غلبت الروم فأصبح بقاء الأسد محتوم! | ||
![]() | ||
غلبت الروم فأصبح بقاء الأسد محتوم! غلبت الروم فی أدنى الأرض السوریة وهم من بعد غلبهم سیذعنون للتفاوض مع الروس حول مستقبل النظام العالمی الجدید ببقاء الأسد مرشحاً رئیسیاً لإنتخابات العام 2014م سواء کان بعض أدواتهم یعلمون ذلک او لا یعلمون! هذا ما تؤکده تقاریر الکوالیس الخلفیة وأروقة الدبلوماسیة السریّة ومعرک صراع الإرادات المعروفة منها والخفیة! قد تطول فترة التفاوض هذه او تقصر، وقد یعدل إتفاق جنیف او لا یعدل، وقد یضطروا لإشراک الإیرانیین علناً ومباشرة او بالواسطة، وقد یدخلوا المصریین لتلطیف عملیة التفاوض هذه تخفیفاً لما هم له کارهون! لهذا الأمر بالذات ولیس لغیره أبداً هم لعملیات الإعتراف الشکلی والخالی من المضمون بـ (معارضة) هم صانعوها وممولوها ومهندسوا عملیاتها المیدانیة مضطرون وللتصعید المیدانی لعدوانهم مجبرون! نورد هذا الکلام هنا بناء على معلومات متطابقة ومتواترة تصل الى کل من یهمه الأمر من عواصم باتت تملک مفاتیح الحل الحقیقی لخلاص السوریین المرتقب! یقول مسؤول ایرانی رفیع المستوى معنی بمجریات الحرب المفتوحة على سوریا کما یصفها هو: أمامنا أشهر معدودة وتنتهی الذروة فی التصعید الحالی وهی أشهر ستکون حاسمة سیضطر الجمیع بعدها للذهاب الى البحث عن صیغة توافقیة للحل، سیبذل الغرب وأدواته الإقلیمیة أقصى ما لدیهم فی محاولة للسیطرة على الموقف المیدانی بما یؤمن لهم وضعاً تفاوضیاً متقدماً للحل فی سوریا على قاعدة جنیف، بالمقابل فإننا سنبذل أقصى ما لدینا لمنعهم من تحقیق مهمّتهم هذه، ولهذا ستکون الأمور بیننا وبینهم سجال وکر وفر! لکن المسؤول الإیرانی البارز یضیف ما هو أهم وأخطر بالقول: لکننا لن نسمح للغرب هذه المرة أن یستنسخ ما فعله فی لیبیا على الإطلاق لأن الأمر یتعلق بسوریا وما تعنیه سوریا من عقدة إستراتیجیة تعنی الأمن القومی لیس فقط لدول وقوى محور المقاومة بل ولقوّتین عظمیین هما روسیا والصین اللذین بتنا مطمئنین الى أنهما لن یغیّرا من موقفهما الأکید والثابت کما موقفنا بان لا تغییر لأی نظام بعد الآن بقوة السلاح والتدخل والعدوان، وقد أفهمنا الطرف بالمقابل بکل وضوح بأنهم لو أصروا على ذلک فإن أنظمة کثیرة ستتدحرج الى الهاویة قبل سوریا والنار قد تصل إلى نهایة مصالحکم فی المنطقة إلى الأبد! ما الذی یعنیه إذن هذا التصاعد الکبیر للعملیات المسلحة فی سوریا لا سیما حول دمشق وترافق ذلک مع حفلات الإعتراف بمجلس معارض نشأ فی الخارج أصلاً وبإرادة القوى العظمى ولا یملک فی المیدان إلا (قیادة جبهة النصرة) التی وضعتها امریکا بالذات على لائحة الإرهاب باعتبارها القاعدة؟! فی بدایة عسکرة الأزمة السوریة بدعم خلیجی واحتضان ترکی ورعایة فرنسیة فاضحة وأمریکیة خجولة ترددت وفود خلیجیة کثیرة على طهران وهی تهول بأن نظام الأسد فی