التحدیات التی واجهت ایران منذ اندلاع الثورة وحتى الان | ||
![]() | ||
التحدیات التی واجهت ایران منذ اندلاع الثورة وحتى الان احمد السیوفی
- کیف واجهت ایران محاولات الاستهداف الامریکی والغربی والاقلیمی - اخطر الملفات التی واجهت ایران هی دعم محور المقاومة والاصرار على اتمام البرنامج النووی - لماذا شکلت القضیة الیمنیة والسوریة والعراقیة تحدیا کبیرا لایران
منذ ان اندلعت الثورة الاسلامیة فی ایران عام 1979 بقیادة الامام الخمینی(ره) وقد رسمت لنفسها خطا جدیدا ینحوا نحوا مختلفا عما هو سائد فی الکون بأن تکون هناک دولة مستقلة بعیدة عن الاملاءات والانحیازات للقوى الکبرى حیث اندلعت الثورة والعالم یعیش تحت ضغوط واملاءات القطبین الذین کانا یسیطران على العالم وهما محور الولایات المتحدة الامریکیة وحلفائها من الغربیین وغیرهم ومحور الاتحاد السوفیتی وحلفاؤه الشرقیین فی اوربا الشرقیة وغیرها وکانت صیحة الامام الخمینی مفجر الثورة هی لا شرقیة ولا غربیة اسلامیة اسلامیة. وکان هذا الهتاف هو ما یحمله الحجاج الایرانیون ویصدحون به فی جنبات الاراضى المقدسة کما یصدح به کل من یسلک هذا النهج فی تظاهرات تحرکت فی معظم دول العالم کما اصبحت نهجا دائما لکل التیارات والقوى السیاسیة التی تسلک نفس النهج والتی نجحت على مدار الایام لتصوغ لنفسها مکونا سیاسیا ومکونا عسکریا اتخذت نهج المقاومة فی مواجهة الکیان الصهیونی. ثم ظلت هذه المکونات تنمو وتتبلور حتى اصبحت جزءا من المعادلة السیاسیة التی فرضتها نفسها على المستوى الاقلیمی والدولی. الثورة الاسلامیة عندما انطلقت عام 1979 حرص مفجرها الامام الخمینی على مواجهة قوى الظلم والاستکبار فی عمل یتسم بالرغبة فی الاستقلالیة والتصدی للاستکبار وفضحه. اتخذ الامام الخمینی موقفین کبیرین جعلا الجمهوریة الاسلامیة منذ تفجرها وحتى الان تحت نیران الاستهداف الغربی والاستکبار العالمی ، الموقف الاول هو تسلیم الامام الخمینی مقر سفارة الکیان الصهیونی فی طهران الى السلطة الفلسطینیة وحضر مراسم التسلیم الرئیس الفلسطینی الراحل یاسر عرفات وکانت هذه صدمة کبیرة للکیان الصهیونی الذی کان لاعبا رئیسیا فی الساحة الایرانیة حتى ان الاستاذ محمد حسین هیکل ذکر فی کتابه الهام ( مدافع ایات الله ) ان السفارتین الامریکیة والصهیونیة هما اللتان کانتا تشکل الحکومة الایرانیة وان الشاه کان یعرف بتشکیل الحکومة من خلال وسائل الاعلام ، الى هذه الدرجة کانت سیطرة السفارات الاجنبیة على القرار السیاسی الایرانی.فاخراج السفارة الاسرائیلیة الصهیونیة من المشهد السیاسی بفعل الثورة الاسلامیة معناه صفعة کبیرة للکیان الصهیونى المشارک فی صناعة القرار الایرانی اما الموقف الثانی فهو احتلال السفارة الامریکیة من جانب الطلاب الایرانیین المبنى الذی اطلق علیه الایرانیون وکر التجسس وقام الطلاب باحتجاز العاملین بالسفارة والذین اصبحوا رهائن لدى الطلاب وعددهم 52 رهینة ظلوا محتجزین لمدة 444 یوما ولم تفلح کل المحاولات الامریکیة لاطلاق سراحهم حتى ان الولایات المتحدة ارسلت خمس طائرات الى مطار غیر معلوم للایرانیین بقصد القیام بعملیة متمیزة لاطلاق سراحهم غیر ان العملیة فشلت فشلا ذریعا بان اصطدمت هذه الطائرات ببعضهما البعض ومن ثم فشلت العملیة واعادة عدد قلیل من هذه الطائرات باطقمها ولم تشعر السلطات الایرانیة الجدیدة بهذه العملیة الا ان الولایات المتحدة الامریکیة هی التی قامت بالاعلان عنها ، وکان