المرأة فی فکر الإمام الخمینی

یَ

علمالمنصف، ان الإمام الخمینی ارتقى فی مستوى خطابه للمرأة ورفعها إلى أعلى مصاف الإنسانیة…و قدَّمهافی رتبةالصالحی نوالقادةالسیاسیین الذین خططواط و الالعقود و مازالو المستقبل الأمم والشعوب و إدارة مصالحها… ونزَّهها وکرَّمها أفضل التکریم، وأعانها وحذرها بأسلوبه البلیغ الذی صاغت حروفه عمق شخصیته وبُعد معرفته المتأصلة والمتجذرة، ونهاها عن الانحراف والاستماع إلى الدسائس والمؤامرات، التی یحوکها أعداء الإنسانیة لطمس المکانة الراقیة للمرأة من أجل إبعادها عن دورها الرئیسی فی الحیاة وعن ساحة القدسیة، وحصرها فی قمقم خدمة رأس المال الجشع والتجارة.

وبرغم فکر الامام الخمینی التقدمی تجاه المرأة، إلا أن التاریخ لم ینصف الامام. وبرغم من ان الخمینی أبدع فی الفکر والعقیدة الاسلامیة وفی مجالات اخرى کثیرة، إلا أنه جعل للمرأة مکانة خاصة فی تعالیمه التی تتصل بالمجتمع الاسلامی المعاصر ودورها ومستقبلها، لکن معاهد الاستشراق ودراسات “الشرق الاوسط” ابتعدت عما قدّمه الخمینی للبشریة من افکار تحظى بالکثیر من الاحترام والتقدیر فی العالمین العربی والاسلامی ولدى الانسانیة المنصفة. ولعل تجاهل فکر الامام تجاه المرأة سیّما فی الغرب السیاسی، یعود الى رغبة بتحجیم مکانة ایران الجدیدة فی العالم، والتعتیم على النجاحات التی تحققها فی علوم الاجتماع والأنسنة، والعلاقات الدولیة، والعلوم عامة ومنها البیولوجیا والکیمیاء والطب.
فی فکر الإمام الخمینی، الذی أحیت إیران الاسلامیة مؤخراً الذکرى ال26 لرحیله، عرض لإنسانیة المرأة، طاقاتها التی لا تنضب، ومطالبه بضرورة تفجیر إنسانیتها المدفونة، وتفعیل طاقاتها التی وأدتها الجاهلیة فکراً وأخلاقاً وممارسةً، لتعود المرأة قلب المجتمع النابض بالکمال، وهو دورها الطبیعی الذی أراده الله تعالى لها ومکّنها فیه .
لکن، کیف ینظر الإمام الخمینی إلى المرأة؟ وما هو دورها الذی رآه لها فی المجتمع؟
لعل ابنة الخمینی زهراء مصطفى روح الله الموسوی الخمینی، هی أحق مَن یتحدث عن المرأة فی فکرالامام، أبیها، فهیتقولالکثیرالذیلایعرفهملایین الناس. ففی أحدى المقابلات الصحفیة معها، لفت انتباهی ما قالته إبنة الامام الخمینی رحمه الله، عن أن من حق المرأة أنتکونرئیسةجمهوریة،وترفضزواجالمتعة. زهراء–کماتقولالمراجعالمتاحةعنها–هیأستاذةجامعیةتحملدرجةالدکتوراةفیالفلسفةوالمنطقوعلمالکلام، وتعمل فی التدریس بجامعة طهران، کما ترأس إحدى الجمعیات النسائیة الإیرانیة، وهی زوجة لسفیر إیرانی سابق ویعمل أو عمل رئیسًا لقسم حوار الحضارات، لذا، تتحدث إبنة زعیم ایران الاسلامیة الاول ومؤسس ایران الحدیثة بثقة وعِلم عن أبیها وفکره، وهی تسیر علیه وتسترشد به..
تقول زهراء، “أبی لم یکن له سوى زوجة واحدة.. لم یتزوج زواج متعة أبدأ ولم یتزوج بغیر زوجته الأولى قط.. وأیضا أولاده (أخوای) أحمد ومصطفى، فعلاَ کما فعل الوالد.. لقد کان الإمام رحمة الله یتعفّف عن هذه المسائل.. لقد کان على مستوى فکری واجتهادی رفیع”. وتستطرد: بعض العلماء عندنا کانوا یقولون بتحریم الموسیقى بینما قال والدی بأنها حلال.. وللمرأة حضور فی شتى المجالات فی الجامعات کأستاذة وعالمة، وفی السیاسة فی البرلمان، وکمستشارة لرئیس الجمهوریة، وفی الإسلام عمومًا لا فرق بین الرجل والمرأة فی المشارکة فی خدمة المجتمع، ولقد تحققت للمرأة فی سنوات الثورة نهضة کبیرة، وتلاحظ زهراء: لقد کانت المرأة على عهد الشاه مجرد أنثى، حضورها کان لا یتعدى النوادی وأماکن اللهو والترفیه، أما الآن فهی حاضرة فی التعلیم والسیاسة والاقتصاد وکل ما هو مفید للمجتمع، وإیران تجربة إنسانیة.. تحتمل النقد.. والتقویم”.
الامام الخمینی رحمه الله نجح فی ثورته على الظلم والاستبداد بدعم المرأة ایضاً، لذا أفرد لها مکانة خاصة فی فکره، ویومیاته، ولم ینس المرأة فی کل نقلات حیاته السیاسیة والدینیة، بل اعتنى بها، ورفع من شأنها، کی یرفع الظلم الذی لحق بها ولینتشلها من جدید، فبیّن ما لها من حقوق وعلیها من واجبات، وهو إذ یتحدث عن النساء- الزوجة، الأم، المرأة، المربیة، العاملة الخ بیّن خطورة أدوارهنَّ، والمهام العظیمة التی أولاهن اللّه تعالى إیاها لهن، إذا نفّذن وصایاه على أکمل وجه..

•   کاتبة روسیة أردنیة ورئیسة تحریر سابقاً.

یلینانیدوغینا