ماذا وراء تعیین بندربن سلطان رئیساً للاستخبارات فی السعودیة؟ | ||
ماذا وراء تعیین بندربن سلطان رئیساً للاستخبارات فی السعودیة؟ إسراءالفاس عین الملک السعودی عبدالله بن عبدالعزیز ابن أخیه بندربن سلطان رئیساً للاستخبارات بعداعفاء الأمیر مقرن بن عبدالعزیز من منصبه الذی تسلمه عام 2005 من دون تقدیم مبررات للقرار . فمن هو بندربن سلطان؟ وماذا وراء تعیینه رئیساً للاستخبارات فی هذا الوقت تحدیداً؟ ترجح صحیفة الأخبار اللبنانیة أن تکون المملکة السعودیة قد لجأت إلى من وصفته بـ"أمیرها الحدیدی" لإیکاله مهمة خطیرة، رابطة خطورة المهمة بزیارات أجراها مسؤولون أمیرکیون للسعودیة وللکیان الصهیونی، ظهر بندر فیها دائماً إلى جانب المسؤولین الأمیرکیین وبینهم رئیس وکالة الاستخبارات الأمیرکیة دایفید بترایوس. وتنقل صحیفة المنار المقدسیة عن تقاریر ومعلومات بحوزتها تفید بأن تعیین بن سلطان جاء بناءً على رغبة أمیرکیة عبر عنها بترایوس فی زیارته الأخیرة إلى المملکة، إذ طلب من الملک السعودی عبد الله بن عبد العزیز وولی عهده الأمیر سلطان إجراء تعدیلات على المناصب الامنیة وبشکل خاص تلک التی تشرف وتنسق مع المؤسسات الاستخباریة الأمیرکیة والإسرائیلیة موصیاً بالاستفادة من خبرة وحنکة بن سلطان ونصائح سعود الفیصل إذ یتفق الاثنان على ضرورة ان تختار سوریة بین التحالف بین دول الخلیج الفارسی وإیران وقوى المقاومة. وفی حین تنقل صحیفة "وول ستریت جورنال" أن قرار استبعاد الأمیر مقرن عن رئاسة الاستخبارات یعود إلى فشله فی إدارة الجهاز وانشغاله بملاذ الحیاة. تؤکد صحیفة المنار المقدسیة أن الموضوع مرتبط بخلافات بین أمراء الأسرة الحاکمة على خلفیة السیاسات التی تتبعها المملکة اتجاه الأزمة فی سوریة، لسببین: الأول عدم ثقة هؤلاء بالسیاسة الأمیرکیة التی قد تضحی بحکم آل سعود فی أی صفقة تستلزم ذلک، والثانی معارضة هذا الجناح لدعم الارهاب فی سوریة کونهم یعتبرون أن الغلو فی هذا الدعم لن یکون فی صالح المملکة، خصوصاً بعد ما أظهره النظام السوری من تماسک وثبات. لماذا "بندربوش"؟ تجمع التحلیلات ان لوصول الأمیر بندر أو "بندر بوش"* - کما ینادى - إلى رأس جهاز الاستخبارات دلالات إقلیمیة ودولیة تساهم فی ایضاحها علاقاته بالرؤساء وکبار المسؤولین الأمیرکیین. و یساهم فی إیضاح هذا التفسیر التوغل فی سیرة الأمیر المعیّن،الذی یُعدّ من المقربین من الأوساط السیاسیة والدیبلوماسیة فی واشنطن، التی عمل فیها کسفیر لبلاده على مدى 25 عاماً. وتنقل "الأخبار اللبنانیة " عن السفیر الأمیرکی السابق لدى الریاض، روبرت غوردان، أن تعیین بندر قد یساعد فی تعزیز التحالف بین واشنطن وأقرب حلفائها العرب ویقصد السعودیة. أما "وول ستریت جورنال" فتنقل بدورها عن الخبیر السیاسی، عبد الله الشمری، إشارته إلى التشابه بین العمل الأمیرکی السعودی المشترک خلال الثمانینیات ضدّ السوفیات فی أفغانستان، والظروف الحالیة فی سوریة، حیث یتعین علیهما أن یواجها الاعتراضات الروسیة على عمل أقسى ضدّ نظام بشار الأسد، فیما رأى المحلل السیاسی فی معهد الخدمات الملکیة المتحدة فی قطر، مایکل ستیفنز، أن الاجتیاح السوفیاتی لأفغانستان کان سبباً رئیسیاً لإقامة بندر علاقات طیبة مع الصین، مضیفاً "اذا أرادوا أن یحسنوا الانخراط المتعدد فی المسألة السوریة، فان بندر هو رجلهم"، بحسب. وتذهب صحیفة "المنار" المقدسیة إلى أبعد من علاقات بن سلطان الأمیرکیة، لتشیر إلى علاقاته القویة بالمسؤولین الإسرائیلیین. وتقول الصحیفة إن هذه العلاقة بدأت فی منتصف الستینات عندما کان یتعلم الطیران فی بریطانیا، لتتعزز لاحقاً بعد تولیه منصب سفیر بلاده فی الولایات المتحدة وتصل إلى مرحلة التعاون الاستخباراتی. الصحیفة نفسها، تشیر إلى أن بن سلطان کان وراء إقناع الملک السعودی الحالی بإطلاق "مبادرة السلام العربیة" عام 2002. وتتابع کاشفة ان الأمیر السعودی أدار خلال حرب لبنان الثانیة قناة الاتصال وتبادل المعلومات والمشاورات بین السعودیة والحکومة الاسرائیلیة، من خلال زیارات قام بها إلى القدس الغربیة والتقى خلالها برئیس الحکومة آنذاک ایهود أولمرت. وسبق أن ترددت معلومات عبر وسائل الاعلام عن ضلوع بن سلطان فی عملیة اغتیال الشهید القیادی فی حزب الله عماد مغنیة، لیتردد اسمه لاحقاً مع بدایة الأزمة السوریة اثر نشر ما عرف بـ "خطة بندر"، قیل إنه أعدها بمساعدة جیفری فیلتمان مساعد وزیرة الخارجیة الأمیرکیة لشؤون الشرق الأوسط. وتکشف صحیفة المنار الیوم عن اجتماع استخباراتی استضافته دولة عربیة شارک فیه بن سلطان إلى جانب وزیر الحرب الصهیونی ایهود باراک مع عدد من المسؤولین الاستخباریین الغربیین والاقلیمیین لیستمر خمس ساعات کاملة أفرد لمناقشة سلسلة من الملفات على رأسها الملف السوری. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,387 |
||