فی حوار مع النائب جلال میرزائی.. طهران والتهدید بخفض التعاون مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة والخروج من الـ N.P.T | ||||
PDF (135 K) | ||||
فی حوار مع النائب جلال میرزائی.. طهران والتهدید بخفض التعاون مع الوکالة یؤکد النائب فی مجلس الشورى الاسلامی (البرلمان الایرانی) جلال میرزائی فی حوار معه، على حقیقة أن إیران وحدها لا تستطیع ولا ترید تحمل عبء الحفاظ على الاتفاق النووی، کما ویتحدث عن ردود الفعل والملاحظات والمواقف الأخیرة لزعماء ومسؤولی الجمهوریة الإسلامیة حول إمکانیة الحد من التعاون مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة والانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوویة (NPT) إذا أحیل ملف الأنشطة النوویة الإیرانیة السلمیة إلى مجلس الأمن الدولی، وهنا تتفق تصریحات السید علی لاریجانی رئیس مجلس الشورى الاسلامی (البرلمان) وزیر الخارجیة محمدجواد ظریف، حیث قال: نحن لا نسعى لزیادة التوتر فی القضیة النوویة.. تزامنا مع إعلان ظریف عن انسحاب إیران المحتمل من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النوویة اذا أحیل الخلاف فی القضیة النوویة إلى مجلس الأمن.. حاوره: عبدالرحمن فتح للهی.
مترجم عن: الدبلوماسیة الایرانیة (بتصرف)
هل یمکن ان تقییم لن رد الفعل فی الجمهوریة الاسلامیة على خطوة الترویکا الاوروبیة (فرنسا، بریطانیا والمانیا) على تفعیل آلیة فض النزاع فی الاتفاق النووی والذهاب به الى مجلس الأمن؟ وفقًا لکلمة السید علی لاریجانی فی وقت سابق من هذا الأسبوع ، قال رئیس البرلمان إنه إذا تصرفت أوروبا بطریقة غیر عادلة فی استخدام المادة 37 من الاتفاقیة النوویة ، فإن الجمهوریة الإسلامیة ستتخذ قرارًا جادًا بشأن التعاون.. وسنناقش مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة ذلک. وبعد بیان وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف بشأن مسألة الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووی إذا أحیلت قضیة الأنشطة النوویة للجمهوریة الإسلامیة إلى مجلس الأمن الدولی..
یبدو أن طهران کانت لا تبحث عن أیة مرونة مع الأوروبیین أو التفاوض معهم.. لکن هل سیکون ردود الفعل هذا مثمرا فی ظل هذه الظروف؟ تنسجم المواقف التی أطلقها السید لاریجانی فی کلمته بالبرلمان مع الموقف العام للجمهوریة الإسلامیة، على الرغم من أن الجمهوریة الإسلامیة قد اتخذت خمس خطوات للحد من التزاماتها النوویة ، وبالطبع ، للحفاظ على قدراتها النوویة ، فقد ذکرت صراحةً وتکرارًا أن جمیع هذه الخطوات هی خطوات یمکن عکسها وإذا کان الأوروبیون یوفون بالتزاماتهم ، وتعود إیران إلى ما قبل 9 مایو. لذلک لا یمکن القول أننا نشهد الآن ردا سیاسیا ودبلوماسیا قاسیا وصلبا من جانب الجمهوریة الإسلامیة فی التعامل مع الأوروبیین.. لقد مهدنا الطریق للعودة إذا کانت أوروبا صادقة - الکرة لیست فی أرضنا فی الوقت الحالی -. فی الوضع الحالی ، لم تعد الجمهوریة الإسلامیة تهتم بالمواقف السیاسیة والدبلوماسیة التی تدعم وتشجع النتیجة.. فی حین أن هذه المواقف بناءة ، فإننا نسعى الآن للوفاء بالالتزامات الأوروبیة بشأن بیع النفط والخدمات المصرفیة. کما تعلمون ، فإن جمهوریة إیران الإسلامیة لیست سوى جانب واحد من القصة. لذلک لیس من المنطقی أن یقع عبء الواجبات والزامات على إیران وحدها.. لا نرید ولا یمکننا الاستمرار فی هذا الوضع. لذا فإن تصریحات السید لاریجانی هی نفسها التی أطلقها وحذر فیها وزیر الخارجیة السید محمد جواد ظریف، بشأن انسحاب إیران المحتمل من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النوویة. ویبقى الباب مفتوحا فیما لو أوفى الأوروبیون بالتزاماتهم، عندها لن تسعى جمهوریة إیران الإسلامیة بالتأکید إلى تقلیص تعاونها مع الوکالة أو الخروج من معاهدة عدم الانتشار.. اذا الأمر یعتمد على الطریقة التی یرید بها الأوروبیون التفاعل مع حقوق الجمهوریة الإسلامیة. أوروبا وبدلاً من الضغط على الولایات المتحدة بسبب انسحابها من الاتفاق النووی، والوفاء على الأقل بجزء من التزاماتها التی جاءت فی الاتفاق النووی.. تصطف الى جانب أمریکا خوفا منها لتفعیل آلیة حلّ النزاع!
