الطریق الى حلب من القطیف الى الاناضول | ||
الطریق الى حلب من القطیف الى الاناضول ولید المعلم صاحب شعار 'سنلغی اوروبا من خریطة العالم' یصل الى طهران فی زیارة مفاجئة وخاطفة وغایة فی الاهمیة وذلک للقاء ارکان قادة بلد مسحوا من ذهنهم منذ ثلاثة وثلاثین عاما بلدا اسمه امریکا لیناقشوا احتمالات الحرب والسلام على بوابات حلب التی بات من ینجح فی اعادة الهدوء لها هو من سیمسک فی زمام المبادرة لتشکیل نظام عالمی جدید کما یقول الروس والصینیون والایرانیون وکما یخوضها السوریون! ثمة تحرک دؤوب فی البحر کما فی البر کما فی الجو السری منه اکثر من المعلن یدور من حول بلاد الشام وایران هدفه محاولة لی ذراع محور المقاومة من البوابة السوریة، ظنا منهم بانها البطن الرخوة فی الجسم الممانع! هو التحرک ذاته یقوم به الجانب المقاوم وشعاره لابد من اسقاط مثلث سفک الدماء الامریکی العثمانی الجدید والبترودولار العربی الرجعی کما یسمیه اهل هذا المحور، والتی باتت قدراتهم تصل الى خلیج عدن وباب المندب على تخوم البحر الاحمر وهم الجاهزون والمستعدون للوصول الى میاه الاطلسی بانتظار صدور اشارة القیادة العامة للقوات المسلحة الایرانیة کما یقول قادة الحرس الثوری والجیش الایرانی تماما کما هی الحال فیما یخص خارطة طریق اغلاق مضیق هرمز ورسم معادلة ما بعد هرمز کما یطلقون علیها! یتساءل عدیدون الیوم ما الذی جرى فی الساحة العربیة والمسلمة حتى صار العدید من الحکومات الملکیة فضلا عن الجمهوریة القومیة منها والاسلامیة متحمسة الى اعلى درجات الحماس لحملات جمع التبرعات النقدیة والتسلیحیة لجماعات معارضة لحکومة بلد عربی اختلفنا او اتفقنا معه، ویتم التمدید لتلک الحملات لایام واسابیع، فیما کانت نفس هذه الحکومات تمنع فی یوم من الایام حتى الدعاء على مواطنیها لنصرة جنود الله من ابناء المقاومة الاسلامیة والعربیة ضد الکیان الصهیونی فی حرب تموز من العام 2006 فضلا عن مشارکتها الفعالة فی قطع کل المواد التموینیة واللوجستیة ومصادرة ما جمع من اموال نقدیة فی المطارات لابناء غزة ؟! سؤال فی الاجابة علیه تکمن اجوبة عدیدة على کثیر مما یحصل الیوم حول سوریة وایران ولبنان وفلسطین ام القضایا التی یتم التآمر علیها من تحت الطاولة وعلى الطاولة، بل وعلى المکشوف وباسم الثورة العربیة والاسلامیة! الا یذکرنا هذا بما جرى للعرب والمسلمین على مشارف وغداة وبعد الحرب العالمیة الاولى وخدیعة 'الثورة العربیة الکبرى' ووعد بلفور واتفاقیة سایکس بیکو المشؤومین؟! یقول متفائلون بمستقبل شعوب المنطقة بمن فیهم الشعب السوری العظیم ان مفاجآت کبرى فی طریقها للوقوع ستغیر عملیا من وجه المنطقة وجغرافیتها السیاسیة بما یجعل الصورة الحالیة تنقلب تماما وبعض الخرائط المزیفة تزول وفی مقدمتها 'اسرائیل' وبعضها الذی ظل مشطوبا بقرار دولی مقیت تعود الى الضوء بقوة ارادة هذه الشعوب المنتفضة ای فلسطین! بالمقابل یقول متشائمون بمستقبل الحکام العرب والعثمانیة الجدیدة التی تسللت للمنطقة العربیة باسم الاسلام وفلسطین بان ثمة غیوما سوداء انکلیزیة وامریکیة وفرنسیة ومن جنسیات غربیة کثیرة ومتعددة فی سماء المنطقة تنذر بالشؤم علیها وتدفع لاحتمالات نشوب حروب طائفیة وعرقیة