طریقه الى السقوط خلال الأسبوعین القادمین! وفی کل مرة جدیدة یأتون کان یسألهم الإیرانیون: ألا تظنون أن تقدیرکم للموقف متسرّع بعض الشیء، ومن ثم ینصحوهم کما نظرائهم الأتراک بالتروی بعض الشیء الى أن قالها أحد المسؤولین ممن یشتهر بالتعقل والتوازن فی مواقف بلاده: الأمر کلّه یعود بضرورة حجز مقعد لهؤلاء المسلحین ومن یقف ورائهم فی الخارج، على طاولة الحوار مع النظام فی إطار التسویة السیاسیة التی لا بد منها یوماً! نعم، فالرئیس بشار الأسد والشرعیة السوریة التی یمثلها حتى عند کل الدول التی إعترفت بما یسمى بالمجلس الوطنی والتی لم ینازعه أحد علیها حتى من قبل تلک الدول یرفض حتى الآن الحوار والتفاوض مع حاملی السلاح والمعینین من الأجنبی (ممثلین للشعب السوری) کما هی عبارة من إعترفوا بالمجلس الوطنی المشار إلیه هو العقبة الکأداء امام ای حل یراد فرضه من الخارج! ولما کان الأمر کذلک فی موازین القوى فی المیدان کما فی موازین المجتمع السوری، ولما کانت کل من ایران وروسیا والصین ودول البریکس مستعدون لمنازلة کل الدول التی ترید فرض امر واقع مخالف للمواثیق الدولیة على سوریا فإن المتابعین لملف الحرب على سوریا یؤکدون بأن ما دفع الغرب وأدواته الإقلیمیة للتصعید حتى الذروة لم یکن من أجل حسم معرکة یعرف سلفاً أنها قد خسرها بل هو تعویض عن خسائره فی المیدان کما فی الدبلوماسیة کما فی معرکة إنتزاع الشرعیة من نظام بات أشبه بقطب الرحى للنظام العالمی الجدید الذی لا بد أنه قادم بعد تشکل إدارة اوباما الجدیدة! وهنا بالذات یمکن فهم إصرار الرئیس اوباما بضرورة دخول إدارته فی مفاوضات مباشرة وشاملة مع القیادة الإیرانیة فی الوقت الذی ترى فیه تلک القیادة بأن الوقت لیس وقت التفاوض بقدر ما هو وقت التحضیر للمنازلة الکبرى فی فلسطین وأن على الأمریکی أن یرفع یده عن حاملة الطائرات الأمریکیة التی إسمها (إسرائیل) قبل التفکیر بعملیة تفاوض شاملة یتوسّلها مع ایران! ایران التی تعتقد إعتقاداً جازماً بأنها فی أحسن أحوالها وهی تعیش ایام بدر وخیبر ولیست ایام شعب ابی طالب حتى تضطر للتفاوض وبالتالی فإن لدیها الید العلیا فی میزان قوى المنطقة. ایران هذه باتت الیوم تملک مفاتیح الحل الذهبیة لأکثر من أزمة فی المنطقة ولیس لسوریا فحسب وهو ما تعرفه واشنطن أکثر من غیرها الأمر الذی سیجبرها على إبتلاع سم هزیمة الشام والتفاوض مع القیصر الروسی قبل إضطرارها لإبتلاع سم التفاوض مع العدو اللدود على أبواب نظام عالمی لن تکون فیه امریکا القوة الآمرة والناهیة کما إعتادت حتى الآن! وما الدرع الصاروخیة على الأراضی الترکیة والقبة الحدیدیة التی وعدت بها واشنطن دول المیاه الدافئة جنوباً إلا لتهدئة روع من باتوا قاب قوسین او ادنى من مغادرة مسرح اللعبة السیاسیة بکأس سم امریکیة!
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,202 |
||