لدى الطلاب الایرانیین المحاصرین للسفارة معلومات بان مقر السفارة الامریکیة فی طهران هو اکبر وکر للتجسس على ایران وعلى دول الشرق الاوسط وبالتالی حرصوا على الوصول الى المستندات والوثائق وقد حاول العاملون بالسفارة التخلص من هذه الوثائق بالفرم وفعلا نجحوا فی فرم کمیة کبیرة لا باس بها من الوثائق والمستندات غیر ان الطلاب الایرانییون المؤمنون بقضیتهم قاموا بعمل معجزة حقیقیة حیث نجحوا فی اعادة جمع هذه الشرائح الصغیرة المفرومة وتجمیعها من جدید واصلاحها وجمعوا اکثر من ثلاثین ملفا طبعت فی شکل کتب کل کتاب یرتبط بدولة من الدول وهناک بعض الدول التی لها کتابات وقد فضحت هذه الوثائق والکتب الدور التجسسی الذی قامت به امریکا ضد کثیر من الدول والشعوب وکانت صفعة اخرى وجهت الى امیرکا بجانب صفعة احتجاز الرهائن وفشل امریکا فی انقاذهم وتخلیصهم. اذن الموقفان اللذان عرضناهما کانا السبب الحقیقی لتوسیع هوة الخلاف بل وتعکیر الاجواء بین ایران والغرب الاستکباری وخاصة بعد ان لعب الاعلام الغربی وعلى راسه الاعلام الامریکی الذی یسیطر علیه الصهاینة فی تشویه ایران وطرح صورتها باعتبارها الدولة الارهابیة ، کل هذه الامور لعبت دورا کبیر فی احداث شرخ عمیق بین ایران ودول الغرب وبعض حلفاء هذه الدول من دول الشرق الاوسط ، وفیما یبدو ان ایران کانت تدرک ان طریق الاستقلال هو طریق محفوف بالمخاطر وملیء بالاشواک وکان علیها ان تستعد لذلک وتهیىء نفسها لهذا الوضع الجدید هذا الامر الذی خلق تحدیات کبیرة بات على صانع القرار الایرانی ان یستعد لها وان یصوغ رؤیة للمواجهة ومن ابرز هذه التحدیات ما یلی : 1- الحرب العراقیة الایرانیة بعد ان اندلعت الثورة الایرانیة باشهر قلیلة شعرت کثیر من الدول الکبرى وعلى راسها الولایات المتحدة الامریکیة التی اطیح برئیسها جیمى کارتر بسبب فشل الدولة فی انقاذ الرهائن الامریکین هذه الدول شعرت ان الفرصة باتت مناسبة لاحداث عملیة کبرى لضرب الثورة الاسلامیة الفتیة وخاصة انه تم تسریح عدد کبیر من الجیش الایرانی الذی کان سادس جیش على مستوى العالم مسلح باحدث التکنولوجیا حیث کانت ایران تلعب دور شرطی المنطقة لصالح الولایات المتحدة الامریکیة وامام هذا الوضع الجدید والذی بدا فیه الجیش الایرانی انه بات ضعیفا وغیر مؤهلا لاداء دوره ومع احساس الجمیع من القوى الدولیة بان حکام ایران الجدد لیس لدیهم خبرة ولیس لدیهم درایة بادارة الدولة ومن ثم خرجت نصائح من عدة قوى دولیة واقلیمیة الى حاکم العراق انذاک صدام حسین بغزو ایران باعتبار ان هذا افضل فرصة للقضاء على الثورة الجدیدة والدولة الناشئة حیث اتفق الرئیس الامریکی جیمی کارتر والملک السعودى خالد بن عبد العزیز على دعم صدام حسین فی حال غزوه لایران والقضاء على النظام الجدید وبالفعل التقت ارادات کل هؤلاء مع عدد اخر من حکام بلدان الخلیج الفارسی ودخلت مصر على الخط وکذلک بعض الدول الاوربیة واعلن صدام حسین انسحابه من اتفاقیة الجزائر وقام الجیش العراقی بغزو ایران ووصلت قوات صدام الى مناطق متوغلة داخل ایران حتى وصل الى منطقة دزفول ولم تجد ادارة الدولة الجدیدة بقیادة الامام الخمینی بدا من المواجهة وبدا الرجل یصوغ منظومة جدیدة للمواجهة بجانب الجیش او ما تبقى من الجیش فأسس الحرس الثوری (الباسدران) وفتح الباب للمتطوعین من الایرانیین ( البسیج) حتى استطاع الرجل ان یشکل مجموعات کبیرة من هذه التشکیلات العسکریة التی استطاعت فی وقت لیس کبیرا