الثورة الإسلامیة فی ایران وقیمها الثقافیة | ||
الثورة الإسلامیة فی ایران وقیمها الثقافیة محمد سالار کان للثورة الإسلامیة فی ایران التی إنتصرت یوم الحادی عشر من شهرشباط عام 1979 م والمتطلعة لأهداف سیاسیة وإجتماعیة، بصفة خاصة عین على حضارة الإسلام ورؤیته العالمیة. فبالرغم من کل محاولات المتغطرسین وخاصة متغطرسی الغرب التی کانت ترمی دائما الى تشویه صورة هذه الثورة وتوحی بأنها عدائیة وضد الثقافة إلا أن زعامتها الحکیمة والمحنکة ما انفکت تؤکد ما لهذه الثورة الإسلامیة من مفاهیم فذة وقواسم مشترکة مع العالم وما تنفرد به أیضاً فی ما فی الدنیا من مدارس وتیارات فکریة وأدیان شتى. الثورة الإسلامیة وتصدیر القیم الثقافیة أعقب إنتصار الثورة الإسلامیة فی ایران فی شباط عام 1979 م تطورات کبیرة فی المنطقة والعالم والمزید من التأثیرات العالمیة المذهلة. فالثورة بایمانها ومعتقداتها الإسلامیة وشعار لاشرقیة لا غربیة قد أطاحت بنظام الإستبداد الشاهنشاهی لتقیم بدلاً عنه الحکم الجمهوری الإسلامی فی هذا البلد. کان للثورة الإسلامیة باعتبارها أحد أهم وأعظم أحداث القرن العشرین، الکثیر من البرکات والنتائج الباهرة فی ایران والعالم. المفکر الفرنسی المسلم روجیة جارودی یصفها فی أحد مقالاته: "إن الثورة الإسلامیة التی تزعمها الإمام الخمینی (ره) لا تشبه حقا أیاً من الثورات السابقة التی قامت لتغییر النظم السیاسیة، وکذلک الثورات الإجتماعیة التی شهدها العالم تعبیراً عن نقمة الفقراء وسخطهم على الأغنیاء وأفرغت جام غضبها على رؤوس المستعمرین والغاصبین. لکن الثورة الإسلامیة الإیرانیة هی الاخرى کانت تحظى بکل هذه الدوافع والمسببات. کان لهذه الثورة إلى جانب ما تقدم معان جدیدة ... فانها لم تطح بحکومة سیاسیة وإجتماعیة وإستعماریة فحسب وانما اطاحت کذلک بحضارة ورؤیة عالمیة ممیزة کانت قد تحدّت الدین". وقد کان للثورة الإسلامیة هذه بالغ الأثر فی توعیة مسلمی العالم وإحیاء المعتقدات الدینیة. ففی العصر الذی کاد یشهد طمس عزة الإسلام وسحقها من قبل المستعمرین وأعداء الإسلام وکادت تنسى فیه القیم ومثل هذا الدین المبین ویعفو علیها الزمن، قامت الثورة الإسلامیة بزعامة الإمام الخمینی رضوان الله تعالى علیه فی ایران لتهدی ملایین مسلمی العالم ثقافة الإسلام وحضارته الأصیلة وتعید إلى نفوسهم بارقة أمل إیذاناً بولادة جدیدة للإسلام وإعادة ما للعالم الإسلامی من مجد تلید وعظمة عریقة. انها رسالة الاسلام الإنسانیة العالمیة التی تحث الشخص الفلانی على هذا الإطراء. الجانب الثانی هو فی غایة الأهمیة، علینا إمکانیة بیانه." ترى أنى وکیف السبیل لاسماع المسلمین والعالم هذا النداء الإنسانی؟! هل لنا أن نبلغ الدنیا ونقمها منطقیاً ما للثورة من القیم الثقافیة وما یجنب المخاطبین وعشاق الثورة هذه هجمات الأعداء وغزوهم الفکری والثقافی؟! الإجابة عن هذا السؤال؛ هی تصدیر الثورة أذ نمت على أسس فکریة وثقافیة لتقوم بدافع الاحساس برسالتها وواجبها الشرعی والإنسانی بنشر أفکارها وترویجها؛ أی: تصدیر الثورة. فتصدیر ألافکار والعقائد التی قامت من أجلها الثورة الإسلامیة، إنما یعنی نیل الإستقلال والحریة من منطق الإسلام. فمن المکتسبات القیمة للثورة فی المنطقة والعالم تصدیر الثورة الإسلامیة. کم من مرة رکز الإمام الخمینی (ره) وکبار مسئولی النظام على هذا الموضوع المهم وکانت لهم آراؤهم الکثیرة ازاء تصدیر الثورة الاسلامیة. إلى ذلک قال سماحة الامام (ره): "اننا نصدر تجاربنا للعالم کافة وننقل لمحاربی درب الحق دون أن تکون لنا أی أطماع، نتیجة الصراع ومحاربة الظالمین والصمود أمامهم. المسلم به أن هذه التجارب إنما هی براعم