الوحدةالإسلامیةکهدف أسمى | ||
![]() | ||
الوحدةالإسلامیةکهدف أسمى بقلم:الدکتور «حسن عبد ربه » باحثوکاتبمصری
أکد الإمام الخمینی(قدس سره) أن الشرع والعقل یفرضان علینا ألا نترک الحکومات والأنظمة القائمة وشأنها، إن لم تطبق شرع الله، أی انه یتحتم علینا أن نسعى للتغییر بکل السبل والأدوات حتى لا تتمادى الحکومات فی غیها، لماذا؟ الدکتور «حسن عبد ربه المصری»، الباحث والکاتب المصری، فی مقال تحت عنوان "الوحدة الإسلامیة کهدف أسمى"، قال: سیلاحظ المتصفح لمکونات أفکار ومتطلبات "الحکومة الإسلامیة" کما جاءت فی الکتاب الذی نشرته ﺑﻬذا العنوان مؤسسة تنظیم تراث الإمام الخمینی(قدس سره) فی باب الشؤون الدولیة، أن ضرورات الثورة السیاسیة جاءت کمقدمة حتمیة للوحدة الإسلامیة، وإذا اتفقنا أن الثورة تسعى إلى التغییر فیمکننا أن نتفق أیضا على أن الرسالات السماویة تمثل فی محصلتها النهائیة ثورة على ما هو قائم من أجل بناء صرح جدید وفق الاشتراطات التی وضعها رب العالمین. والدین الإسلامی کما أسس له سیدنا محمد (ص)، یُعد أکمل وأقوى وأعمق الأدیان السماویة ومن ثم الثورات التی غیرت وجه الإنسانیة. ویکفی أن نتذکر معاً ملامح اﻟﻤﺠتمع الإنسانی فی شبه الجزیرة العربیة قبل بعثته علیه السلام، ومدى التحول الذی صار إلیه نفس اﻟﻤﺠتمع بعد أقل من ثلاثین عاماً من بدء الدعوة إلى التوحید، وکیف کان ذلک منطلقا لثورة عظمى لحقت بالبشریة. وجاء فی المقال أیضا أن الدین الإسلامی جاء بثورة، ومن هذا المنطق أکد الإمام الخمینی(قدس سره) أن الشرع والعقل یفرضان علینا ألا نترک الحکومات والأنظمة القائمة وشأﻧﻬا، إن لم تطبق شرع الله، أی انه یتحتم علینا أن نسعى للتغییر بکل السبل والأدوات حتى لا تتمادى الحکومات فی غیها، لماذا؟. لأن استمرار هذه الکیانات فی تبلدها المعطل لنظام الحکم الإسلامی وتقاعسها عن تطبیق أحکام الدین الحنیف، یساهم بشکل مباشر فی تخلف جمیع الأقطار الإسلامیة بلا إستثناء من ناحیة، ویوقف من ناحیة أخرى خطوات قیام وحدة جامعة فیما بینها کلها، أو بین البعض منها وفق أقل التوقعات. ان ضرورات الثورة تنطلق کما یقول الإمام الخمینی(قدس سره) من مجمل النصوص التی تصف نظام الحکم فی بلد إسلامی ما بأنه لا یخضع لنهج القوانین الإسلامیة التى تقیم نظاماً إجتماعیاً متکاملاً یبدأ من مسؤولیة هذا الحکم فی سد جمیع حاجات الإنسان وینتهی بتشریعات الحرب والسلام والعلاقات الدولیة بما فی ذلک علاقات الجوار والقوانین الجزائیة والحقوق التجاریة والصناعیة والزراعیة، وحتى قوانین النکاح المشروع وواجبات الأبوین، وکل ما یتصل بتربیة الإنسان تربیة کاملة. یصفه الإمام بماذا ؟. کما یرى الامام الخمینی (قدس سره)، لیس هناک وسیلة لتوحید الأمة الإسلامیة إلا من خلال بدایة مؤکدة وهی إقامة حکومة إسلامیة فی ایران، تعمل بکل طاقتها لتحقیق هذا الهدف، من هنا جاء المشروع الإصلاحی للإمام الخمینی (قدس سره) بأنه نظام حکم مشرک على رأسه طاغوت، لأنه لم ینفذ شرع الله، کیف؟. لأن القرآن اﻟﻤﺠید والسنة الشریفة یحتویان على جمیع الأحکام والأنظمة التی تحقق هذا النهج السلیم فی الحکم. من هنا أصبح لزاما على اﻟﻤﺠتمع المسلم الذی یعیش فی مثل هکذا أنظمة، ان یعی وصیة الإمام الخمینی(ره) التی تحضه على القیام بثورة سیاسیة لإزالة آثار الشرک تماما، حتى یتمکن من ﺗﻬیئة البیئة المناسبة لتربیة وتنشأة جیل من أبناء اﻟﻤﺠتمع، القادر