ان تغیر المعادلة على الارض وظل الامر یتطور حتى تغیرت الموازین فبعد ان کانت العراق محتلة لمناطق ایرانیة استردت ایران کافة اراضیها المحتلة واستطاعت قواتها ان تسیطر على مناطق عراقیة منها منطقة الفاو و غیرها وظلت المعارک دائرة بین الدولتین ایران والعراق لمدة ثمان سنوات دفع فیها البلدان عدد کبیر من الضحایا ومئات الالاف من المصابین والمعاقین وتم استنزاف اقتصاد البلدین وعندما ادرک الامام الخمینی ان کل دول العالم وعلى راسها الولایات المتحدة الامریکیة لن یقبلوا باحتلال العراق من جانب ایران وکذلک اعطت امیرکا للعراقیین کمیات کبیرة من الاسلحة الکیماویة المحرمة دولیا وبعض المواد المحرمة دولیا مثل غاز الخردل وغیره وبالفعل استخدم صدام حسین هذه الاسلحة ضد الجیش الایرانی والمقاتلین الایرانیین وخاصة فی منطقة الفاو وسمح ما یسمى بالمجتمع الدولى بذلک وکل هذا تم تحت سمع وبصر الامریکیین واعلنت الصحف الامریکیة ذلک، هذه الجرائم التی تمت ضد الایرانیین دفعت الامام الخمینی الى القبول بوقف اطلاق النار وقال قولته الشهیرة : اوافق على وقف اطلاق النار وکأنی اتجرع السم ، کان لکاتب هذه السطور الحظ فی زیارة مدینة الفاو بعد وقف اطلاق النار وشهدنا التدمیر الذی احدثته الاسلحة الکیماویة فی المبانی والشجر وحتى النخیل الذی یخرج اجمل التمر العراقى مئات الالاف من هذا النخیل لونه اسود ومحترق ومن غیر الممکن تصور ان ینتج مرة اخرى ، فکانت الحرب العراقیة الایرانیة هى واحدة من اکبر التحدیات التی واجهت الثورة الایرانیة واخرت التنمیة فی ایران لسنوات بسبب تدفق الاموال فی اتجاه الحرب وتحول مئات الالاف من الشباب من الانتاج والزراعة والبضاعة الى جبهات القتال. کل هذا بالطبع کان له اثر فی عرقلة خطط التنمیة وبرغم هذا فأن ایران نجحت الى حد کبیر فی ظل الحرب الضروس وفی ظل الموقف الدولی والموقف الاقلیمی المعادی لایران نجحت فی انتاج ما یکفیها من طعام وشراب ودواء وسلاح فی ظل حصار هذه القوى لها واصبح هذا نهجا لایران بانها استطاعت ان تصوغ رؤیة البناء وقت الحصار. 2- دعم المقاومة وصیاغة محورها : منذ ان بدأت الثورة الاسلامیة الایرانیة وحتى الان وهی تعانی من حالة استهداف من القوى الغربیة ولولا قوة ومکانة الدولة الایرانیة وجبهتها الداخلیة وامکانیاتها الاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة لانهارت هذه الدولة بسبب موجات الحصار التی ضربت على ایران بسبب موقف ایران من الکیان الصهیونی حیث بدأ الامام الخمینی عهده عقب نجاح الثورة باغلاق السفارة الاسرائیلیة وتسلیمها الى سفارة فلسطین بقیادة الرئیس یاسر عرفات ولم یقف الامر عند حد تسلیم السفارة الصهیونیة للفلسطنیین وانما امتد الامر الى خطاب الثورة الاسلامیة الذی اصبح خطابا معادیا للکیان الصهیونی بشکل واضح وکذلک اصبح داعما بوضوح للقضیة الفلسطینیة بعد ان کان النفط الذی یستخدمه الصهاینة ضد مصر وسوریا وبقیة الدول العربیة فی حربی 56 و67 وبعد ذلک فی حرب 73 کان النفط یأتی من ایران لدعم وتشغیل ترسانة الکیان الصهیونی فاصبح الجنود المسلمون فی الدول العربیة المواجهة للکیان الصهیونی یموتون بفعل استخدام النفط الایرانی من اموال المسلمین الایرانیین لضرب المسلمین العرب ، ثم اسس الامام الخمینی یوم القدس العالمی فی الجمعة الاخیرة من شهر رمضان کل عام والذی تحتشد فیه الملایین فی هذه المناسبة ویخرج الشعب الایرانی عن بکرة ابیه فی کل المدن الایرانیة