عاشوراء فی فکر الإمام الخمینی أهداف النهضة الحسینیة | ||
عاشوراء فی فکر الإمام الخمینی أهداف النهضة الحسینیة
یمکن القول بإجمال أن أسباب النهضة الحسینیة بحسب رؤیة الإمام الخمینی (قدس سره) تتلخص بوجود حکومة طاغوتیة آثمة جائرة وغاشمة تستغل الحرمات وتشوه الدین ومفاهیمه وتلحق أذیة کبرى بصورة الإسلام وسمعته وسمعة النبی الأعظم (قدس سره) لذلک فإن حرکة الإمام الحسین بحسب ما یراه الإمام (قدس سره) هی إزالة کل هذا الواقع وقلعه واستنفاذ الإسلام وصورة نبیّه وتنظیف سمعة الإسلام والنبی من التشوه والتلوث الذی ألحقته بهما ممارسات بنی أمیة ولنعد إلى تلمس أهداف الثورة الحسینیة من أقوال الإمام الخمینی (قدس سره). 1ـ أحیاء الإسلام واستنقاذه: یقول (قدس سره): "وقد قتل سید الشهداء (علیه السلام) ولم یکن طامعاً فی الثواب، فهو (علیه السلام) لم یعر هذا الأمر کثیر الاهتمام، لقد کانت نهضته لإنقاذ الدین ولإحیاء الإسلام ودفع عجلته إلى الأمام"[1]. "محرم هو الشهر الذی أحیى فیه الإسلام على سید المجاهدین والمظلومین (علیه السلام) وأنقذ من تآمر العناصر الفاسدة وحکم بنی أمیة، الذین أوصلوا الإسلام إلى حافة الهاویة"[2].
ویقول کذلک: "فی صدر الإسلام وبعد رحلة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) ـ مُرسی أُسس العدالة والحریة ـ أوشک الإسلام أن ینمحی ویتلاشى بسبب انحرافات بنی أمیة وکاد یسحق تحت أقدام الظالمین ویبتلع من قبل الجبابرة، فهبّ سید الشهداء (علیه السلام) لتفجیر نهضة عاشوراء العظیمة"[3]. 2ـ صون مستقبل الإسلام والمسلمین: عن ذلک یقول الإمام (قدس سره): "لقد کان الحسین (علیه السلام) یفکر بمستقبل الإسلام والمسلمین باعتبار أن الإسلام سینتشر بین الناس نتیجة لتضحیاته ولجهاده المقدس وإن نظامه السیاسی والاجتماعی سیقام فی مجتمعنا، فرفع لواء المعارضة والنضال والتضحیة"[4].ویقول (قدس سره): "... فسید الشهداء (علیه السلام) قتل وأولئک الشبان والأنصار فی سبیل الإسلام ضحوا بأرواحهم وأحیوا الإسلام"[5]. ویقول کذلک: "إن سید الشهداء (علیه السلام) لبى صرخة الإسلام واستجاب لاستغاثته وإنقاذه"[6]. 3ـ کسر عقدة الخوف: لقد کان المجتمع غارقاً فی حالة من الرعب مستسلماً للطاغیة نتیجة ممارساته الجائرة وکان على أحد أن یواجهه لیبث الشجاعة والإقدام وعن ذلک یتحدث الإمام (قدس سره): "لقد علم (علیه السلام) الناس أن لا یخشوا قلة العدد فالعدد لیس هو الأساس بل الأصل والمهم هو النوعیة، والمهم هو کیفیة التصدی للأعداء والنضال ضدهم والمقاومة بوجههم فهذا هو الموصل إلى الهدف"[7]. ویقول (قدس سره): "لقد أفهمونا أنه لا ینبغی للنساء ولا للرجال أن یخافوا فی مقابل حکومة الجور"[8]. "فسید الشهداء قد حدد تکلیفنا فلا تخشوا من قلة العدد ولا من الاستشهاد فی میدان الحرب"[9]. 4ـ مقاومة الظلم والفساد (روح المقاومة): "لقد ضحى سید الشهداء (علیه السلام) بجمیع أصحابه وشبابه وبکل ما یملکه فی سبیل الله ولتقویة الإسلامیة ومکافحة الظلم، ومعارضة الإمبراطوریة التی کانت قائمة آنذاک..."[10]. "وکان الواحد منهم یزعم أنه خلیفة رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) ویشرب الخمر فی مجلسه ویلعب القمار! ثم یبقى خلیفة لرسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) ویتوجه إلى الصلاة ویؤم صلاة الجماعة. إن هذا خطر کبیر واجه الإسلام مما دفع سید الشهداء (علیه السلام) للقیام لرفضه"[11]. "... هنا اقتضى التکلیف أن ینهض عظماء الإسلام بمهمة المعارضة والمعاهدة وإزالة التشویه الذی یوشک أن یلحقه هؤلاء بسمعة ومکانة الإسلام..."[12]. 5ـ الثورة والنهی عن المنکر: "لقد تحرک سید الشهداء مع عدد قلیل من الأنصار وثار بوجه یزید الذی کان حاکماً متجبّراً یرأس حکومة غاشمة جائرة ویتظاهر بالإسلام ویستغل قرابته وصلته العائلیة[13] بالإمام (علیه السلام) قد کان رغم تظاهره بالإسلام وزعمه أن حکومته حکومة إسلامیة وأنه خلیفة رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) کان امرءاً ظالماً یهیمن على مقدرات بلدٍ دون حق لذا فإن الإمام أبا عبد الله الحسین (علیه السلام) ثار بوجهه مع قلة الأنصار لأنه رأى أن واجبه وتکلیفه یقتضی ذلک، وإن علیه أن یستنکر ما یحدث وأن ینهى عن المنکر"[14]. ویقول (قدس سره): "لقد أعلن سید الشهداء (علیه السلام) بصراحة أن هدفه من قیامه هو إقامة العدل فالمعروف لا یعمل به والمنکر لا یتناهى عنه[15] لذا فهو یرید إقامة المعروف ومحو المنکر فجمیع الإنحرافات منشؤها المنکر وما عدا خط التوحید المستقیم فکل ما فی العالم منکرات ویجب أن تزول"[16]. "لقد ضحى سید الشهداء بکل حیاته من أجل إزالة المنکر ومحوه ومکافحة حکومة الظلم والحیلولة دون المفاسد التی أوجدتها الحکومات المنحرفة فی العالم"[17]. 6ـ إصلاح الأمة وتدمیر حکومة الجور: "ونحن الموالون لسید الشهداء (علیه السلام) السائرون على نهجه ینبغی أن ننظر فی حیاته وفی قیامه الذی کان الدافع إلیه النهی عن المنکر ومحوه ومن المنکر حکومة الجور وهی یجب أن تزول"[18]. "فما سعى (سید الشهداء) بجد للإطاحة بحکومة الجور وإزالتها "کان التکلیف یوجب على سید الشهداء (علیه السلام) أن یقوم ویثور ویضحی بدمه کی یصلح هذه الأمة ویهزم رایة یزید"[19]. من کتاب : عاشوراء فی فکر الإمام الخمینی | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,776 |
||