مخاوف الغرب من الإسلام | ||
![]() | ||
مخاوف الغرب من الإسلام لقد أعلن الغرب وزبانیته الحرب على الأمة الإسلامیة لیحطموا النهضة الإنسانیة التی تدعو الى احترام الإنسان وتکریمه وإنقاذه من مخالب الظلم والاستبداد والتی تشکل ثورة تحرریة ترقى بالمجتمع الى تقدیم الأسوة والقدوة لباقی تکتلات البشر، فإن شمس الإسلام قد بزغت بعد أن تغلغل الجهل فی صدور بنی البشر وملأ الدنیا بأدناسه وآلامه المحرقة لقلوب المستضعفین بزغت فی ربوع الأرض لتبعث خیوط نورها ضوء العلم والمحبة والثورة والإباء فی صدور المؤمنین بها. ومنذ ذلک الحین وأعداء هذه النهضة الإسلامیة الملیئة بالمعارف والمکارم یبذلون جهدهم لإطفاء نور الله تعالى فی الأرض ولطمس معالم العدل ومنارات العلم، لتعود إلیهم دفة القیادة ووسادة الریاسة وفصول الظلم والاستبداد، فلم یرق لأهل الحکم والاستبداد أن یروا بساط زعامتهم اللعینة یسحب من تحت کرسی حکمهم، فتربصوا بالإسلام وأهله الدوائر لینقضوا ککلاب المزابل على فریسة هشة حسب ظنهم فیقضوا منها وترهم الحاقد لأطلال قد أفنى الإسلام عزها وجعلها من أسطورة التاریخ المظلم فمنوا بالفشل والخسارة. ولکن هذا زاد من أحقادهم وأوجاعهم فمکثوا غیر بعیدین فی استراحة محارب متشوق لعز مهدور حسب عقیدته المزورة وتعالیمه الخرافیة التی تبتنی على خرافات أسطوریة، کانوا یعدون العدة والعتاد لیقیموا حربا شاملة تقضی على معالم الإسلام، سموها بالصلیبیة تارة وبالیهودیة أخرى وبالإلحادیة الشرقیة ثالثة قد جمعهم خوفهم من الإسلام على حربه مع ما هم علیه من التناقضات والعداوة، وبعد أن وجدوا أن الحرب العسکریة لا تجدی مع أتباع الدین الإسلامی قرروا بعد تفکیر ودراسة معمقة لمواطن الضعف والقوة عند المسلمین أن یحاربوه بالوسائل الأخرى المعتمدة على الشبهات والسموم الإعلامیة والإعلانیة التی تحرف الحقائق وتبدّل الوقائع والغزو الثقافی الهادف الى تبدیل التعالیم والأعراف الذی یهدف الى سلب الهویة الإسلامیة من حاملیها وتکریس مکانها تعالیم غربیة بحجة العولمة والعلمانیة وعملوا على تخدیر المجتمع المسلم حتى لا تقوم له قائمة علمیة وإبداعیة ویبقى فی حالة استیراد وتقلید فی شتى المجالات. وإذا قرر مجتمع من مجتمعات المسلمین التمرد یطلقون علیه نار المقاطعة وأبواق العملاء لیجردوه حتى عن الإسلام وکأن من أرکان الإسلام الانصیاع لقوى الشر والتکبر الغربی وغیره. ولا زالت الحرب مستعرة على کل جبهات الأمة الإسلامیة وفی کل المواطن وکأن الغرب وقوى التکبر أخذوا على أنفسهم أن لا تهدأ هذه الحرب إلا بعد أن یزول الإسلام عن الوجود. وهنا نسأل أنه لماذا هذه الحرب الضروس على الإسلام من قبل قوى التکبر والعجرفة؟ وفی مقام الإجابة عن هذا السؤال نطرح عدة مخاوف تعتری الغرب وقوى التکبر من الإسلام وتوجب علیهم محاربته حتى النهایة. ومن أهم هذه المخاوف: -1 إن الإسلام یشکل حرکة تحرریة شاملة لکل جوانب الحیاة تأبى على حاملها أن یرکع للظلم والظالم وینصاع للاستبداد والغطرسة وتنادی بالعدل ونصرة المستضعفین فی کل مکان وتحث على بذل النفس فی طریق الکفاح لأجل حریة المجتمع وتحصیل استقلاله عن الأعداء، فحین یکون المجتمع المسلم متبّعا للإسلام الصحیح لا یمکن لقوة أن تقهره وتسلب أمنه وخیراته وتذل أتباعه. -2 إن الإسلام یبذر فی نفوس أهله بذور العزة والکرامة والکبریاء أمام المستکبرین، وقد قدم قادته شهداء فی سبیل صون النفس المسلمة عن الهوان والذل. -3 إن الإسلام یدعو الى الوحدة وتألیف القلوب وشبک الأیدی فی طریق المواجهة والکفاح وحتى فی حالة السلم والرخاء لیفوت الفرصة على أی عدو یحاول شق طریقه بین صفوف المسلمین، ویعتبر الإسلام أن الأرض الإسلامیة واحدة یجب المحافظة علیها وعلى أهلها بحیث لو أن العدو اعتدى على شبر منها لا بد أن یهب جمیع المسلمین لنصرته. -4یحمل الإسلام نظریة براقة فی مجال تنظیم شؤون المجتمع من أصغر تفاصیلها الى أکبرها وهی مسألة القیادة والسیاسة وهذه النظریة تمثل رؤیة إلهیة منزهة عن الخطأ والاشتباه تنظر الى مصلحة البشر بحکمة وعنایة ولطف بهم فتأمرهم بذی المصلحة وتنهاهم عن ذی المفسدة حتى یصلون الى کمالهم الدنیوی والأخروی. -5 ومن مخاوفهم القوة البشریة الهائلة عند المسلمین والتی تتنامى بکثرة وهی فی ازدیاد وانتشار فی کل أنحاء العالم حتى أصبحت تهدد باقی التکتلات بالهیمنة العددیة علیها. هذه بعض المخاوف التی تدعو الأعداء لمحاربة الإسلام والمسلمین ولذا نراهم یهاجمونه لیحطموا مخاوفهم ویحققوا منالهم الهادف الى إحکام سیطرتهم على العالم وجعله یسبح فی مستنقع ظلمهم وطمعهم، وهم یعرفون أن الإسلام یهدد مسیر هذه الأطماع فلذا یحاربونه حتى لا یهدأ للمسلمین بال ولا یستقر لهم قرار.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,291 |
||