وکذلک الملایین فی کثیر من الدول العربیة ودول العالم یحملون اللافتات والشعارات ومجسمات الاقصى والشعارات التی تدعو المسلمین للوحدة ولتحریر الاقصى من دنس الاحتلال الصهیونی وکانت الشعارات التی اطلقها الایرانییون وحلفاؤهم ترتبط بأن تحریر الاقصى وتحریر فلسطین واجب شرعی على کل المسلمین ، ولم یقف الامرعند حد المؤتمرات والمهرجانات والشعارات والخطاب تجاه القضیة الفلسطینیة وانما تجاوزت ایران کل هذا الى دعم المقاومة الاسلامیة فی لبنان بقیادة حزب الله الذی نجح فی سنوات قلیلة ان یکون رقما مهما فی المعادلة اللبنانیة بل حتى فی المعادلة الاقلیمیة ونجح حزب الله فی تحریر الجنوب اللبنانی من الکیان الصهیونی الذی ظل محتلا له وکذلک نجحت المقاومة فی توجیه ضربات موجعة للکیان الصهیونى عام 2006 فوصلت صواریخ المقاومة الى اقصى عمق الکیان الصهیونی ودخلت طائرات المقاومة بدون طیار الى قلب الکیان الصهیونی وانعکس الدعم الایرانی الواسع لحزب الله من تطویر اسلحته وصواریخه وادائه فی المواجهة بحیث باتت اسرائیل تعمل الف حساب للمقاومة ، ولم یقف الامر عند المقاومة الاسلامیة فی لبنان وانما قامت ایران بدعم المقاومة الاسلامیة فی فلسطین من خلال دعم حرکة المقاومة الاسلامیة حماس وحرکة الجهاد الاسلامی اهم فصیلین لهما وجود قوی فی ساحة المواجهة مع الکیان الصهیونی واللذان استطاعا بفعل الدعم الایرانی تمویل کل العملیات العسکریة واللوجستیة واصبحت المقاومة الاسلامیة فی فلسطین رقما هاما ودخلت فی مواجهات کبیرة مع الکیان الصهیونی وبرغم التدمیر الذی الحقه الکیان الصهیونى بالبنیة التحتیة وبالمبانی وبرغم عدد الشهداء الکبیر الا ان المقاومة الاسلامیة نجحت فی الصمود لایام طویلة کان اخرها 52 یوما کاملا ولم تخضع والحقت اضرارا کبیرة بالمواطن الصهیونی الذی هرب من اغلب المناطق الغربیة من فلسطین والذی اصیب بالامراض النفسیة وکذلک حرکت ضربات المقاومة الهجرة المعاکسة من الکیان الصهیونی الى دول العالم کما نجحت المقاومة من تطویر اسلحتها وادواتها وطرق المواجهة مما کان له الاثر الکبیر فی انزعاج الکیان الصهیونی ولعب اللوبی الصهیونی العالمی دورا کبیرا فی تشویه صورة ایران ومحاولة تجییش الاعلام الدولی وکذلک محاولة تجییش دول العالم ضد ایران وبالتالی ادت موجة العداء الدولی لایران ومحاولة محاصرتها سیاسیا واقتصادیا – حیث لعبت امریکا دورا کبیرا فی الضغط على کثیرا من الدول العربیة وغیرها- لفرض حصار اقتصادی على ایران ثم قامت امریکا بشکل منفرد بعیدا عن الامم المتحدة باصدار عدة قوانین لمعاقبة ایران وبدأ العقوبات تزداد بشکل تصاعدی وتصعیدی فأستهدفت قطاع النفط واستهدفت قطاع الصناعة واستهدفت قطاع الاقتصاد والبنوک واستهدفت حرکة التجارة ثم حرکة النقل بهدف عرقلة الاقتصاد الایرانی والدفع بالدولة نحو الخضوع والاستسلام او احداث ازمات اقتصادیة تؤدی الى حالة تذمر شعبی یمکن ان یؤدی الى اسقاط النظام.