بمناسبة الذکرى الثامنة والثلاثون لانتصار الثورة الاسلامیة المبارکة الثورة تواصل انتصاراتها فی ظل ارادة الشعب وقیادته الحکیمة | ||
بمناسبة الذکرى الثامنة والثلاثون لانتصار الثورة الاسلامیة المبارکة الثورة تواصل انتصاراتها فی ظل ارادة الشعب وقیادته الحکیمة مما لاشک فیه ان الثورة الاسلامیة الایرانیة تعتبر ثورة فریدة بکل المقاییس و قد برهنت الایام والسنین على ذلک رغم کل التضلیل الاعلامی ورغم کل المؤامرات التی استهىفت الثورة وحاولت النیل منها. وقد واصلت الثورة مسیرتها بین امواج البحر الهائج باباء وشموخ،حیت لم تتمکن المؤامرات التی خطط لها الاعداء من عرقلة مسیرة هذه الثورة العملاقة ،اذ لم تتمکن الاغتیالات التی طالت رموز الثورة فی بدایة انطلاقها ولا الحرب المفروضة التی استمرت ثمان سنوات ولا العقوبات والمقاطعة الاقتصادیة الظالمة التی فرضها الاستکبار العالمی منذ حوالی 38 عاما علی الشعب الایرانی المسلم والابی ان تحدث خللا فی ارادة هذا الشعب وقیادته الحکیمة. ومن المؤکد ایضا ان الثورة الاسلامیة المظفرة لازالت تشق طریقها بارتقاء سنة بعد اخرى، وهی تثبت فی کل مرحلة جدارتها وأصالتها وتمارس تأثیرها الإقلیمی والدولی على الرغم من أنها واجهت وما تزال أصعب الضغوط والحصارات والعراقیل المفتعلة طیلة عمرها المبارک.وهاهی الیوم تحتفل بمرور 38 سنة على تأسیس الجمهوریة الاسلامیة فی ایران وهی اقوى شکیمة واصلب عودا واشد مراسا ، خلافا لما کانت تشتهیه ریاح القوى الاستکباریة والصهیونیة والرجعیة طیلة الفترات الماضیة. ومن یتابع مسار السیاسة الخارجیة والداخلیة لإیران منذ عام 1979 أی منذ أن أضاء الشعب الإیرانی شعلة ثورته وإسقاطه نظام الشاه الفاسد الذی رسخ تبعیة الدولة الإیرانیة للغرب لعقود طویلة، یدرک أن الشهر نفسه من العام 1979 شکل علامة فارقة فی تاریخ الشعب الإیرانی وأعاد تشکیل وبناء وعیه الذی ظل لعقود قابعآ تحت حکم جائر، إلى أن جاءت الثورة لتخلصه من هذا النظام. الیوم، وبعد مرور ثمانیة وثلاثین عاما، نلمس بوضوح مدى حکمة ومنهجیة عمل الثورة الإیرانیة وقد استطاعت إیران أن تبنی نفسها من جدید بعیدا من التبعیة للغرب، رغم حجم العقوبات الاقتصادیة والسیاسیة والأمنیة التی فرضها علیها الغرب فی محاولة لإخضاعها. ورغم ثقل حجم الضغوطات الغربیة على طهران، إلا أن مسیرة البناء والإعمار والتعلیم وتنمیة القطاعات الزراعیة والصناعیة وتطویرها والبحث العلمی مستمرة فی کل أنحاء البلاد، فقد دارت عجلة الاقتصاد داخل الدولة فی شکل متسارع لتحقق طفرة کبیرة فی العقدین الأخیرین، رغم استمرار الإنفاق المالی کما هو، کما نمت نسبة المشاریع الغیر نفطیة فی الدولة بنسبة تجاوزت 36 فی المئة، وتوسعت مشاریع تطویر البنیة التحتیة فی شکل کبیر، وقد زادت نسبة الاستثمارات الإیرانیة الداخلیة والخارجیة فی قطاعات مختلفة. ورغم أن الحرب الاقتصادیة الأخیرة التی تشنها دول إقلیمیة وغربیة “حرب النفط” والانخفاض المتلاحق فی أسعار النفط، قد أضرت فی شکل واضح ببعض القطاعات الاقتصادیة والمالیة الإیرانیة، إلا أن المؤشرات الاقتصادیة الراهنة تؤکد بأن الدولة الإیرانیة قادرة على التکیف مع المتغیرات الجدیدة وخصوصآ بعد إلانجازات التی حققتها فی کافة المجالات ، علما أن جمیع المؤشرات تؤکد أن أسعار النفط ستبدأ بالتعافی منذ بدایة العام الحالی، ما یؤکد قدرة طهران على تجاوز هذه المرحلة بثبات. سیاسیآ وأمنیآ، یعلم جمیع المتابعین أن إیران تعرضت منذ العام 1979، ولا تزال، لمجموعة