النصر والإستقلال والعمل باحکام الإسلام بالنسبة للشعوب المستعبدة." مفهوم تصدیر الثورة کان إنتصار الثورة الإسلامیة فی ایران باکورة تحقق وعد الله بإنقاذ المستضعفین. وهی؛ أی: هذه الثورة أضاءت کالشمعة الوهاجة بانتصارها الدرب لإنقاذ الشعوب من قیود العبودیة وأغلال الإستکبار العالمی، وکما قال الشهید محمد جواد باهنر "إن الثورة الإیرانیة منحت الإسلام العزیز حیاة جدیدة." وقال العالم الألمانی غیز لا کرانت فی الملتقى العالمی لحوار الثقافات (حافظ، غوتة وبوشکین): أضحى الإسلام فی العقود الأخیرة نموذجاً ومدرسة قویة یدور فی ضوئها صراع شدید ضد الماتریالیة احیاءً للمعنویات." عن معنى تصدیر الثورة الإسلامیة ومفهوم ذلک یقول الإمام الخمینی (ره):"عندما نقول نرید تصدیر الإسلام لیس بمعنى اننا نستقل الطائرة لمهاجمة سائر الدول.... لا لم نقل کلاماً کهذا ولا نقدر على ذلک أیضاً. اما ما نقدر علیه تعریف الاسلام کما هو عبر الاذاعة والتلیفزیون والصحافة ومن یسافر الى خارج البلاد. فاذا عرف کما هو لأ قره الجمیع." تصدیر القیم الثقافیة فی ضوء ما تقدم أعدنا إلى الأذهان أن تصدیر الثورة من وجهة نظر الإمام الراحل (ره) وقائد الثورة الإسلامیة، تصدیر الخطاب ورسالة الثورة ونقل القیم المعنویة والربانیة لاسماع العالم لا فی ظل العنف والقوة والهجمات العسکریة... بل بوجوب الأخذ بنظر الإعتبار کافة الإمکانات ووسائل إبلاغ محتوى الخطاب، وظروف متطلبات المخاطبین زماناً ومکاناً فی مختلف نقاط المعمورة. إن ثورتنا کانت ثورة ثقافیة وحسب الشهید المظلوم بهشتی "ثورة القیم". وهذه إشارة لبعض واجبات النظام وأهدافه الاستراتیجیة بخصوص نقل القیم الثقافیة السامیة وإبلاغها فی الساحة الدولیة: إن البعد الأهم والمؤشر للنظام فی الدنیا هو کما تقدم البعد الفکری والثقافی... فکما یقول قائد الثورة الإسلامیة: "لو تسنى لنا القیام بعمل لائق فی المجال الفکری والثقافی لاحبطت کل تهدیدات العالم المادیة." الدعوة إلى المعارف الإسلامیة فی العالم وتبیین مفاهیمها من أهم رسالات الثورة الإسلامیة فی الساحة العالمیة تعریف المعارف الإسلامیة، إحیاؤها وتطویرها وتطویر الفکر وتنمیته. فما یحاوله أعداء الاسلام ویسعون إلیه دائماً وأبداً تشویه وجه الإسلام وقلب الحقائق. وبانتصار الثورة الاسلامیة اعیدت الحیوة للدین والدیانه فی کل ارجاء العالم کما هی الحال بالنسبة للدین والمعنویات فانهم عادوا بدورهم الى المجتمع. فمن أهداف الثورة الأساس، اصلاح التفکر الدینی وابعاد الخرافات عن وجه الدین الإسلام واستجابة الدین لمتطلبات المجتمع الفکریة. إلى ذلک؛ یقول الإمام الخمینی (ره(: "علینا تعریف الإسلام فی کل ارجاء الدنیا. الإسلام مظلوم الآن فی الدنیا وغریب فیها." "المراد إحیاء الإسلام، أحکام الإسلام وأحکامه العالمیة والعمل بذلک ویحیا الجمیع حیوة مرفهة ویکونوا أحراراً ومستقلین." وتوکیداً على رعایة الظروف، الوسائل وسبل ابلاغ الخطاب لسائر الدول، یقول قائد الثورة الإسلامیة أیضاً: "لتمریر الأعمال وتأثیرها یبنى الیوم فی العالم تباعاً النظریات الفکریة، لإخضاع المخاطب المعنی بهذا الغزو الفکری، وإقناعه وإرکاعه لیتسنى لهم تحقیق غایاتهم بما لهم من الإمکانات المادیة والثروات. نحن ومعنا الفکر والمعارف الإسلامیة، نحن ومعنا خطاب الثورة الإسلامیة، علینا نحن ان نتمکن من إیصال ذلک الى العالم.. علینا نحن ان نتمکن من بیان المفاهیم والمعارف الإسلامیة وما یخصنا، طبعاً ان یکون ذلک بلحن وبیان متسمین بالثقافة والتقدمیة وبمفردات والفاظ تناسب کل ظروف وزمان.". فجر الثورةالاسلامیة | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,698 |
||