حیث فرضت أمریکا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبی العدید من العقوبات على إیران نتیجة استمرارها فی برنامجها النووی، وذلک بعدما أصدرت الوکالة الدولیة للطاقة الذریة التابعة للأمم المتحدة فی شهر سبتمبر من عام 2005 تقاریرها، وأشارت إلى أن طهران لا تُنفذ التزاماتها الدولیة. وعلیه، فقد تولّت أمیرکا بذل مجهودات دولیة مضنیة لعزل طهران مالیًا ومنع صادراتها النفطیة، وبالتالی زیادة الوضع صعوبة أمام إیران فی تطویر قدرتها المحتملة لتطویر أسلحة نوویة وتقدیم حکومتها إلى طاولة المفاوضات وفی النهایة، وافقت إیران على القیود المفروضة على برنامجها النووی وعملیات التفتیش المکثفة فی اتفاقیة وقعت علیها القوى العالمیة خلال شهر یولیو الماضی. وحسب الاتفاق، فإنه من المقرر رفع العقوبات الأکثر صرامة عندما تتحقق الوکالة الدولیة للطاقة الذریة من اتخاذ إیران کافة الخطوات المطلوبة مثل تقلیل مخزوناتها من المواد الانشطاریة وأجهزة الطرد المرکزی. ومع ذلک، فإن هناک بعض العقوبات التی لیست لها صلة بالانتشار النووی وستظل قائمة کما هی ولعل بدایة ازدیاد وتیرة هذه العقوبات عندما بدأت ایران على العمل على برنامجها النووى السلمی حیث واجهت إیران عقوبات دولیة ردًا على برنامجها النووی ، حیث ترى القوى الکبرى أن ذلک البرنامج ینتهک التزامات معاهدة منع انتشار الأسلحة النوویة بعام 1967. فعندما انضمت إیران إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النوویة، وعدت إیران بأنها لن تُصبح دولة مسلحة نوویًا. ولکن خلال السبعینات من القرن العشرین، أثارت السیاسات التی تبناها محمد رضا بهلوی مخاوف أمریکا بشأن طموحات إیران فی امتلاک أسلحة نوویة. وفی عام 1974، وقعت إیران اتفاقیة ضمانات للوکالة، التی تُعد تکملة لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النوویة، والتی وافقت إیران تبعها على عملیات التفتیش. ومع بدایة القرن الحادی والعشرین، تجددت مؤشرات العمل على تخصیب الیورانیوم لتتجدد معها المخاوف الدولیة، لتزداد بذلک العقوبات الدولیة التی فرضها الاتحاد الأوروبی والأمم المتحدة والحکومة الأمریکیة. فقد سعت تلک العقوبات الدولیة إلى منع وصول إیران إلى المواد ذات الصلة بتخصیب الیورانیوم وتصنیع قنبلة نوویة، فیما وضعت ملزمة اقتصادیة على الحکومة الإیرانیة لحملها على وقف برنامجها لتخصیب الیورانیوم وغیرها من الجهود المتعلقة بالأسلحة النوویة. وفی شهر نوفمبر من عام 2013، وقعت إیران مع مجموعة الدول (5+1) اتفاقًا مؤقتًا یُعرف باسم خطة العمل المشترکة من شأنه تخفیف بعض العقوبات والسماح لإیران بالوصول إلى 4.2 ملیار دولار أمریکی ضمن أصولها المجمدة سابقًا فی مقابل الحد من تخصیب الیورانیوم والسماح للمفتشین الدولیین بالوصول إلى مواقع حساسة بالبلاد. وحسب الاتفاق المُبرم، فإن صادرات إیران من النفط الخام لا ینبغی لها أن تتجاوز 1.1 ملیون برمیل یومیًا، أی أقل من نصف مستوى صادراتها خلال عام 2011. کما ستنفذ واشنطن وبروکسل بنود الاتفاق إلى أن تُصدق الوکالة الدولیة للطاقة الذریة على أن إیران قد اتخذت الخطوات المُتفق علیها للحد من برنامجها النووی، والتی من المقرر تنفیذها بعد عدة أشهر من اتفاق الرابع عشر من یولیو. وأشارت وزارة الخزانة الأمریکیة إلى أنه لن یتم رفع أیة عقوبات أخرى، فیما سوف تستمر العقوبات النوویة إلى أن تُصدر الوکالة الدولیة للطاقة الذریة تقریرها الذی یؤکد على التزام إیران ببنود الاتفاق حسب المُقرر. اما عن شکل العقوبات وانواعها فهی کالاتی : تشمل العقوبات الأمریکیة مجموعة متنوعة من الأهداف المتعلقة بالشؤون الداخلیة والخارجیة للبلاد، حیث تتراوح بین انتشار الأسلحة وانتهاکات حقوق الإنسان إلى رعایة الإرهاب وزعزعة الاستقرار بالخارج. فقد استهدفت العقوبات قطاعات کبیرة بالإضافة إلى أفراد وکیانات محددة، مواطنین وغیر مواطنین، لدیهم صلة بالأشخاص الإیرانیین الذین تم فرض العقوبات علیهم.