لکن سید میرزائی ، الآن حتى أکثر المتحمسین السابقین للإتفاق النووی، یقولون أن الخطوة الخامسة فی تخفیض التزامات إیران النوویة لا تعنی الانسحاب من تعاون جمهوریة الإسلامیة مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة.. لکن مهم ألا تعتقد أن قطع تعاون إیران مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة والانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووی إذا تم رفع ملف الأنشطة النوویة الإیرانیة إلى مجلس الأمن هو المسمار الأخیر فی نعش الاتفاق النووی؟ أنظر، إذا ذهبت القضیة الإیرانیة إلى مجلس الأمن، یتم تنشیط آلیة الإطلاق فی النهایة، وإعادت العقوبات والقرارات ضد إیران، حینها لا یوجد شیء باسم الاتفاق النووی.. لقد خرجت إیران فی خطوتها الخامسة أو بردودها الأخرى من الاتفاق، وما تصریحات السید لاریجانی أو رئیس الجهاز الدبلوماسی الإیرانی الذی حذر وهدد فیه الأوروبیین بتقلیص التعاون مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة والانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النوویة. إلاّ المسمار فی نعش الاتفاق النووی. لأنه إذا تم إحالة ملف إیران النووی إلى مجلس الأمن، فسیتم إنهاء الاتفاق النووی تلقائیًا. وفی غیاب الاتفاق النووی لا مجال للحدیث عن تعاون مع الوکالة والانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووی. أما الاعلان عن الخروج من (NPT) فهو بمثابة المسمار الاخیر. لأن أوروبا وبارجاع الملف لمجلس الأمن تکون قد قتلت الاتفاق تماما، والموقف الایرانی ما هو الا رد فعل على جریمة قتل الاتفاق وانهائه.
لکن ألا تعطی هذه التهدیدات فی الوضع الحالی نتائج عکسیة، بالنظر إلى أن الأوروبیین قالوا إن احالة مسألة الأنشطة النوویة الإیرانیة إلى مجلس الأمن لا یتم تفعیلها وأنهم یحاولون حل النزاع.. کما أثار کل من رئیس الوزراء البریطانی بوریس جونسون والرئیس الفرنسی إیمانویل ماکرون؟ کما ذکرت سابقا ، لم تعد جمهوریة إیران الإسلامیة تعلق أهمیة کبیرة على المواقف السیاسیة والدبلوماسیة للقادة والمسؤولین الأوروبیین دعما للاتفاقیة. على الرغم من أن هذه المواقف إیجابیة ، فإننا الآن بحاجة فقط إلى الوفاء بالتزامات أوروبا. إذا کان الأوروبیون قد أوفوا بالتزاماتهم لما کان لدى إیران أی سبب للتدخل لإحداث أزمة فی القضیة النوویة، أو الحد من التعاون مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة ، أو الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووی. الدول الأوروبیة الثلاث ، ألمانیا وفرنسا وبریطانیا، أعضاء فی الاتفاق النووی الى جانب روسیا والصین والولایات المتحدة والأمم المتحدة ومجلس الأمن والوکالة الدولیة للطاقة الذریة ومجلس المحافظین... إلخ، کل هؤلاء لدیهم توقعات زائفة