إسرائیل تتغلغل أمنیاً فی أفریقیا | ||
إسرائیل تتغلغل أمنیاً فی أفریقیا یقوم عدد من الضباط الإسرائیلیین المنتهیة خدماتهم فی الجیش وأجهزة الأمن الإسرائیلیة بتأسیس شرکات أمنیة خاصة لتقدیم خدمات أمنیة فی مختلف دول العالم وخاصة أفریقیا. وکشفت المنظمة العربیة لحقوق الإنسان فی بریطانیا -فی بیان لها- أن هؤلاء الضباط یسجلون هذه الشرکات فی دول أوروبیة وفی دول أخرى نظرا للحساسیة التی تثیرها جنسیاتهم الإسرائیلیة, ویعملون على تجنید عسکریین وأمنیین من جنسیات مختلفة للعمل فی مجال حراسة المرافق الحساسة والشخصیات الهامة. وقالت المنظمة إن من أبرز الشرکات التی تم رصدها فی هذا المجال شرکة بنیتل إنترناشیونال سکیوریتی التی أسسها الجنرال الإسرائیلی بنی طال سنة 1981، وهو ضابط أمن عمل فی مجال الحراسات الشخصیة لمسؤولین إسرائیلیین کبار مثل إسحق رابین وشمعون بیریز. وتنشط الشرکة من خلال أربعة فروع فی إسرائیل وفرنسا والولایات المتحدة الأمیرکیة وإیطالیا، وتفتخر بأنها بنت شبکة علاقات دولیة تقدم خدمات أمنیة وصلت إلى حد التدخل فی النزاعات الداخلیة للدول، وخاصة الأفریقیة منها التی تعانی من حروب أهلیة. واتهمت المنظمة العربیة لحقوق الإنسان العاملین فی هذه الشرکة بتحولهم إلى مجرد مرتزقة یرتکبون الجرائم لحساب قادة وأجهزة استخبارات متنفذة. وفی شهر ینایر/کانون الثانی من هذه السنة, أصدرت الشرکة تقریرا ذکرت فیه أنها قامت بإنقاذ زعیم أفریقی لم تذکر اسمه، مکتفیة بقولها إنه فی منطقة تسودها حرب أهلیة وأحداث دامیة. وقالت الشرکة فی تقریرها إنه فی ضوء ما یحدث فی وسط أفریقیا من حروب أهلیة دامیة وأعمال شغب غالبا ما یطلب من الشرکة توفیر حراسات لرؤساء هذه الدول، وتدریب الحراس الشخصیین لهؤلاء وفقا للمبادئ المتبعة فی إسرائیل. وفی حدیثها عن تفاصیل عملیة إنقاذ الرئیس الأفریقی, قالت الشرکة إن اتصالا عاجلا وصلها من الرئیس یطلب فیه إنقاذه لأن بعض المتمردین التابعین لقبیلة أخرى ثاروا علیه، مما اضطره للهروب وعائلته إلى غابة قریبة من العاصمة، وهناک قام فریق من الشرکة بإنقاذه وترحیله تحت وابل کثیف من النیران إلى دولة صدیقة. وفی تعلیقها على هذا التقریر, نبهت المنظمة العربیة لحقوق الإنسان إلى مدى النفوذ والحصانة المطلقة الذی تتمتع به هذه الشرکة فی هذه الدول، وهو ما یبرز الاختراق الإسرائیلی الرسمی للدول الأفریقیة والتحکم فی مقدراتها السیادیة. وقالت المنظمة إنه من المفارقة أن بنی طال -الذی یفتخر بمتانة علاقاته مع القادة الأفارقة من خلال ما یقدمه من خدمات أمنیة لهم- اقترح -وفقا لصحیفة جروزالم بوست- على رئیس بلدیة تل أبیب تطهیر المدینة من المهاجرین الأفارقة بإرسال مئات من حراس الشرکة المسلحین لتجمیع الأفارقة فی شاحنات تمهیدا لترحیلهم خارج إسرائیل، معتبرا أن هؤلاء من أکثر العرقیات إثارة للفوضى والخراب. وأکدت المنظمة العربیة لحقوق الإنسان فی بریطانیا أن ظاهرة الشرکات الأمنیة الإسرائیلیة الخاصة التی تنشط خارج إطار القانون فی اتساع کبیر، ونظرا للسریة التی تحیط بعمل هذه الشرکات فإنه لا یعرف على وجه الدقة حجم الخسائر التی تسببها فی أوساط المدنیین، وعلى وجه الخصوص فی الدول الأفریقیة التی تسودها اضطرابات دمویة. وطالبت المنظمة المجتمع الدولی ودول الاتحاد الأوروبی بمراجعة التراخیص الممنوحة لهذه الشرکات حتى لا تکون هذه الدول قاعدة تنطلق منها لتنفیذ جرائم باسم الأمن. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,211 |
||