مصرالجدیدة.. المواطنة بدلاًمن الطائفیة | ||
مصرالجدیدة.. المواطنة بدلاًمن الطائفیة أحدث التسریبات من دوائر اللجنة الأمریکیة الإسرائیلیة للعلاقات العامة (إیباک) وردهاتها أو لوبیاتها فی أوروبا الغربیة، أن ضغوطاً مارستها قوى الضغط والنفوذ السیاسی والإقتصادی على الرئیس الأمریکی ( باراک أوباما) وحکومات بریطانیا وفرنسا وألمانیا بالتحدید، لحث الجیش المصری الحاکم العسکری للبلاد والحکومة المصریة على حمایة الأقباط. أمر غریب ومستغرب و یثیر الکثیر من علامات الإستفهام و کأن أقباط مصر دخلاء و لیسوا أُصلاء و خیوطاً تاریخیة و ثقافیة أساسیة فی النسیج الإجتماعی المصری. و من وجهة نظر مفکرین أقباط مصریین عروبیین من داخل مصر وخارجها کبولس رمزی وجورج إسحاق ، أن أقباط مصر عاشوا منذ الفتح الإسلامی نهایة القرن السابع للمیلاد ، فی سلام ووئام مع إخوانهم المسلمین لهم ما للمسلمین وعلیهم ما على المسلمین. أن السیناریو الغربی تجاه أقباط مصر مؤامرة مبیتة بلیل کما یبدو، و قد قادها مؤخراً (الرئیس أوباما) بشکل لافت وتنبعث منها رائحة نتِنة ، لأن الرسالة الأمریکیة الغربیة تصب فی خلق فتنة طائفیة فی مصر لإجهاض - کما یبدو - مکتسبات ثورة الخامس والعشرین من ینایر ، مع صعود التیار الإسلامی فی مصر بطبیعة الحال و تجلی رصیده الشعبی العالی واحتمال تشکیل حکومة إئتلاف مع الأحزاب والحرکات السیاسیة الأهم على غرار الفعل التونسی وإنشاء حکومة کتلک التی فی ترکیا ، سیَّما وأن (حزب الحریة والعدالة المصری) الجناح السیاسی الجدید (لجماعة الإخوان المسلمین) إشتق إسمه تقریبا من نظیره الترکی (حزب العدالة والتنمیة) فی رمزیة واضحة لاقتفاء أثره فی الحکم. إذن أمر فوز الإسلامیین المصریین وإنْ أبدى الغرب ترحیبا ظاهریا به کونه جاء عن طریق صنادیق الإقتراع الدیمقراطی النزیه والشفاف ، بَیْدَ أن الغرب بدرجة متساویة تقریبا یخشى الحکم الإسلامی حتى ولو کان مدنیا کترکیا. ومکمن السبب قطعاً هو هوس الغرب بحمایة مصالح (إسرائیل) وعلى رأسها (إتفاقیة کامب دیفید) ذات الرصید الشعبی المصری الصفری أو المتدنی على الأقل، وهذا الهوس بالمناسبة مفروض على حکومات الغرب نتیجة للنفوذ السیاسی والإقتصادی لقوى الضغط تلک، ولیس بالضرورة إقتناعا من الحکومات الغربیة وفقا لمصالح شعوبها بقدر ما هو مراعاة لمصالح (إسرائیل) والتی تبدو مسیَّرة من قِبَلِ اللوبی (الإسرائیلی) حسب (جون میرشیمار وستیفن وُلت) فی کتابهما الأشهر ‘اللوبی الإسرائیلی والسیاسة الأمریکیة الخارجیة’. لا شک أن الأصولیین الأقباط وهم لمن لا یعلم جزء أیدیولوجی میثولوجی عقائدی من المسیحیة الأصولیة الغربیة والتی منها ینحدر معظم الرؤساء الأمریکیین والغربیین. ومن بین الأقباط علمانیون متشددون معادون لفکرة العروبة والإسلام مقیمون فی أمریکا والغرب ومنهم نفر فی داخل مصر وهؤلاء أکثر تشددا من الأمریکیین والغربیین أنفسهم، ورغم تأکید (جماعة الإخوان) للأمریکیین إلتزامهم باتفاقیة (کامب دیفید) المرفوضة شعبیا وهی خطوة ذکیة من (جماعة الإخوان) لأنه لعب سیاسة، فإن الشعب المصری الذی انفجر فی شوارع مصر وفی میدان التحریر مطالبا بسقوط نظام (مبارک) وإعدامه کان ضمنیا یطالب بإسقاط (کامب دیفید) . وقد صرح الثوار أحیانا بإلغائها باعتبار أن مبارک ونظامه وجیشه الذی یدیر البلاد حالیا هم جمیعا یحمون (کامب دیفید) وشارکوا (إسرائیل) فی إحکام الحصار على (غزة). وبالتالی فما عساها الحکومة الإخوانیة القادمة فاعلة إذا ما انفجر الشعب هذه المرة خصیصا مطالبا بوأد (کامب دیفید) ؟ أکید سترضخ لإرادة الشعب لأن المصریین کسروا حاجز الخوف من الحاکم والحکومة وأنهوا أسطورة الحکم الشمولی وظاهرة الحاکم الفرد المطلق. وساعتها یُرجح أن یمرر الغرب بإیعاز من (الإیباک) واللوبیات ، سیناریوهات أخرى من بینها محاولة تدبیر إنقلاب عسکری باستعمال رموز ( نظام مبارک) العسکریین على حکومة (الإخوان) الشعبیة، غیر أن مثل هذا السیناریو الذی یراهن علیه الکثیر فی الغرب من أجل سواد عیون (إسرائیل) سیُفشله الشعب حتماً، لأن الجیش حتى وإن أراد لن یستطیع مواجهة العقل الجمعی المصری. هذا بالضبط ما تقوله لنا مؤشرات الواقع المصری.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,233 |
||