العقوبات المالیة والمصرفیة سعت العقوبات الأمریکیة التی فرضتها وزارة الخزانة إلى عزل إیران عن النظام المالی الدولی. فبخلاف الحظر المفروض على المؤسسات التی تتخذ من الولایات المتحدة الأمریکیة مقرًا لها والتی لدیها تعاملات مالیة مع إیران، فرضت الخزانة عقوبات خارجیة أو ثانویة: فبموجب قانون العقوبات الشاملة ضد إیران والمحاسبة والتجرید من الممتلکات، یحظر على المؤسسات المالیة الأجنبیة أو شرکائها التی تتعامل مع البنوک الإیرانیة المحظورة، إجراء أیة صفقات بالولایات المتحدة الأمریکیة أو بالدولار الأمریکی، لیدعو وکیل الخزانة آنذاک دیفید کوهین إلى فرض "عقوبة الإعدام على أی بنک دولی". وفی نهایة عام 2011، تحرکت امیرکا نحو منع مستوردی النفط الإیرانی من تسدید دفعاتهم من خلال البنک المرکزی الإیرانی. کما تم اتخاذ تدابیر أخرى تحد من وصول إیران إلى العملات الأجنبیة، وبالتالی لا یُمکن استخدام الأموال من الدول المستوردة للنفط إلا لأغراض التجارة الثنائیة مع الدول المُشتریة للنفط أو الوصول إلى السلع الإنسانیة. صادرات النفط علاوة على الضغوط الواقعة على وصول إیران للنظام المالی الدولی، فإن الحد من عائدات النفط کان هو الترکیز الرئیسی لإدارة أوباما، التی صعدت ضغوطها لمنع انتشار الأسلحة النوویة. وقبل عام 2012، مثلت الصادرات النفطیة أکثر من نصف عائدات الحکومة الإیرانیة، وشکلت خُمس ناتجها المحلی الإجمالی؛ ومنذ ذلک الحین، بلغت عائدات النفط نصف قیمتها. تستهدف العقوبات الخارجیة الشرکات الأجنبیة التی توفر الخدمات والفرص الاستثماریة ذات الصلة بقطاع الطاقة، بما فی ذلک الاستثمار فی حقول النفط والغاز ومبیعات المعدات المستخدمة فی تکریر النفط والمشارکة فی الأنشطة ذات الصلة بتصدیر النفط، مثل بناء السفن وعملیات الموانئ والتأمین على النقل. فقد أدى قانون العقوبات الشاملة ضد إیران والمحاسبة والتجرید من الممتلکات وغیره من القوانین إلى توسیع نطاق القیود التی سبقت المخاوف النوویة.
العقوبات التجاریة فرضت أمریکا حظرًا یمنع معظم الشرکات الأمریکیة من التجارة داخل إیران أو إقامة استثمارات بها. وعلى الرغم من تخفیف بعض العقوبات خلال عام 2000، فقد تم تنفیذها بالکامل بعد مرور عقد من الزمان. ولکن، وضعت إدارة أوباما استثناء فقط على حظر بیع أجهزة الاتصالات الاستهلاکیة والبرمجیات.
تطویر الأسلحة دعا قانون منع انتشار الأسلحة النوویة بین إیران والعراق لعام 1992 إلى معاقبة أی شخص أو کیان من شأنه مساعدة طهران فی تطویر الأسلحة الکیمیائیة أو البیولوجیة أو النوویة أو حیازتها أو تطویر أیة أسلحة تقلیدیة متقدمة. کما تم فرض حظر إضافی على الصادرات ذات الاستخدام المزدوج، مما یُعد تبریر لفرض الحظر على السیارات. عقوبات الأمم المتحدة وضع مجلس الأمن الدولی نظام للعقوبات تلتزم به کافة الدول الأعضاء منذ أن أعلنت الوکالة الدولیة للطاقة الذریة أن إیران لا تلتزم بالضمانات المُقررة خلال عام 2005. وخلال الجولة الأولى من العقوبات بعام 2006، وافق مجلس الأمن بالإجماع على اتخاذ تدابیر شملت فرض حظر على المواد والتقنیات المستخدمة فی إنتاج الیورانیوم وتخصیبه، وکذلک تطویر الصواریخ البالستیة ومنعت المعاملات المالیة الداعمة للبرامج النوویة والصواریخ البالستیة. کما منعت القرارات اللاحقة الصادرة خلال عامی 2007 و2008 المساعدة المالیة غیر الإنسانیة لإیران وکلفت الدول بفرض تفتیش للشحنات التی یُشتبه فی احتوائها على مواد محظورة. وخلال شهر یونیو من عام 2010، صدر قرار رابع ملزم لإیران، وینص على