ومذهبیة لا تبقی ولا تذر! فی هذه الاثناء لم یبق سر لم ینکشف حول نشاط الاستخبارات الاجنبیة الصهیونیة والامریکیة منها بشکل خاص والغربیة عموما والعربیة بشکل شفاف وعلنی وانطلاقا من حدود ترکیا والاردن ولبنان والعراق، الا وبان وظهر على السطح ولسان حالها جمیعا یقول لا بد من اسقاط نظام الرئیس بشار الاسد ایا تکن الاثمان والنتائج والتداعیات! على الجانب الآخر لم یبق سر لم ینکشف ایضا حول موقف الداعمین لنظام الرئیس بشار الاسد من روس وصینیین وایرانیین ومقاومین لبنانیین وغیر لبنانیین، وهم یقولون بصراحة وشفافیة انه لا مکان فی قاموسنا السیاسی لشیء اسمه ما بعد الاسد فی سوریة! هذا یعنی ان معرکة کسر عظم دولیة وکونیة تدور حالیا على وحول ابواب دمشق وحلب وسائر المدن السوریة بین محورین باتا مکشوفین للعالم: الاول یدور حول مقولة بقاء 'اسرائیل' عملیا شاء ان یقبل من هو بهذا المحور او ابى! والثانی هو المحور الذی یدور حول فلسفة المقاومة وثقافتها ایضا ایا یکن التفسیر الذی یقدمه المدافعون عن نظام الرئیس بشار الاسد مقبولا عند العامة من المجتمع السوری والعربی والدولی ام مرفوضا! ولکن یبقى السؤال المحیر یلاحق المتفائلین والمتشائمین ما الذی بقی من منظمتی الجامعة العربیة ومنظمة التعاون الاسلامی، بعد هذا الانقسام الاقلیمی والدولی العمیق الحاصل الآن حول مستقبل واحدة من الدول الاساسیة المؤسسة للمنظمتین ؟! ثم هل بات من الجائز والمشروع من الآن فصاعدا ان ندفع بعربات مدفعیتنا وطائراتنا وصواریخنا وکل ما نملک من رؤوس اموال لتسلیح وتمویل المنظمات المسلحة المعارضة لهذا النظام او ذاک ونساعدها فی التسلل الى داخل المدن والاریاف العربیة والمسلمة لتهدیمها على رؤوس اهلها بذریعة ان هذا النظام العربی او المسلم دیکتاتوریا او مستبدا او یغرد خارج سرب النظام الدولی الغالب والمتحکم بما یسمى بالمجتمع الدولی؟! الامر الذی قد یزید الامر تساؤلا واستغرابا هو ان هؤلاء المسلحین المعارضین - وهذا امر لم یعد سرا - باتوا اقلیة بالمقارنة مع مئات اذا لم یکن آلاف ممن یسمون 'بالجهادیین' من عشرات البلدان العربیة والغربیة وهم الذین اقر الغرب واذعن ومعه الملکیات والجمهوریات العربیة والمسلمة بانهم لیسوا سوى مجموعات ارهابیة لابد من اجتثاثها وهم الذین لم ینفکوا من ملأ آذاننا بطنینها! ثم الا یخاف او یقلق هؤلاء من اشتعال مناطق الذهب الاسود المحیطة بحکوماتهم والتی ینتفض اهلها مع کل صبح ومساء وهم یطالبون باولیات حقوق المواطنة من البحرین الى القطیف الى 'الاراضی الشاسعة من ترکیا الکردیة والعلویة'، واذا ما قررت احدى الدول القویة والقادرة على الزج بکل ما تملک لانقاذ هؤلاء البشر المظلومین من حکامهم الطغاة لانها قررت الا تحبهم وتقطع المجاملات معهم ؟! ومع ذلک کله یغلب جو المتفائلین على جو المتشائمین، وهم القائلون بان ما جرى من تحول فی الوعی العربی والمسلم بشکل عام لم یبق للغرب مجالا ان ینتصر على تفاؤلهم وهو الذین باتوا مسلحین بالاضافة الى تفاؤلهم بقدرات عصریة وتقنیة کبرى تستطیع ان تهزم مشاریع الغرب التفتیتیة فی اللحظة الاکثر عسرا سلما جاء ذلک او حربا !
التحریر | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,450 |
||