الانتخابات السوریة..رسالة اضافیة على فشل الحرب الدولیة | ||
الانتخابات السوریة..رسالة اضافیة على فشل الحرب الدولیة عبد الحسین شبیب
تشکل الانتخابات التشریعیة التی جرت یوم الاربعاء(13نیسان2016)فی سوریا رسالة اضافیة على فشل الحرب الدولیة التی بدأت قبل خمسة اعوام وشهر بالتمام بغیة تدمیر الدولة السوریة وتفکیک مؤسساتها وادخالها فی فوضى امنیة مفتوحة على اشکال متعددة من الصراعات البینیة التی تصرف سوریا عن دورها الاقلیمی خصوصا فی دعمها خیار المقاومة ضد الاحتلال الاسرائیلی ومواجهتها المشروع الامیرکی الذی انطلق بعید احداث 11 سبتمر عام 2001 لتغییر الهویة السیاسیة للشرق الاوسط. وتکمن اهمیة الاستحقاق الانتخابی فی کونه مؤشرا مهما على استمراریة عمل المؤسسات الدستوریة فی تجدید شرعیتها الشعبیة بمعزل عن الاحداث التی حصلت، اضافة الى انها تاتی فی ظل انطلاق مرحلة مصیریة من المفاوضات السیاسیة فی جنیف. وبمعزل عن حجم المشارکة الشعبیة وتمدید فترة الاقتراع الى الثانیة عشرة منتصف لیل الاربعاء بناء على قرار اللجنة القضائیة المشرفة على الانتخابات نظرا للاقبال الکثیف على التصویت فی فترة بعد الظهر کما جاء فی حیثیات الاعلان، فان الانجاز یکمن فی نفس الاعداد لهذه العملیة والتحضیر لها رغم انهماک الدولة بمختلف مؤسساتها فی مواجهة الارهاب ومتفرعاته على المستوى العسکری والامنی مما یظهر قدرة ممتازة على ادارة مثل هذا الاستحقاق فی عدد کبیر من المحافظات والمدن الرئیسة، وایضا تجهیز مراکز اقتراع للناخبین النازحین عن مناطقهم، ثم تامین سلامة هذه المراکز بحیث لم تسجل احداث امنیة یعتد بها، مع ان البلد مفتوح على اشکال غیر مسبوقة من العنف التکفیری. ولعل انخراط عدد کبیر من المرشحین والمرشحات ممن غطت صورهم ووعودهم الانتخابیة صور الشوارع الرئیسة فی مختلف مدن وقرى المحافظات المشارکة یظهر حیویة ورغبة فی تجدید الحیاة السیاسیة بقرار سوری داخلی وبمشارکة شعبیة تکرس رغبة فی الاحتفاء بالانتصارات المیدانیة من خلال تفویت الفرصة على المراهنین على فشل هذه العملیة. وفی خلال جولة على عدد من مراکز الاقتراع فی العاصمة دمشق لوحظ توزع مندوبی ومندوبات المرشحین والمرشحات امام مراکز الاقتراع وجمیعهم من جیل الشباب وبعضهم یشارک للمرة الاولى فی الانتخابات، حیث کانوا یوزعون لوائح انتخابیة وصورا وملخصات عن المرشحین. ولم یظهر امام المراکز ای اجراءات امنیة استثنائیة غیر التی تشهدها دمشق منذ بدء الحرب، مما یعکس مستوى الاستقرار الامنی المرتفع نسبیا" قیاسا بالفترات السابقة. وقد شارک صحفیون من عدة دول عربیة واسلامیة واجنبیة فی جولة نظمتها وزارة الاعلام على عدد من المراکز الانتخابیة، وکان لافتا مشارکة حوالی مئة مؤسسة اعلامیة یمثلها نحو 350 صحفیا من جنسیات متعددة قدمت لهم تسهیلات کبیرة خصوصا الفضائیات للبث المباشر عبر مرکز للخدمات الاعلامیة جهزته وادارته وزارة الاعلام السوریة بالتعاون مع اتحاد الاذاعات والتلفزیونات الاسلامیة. وکان لافتا ایضا فی هذه الدورة مشارکة العسکریین ومنتسبی القوى الامنیة فی الانتخابات اقتراعا ولیس ترشحا، وهذا مؤشر هام کون الهم الاساسی للمؤسستین العسکریة والامنیة منذ سنوات هو الحرب على الارهاب التکفیری ومؤامرات داعمیه الدولیین. وبمعزل عن حجم التغییر فی ترکیبة مجلس الشعب الجدید فان الرسالة الهامة التی انطوت علیها الانتخابات هی ان شرعیة ای سلطة انتقالیة او دائمة مصدرها الحصری هو الشعب السوری، وهو صاحب القرار الفعلی فی منح هذه الشرعیة او حجبها وایضا هو المخول فی انتاج مؤسساته الدستوریة، ولیس الدول القائمة بالعدوان التی ترید ممارسة الوصایة على خیارات السوریین وهندسة نظام سیاسی یلبی مصالحها ولیس مصلحة هذا الشعب. ولعل ما ذکر سابقا فی وسائل اعلام غربیة عدة عن تفضیل روسی لعدم اجراء هذه الانتخابات مع انطلاق البحث عن حل سیاسی یؤکد ان القیادة السوریة التی تشعر بالعرفان والجمیل لمن وقف معها وساندها، تمارس استقلالیة تامة فی اتخاذ قراراتها السیادیة بالاستناد الى الشعب الذی صمد وقدم اغلى ما لدیه لحفظ هذه الدولة التی تحتاج الى تجدید وتطویر بناء على رؤى وتصورات داخلیة ولیس املاءات خارجیة کما یرید الامیرکیون وحلفاؤهم الى درجة انهم باتوا یتحدثون عن تقدیمهم مشروع دستور جدید للسوریین. وعلیه فان المزاج الشعبی السوری المتفاعل بشکل ایجابی مع انتخابات مجلس الشعب قد منح المفاوض السوری جرعة دعم اضافیة لکی یتمسک برؤیته لانتاج حلول ذاتیة بعیدا عن ای هیمنة او ضغوطات دولیة لتکون صنادیق الاقتراع التی فتحت فی الثالث عشر من نیسان 2016 بمشارکة رأس الدولة الدکتور بشار الاسد هی الاساس فی ای عملیة سیاسیة مستقبلیة. | ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,577 |
||