تطبیق الاتفاق النووی مع ایران؛ یوم أسود لـ"اسرائیل" | ||
![]() | ||
تطبیق الاتفاق النووی مع ایران؛ یوم أسود لـ"اسرائیل" الدبلوماسیة الإسرائیلیة أخفقت إخفاقا مدویا فی إفشال الاتفاق النووی کما کان متوقعا، رکز الإعلام العبری فی "إسرائیل"،على البدء بتنفیذ الاتفاق النووی بین الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وبین الدول العظمى، وفی مقدمته الولایات المتحدة الأمریکیة. وساد الإجماع من الحائط حتى الحائط أن إسرائیل تلقّت صفعة مجلجلة جدا من الغرب، الذی منح لإیران الشرعیّة لمواصلة أعمالها الـ"تخریبیّة" فی منطقة الشرق الأوسط، والاستمرار فی دعم الـ"إرهاب" اللبنانی والفلسطینی، علاوة على أنها تعمل، أی إیران، بدون کلل أو ملل، على إسقاط نظام الحکم فی المملکة العربیة السعودیة، کما أکد المحلل للشؤون العسکریة فی صحیفة (یدیعوت أحرونوت) العبریة، ألیکس فیشمان، وهو الناطق غیر الرسمی بلسان الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة. وتابع فیشمان قائلا إن الشروع فی تطبیق الاتفاق النووی مع إیران یُعتبر صفعة قویة لإسرائیل، إذ أنه یؤکد لکل من فی رأسه عینان، على أن الدبلوماسیة الإسرائیلیة أخفقت إخفاقا مدویّا فی إفشال الاتفاق، وإقناع العالم بأنه یشکل خطرا لیس علیها فقط، ولیس على منطقة الشرق الأوسط، بل على العالم أجمعه. کما أنها لم تتمکن من إقناع حلیفتها الإستراتیجیة الأولى، أمریکا والدول الأوروبیة، بخطورة هذا الاتفاق، الذی یمنح طهران دعما لا مثیل له، ویعطیها الشرعیة الدولیة. وأضاف فیشمان قائلا ربما الدبلوماسیة ربحت، ولکن العالم بأسره خسر جراء هذا الاتفاق والشروع بتطبیق بنوده، على حد تعبیره. وتابع قائلا إن إیران، کانت وما زالت وستبقى، بحسب الأجهزة الأمنیة الإسرائیلیة، العدو رقم واحد لإسرائیل، الأمر الذی یُحتّم على الدولة العبریة تخصیص الموارد المالیة من أجل الاستعداد للمعرکة مع إیران، کما أن إسرائیل، أضاف فیشمان، تعمل على تدجین حزب الله، الذی یُعتبر رأس الحربة الإیرانیة على الحدود، بحسب تعبیره. کما لفت إلى أنه یتحتّم على الدولة العبریة مراقبة ومواکبة التسلح الإیرانی بالصواریخ المتطورة والمتقدمة، وإعداد الخطط الدفاعیة والهجومیة، على حدّ سواء، قال فیشمان. من ناحیته، قال محلل شؤون الشرق الأوسط فی صحیفة (هآرتس) الإسرائیلیة، د. تسفی بارئیل، الیوم الأحد، إن الاستفادة الاقتصادیة لإیران من تنفیذ الاتفاق النووی لا جدال علیها، إذ أن رفع أیادی الغرب فورا عن حوالی مائة ملیار دولار، المحتجزین فی أرجاء المعمورة، یُعتبر نصرا کبیرا لطهران، ففی هذه الفترة بالذات، والتی وصل فیها سعر برمیل النفط إلى أقل من ثلاثین دولارا، وهذا الأمر یجری على الرغم من أن الموازنة الإیرانیة للسنة القادمة ستعتمد فی ثلثها على تصدیر النفط. وتابع بارئیل قائلا إن العقود المُستقبلیة مع الشرکات الأجنبیة ستبدأ فی غضون الأشهر القلیلة القادمة، وفی هذه الفترة بالذات، شدد المحلل الإسرائیلی، باستطاعة إیران إنتاج أکثر من 500 ألف برمیل نفط فی الیوم، کما أنها قادرة على زیادة الإنتاج إلى ملیون برمیل یومیا بحلول نهایة العام الجاری، على حدّ قوله. کما أشار المحلل بارئیل إلى أن السماح لإیران بالعودة إلى السوق العالمی بدون قیود من شأنه أن یؤدی إلى تقویة العملة الإیرانیة، الریال، والذی فقد من قیمته کثیرا بسبب العقوبات التی کانت مفروضة على طهران، لافتا إلى أن هذا الأمر سیفتح سوق العمل، وسیُقلص البطالة المتفشیة فی الجمهوریة الإسلامیّة، حسبما ذکر. علاوة على ذلک، لفت المحلل إلى أنه بحسب نبوءة وزیر الخارجیة الإیرانیة، محمد جواد ظریف، فإن لرفع العقوبات ستکون تداعیات سیاسیة قویة جدا، فإیران، التی سحب الاتفاق منها لقب الدولة غیر الواقعیة، قال بارئیل، تحولت الآن إلى دولة شرعیة، القادرة على المطالبة بتبوأ مکان رفیع فی النزاعات الإقلیمیة. وبحسب المحلل الإسرائیلی، فإن إیران ترید أن تحارب ما تسمیه التطرف المسلح، وبالنسبة لها، لا یدور الحدیث فقط عن تنظیمی "القاعدة" و"داعش"، اللذین نعتا الشیعة بالأعداء، بل أیضا محاربة المیلشیات الدینیة التی تقاتل ضد نظام الرئیس السوری، د. بشار الأسد، والتی بعضها یتلقى الدعم المادی والمعنوی واللوجیستی من المملکة العربیة السعودیة، وأیضا مع الولایات المتحدة الأمریکیة، وبالتالی، رأى المحلل الإسرائیلی، أنه الآن بعد أن تم البدء بتنفیذ الاتفاق النووی، فإن النقطة الجوهریة ستکون حول مستقبل العلاقات الإیرانیة-الأمریکیة، وهذه العلاقة من شأنها أن تؤدی إلى حل العدید من النزاعات فی منطقة الشرق الأوسط، على حد رأی المحلل بارئیل. وتابع قائلا إن إیران تضع على رأس سُلّم أولویاتها إبعاد خصمها، المملکة العربیة السعودیة، وتفضل ذلک على التقرب من واشنطن، إذ أن النزاع بین الریاض وطهران، أشار المحلل، دفع الکثیر من الدول الإسلامیة والغربیة إلى التدخل لمنع الانفجار بین الدولتین. وشدد بارئیل على أن عامل الزمن مهم للغایة، ذلک أنه بحسبه، فإن السعودیة أمام تغییر حقیقی فی الفترة القریبة، حیث سیقوم الملک سلمان بالتنحّی وتسلیم المملکة لابنه محمد، على حد قول المصادر السیاسیة التی اعتمد علیها فی تل أبیب. وخلص إلى القول إن یوم الشروع بتطبیق الاتفاق النووی بین إیران ومجموعة دول (5+1)، هو عملیا یوم انطلاق الإستراتیجیة الجدیدة، فإیران من الیوم فصاعدا، ستکون لاعبا إقلیمیا، لا بل عملیا، تشارک فی صناعة القرارات الدولیة، على الرغم من أنها ستکون تحت رقابة الوکالة الذریة للطاقة النوویة، على حدّ تعبیره. زهیر أندروس / رأی الیوم
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,819 |
||