المسلمون فی میانمارلابواکی لهم | ||
المسلمون فی میانمارلابواکی لهم محمدالعبادی على وقع حادثة عرضیة إنفجر برکان الغضب العرقی فی میانمار قاذفاً بحمم الموت الأحمر على المسلمین فیها، ولاحقهم شبح الموت وهم متخفون خائفون بین الأشجار والأحراش البعیدة، ونجا من فرّ بجلده منهم لیضمن له حق الحیاة مشرداً على أطراف الحدود مع بنغلادش. لقد کانت مصیبة یسترجع عندها الإنسان ویکون حرضاً. وذکرتنا بالإنتهاکات الخطیرة المعاصرة التی ألمت بالمسلمین فی فلسطین وفی البوسنة والهرسک وفی أفغانستان والعراق و... حیث أصبح القتل فیهم سنة جاریة! تعود المسلمون أن تکون قضایاهم على هامش سماسرة السیاسة، فلقد رأینا کیف ینزف الدم الفلسطینی على مدى اکثر من ستین سنة دون أن تتخذ المنظمات الدولیة والحقوقیة قرارات فاعلة فی ردع الکیان الصهیونی الغاصب. إنّ مایجری فی میانمار یمثل جزء صغیر من الحقیقة التاریخیة الواضحة فی عدم الإکتراث بالمسلمین من قبل القوى الظالمة التی تتشدق بحقوق الإنسان. عجبت من ذلک الصمت الدولی المطبق من قبل المحافل الدولیة والمنظمات الحقوقیة وهی ترى المنکر الدولی قد وقعت واقعته على المستضعفین من الرجال والنساء والولدان الذین لایستطیعون حیلة ولا یهتدون سبیلاً الى الخلاص من طیش الموت الأعمى، فی الوقت الذی ترتفع صیحات تلک المحافل على وقع أحداث صغیرة جداً لا ترقى الى ما یحدث فی میانمار. وتألمت لموقف الدول والحکومات الإسلامیة الباهت من الجریمة النکراء بحق المسلمین فی میانمار... إنها الأمة (الإسلامیة) المتخمة بعدد نفوسها والضئیلة بمواقفها، إنّها الأمة الضخمة فی إمکاناتها والمفرطة فیها بسیاساتها، إنّها الأمة التی کثیراً ما تدس رأسها فی التراب خشیة أن ترى تداعیها أمام الأمم الأخرى... لقد کانت هذه الأمة أشیاعاً فی موقفها من التطهیر العرقی لمسلمی میانمار، وکانت تؤدی أضعف الایمان فی واقع یحتاج الى کل الایمان وکل الدعم من أجل مشارکة المسلمین همومهم والإستجابة لإستغاثاتهم وهم یقتلون بمعاول العلمانیة والبوذیة... لقد رأینا أن الدول التی تکثر من الحدیث عن حق الشعوب أو حقوق الإنسان هی من أکثر الدول صمتاً فی فاجعة میانمار! ویبدو أن على مسلمی میانمار أن تکون لدیهم ثروات وممیزات معینة حتى تدافع عنهم الدول الدیمقراطیة! أو أن علیهم أن یکونوا ضمن جغرافیة دولة تعادی أمریکا وحلفائها حتى ترتفع أصواتهم للمطالبة بحقوقهم. أما إذا قتل هؤلاء فی بلد یوالی أمریکا فتلک مسألة تحتاج الى إعادة نظر: قتل امرؤ فی غابة جریمة لا تغتفر وقتل شعب کامل مسألة فیها نظر إنّ مفردة حقوق الإنسان لامعنى لها ولا یمکن المناداة بها ضد الدول الموالیة لأمریکا وحلفائها، أما عند الدول المستقلة أو المناوئة لها فهی أم المسائل! طبقاً للمعاییر الأخلاقیة والإنسانیة وحتى الدولیة فإن الإنسان هو الإنسان أیاً کان لونه وعرقه ودینه له حق الحریة والحیاة بکرامة فی الأرض التی یعیش فیها، لکن مایجری على أرض الواقع فإنّ قیمة الإنسان خاضعة للقرب والبعد من دائرة المصالح الدولیة، وهو ما أدى الى التغاضی عن قضیتهم والدفاع عن حقوقهم. الدول العربیة والإسلامیة کان بیدها أن تتخذ إجراءات عملیة بالإستنکار والشجب الشدید، والدعوة لعقد مؤتمر طارئ من قبل جامعة الدول العربیة، وأیضاً من منظمة المؤتمر الإسلامی للخروج بقرارات عملیة حول میانمار، وکان على الشعوب الإسلامیة أن تخرج فی تظاهرات تندد بالجریمة وأن تقیم الندوات التضامنیة، والمؤتمرات الإعلامیة فی فضح هذه الجریمة المسکوت عنها....
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,200 |
||