عن انتصارتموزوالطائفیین الحقیقیین | ||
عن انتصارتموزوالطائفیین الحقیقیین احتفل حزب الله بالذکرى السادسة لانتصار تموز، بکلمة شاملة للسید حسن نصر الله، بحضور حشد هائل، جامع شامل، ضمّ شخصیات وطنیة لبنانیة مشهودا لها، من کل التیارات السیاسیة، ومن ( کل) الطوائف، لأن انتصار تموز، وإن حققه الحزب برجاله ونسائه الذین هم أبناء وبنات الجنوب اللبنانی، والضاحیة، فإنه انتصار للبنان العربی الوطنی- باستثناء عملاء إسرائیل، ومستثمری الطائفیة الممولة نفطیا سعودیا ـ ولفلسطین، ولملایین العرب الرافضین للکیان الصهیونی. منذ الساعات الأولى للعدوان على لبنان عام 2006، وبهدف تدمیر حزب الله، تصاعدت حملة أعداء المقاومة الحاقدة على الحزب، بالترافق مع تصاعد هجمات طیران العدو الذی عمد إلى دک الضاحیة الجنوبیة ظنا من ( حیلوتس ) قائد طیران العدو الذی وعد بحسم المعرکة مع حزب الله بالطیران، أن المقاومة ستنهار تحت الضربات الساحقة النازلة من السماء. ومع توالی هطول صواریخ حزب الله على مستعمرات العدو فی الجلیل، وعلى حیفا وما بعد حیفا، والتلویح بما بعد بعد حیفا ، ـنتوقع المابعد بعد فی أیة حرب قادمةـ أفرحت مصداقیة السید حسن، ورجال حزب الله البواسل، وأهل الجنوب الذین لم یصابوا بالهلع، والذین کانوا الدعم اللوجستی للمقاومین، قلوب ملایین العرب المتلهفین على ( نصر) بعد مسلسل الهزائم، وأشباه الانتصارات (المباعة) سیاسیا. السید حسن، وهو صادق فی کل ما یقول بالتجربة، عوّد جمهور العدو على تصدیقه، بینما انکشف کذب قادته، وکانت هذه سابقة فی تاریخ الصراع مع هذا العدو المغتر بقوته، وبانتمائه لحضارة الغرب الاستعماری. قادة الکیان الصهیونی، وخبراؤه العسکریون، اعترفوا صراحة بأن حزب الله انتصر فی حرب الـ33 یوما..وفقط قادة دول عربیة تابعة، وقوى طائفیة عمیلة، و(زعامات) تافهة مخترعة..شککوا فی الانتصار.. ومعهم حق: فالانتصار على العدو کان انتصارا علیهم، وعلى خطابهم السیاسی، وهو فضیحة لعجزهم ولکل ما یمثلونه. فی مقدمة من فرح بانتصار حزب الله، کان شعبنا الفلسطینی، لیس فی لبنان فقط، وإنما فی عمق فلسطین، وفی الضفة، والقطاع، والشتات، لأن شعبنا یعرف، ویؤمن، بأن کل هزیمة تقع فی العدو، تقرّب یوم تحریر فلسطین. ملایین العرب، مشرقا ومغربا، فی أیّام قلیلة، اتخذوا من سماحة السید حسن نصر الله زعیما ملهما، وفی ظل وجود قیادات خانعة، متآمرة على فلسطین، وکل قضایا العرب، برز السید حسن سیدا حقیقیا، ولیس مجرّد حاکم طرطور یجلس فی منصب أکبر منه، منصب لا قیمة له، مستمدا أسباب بقائه ممن نصبوه، وهم رعاته الأمریکان فی کل الأحوال! أنا کعربی فلسطینی اعتدت على طرح السؤال الکاشف: هل هذا الحاکم مع فلسطین؟ والجواب یقرر، وعندی أنه بعد جمال عبد الناصر لم یبرز الزعیم الذی یحمل هم فلسطین، ویؤمن بوحدة الأمة العربیة، ویحارب الاستعمار و..أذناب الاستعمار. السید حسن مع فلسطین، وما یمثله مع فلسطین، والجنوبیون مع فلسطین، وأهل الضاحیة مع فلسطین. والحق أن لبنان مع فلسطین، باستثناء الحزب الصهیونی الانعزالی، والطائفیین النفطیین. هنا أود تذکیر من نسوا بما قدمه الجنوب اللبنانی للثورة الفلسطینیة التی اجتثت من الأردن عام 70، فکان أن وجدت فی أحضان أهل الجنوب، الذین أستسمحهم بأن اذکر بأنهم مسلمون (شیعة)، ومن هذا العناق الفلسطینی الجنوبی وجدت الثورة الفلسطینیة لنفسها مکانا ضربت فیه أقدامها، وانتعشت روح المقاومة لدى المحرومین، المستلبی الحقوق، المنسیین..