تشدید العقوبات الدولیة، وربط أرباح النفط الإیرانی وأرباح القطاع المالی والمصرفی، بما فیها البنک المرکزی، بجهود منع الانتشار النووی، وبالتالی خضوعهم للعقوبات الدولیة. عقوبات الاتحاد الأوروبی ضاعف الاتحاد الأوروبی العقوبات التی فرضتها الأمم المتحدة ضد إیران والتی تُعد مماثلة لتلک التی فرضتها أمریکا. ففی عام 2007، تم اتخاذ قرار بتجمید أصول الأفراض والهیئات ذات الصلة بالبرامج النوویة الإیرانیة والصواریخ البالستیة، مع حظر نقل المواد ذات الاستخدام المزدوج. وفی عام 2010، شدد الاتحاد الأوروبی نظام العقوبات، لیتماشى مع التدابیر الأمریکیة من منع المؤسسات الأوروبیة من التعامل مع البنوک الإیرانیة بما فیها البنک المرکزی، وتقیید التجارة والاستثمار فی قطاعی النقل والطاقة. وضاعفت بروکسل العقوبات المفروضة على إیران من خلال منع استیراد منتجات النفط والبتروکیماویات والتأمین على الشحن وتجمید الأصول ذات الصلة بالبنک المرکزی الإیرانی. وقبل الحظر الذی فرضه الاتحاد الأوروبی خلال عام 2012، کان الاتحاد الأوروبی المستورد الأکبر للنفط الإیرانی، بمتوسط بلغ 600 ألف برمیل یومیًا. وبعیدًا عن عقوبات منع انتشار الأسلحة النوویة، ضاعفت بروکسل العقوبات لتشمل تجمید الأصول وحظر السفر وحظر تصدیر المعدات التی یمکن استخدامها لمراقبة الاتصالات. اذا فأن دعم المقاومة واتخاذ مواقف تتسم بالاستقلالیة بعیدا عن الهیمنة والاملاءات الغربیة دفعت بالدول الغربیة وعلى راسها امریکا بمحاصرة ایران حتى یتم اسقاط النظام او فی اسوأ الاحوال تضیق الخناق علیه. 3- الملف النووى تبدأ قضیة الملف النووی الایرانی فی عام 1974 فی عهد الشاه حیث تم التعاقد مع ألمانیا على بناء مفاعل نووى لایران الشاهنشاهیه ولاقى هذا الامر رضا وقبولا امریکیا ودعما اوربیا وظل هذا الامر الى ان اندلعت الثورة الاسلامیة وتوقف المشروع النووی تماما وظل متوقفا عدة سنوات غیر ان القیادة الیرانیة کان لدیها قناعة بان المشروع النووی هو مشروع استراتیجی بالنسبة لایران فطلبت من الاساتذة والمتخصصین الایرانیین عمل دراسة لاعادة المشروع مجددا نظرا لحاجة ایران الى الدخول فی النادی النووی والاستفادة من الانتاج النووی السلمی فی الطب والکهرباء وتوفیر النفط وتوسیع رقعة الاستثمار فیه وبدأت الدراسات على قدم وساق وتم التاکد من الالمان والدول الغربیة بوجه عام لن تقبل بالتعاون مع ایران فی المجال النووی وبالفعل رفضت الدول الغربیة استکمال المفاعل النووی فاتجهت ایران الى روسیا التی استجابت بعد محاولات کثیرة بعد وفاة الامام الخمینی ومجىء ایة الله السید على الخامنئی خلفا له والذی کان لدیه رؤیه واضحة فی استکمال البرنامج النووی ونظرا لاختلاف الرؤى بین التصمیم الالمانى والتصمیم الروسی للمفاعل النووى فأن روسیا قامت بعمل تعدیلات کبیرة واعادة تصمیم لمفاعل بوشهر النووی الذی کان المفترض ان ینتهی خلال عشر سنوات الا ان المفاعل اخذت وقتا اطول وتأخرت روسیا فی الانتهاء من المفاعل وتشغیله وفی نفس الوقت استطاعت ایران ان تجند شبابها وطلابها وباحثیها فی الجامعات فی عمل ابحاث طویلة حتى استطاع علماؤها وطلابها ان یحققوا نجاحات متواصلة فی دورة الانتاج النووی حتى استطاعت ایران ان تنتج الکعکة الصفراء ثم استطاعت ان تصنع اجهزة الطرد المرکزی ثم نجحت فی الوصول الى الدورة الکاملة للانتاج النووی والتخصیب بدرجة عالیة وصلت الى 20% ثم استطاعت ان تصنع اکثر من 40 الف جهاز طرد مرکزى بکفائة عالیة ومتمیزة ، ودخلت ایران فی صراع وصدام مع الدول الغربیة