لماذا تؤید وسائل الإعلام العربیة قتل الأبریاء فی الیمن، وأین المنظمات الإنسانیة الدولیة؟! | ||
![]() | ||
رغم تفاقم الازمة الانسانیة فی الیمن جراء العدوان السعودی المتواصل على هذا البلد منذ ٢٦ مارس/ آذار الماضی، والذی ادى حتى الآن الى مقتل وجرح المئات من المدنیین الابریاء لازالت وسائل الاعلام العربیة تلتزم الصمت ازاء هذه الجرائم، بل وصل الأمر لدى بعضها الى حد تأیید هذه الجرائم بحجج ومزاعم واهیة لا تستند الى ای منطقٍ قانونی أو أخلاقی. فقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذیة والزراعة (فاو) من أن ما یقرب من ١١ ملیون شخص فی الیمن یواجهون الآن انعدام الأمن الغذائی الشدید، ویتعرض ملایین آخرون لخطر عدم الوفاء باحتیاجاتهم الغذائیة الأساسیة. وطالبت المنظمة بضرورة توفیر ٨ ملایین دولار على الأقل لمؤازرة المزارعین الیمنیین خلال الموسم الزراعی الحالی حیث من المتوقع أن یفضی تواصل العدوان إلى مزید من تفاقم أوضاع الأمن الغذائی فی هذا البلد الذی یعانی أصلاً من الفقر والتدهور الاقتصادی. ووفقاً لأحدث تقییم لمنظمة "فاو"، أسفر تدهور الوضع الأمنی والاقتصادی فی الیمن عن تعطیل حرکة الأسواق والتجارة، والدفع بأسعار المواد الغذائیة إلى الارتفاع، وعرقلة الإنتاج الزراعی، بما فی ذلک إعداد الأراضی وزراعتها بمحصول الذرة الرئیسی لعام ٢٠١٥، إلى جانب حصاد محاصیل الذرة البیضاء. ویعیش ١٠.٦ ملیون یمنی الآن حالة حادة من انعدام الأمن الغذائی، وبضمنهم ٤.٨ ملیون یواجهون "حالة طوارئ"، إذ یعجزون عن تدبیر قوتهم الیومی ویعانون من معدلات سوء تغذیة بالغة الارتفاع ومتفاقمة، مما تمخض أیضاً عن دمار کبیر لسبل معیشتهم. ویعانی ٨٥٠ ألف طفل حالیاً من سوء التغذیة الحاد فی جمیع أنحاء الیمن. کما یتطلب أکثر من نصف سکان الیمن( نحو ١٦ ملیوناً من أصل ما مجموعه ٢٦ ملیون نسمة) شکلاً من أشکال المساعدات الإنسانیة، بینما لا تتاح لهم إمکانیة الوصول إلى المیاه الصالحة للشرب. والمتوقع أن یتفاقم انعدام الأمن الغذائی جراء استمرار العدوان على الیمن الذی طالما عانى من ظاهرة الفقر. ویستشری هذا الانعدام بصورة حادة لا سیما فی المحافظات الواقعة فی أقصی الشمال الشرقی، وفی جنوب البلاد. وقالت "فاو" إنه من المفارقات أن نحو ٢.٥ ملیون من منتجی المواد الغذائیة فی الیمن، بما فی ذلک المزارعون والرعاة والصیادون وعمال الأجر الزراعی، هم من بین الفئات المحددة التی تقع ضحیة لانعدام الأمن الغذائی. وفی بعض المناطق، مثل میناء الحدیدة بغرب الیمن، تضاعفت أسعار المواد الغذائیة وارتفعت أسعار الوقود بمقدار أربعة أضعاف. والمتوقع أن تشهد الأسعار مزیداً من الزیادات نتیجة لنقص الوقود جراء استمرار العدوان الذی أثر أیضاً على شبکات النقل فی جمیع أنحاء البلاد التی تعتمد بشکل کبیر على واردات المحاصیل الأساسیة. فی الوقت ذاته وبسبب تواصل العدوان انهارت خدمات البنیة التحتیة فی الیمن وتعطلت برامج شبکات الضمان الاجتماعی الحکومیة، مما سدد ضربة إضافیة إلى الملایین من الأسر الفقیرة فی هذا البلد. وتؤکد المعلومات الواردة من الیمن ان الطائرات السعودیة استهدفت منذ بدایة العدوان محطات الوقود والبنى التحتیة لهذا البلد فی وقت لازالت فیه وسائل الاعلام العربیة والمنظمات الانسانیة تلوذ بالصمت المریب. والسؤال الذی یبحث عن جواب هو: لماذا کل هذا الصمت، فی حین تقوم وسائل الاعلام العربیة وکما یعلم الجمیع بمتابعة وملاحقة جمیع الاخبار ( الشاردة والواردة ) فی مختلف المجالات الریاضیة والفنیة والمالیة والغنائیة والموسیقیة و.. و.. و. فهل الشعب الیمنی لیس عربیاً أم أن تجاهل مأساته الانسانیة أمر یراد منه ترکیع هذا الشعب وإجباره على الاستسلام امام العدوان الغاشم، وکأن الجانب الانسانی قد تعطل لدى هذه الوسائل وبات مصیر هذا الشعب لا یعنیها بالمرّة ولا تربطه به أیة صلة على الاطلاق. وتتخفى وسائل الاعلام العربیة ومعها المنظمات الانسانیة الدولیة خلف ذرائع وهمیة لتزییف الحقائق بشأن العدوان الهمجی على الیمن والاهداف الحقیقیة التی تکمن وراءه لتکریس حالة اللامبالاة لدى المواطن العربی وحجب الحقیقة عنه کی لا یطلع على حجم الجریمة التی یرتکبها النظام السعودی بحق الیمنیین العزل لاسیما النساء والاطفال. وخلاصة القول ان العدوان السعودی على الیمن فضح الکثیر من وسائل الاعلام العربیة التی أثبتت التجارب أنها أداة طیّعة بید الحکومات الجائرة والمتسلطة على رقاب الشعوب، کما أثبت العدوان ان هذه الوسائل لا یهمها مصیر الشعوب العربیة بقدر ما تهمها مصالحها المادیة الآنیة التی تؤمنها لها الانظمة العمیلة والرجعیة وفی مقدمتها نظام آل سعود الذی یبذر أموال المسلمین على نزواته وشهواته لتحقیق أهداف رخیصة تصب فی مصلحة المشروع الصهیو امریکی فی المنطقة على حساب دماء وأرواح شعوبها وکرامة ومصیر أبنائها.
موقع الوقت | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,058 |
||