مخططات ومشاریع خارجیة تمثلت فی الحرب المفروضة علیها والتی استمرت ثمانی سنوات وکذلک تضررها بشکل شبه مباشر من تداعیات الحرب بین العراق وامیرکا، کما حاولت بعض هذه المخططات إثارة الفوضى فی الداخل الإیرانی من خلال تحریک بعض القوى المعارضة والتی رکب موجها الغرب حینها، وکانت هذه المخططات تستهدف ضرب الاستقرار والأمن لکن إیران نجحت بفضل حکمة القائد السید علی الخامنئی وباقی المسؤولین فی الدولة، فی وأد هذه المخططات وإفشالها، وفی الإطار نفسه، استطاعت أن ترسم إطارآ عادلآ لمسار الإصلاح المستقبلی. أما من الناحیة العسکریة، فمن الواضح للجمیع حجم القوة العسکریة التی تملکها إیران والتی ظهرت فی شکل واضح موخرا، من خلال انطلاق مناورات عسکریة حملت اسم "مدافعو سماء الولایة" للدفاع الجوی والتی اجریت فی شهر کانون الاول الماضی کما اجرت ایران قبل ذلک مناورات عسکریة بحریة کبیرة حملت اسم “الولایة 94” وقبلها مناورة “الرسول الأعظم 9″، بالإضافة إلى مناورات أخرى جرت قبل عامین فی جنوب شرق البلاد وبحر عمان ومضیق هرمز حتى خلیج عدن، تحت تسمیة “محمد رسول الله”، والتی اختبر خلالها الجیش الإیرانی أنواعا من الصواریخ والطائرات من دون طیار والتی شارک فیها الآلاف من الجنود، وامتدت على مساحة مابین 3ملیون کلم مریع ومابین 2.2ملیون کلم مربع ، وهی المرة الأولى التی یتم فیها إطلاق مناورات بهذا الحجم ، ما یثبت تطور القدرات العسکریة الإیرانیة. إقلیمیا ودولیا، یلاحظ المتابع لمسار الفوضى التی تعیشها دول الإقلیم: سوریة والیمن ولیبیا والعراق، مدى الحکمة التی تتمتع بها القیادة الإیرانیة التی استطاعت أن تنأى بنفسها، نوعآ ما، عن الانزلاق فی فوضى الإقلیم، من خلال اتباعها سیاسة واضحة فی التعاطی مع کل أزماته، کما کانت لها نظرة شمولیة عقلانیة لمسار الحلول، فی خصوص ملفی البحرین والیمن، بالإضافة إلى دورها الفاعل فی بناء وترتیب حلول لأزمات العراق وسوریة، وبذلک استطاعت حکمة وسیاسة ودیبلوماسیة الإیرانیین بناء وتأطیر دور بارز على الساحة الدولیة والإقلیمیة. ومع حجم الإنجازات التی حققها الإیرانیون منذ عام 1979 فی مختلف القطاعات، لا بد أن تبرز مجموعة من التحدیات أمام الدولة الإیرانیة، فقد احتفل الإیرانیون بذکرى انطلاق ثورتهم هذا العام وسط ظروف اقتصادیة صعبة نوعا ما عاشتها طهران ولا تزال، بسبب “حرب النفط “وتداعیاتها ، بالتزامن مع انطلاق حرب النفط، التی تقودها السعودیة وأمیرکا، بالإضافة إلى مجموعة ظروف أخرى تعیشها المنطقة، کالصراع فی سوریة والیمن، وتهدیدات الکیان الصهیونی وحلفائه العسکریة المتکررة، وعلاقات إیران مع بعض دول الإقلیم العربی المتوترة فی هذه الفترة. ختامآ ،هذه التحدیات المذکورة عایشها الإیرانیون، وما زالوا یعیشون تداعیاتها منذ أن قرروا الخروج من تحت عباءة الغرب والتحرر وبناء ایران الجدیدة، إیران التطور الصناعی والدیمقراطیة، إیران ذات القوة العسکریة والتکنولوجیة الهائلة ومحور القوة فی الإقلیم، فهذه الانجازات والمکاسب التی حققتها إیران واجهتها آلة الحلف الغربی الصهیونی الإقلیمی وحاولت هدمها على مر السنوات وبوسائل عدیدة، من العقوبات الاقتصادیة إلى التهدیدات الأمنیة والعسکریة إلى محاولة إثارة الفوضى فی الداخل الایرانی، لکن بحکمة القیادة ووعی الشعب لخطورة ما یحاک له منذ انتصار الثورة، خرجت إیران منتصرة وستواصل انتصاراتها فی ظل حکمة هذه القیادة ووعی هذا الشعب.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,370 |
||