والاقلیمیة واشتد الصراع حتى بلغ ذروته بتحویل الملف النووی من مجلس محافظی هیئة الطاقة النوویة الدولیة الى مجلس الامن الدولی فصدرت عقوبات دولیة متتالیة ضد ایران وصدرت قرارات من مجلس الامن لفرض حصار عمیق على ایران اخذ اشکالا متنوعة بدأ بمقاطعة الطاقة النوویة الایرانیة ثم تدرج بفرض حظر على نقل النفط الایرانی من ایران ومنع تصدیره ومنع نقل التکنولوجیا الدولیة الى ایران ومنع قطع الغیار عن المصانع بل والطائرات الایرانیة،ثم اشتد الحصار بمنع نقل الاموال من والى ایران ومقاطعت البنوک الایرانیة من قبل البنوک الدولیة فاشتد الحصار بشکل کبیر مما ادى الى حدوث تاثر للعملة الایرانیة وحدوث بعض المشاکل فی هیکلة الاقتصاد ولکن ایران ما لبثت بشکل فیه ما یشبه المعجزة حاولت ان تعتمد على ابنائها فی تطویر الصناعة والجامعات والبحث العلمی بعد ان ادرکت ایران ان هذا التکالب الدولی لن یترکها طالما انها ترفض الخضوع واستطاعت ایران بالفعل ان تخترق الحصار الدولی بعمل علاقات مع عدد من الدول خاصة روسیا والصین وترکیا وامریکا الجنوبیة واخترقت عدة ساحات مثل الساحة اللبنانیة والعراقیة والسوریة وبعض الدول الافریقیة وهکذا ثم نجحت ایران بالفعل فی ظل الحصار ان تنتج اسلحة متنوعة ومتقدمة وصواریخ متوسطة وبعیدة المدى وفی ظل الحصار اکتملت دورة الانتاج النووی وفی ظل الحصار تم اطلاق صواریخ الى الفضاء واطلاق قمر صناعی وتم انتاج فرقاطات بحریة وغواصات وکذلک استطاعت ایران فی ظل الحصار ان تکتفی ذاتیا من القمح ومن الخضروات ومن الفاکهة وکادت ان تکتفی ذاتیا من الدواء کل هذا تم فی ظل الحصار بل ان التفوق الایرانی فی الاقلیم وخارج الاقلیم اتسع بشکل کبیر فی ظل سنوات الحصار. فاذا کان الملف النووى سببا لمحاولة استهداف ایران ولمحاصرتها وکان هذا تحدیا کبیرا الا ان ایران نجحت بشکل کبیر فی مواجهة هذا التحدی والخروج منه بدرجة عالیة من تجاوزات الازمات وکانت نموذجا فذا للتصدی للازمات ولمواجهة التحدیات.. تلک کانت اهم التحدیات التی واجهت الجمهوریة الاسلامیة منذ اندلاع الثورة عام 1979 وحتى الان ویبقى ان هناک تحدیات اخرى ناتجه عن ممارسة ایران لدورها الاقلیمی بمعنى ان هناک تحالف بین ایران وسوریا واتفاقیات مشترکة للدفاع مما جعل لایران دور واضح فی الازمة السوریة بتقدیم المشورات العسکریة والسیاسیة ودعم الاقتصاد السوری حتى لا تتفاقم المشاکل الاقتصادیة فی مواجهة الشعب السوری وکذلک هناک تعاون استراتیجی بین ایران والعراق وقدمت ایران کل انواع الدعم العسکری والسیاسى لمواجهة داعش الذی بات یمثل خطرا کبیرا على المنطقة کلها ، کذلک هناک تعاون بین ایران وجماعة انصار الله فی الیمن بعد ان قامت المهلکة العربیة السعودیة بشن حرب عنیفة على الیمن الامر الذی دفع ایران لتقدیم الدعم السیاسی والاعلامی لانصار الله وللشعب الیمنی الذی یتعرض لهذه الهجمة الشرسة التی اسقطت الاف الشهداء ودمرت البنیة التحتیة. کل هذه المواقف الداعمة للمستضعفین جعلت ایران تحت نیران الاستهداف من قوى دولیة وقوى اقلیمیة ووسعت من حجم التحدیات ، غیر ان ایران استطاعت بالصبر وطول النفس والاصرار على تحقیق الکثیر من الاهداف وتجنب الکثیر من المشاکل والصعاب ومن ثم اصبحت ایران رقما مهما على المستوى الدولی وعلى المستوى الاقلیمی لیس بوسع احد سواء دولة کبرى او صغرى ان یتجاهل دورها او یتجاوزها ومن ثم صارت ایران مصدرا للجدل المستمر ونموذجا لاستقلالیة القرار ومواجهة التحدیات.
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 1,518 |
||