فی المستقبل على منع قیام نظام حکم مشرک مرة ثانیة، جیل یملک قوة القضاء على سلطتهم غیر الشرعیة کلما همت بالعودة إلى الإفساد مرة أخرى، وﺗﻬیئة البیئة لمنع قیام نظام حکم مشرک مرة أخرى. تتطلب کما یرى الامام الخمینی(قدس سره)، الوقوف بشدة أمام الفساد وفرض عقوبات رادعة على من یقومون به أو یروجون له، لأن المسلم التقی الذی یلتزم بتعالیم الکتاب والسنة، ربما لا یستطیع –هکذایقولالإمامالخمینی(قدسسره) - أنیعیشمحتفظابإیمانهوهدایتهبینجنباتمجتمعفاسدومفسد. وعلیه أن یثور على هذه المفاسد ومن یساندوﻧﻬا وأن یتمرد على طاغوت النظام الحاکم الذی یوفر للفساد الحمایة، وأن یعمل على إزالة هذا الحکم وعلى آثاره بکل ما أوتی من قوة إیمانیة تساهم فی هدم هذه الأنظمة وتحاکم رموزها، وهذه الضرورات إن توافرت فی أکثر من قطر مسلم، من شأﻧﻬا أن تفرض فیما بعد ما أکد الأمام الخمینی (قدس سره) "ضرورة الوحدة الإسلامیة" التی من خصوصیتها أن تقضی على عوامل التفرقة التی ترکها الاستعمار الأوربی على مستوى الدول الاسلامیة العربیة وغیر العربیة التی وقعت فریسة له منذ منتصف القرن التاسع عشر ، ولا زال غالبیتها تعانی من تبعات هذه الحقب المظلمة إلى یومنا هذا. إذن، وکما یرى الامام الخمینی (قدس سره)، لیس هناک وسیلة لتوحید الأمة الإسلامیة إلا من خلال بدایة مؤکدة وهی إقامة حکومة إسلامیة فی ایران، تعمل بکل طاقتها لتحقیق هذا الهدف، من هنا جاء المشروع الإصلاحی للإمام الخمینی (قدس سره).
ذلک المشروع الذی اهتم بالمحافظة على الانتماء الإسلامی لإیران لکی تبقى داخل دائرة الحضارة الإسلامیة، بعد أن ابعدها الاستعمار عن تلک الدائرة، عندما نجح زوراً وﺑﻬتاناً فی ربط مصالحها القومیة والتاریخیة والسیاسیة، بمصالح القوى الغربیة. وإذا کان المشروع الإصلاحی قد اهتم فی المقام الأول لتحقیق هدف الإبقاء على إیران داخل دائرة الحضارة الإسلامیة بالمحافظة على مکانة الحوزة العلمیة، فإننا نشیر بکل ثقة إلى أنه کثیراً ما ربط بین هذا الهدف وبین التأکید المستمر على ضرورة قیام الوحدة بین المسلمین مع الحرص على نبذ الفرقة الطائفیة والقومیة والإقلیمیة. لأن الوحدة فی رأیه "فریضة إلهیة" وضرورة یفرضها علیهم واقع التکتلات الدولیة التی تنازع الأقطار الإسلامیة الثروات والمستقبل من ناحیة، والتحدیات التی تواجه استقرارهم وأمنهم، وعلى رأسها التهدید الصهیونی من ناحیة ثانیة. الوحدة الإسلامیة کما یدعو إلیها الإمام الخمینی(ره)، لا تتحقق إلا على ید الجماعة الإسلامیة. ان یشارک الحاکم والمحکوم کل على قدر طاقاته ومسئولیاته فی تحقیق ولو جزء یسیر من الوحدة الإسلامیة، الأمر الذی حرص علیه الإمام الخمینی(قدس سره) ودعا إلیه، وبدأه بتنحیة العصبیات التی تقود إلى طریق التفرقة وتفتح أبواب التباغض بین الأقطار الإسلامیة وربما تمهد الطریق للاستعانة بالعدو المتربص بالأمة کلها على الأخ والشقیق، وذلک لکی یؤسس لقیام الوحدة الإسلامیة . یجب أن نعنى ﺑﻬذه المناسبة، ان تنقیة الاجواء بین المذاهب الإسلامیة، یقطع الطریق على أعداء دیننا الحنیف وخصومنا الذین یفترون علینا الکذب عندما یقولون إن الإسلام لیس دیناً واحدا "کبرت کلمة تخرج من أفواههم، إن یقولون إلا کذبا"، لأﻧﻬم یقیسون الأمر من خلال رؤیتهم القاصرة محدودة الفهم فی ضوء تتبعهم لما یجری بین أقطار إسلامیة من خلاف واختلاف وتجاف فی کثیر من الأحیان، وأزعم ان