دور الشهید سلیمانی فی مواجهة نفوذ الغرب فی العالم الإسلامی | ||||
PDF (801 K) | ||||
حکیمة زعیم باشی مع انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران، تبین وبالیقین أن الإسلام هو أفضل عامل لبناء هویة الأمم المضطهدة فی العالم. ومنذ ذلک الحین اوجد الاسلام وبشکل علنی قوة تتمکن من الوقوف ضد المحاولات السلطویة للولایات المتحدة والقوى الغربیة للهیمنة على الشعوب الإسلامیة.من هنا طرحت ایران بعد الثورة موضوع القدس باعتبارها القضیة الأولى للعالم الإسلامی. والولایات المتحدة ایضا، عندما رأت ان مصالحها و مصالح النظام الصهیونی یتعرضان للخطر، حاولت أن تصنع من الثورة الإسلامیة الإیرانیة وحرکة حماس والجهاد الإسلامی وحزب الله اللبنانی، وبشکل عام جبهة المقاومة الإسلامیة التی أخذت تتحدى دولة الولایات المتحدة الامیرکیة، صورة مخیفة ومرعبة وان تبادر أکثر من الماضی بالتدخل العسکری فی المنطقة وممارسة الحرب الناعمة فیها. لذلک وضعت عدة إجراءات على جدول أعمالها ومنها: ١. اثارة الخلافات والتنافس بین المسلمین وزرع الفتن والفرقة بین الشیعة والسنة. ٢. التقلیل من شأن قضیة فلسطین والقدس فی العالم الإسلامی. ٣. اعداد الجماعات الإرهابیة، بما فی ذلک طالبان والقاعدة وداعش وتجهیزها وتقدم انواع الدعم والمساعدة لها. ٤. اغتیال نخب وعلماء دول منطقة غرب آسیا، وخاصة نخب وعلماء جمهوریة إیران الإسلامیة، عبر عملائهم فی الموساد ووکالة المخابرات الامریکیة. ٥. التواجد والتدخل المباشر فی البلدان الإسلامیة بذریعة مکافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل. وبعد عامین من انتهاء الحرب العراقیة المفروضة على إیران وبسبب الظروف الخاصة بالمنطقة وتدخل الغرب، تم فی عام ١٩٩٠م تأسیس فیلق القدس التابع للحرس الثوری الإیرانی بموافقة القائد الأعلى للقوات المسلحة، وکان من واجباته الأساسیة نصرة القدس والشعب الفلسطین المظلوم. ومع توسع نفوذ الغرب فی المنطقة والعالم الإسلامی، وسعت هذه القوة بالتدریج أنشطتها لمواجهة نفوذ الغرب. وفی عام ١٩٩٧م، تولى قاسم سلیمانی قیادة فیلق القدس التابع للحرس الثوری الإیرانی وبقی فی هذا المنصب لأکثر من عقدین من الزمن حتى استشهد برفقة أبو مهدی المهندس ومجموعة من رفاقه فی یوم ١٣ کانون الثانی (ینایر) ٢٠١٩م فی مطار بغداد بصواریخ أطلقتها طائرة أمریکیة مسیرة. ویجب اعتبار الفترة التی تولى فیها الشهید قاسم سلیمانی قیادة لواء القدس التابع للحرس الثوری فترة العصر الذهبی لهذا اللواء. ونظرا للخلقیة العقائدیة التی یتمتع بها الشهید سلیمانی فقد أطلق حرکة مقاومة فی العالم الإسلامی افشلت الکثیر من المخططات والمؤامرات الغربیة الرامیة للتوغل والنفوذ فی العالم الاسلامی. وأخذت حرکة المقاومة تمتد وتتطور بالتدریج یوما بعد یوم، حیث امتد نطاقها الیوم إلى کل دول العالم المظلومة والمضطهدة، بما فی ذلک فلسطین ولبنان والیمن، والعراق وسوریا وأفغانستان ووصلت الى دول إفریقیا وأمریکا الجنوبیة، وخاصة نیجیریا وفنزویلا. وقد قاد الشهید سلیمانی عملیات کبرى، وحرر العدید من الأراضی من التدخل العسکری والنفوذ الغربی، وأدت نشاطاته هذه ونشاطات قوى جبهة المقاومة الأخرى إلى الوحدة والتماسک والتضامن الإسلامی، وعززت معنویات مسلمی العالم. والحقیقة یمکن القول ان الشهید سلیمانی هو مخترع الجیش متعدد الجنسیات. فقد حاول الکثیرون، من تشی جیفارا بکل قدراته النظریة، إلى أمریکا الیوم بکل أسلحتها وقوتها العسکریة، إلى بناء جیش متعدد الجنسیات. لکن لم ینجح أی منهم فی القیام بذلک. من هنا کان تاسیس وتشکیل جیش متعدد الجنسیات فی هذه البیئة الجدیدة من اختراع الشهید سلیمانی. حیث اجتمع حزب الله اللبنانی والحشد الشعبی العراقی وانصار الله(من الیمن) والفاطمیون(من افغانستان) والزینبیون(من باکستان) وبقیة قوى المقاومة فی العالم حول محور واحد هدفه واضح ومحدد وهو مقارعة ومحاربة الظلم ودعم الشعوب المظلومة وشکلوا بهذا الشکل جبهة المقاومة. وقد تمکن الشهید الحاج قاسم سلیمانی من خلال دعم وتجهیز قوات المقاومة الفلسطینیة، ودعم حزب الله اللبنانی، وقیادة جبهات الصراع ضد داعش فی سوریا والعراق والمشارکة فیها، وتقدیم المشورة العسکریة لحکومات المنطقة، ودعم القوات الشعبیة وضمها الی جانب المقلومة وتلاحم المرجعیة مع الشعب خاصة. المرجعیة فی العراق، ان یجهز هذه البلدان بالقوی الشعبیة التی تقف فی وجه الجماعات والحرکات الارهابیة وتحارب أی تدخل غربی فی بلادها. وبالتالی تم الاعتراف بجبهة المقاومة کناشط سیاسی فاعل وحرکی فی العالم، جبهة الی جانب تمتعها بالأیدیولوجیة تحظی بقوة کبیرة یحسب لها ألف حساب. کما استطاع الفریق الشهید سلیمانی، بصفته أحد القادة الرئیسیین لهذه الجبهة، أن یعزز بجهوده روح التفاؤل لدى شعوب الدول الإسلامیة وهذا الأمر جعلهم یقظین ویقفون ضد کل المؤامرات والمخططات التی تمهد لتوغل ونفوذ الغرب لدرجة أن روح التفاؤل هذه ازدادت وتضاعفت باستشهاده حیث استغل العالم الإسلامی کل قوته لمحاربة تدخل ونفوذ الغرب. وخیر مثال علی ذلک استمرار مسیرة انتصارات أنصار الله فی الیمن ومعرکة سیف القدس التی تؤکد صحة هذا الادعاء. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 148 تنزیل PDF: 68 |
||||