ویتصورون بأن على إیران واجب تحمل جمیع المسؤولیات السیاسیة والدبلوماسیة والأمنیة والحفاظ على الاستمراریة وحدها. هذا اعتقاد خاطیء، یجب أن نتصدى لعدم الالتزام وعدم الوفاء، فإذا کان کل شیء مفیدًا وإیجابیًا وبناءً ، وکان ضروریًا وضروریًا للسلام والاستقرار فی العالم ، لماذا لا یجب على جمیع الأطراف أن تسعى جاهدة للحفاظ علیه؟! لذلک ، لیس بوریس جونسون وإیمانویل ماکرون فقط ، حتى لو کرر جمیع القادة والمسؤولین الأوروبیین مواقفهم بشأن الحفاظ على الاتفاق النووی، فلن یحدث فرقًا اذا لم یکن هناک فعل حقیقی على أرض الواقع. خلال أکثر من عام ونصف، ومنذ انسحاب دونالد ترامب عن الاتفاق النووی ، تحدثوا مرارًا وتکرارًا عن الحفاظ على الاتفاق النووی، بینما شهدنا فی الممارسة العملیة جمیع سلوکیات أوروبا وعلاقاتها، بما فی ذلک الاتفاق النووی ، مکملة للسیاسات الأمریکیة. لذلک لم نعد نبحث عن المواقف السیاسیة للمسؤولین الأوروبیین، لأن أدائهم أظهر أن کل هذه المواقف هی فقط لاضاعة الوقت.. لکن الوضع الآن مختلف، فمن ناحیة ، لم یعد بإمکانک تحمل الضغوط والعقوبات الأمریکیة القاسیة والأحادیة، ومن ناحیة أخرى ، نشهد عدم وفاء بالتزاماتها، فی حین یطالبون بکل صلافة أن تفی إیران بجمیع التزاماتها، وهذا کلام غیر منطقی. هل هذا التغییر فی الموقف الإیرانی ، کما نفهممن سیاق الحدیث، هو نتیجة لتشدد الأجواء السیاسیة والاجتماعیة الداخلیة والإقلیمیة عقب جریمة أمریکا فی إغتیال القائد الحاج سلیمانی والحاج أبو مهدی المهندس والرد الصاروخی على القواعد الأمریکیة فی عین الأسد وإربیل؟ لا ، لأننی أعتبر هاتین المسألتین منفصلتین تمامًا. على الرغم من أن رد فعل الدول الأوروبیة الثلاث ، وخاصة بریطانیا، على اغتیال الحاج سلیمانی لم یکن إیجابیاً وبناءً، فإن أیاً من هذه القضایا لم تؤدی الى مواجهة بین الجمهوریة الإسلامیة وأوروبا، حتى الاوروبیین لم یتحرکوا بسبب ذلک نحو تفعیل آلیة حل النزاع. کما تعلمون ، فإن الأوروبیین ، مثل الولایات المتحدة ، لدیهم معاییر مزدوجة بشأن الإرهاب.. لکن النقطة المهمة الآن هی أن الأنشطة النوویة السلمیة الایرانیة اصبحت عملیاً رهینة مقابل لا شیء، وهذا غیر مقبول بالنسبة لنا. لقد قبلنا بعض الالتزامات طالما هناک ضمان للمصالح الاقتصادیة الإیرانیة فی هذه الاتفاقیة، لکننا نرى فی الواقع أن الجمهوریة الإسلامیة قد أوفت بجمیع التزاماتها فیما یتعلق بأنشطتها النوویة السلمیة، فیما لا تزال تفرض علیها أشد العقوبات، وبالتالی فإن الموقف الایرانی موقف طبیعی وقانونی، لأن إیران تحتاج إلى اتخاذ خطوات أساسیة لتحقیق التوازن بین مطالبها وواجباتها. وهذا لا یرتبط بجریمة اغتیال القائد سلیمانی. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 733 تنزیل PDF: 232 |
||||