وحدة المسلمین فی البراءة من المشرکین | ||||
PDF (874 K) | ||||
تعتبر فریضة الحج من أهم القضایا الدینیة والسیاسیة فی الدین الإسلامی المقدس والذی یؤدیه کل عام آلاف الأشخاص بکل شوق من جمیع أنحاء العالم ومن مختلف الجنسیات والأعراق واللغات فی أرض الوحی. من بین الواجبات الدینة حظیت فریضة الحج باهتمام کبیر لما لها من آثار ونعم کثیرة، وتأکیداً علیها فی القرآن الکریم وتوصیات مستمرة ومؤکدة من رجال الدین فی هذا الصدد بوصف لاینتهی عن هذه الفریضة المقدسة. هناک الکثیر من النعم والبرکات على المجتمع الإسلامی فی ضوء أداء مناسک الحج ومن أهمها التوافق والتعاطف والوحدة والأخوة بین أتباع الدیانات الإسلامیة جمیعها. تم تسمیة الحج بالمؤتمر العالمی السنوی للمسلمین، والسبب فی ذلک أن أیام الحج یصبح المکان و الزمان منصة لتبادل الآراء والتواصل الفکری من أجل زیادة قدرات المجتمعات الإسلامیة المختلفة من خلال القضاء على نقاط الضعف وتقویة نقاط القوة. خاصة وأن العالم المتغطرس یبحث عن فرض انعدام الأمن والانقسام فی الأمة والمجتمعات الإسلامیة، وفی مثل هذه الحالة یکون الحج قادرًا على حل مشاکل وتحدیات الأمة الإسلامیة الأخیرة بإحیاء معارفها وقدراتها اللامتناهیة. ومن أهم أعمال ونتائج فریضة الحج التی یکثر التأکید علیها، هی مراسم البراءة من المشرکین. البراءة تفسیر قرآنی لمفهوم الکراهیة والابتعاد عن المشرکین وأعداء المسلمین وقطع الصلات بهم، وفی القرآن وبصرف النظر عن إدانة الشرک والمشرکین، تمت التوصیة على ضرورة قطع الصلات معهم، والدعوة الجادة إلى مواجهتهم وقد أتت فی آیات وسور مختلفة، وقد ورد ذکر تبرئة الأنبیاء من المشرکین وإعلان نفورهم من الشرک فی العدید من السور القرآنیة. على الرغم من الأهمیة الکبیرة لفریضة الحج إلا أن مراسمها السنویة کانت تقام بعیدة عن روحها الحقیقیة، حتى جاء زمن الثورة الإسلامیة فی إیران وانتصارها، وکان ذلک بسبب مواقف حکام الدول الإسلامیة وانتماءاتهم، وقد کان المسلمون یؤدون مناسکهم وهم لا یدرکون الفلسفة التشریعیة لهذا التجمع الدینی السنوی الأکبر فی العالم. على الرغم من أنه وفقًا للنص الواضح للآیة القرآنیة، فقد تم تعریف الحج على أنه مقر انتفاضة الناس وهو أکثر مظاهر إعلان البراءة من المشرکین، لم تکن هناک أی خطة جادة لطرح مشاکل العالم الإسلامی والبراءة من المشرکین، حیث کانت المجتمعات الإسلامیة تمر فی أصعب الظروف. بعد انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران، أصدر الإمام الخمینی (رحمه الله) رسائل سنویة خلال مراسم الحج، مؤکدة على أهمیة ترکیز المسلمین على قضایا العالم الإسلامی السیاسیة، وتَبرئَتهم من المشرکین هی أحد أرکان الحج و واجب على الحجاج فی هذا السیاق حتى تم تدریجیا استعاد مؤتمر الحج الضخم لشکله الحقیقی لدرجة أنه أصبحت تقام من کل عام طقوس و مراسم التبرئة من المشرکین بحضور عشرات الآلاف من الحجاج الإیرانیین وبمشارکة ضخمة من المسلمین الثوریین من البلدان الأخرى، حیث یتم تردید شعارات تعلن کراهیة المشرکین، کما یتم دعوة المسلمین إلى الاتحاد ضد الشرک والکفر العالمی. أدى انعقاد مراسم البراءة من المشرکین الذی حدث بعد الثورة الإسلامیة وظهور الفکر المقاوم خاصة فی السنوات الأخیرة، إلى تحدٍ شدید للنظام والأیدیولوجیة اللیبرالیة، ویمکن القول بثقة إن سبب عداء العالم الغربی للثورة، هو هذه المواجهة الاستراتیجیة ویمکن للمرء أن یدرک مدى معارضة العالم المتغطرس لمراسم البراءة من المشرکین. لهذا السبب فإن الفرصة الذهبیة لمؤتمر الحج یمکن أن تکون أفضل مکان للتحدث مع المسلمین وتذکیر بعضهم البعض بإمکانیة استعادة المستقبل المشرق للحضارة. وعلى وجه الخصوص فی الأیام الأخیرة، وقد أدت إنجازات الثورة الإسلامیة فی مختلف المجالات إلى تحطیم هیمنة المتعجرفین، و مواجة جدیة للخوف من تفوقهم وعدم هزیمتهم کما کان یُعتقَد. المصدر:Iuvm press | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 168 تنزیل PDF: 38 |
||||