیاسة الاکتفاء الذاتی والاستغناء عن الغرب اسغناءا کاملاً . لقد تمیزت شخصیة الامام الخامنئی بمجموعة ممیزة من الأوصاف التی ینبغی أن یتحلّى بها القائد لیأخذ بمجامع القلوب ولیکون له دوره الممیز على مستوى قیادة الأمة الإسلامیة من خلال هذه المواصفات عبر ذلک المجاهد الفذّ لیصل إلى قلوب المؤمنین. وإن من یتمعّن فی سیرة الإمام الخمینی الراحل یجد موضوع الثقة بجماهیر الأمّة تأخذ دوراً کبیراً عند الإمام (قدس سره) بغض النظر عن عوامل الضعف التی یمکن أن تصیب هذه الجماهیر فی بعض الحالات فإن هؤلاء ومن خلالهم تمکَّن الإمام الراحل من تحقیق أحلام الأنبیاء (علیهم السلام) فی إقامة حکومة الله فی الأرض، ومن خلالهم حافظت الثورة الإسلامیة على وجودها ومن خلالهم وصلت أشعة الثورة الإسلامیة المبارکة إلى مختلف الشعوب الاسلامیة وحیث هناک مستضعفین، هذا ما یعتقده سماحة القائد الخامنئی عن إمام الأمّة وکان یمارسه هو فعلاَ فی حیاته عندما کان یعمل، وفی مختلف المراحل، ولسنا فی هذا المجال بصدد أن نمدح إنساناً لمسلک معین وإنما نسجّل هذه الحقیقة للتأریخ حتى یستطیع کل إنسان یعرّج على سیرة هذا المجاهد أو غیره ممن کانت فیه هذه الصفات، أن یأخذ هذه الصفة ویضعها فی عقله وفی قلبه لأنها وسیلة لها دور فعّال فی قیادة الأمة الإسلامیة إلى شاطئ الأمان. ومن المواقف الحکیمة التی تشهدها الجمهوریة الإسلامیة الیوم، فی ظل قیادة آیة الله السید الخامنئی، استخدام الحقوق الکافة الممنوحة لها من الله والتی تقرها القوانین والاعراف الدولیة، والتعامل بمنتهى الصرامة والثبات مع الدول الغربیة والمستکبرة کافة، وخاصة فیما یتعلق بالملف النووی ومواجهة محاولات المجتمع الدولی کافة لتبنی موقف حاسم بوجه إیران یسحب حقها فی التخصیب ویحول دون توفیر التکنولوجیا الذریة الضروریة التی یمتلکها الکثیر من دول العالم وفی مقدمتها الکیان الاسرائیلی الغاصب. وتجدر الإشارة کذلک إلى إیلاء العلم والتعلم وکسب المعارف أهمیة خاصة فی سیاسة الدولة وزیادة نسبة الإنفاق، من أجل بناء الجامعات وامتلاک الخبرات والرفع من المستوى الثقافی والمهنی والعلمی لعموم الشعب الایرانی المسلم وزیادة أعداد أهل الإختصاص فی میادین الحیاة کافة، والتأکید على عدم التمییز بین الرجل والمرأة فی ضرورة التعلم، ومتابعة الدراسات العالیة والاختصاص، وفتح مجالات العمل أمام الجمیع. وطالما نقرأ فی أحادیثهما ضرورة التصدی لکل الشبهات والسموم التی یحاول الغرب بثها فی مجتمعاتنا، والتأکید على الإنتاج الفکری لتحقیق الحضارة الإسلامیة الراقیة وما یستلزم ذلک من إبداع للفکروتربیة للإنسان. وما یعنی ذلک من التصرف بمسؤولیة ووعی فی القضایا الشائکة بعیداً عن التسرع والعشوائیة وعدم التعقل الذی من شأنه إرهاق الدولة أو الناس ، وبالتالی أهمیة إتاحة خیارات واسعة أمام الشعب لتخطی العقبات والعراقیل التی یضعها الأعداء أمامه. وتتضح هذه الخصلة فی التفاعل الحکیم مع الملفات المعقدة والحساسة، کمواجهة فرض الحصار الاقتصادی والمقاطعة السیاسیة والاقتصادیة لأغلب دول العالم المتأثر بهیمنة وتسلط الصهیونیة العالمیة مع بدایات انتصار الثورة، وما یستتبع ذلک من إیجاد موارد للسلع وتأمینها وتوزیعها بشکل عادل، أو فیما یرتبط بحالات الشغب الداخلیة التی أثیرت مؤخرا فی محاولة للتأثیر على عقول الشباب، وذلک من خلال بث بعض الشعارات البراقة والتضلیلیة التی طالبت بالحریات العامة مستهدفة إضعاف الثورة ،والتی واجهها الإمام الخامنئی بوعی کبیر وبتدبیر أذهل الأعداء قبل الأصدقاء فی طریقة معالجته واستیعابه لهذا الأمر، أو ما یرتبط بملف الانتخابات الرئاسیة والبرلمانیة التی حاول الغرب الرهان على عدم المشارکة الشعبیة فی محاولة للإیحاء بأن الإسلام لم یعد خیار الشعب الإیرانی، وأنه بات یتطلع للتغییر بإتجاه شعارات الغرب وقوانینه. والتی تتمثل فی اتخاذ القرارات الجریئة والمناسبة لمصلحة النظام الاسلامی عند استشعار أی تهدید أو خطر داخلی أو خارجی، وهذا ما شهدناه فی مواقف الإمام الراحل الذی لم تأخذه قی الله لومة لائم، فأصدر القرارات الشجاعة المرتکزة على حکم الله وحده لا شریک له، کقراری الحرب والسلم مع العراق، وتأکید الإمام الدائم على ما انطوت علیه هذه الحرب من نتائج إیجابیة أقلها انکشاف العالم المستکبر وحلفائه فی المنطقة على حقیقتهم العدائیة للإسلام والمسلمین، أو إنزال الجماهیر الملیونیة إلى الشارع لمواجهة جیش الشاه البائد، وإعلان حالة العصیان المدنی فی أرجاء البلاد کافة وغیرها من القرارات التی ساهمت فی تشیید صرح هذه الجمهوریة الإسلامیة، والقضاء النهائی على أعظم إمبراطوریات الغرب فی المنطقة. ومن المواقف الشجاعة لآیة الله القائد الخامنئی الیوم التصدی لحملة الدعایة الأمیرکیة ضد الإرهاب، وإبراز هذه الإدارة على أنها صانعة الإرهاب وحامیته، وأنها التی تدعم دول الإرهاب والمنظمات الإرهابیة ومواجهات هذا المد الإستکباری الغاشم فی المنطقة لاسیما إدارته الجریئة والشجاعة إزاء التدخل الأمریکی فی المنطقة، خاصة فی سوریا والعراق والخلیج الفارسی، والذی اعتبره قمة الإجرام والإرهاب والتدخل السافر فی شؤون البلاد الإسلامیة، والذی دعا الى مقاومته والوقوف بوجهه مهما کانت التضحیات، کما هو الحال فی الموقف الحاسم من قضیة التخصیب النووی وعدم الاذعان للمواقف العدائیة للإدارة الامریکیة والتنازل لضغوط الغرب، بالرغم من إدامة الحصار الظالم حول الجمهوریة الاسلامیة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,847 |
||