قطع الطریق هذا، یمثل خطوة واسعة على طریق الانتصار فی مواجهة مؤامراﺗﻬم الخبیثة على کافة المستویات خاصة السیاسیة والاقتصادیة. تنقیة الاجواء أو ثقافة التقریب بین المذاهب کما أشار الیها الإمام الخمینی (قدس سره) فی أکثر من موضع فی "محاضرات ولایة الفقیه" التى القاها على طلاب علوم الدین بالنجف الأشرف عام ١٣٨٩ هجریة ً، ونشرت فیما بعد تحت عنوان الحکومة الإسلامیة، وکذا عبر فقرات برنامجه الإصلاحی، هی التی تؤکد للعالم أجمع أن دیننا واحد فی العقیدة والعمل والحکم، دین واحد تنبع شریعته من کتاب الله وسنة نبیه (ص). الوحدة فی رأیه "فریضة إلهیة" وضرورة یفرضها علیهم واقع التکتلات الدولیة التی تنازع الأقطار الإسلامیة الثروات والمستقبل من ناحیة، والتحدیات التی تواجه استقرارهم وأمنهم، وعلى رأسها التهدید الصهیونی من ناحیة ثانیة. الوحدة الإسلامیة کما یدعو إلیها الإمام الخمینی(قدس سره) ، لا تتحقق إلا على ید الجماعة الإسلامیة وهی التی إن راعتها الأقطار الإسلامیة الأخرى بنفس الدرجة من الاهتمام والرعایة –کماتفعلجمهوریةایرانالإسلامیة–ساهمتمعهاجمیعاًفی القضاء على أسباب الفرقة وابتعدت نفسها عن مبررات الإرتماء فی خنادق أعداء الأمة الإسلامیة، وتوقفت عن ترک نفسها ﻧﻬباً لأعداء دین الله الحنیف. وهی –ایسیاسةالتقریب–التیتتیحالفرصةلعلماءالأمةأنیبذلواقصارىطاقتهملتخلیصأحکامالدینوالشریعةمنالشوائبالتىلحقتﺑﻬاإبانعصورتخلفأمتهم،لأﻧﻬم–العلماء–همالمسئولونعن تخلیص الدین من العکورات التی تبعد المسلمین عن صفاء مبادئه وقدرﺗﻬا على هدایتنا حکام ومحکومین لما هو أفضل لنا فی حیاتنا الدنیا وفی الآخرة، تحقیقا لقوله تعالى: "إن هذا القرآن یهدی للتی هی أقوم". وهی التی یجب أن یجتمع علیها وحولها الکل بلا إستثناء، حکام ومحکومین، مستظلین بحبل الله و معتصمین به سبحانه وتعالى. لأن الاعتصام لیس له إلا وجهة واحدة، وهی الوحدة ، لیس على مستوى اﻟﻤﺠتمع أو القطر الواحد، لا بل الأمة کلها. وهذا الاعتصام من شأنه أن ینظم حاجات المسلمین جمیعاً حول العالم، خاصة على أهم مستویین یؤثران فی حیاﺗﻬم، غنیهم وفقیرهم، أکثرهم تطوراً، وأقلهم على مستوى النهضة، أعمقهم أخذاً بأسباب التحدیث التکنولوجی، وأبعدهم عن ثقافته.. واقصد بذلک: أولاً: شؤوﻧﻬم الاقتصادیة والمالیة والاستثماریة والإنتاجیة. وثانیاً: الحد الأدنى من التحالفات السیاسیة التی من خلالها یتمکنون من مواجهة المؤامرات الخارجیة سواء کانت إقلیمیة او دولیة. لا اعتقد ان هناک من یعارض هذا النهج النابع من الأصل الربانی العظیم "واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا". فإذا کان غیرنا قد حقق السؤود والرفعة من خلال هذین الأمرین، التکاتف والتعاضد عبر آلیات الاقتصاد والإنتاج وتبادل خبرات الاستثمار والتنمیة وبرامج النهضة، والتناصح والتنسیق عبر مواقف سیاسیة تدعم وترسی سیاسته فی حدها الأدنى لمواجهة بقیة قوى العالم المتربصة به، دون ان یکون بین یدیه النهج الربانی الذی خصنا به رب العرش العظیم من فوق سبع سماوات. أفلا یکون ذلک دافعاً لنا لکی نعتصم بحبل الله، لکی نحقق قوله عز وجل "کنتم خیر امة أخرجت للناس". لیس هناک إلا الوحدة الإسلامیة سبیلاً لتحقیق هذه الخیریة. ولیس هناک أحدث من النهج الذی دعا الیه الإمام الخمینی(قدس سره) طریقاً نحو هذه الوحدة.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,263 |
||