أبناء الجنوب، وأثمرت حرکة أمل بقیادة الإمام موسى الصدر، بدعم فلسطینی فتحاوی، ومن ثمّ ترعرع مئات الفتیة الجنوبیین فی المقاومة، وهم الذین انطلق بهم حزب الله بعد رحیل الثورة الفلسطینیة من لبنان فی العام 1982، لیدشن زمن المقاومة اللبنانیة والانتصارات. لم تدفع بقعة من الأرض العربیة لفلسطین من تضحیات ما دفعه الجنوب، والضاحیة الجنوبیة.. وبیروت العظیمة، و صیدا معروف سعد وصور الباسلة. فلیتذکر من نسی. هناک الیوم فی بلاد العرب من یکافئ حزب الله، ولبنان کله، وبالخصوص أهل الجنوب، بالجحود، والتنکر للبطولة، ویا للعجب، فی حین یعترف العدو الصهیونی بما فعله حزب الله، بل وأکثر من ذلک، فهذا العدو مسکون بالرعب من حزب الله ومقاومیه، وما یتوعد به قائد المقاومة، السید حسن نصر الله. فی الذکر السادسة لانتصار تموز، ومع تصاعد الأحداث فی سوریة، واحتدامها الدموی، روّج طائفیون محقونون دعایة قصد بها النیل من سمعة حزب الله، وإفقاده بعض شعبیته التی یتمتع بها عربیا وإسلامیا، وهی أن الحزب یدفع ببعض رجاله للقتال ضد الشعب السوری! منذ اللحظة الأولى التی سمعت بها بهذه الدعایة المحمومة، عرفت بأنها مفبرکة، وأن من حاولوا شق صفوف الشعب اللبنانی بفتنة تأخذ المسلمین السنة والشیعة إلى نار تحرق الجمیع، وجدوا هم ومعلموهم السعودیون فی الحراک الشعبی السوری فرصة لزرع الشقاق فی صوف الشعب السوری طائفیا، وبغایة مکشوفة: تدمیر سوریة الوطن، والدولة. ألیس هذا ما فعله تآمرهم، والطائرات التی خرجت من قواعدها فی الدول التی یحکمونها..لتدمیر العراق ؟! أنا واثق أن حزب الله أرفع وأجل وأعقل من أن ینخرط فی هکذا حرب، لأنها الحرب التی تجنبها دائما، ونأى بنفسه عنها، وثقف جماهیره بما یحصنهم من الوقوع فیها. حزب الله صدیق وحلیف لسوریة.. هذا صحیح، وهو لا ینکر هذا، وعندی أن هذا لا ینتقص من استقلالیته، فإذا کان یتغذى بالسلاح من سوریة، وعبرها، فإن من یتهمونه یتمولون من النفط، ویحظون برعایة أمریکا وفرنسا وبریطانیا، ویعسکرون فی ترکیا، وهم الآن یتماهون مع القاعدة، ولا یستطیعون أن یحتجوا على ممارساتها، وعلى تبشیرها بدولة إسلامیة ولو فی معبر (باب الهوا) الحدودی مع ترکیا! فی خطابه الاخیر أعلن السید حسن أن الصواریخ التی دکّت (إسرائیل) و.. قلبها، هی صناعة سوریة، ولیست إیرانیة، وحیا القادة الذین تمّ اغتیالهم فی مبنى الأمن القومی، ووصفهم بأنهم رفاق سلاح. من سمع خطاب السید حسن تکشفت له أسباب مطاردة قادة الکیان الصهیونی، وفی مقدمتهم باراک، وروح الانتقام التی تحرکهم للثأر من سوریة. هنا أسأل: ما شأن القادة العرب بسلاح سوریة الکیماوی؟ لماذا یقلقهم، ولا تقلقهم ترسانة الکیان الصهیونی النوویة، والکیماویة، والجرثومیة؟!..بالمناسبة: هؤلاء الحکام مسلمون سنّة! سمعتم ولا شک باغتیال الدکتور (نبیل زغیب) مع أفراد عائلته فی منزله بمساکن برزة،، وهو أحد أهم القائمین على تطویر سلاح الصورایخ السوری. لماذا یغتال هذا العالم، وخدمة لمن؟! الجواب: خدمة (لإسرائیل) تحدیدا. بالمناسبة: هذا العالم الفذ عربی مسیحی. الطائفیون هم الذین یعملون على تدمیر سوریة الوطن، وسوریة الدولة، وهم یؤلبون الجهلة والدهماء على حزب الله، ومعلموهم لا یأبهون بحصار شعبنا فی قطاع غزة..ولا یقلقهم تهوید القدس، تحت سمعهم وبصرهم، القدس التی لا تستفز عروبتهم المفتقدة، وإسلامهم التجاری للدعوة لاجتماع وزراء الخارجیة العرب، فما بالک بالملوک والحکّام لإنقاذها، مع إنهم سنّة.. سنة یسنون أسنانهم باستمرار لنهش لحم المواطن العربی المذل المهان، ویمزقون بها لحم بلاد العرب التی حولوها أشلاءً مباحة لکل طامع وغاز!
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,247 |
||