ایران بلد الآثار العریقة والسیاحة الوافرة والطبیعة الخلّابة | ||
ایران بلد الآثار العریقة والسیاحة الوافرة والطبیعة الخلّابة
أ . کاظمی تتصف إیران بعیون المیاه الصافیة، والبساتین العامرة، واشجار الجوزالباسقة، ومزارع الفستق، واللیالی المضیئة ،والصخورالمُلوّنة، والسهول والجبال والهضاب المترامیة، والبراکین المغطاة بالثلوج، وغابات جبال البرز الخضراء، وسواحل بحر الخزر اللامعة، وهی تعکس المناظر الجمیلة و الطبیعة الایرانیة الخلّابة التی تملأ العیون، ورؤیتها تنطبع فی أذهان السیاح. والفنانون فی ایران یعتبرون الطبیعة رمزاً عمیقاً لجمال الحیاة ویستوحون منها أفکارهم لنقش اعمالهم واثارهم الفنیة الرائعة فی مختلف الحقول، والشعب الایرانی عبر التأریخ الطویل، کرّم الماء و اعتبره رمزا للبناء والعمارة، اذ تُرى فی آثارهم الفنیة المُحکمة دائماً تدفق المیاه فی الحدائق والمزارع والبساتین، وفی المساجد والبیوت والمراکز المقدسة، المیاه التی تروی العدید من اشجار النارنج والسرو والاعناب والرمان وغیرها. وتعدّ الطبیعة الجمیلة لایران من اهم الحوافز الرائعة للسیاحة، ومن الخصائص الهامة للاراضی الایرانیة الشاسعة، وجود السهول وسلاسل الجبال الشاهقة ، والودیان المسطحة، والمناطق الصحراویة والانهار الجاریة، والبحیرات الرائعة التی یشاهد الانسان من خلالها وطوال السنة، الفصول الاربعة فی البلاد، ففی الشتاء - مثلاً - یتمکن اهالی مناطق الجنوب من ممارسة السباحة والالعاب المائیة المتنوعة فی السواحل الجنوبیة، وفی الوقت ذاته، یتمکن سکان المناطق الشمال الجبلیة من ممارسة الالعاب الشتائیة، کالتزحلق على الجلید وغیرها، فیما یتمتع سکان بحر الخزر فی هذا الفصل نفسه من هواء الربیع المنعش، وتقع هذه السواحل التی تظهر بصورة ممرات ضیقة، بین بحر قزوین وسلسلة جبال البرز الشاهقة. اما سواحل الخلیج الفارسی فی الجنوب الغربی لایران، فتختلف تماماً عن سواحل بحر قزوین (الخزر) المتشابهة الى حد بعید. فبعض سواحلها رملیة والبعض الآخر مغطى بالصخور الجبلیة وبعضها یتشکّل من المستنقعات. اما مناطق محافظات الجنوب وبالذات محافظة خوزستان التی تشکل جزءاً کبیراً من السهول الشاسعة فهی ترتفع عن سطح البحر بمسافة قلیلة جداً، وهی تتفاوت فی هذا الأمر کثیراً عن الأراضی الشمالیة والغربیة. فإذا تجوّل السیّاح فی إحدى مناطق ایران الغربیة أو الشمالیة فإنهم سیشاهدون تحت أقدامهم المدن القرى والاریاف والمدن والبساتین والحدائق الغنّاء التی ستثیر بلاشک اعجابهم. التکلّسات المتنوّعة والطبیعیة کذلک أحدثت فی المحافظات المختلفة، کهوف عدیدة، خاصة فی محافظات اذربیجان وهمدان وکردستان ، وهذه الکهوف والحق یُقال، تثیر إعجاب اکثر السوّاح الذین یسافرون الى ایران من اجل مشاهدة هذه الکهوف الرائعة، والمناظر المُذهلة فیها التی تعتبر الیوم من اهم العوامل فی جذب السواح . اما من الجانب السیاحی، فتعتبر مدن اصفهان وشیراز ومشهد وتبریز وطهران من أهم المراکز والمدن السیاحیة فی ایران ، فکل واحدة من هذه المدن تتمتع بمناخ خاص. ففی طهران، یطالع الزائرین معارض السجاد والخزف والأوانی النحاسیة المنقوشة بإحکام. وما یلفت الإنتباه فی طهران، کثرة الحدائق العامة والمنتزهات ، ولعل أشهرها وأکبرها (بارک لاله) وهو أحلى الحدائق العامة ویزورها آلاف المتفرجین یومیاً، ویتخلل هذه الحدائق والمنتزهات ملاعب للسلة وکرة القدم والطاولة والطائرة .
وفی یزد ..المدینة التاریخیة الصحراویة، فی قلب الصحراء وإلى الجنوب من طهران تقع هذه المدینة وقد اکتسبت اسمها من (یزدش) والتی تعنی ( الصلاة ) . إنها مدینة تأریخیة فیها قنوات المیاه المنتشرة حولها، وتقع بین جبال (شیرکو) و(خرانیج). ومن معالمها الشهیرة (میدان أمیر جقماق) ویقع فی وسط المدینة، وهو سوق قدیم فوقه منارتان ضخمتان ومسرح یقابله مساحات واسعة وصالات مزینة بأزهار ونباتات، ویحیط بهذا المبنى، سوق یزد الکبیر، وهو سوق جامع وهناک سوق آخر بشکل میدان تحیطه المحال ذات قباب جمیلة وفیه لوحات فنیة ذات لمسات فنیة جمیلة، وتشتهر یــزد بالأعمال الخزفیة والصناعات الیدویة بالنقوش الجمیلة والألوان الزاهیة. المعروف أنه من لم یزر أصفهان، لم یزر إیران أبداً، فمن یزور إصفهان سیندهش ویعجب حینما یطّلع على المعالم التأریخیة والطبیعیة ونهرها الدافق ذی الحدائق الجمیلة التی تحیط بضفافه والجسور البدیعة، إضافة الى المیادین الفسیحة ،وبالذات المیدانها الکبیر (میدان أمیر) والمساجد ذات المنارات المرتفعة، والمنارتان المتحرکتان، الأمر الذی یعزّز مقولة (اصفهان نصف جهان) ومعناها (اصفهان نصف الدنیا). وهی مقر الأمراء والملوک ومدینة العلم والعلماء، وهی من أکبر المدن الایرانیة وتقع على نهر (زابنده) وتُسمّى أیضا أبدانان . | ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,888 |
||