انتاج العلم فی سیاق الایدیولوجیة التوحیدیة | ||||
PDF (312 K) | ||||
![]() | ||||
انتاج العلم فی سیاق الایدیولوجیة التوحیدیة
بعد أن استعرض قائد الثورة الاسلامیة فی بیان ( الخطوة الثانیة للثورة ) التجارب التی اکتستبها الثورة الاسلامیة على مدى الاربعین عاما الماضیة معلنا ان الثورة “ دخلت المرحلة الثانیة من البناء الذاتی وبناء المجتمع وصناعة الحضارة “. الخطوة الثانیة التی یجب أن تتحقق فی اطار “نظریة النظام الاسلامی” و “بجهود وجهاد الشباب الایرانی المسلم “ باتجاه تحقیق المبادیء “ وایجاد حضارة إسلامیة حدیثة والاستعداد لبزوغ شمس الولایة العظمی (أرواحنا فداه).
بهذه المناسبة کتب الدکتور مهدی کلشنی احد الشخصیات العلمیة البارزة على صعید البلاد والعضو الدائم فی اکادیمیة العلوم الایرانیة تحلیلا اشار فیه الى دوافع مخاطبة “الشباب” فی هذا البیان..یقول: - اصدر قائد الثورة الاسلامیة بیانا هاما بمناسبة الذکرى الاربعین لانتصار الثورة الاسلامیة استعرض فیه مکاسب الثورة الاسلامیة على مدى العقود الاربعة الماضیة مقدما بعض النصح والتوجیهات الى شباب البلاد. برأیی ان سبب مخاطبة قائد الثورة الاسلامیة للشباب یعود الى انه یعقد املا کبیرا على الشریحة الشبابیة فیما یخص مستقبل البلاد، ولانه یرى أنهم لا یهتمون للمصالح المادیة الزائلة. لقد وجه قائد الثورة الاسلامیة توجیهات هامة جدا ومؤثرة لمسؤولی وسلطات البلاد خلال الاعوام الماضیة ولکنها لم تترک تاثیرها کما ینبغی، لذک فانه وفی هذه المرة خاطب الشباب ودعاهم الى “ صیانة مصالح ومستقبل البلاد “.
وهنا نستعرض على سبیل المثال بعض التوجیهات الرئیسیة التی قدمها للشباب: 1- سماحته یقول: “ النقطة المهمة التی ینبغی علی صناع المستقبل أن یأخذوها بعین الاعتبار هی أنهم یعیشون فی بلد قل نظیره من حیث الإمکانیات والطاقات الطبیعیة والبشریة، وغالبیة هذه الإمکانیات لم یتم الاستفادة منها أو قلما استفید منها بسبب غفلة العاملین، وستستطیع الهمم العالیة ودوافع الشباب الثوریة أن تفعّل هذه الإمکانیات وتثمرها وتخلق قفزة فی التقدم المادی والمعنوی للبلاد بالمعنی الحقیقی لهذه الکلمة”. لیس جزافا ان قلنا بأننا حققنا تقدما وتطورا فی مختلف المجالات بعد الثورة الاسلامیة، ولکن هذه المکاسب لم تکن بمستوى الامکانیات الهائلة التی تحظى بها البلاد، وهذا الامر هو بسبب غفلة المسؤولین عن هذه الطاقات والامکانیات العظیمة، والدلیل الاهم هو عدم رعایة الکفاءة فی التعیینات. من هنا على الشباب ومن خلال الاطلاع على امکانیات وطاقات البلاد ومع الاخذ بنظر الاعتبار ظروف المرحلة القیام بتبیین وتنویر المجتمع لاستثمار الطاقات الوطنیة الهائلة وتحفیز المسؤولین على الاستفادة منها. وینوه قائد الثورة الاسلامیة الى سمتین اساسیتین هما: “الطموح” و “ الدوافع الثوریة للشباب “. وعلى مسؤولی البلاد وشرائح المجتمع ان تفطن جیدا حتى لا یتم تقویضها وتحجیمها. 2-الغرب یعمل الان على بث الیأس فی نفوس الناس حیال مستقبل البلاد ویحاصرنا اعلامیا. مهمة الشباب تتمثل فی تعزیز الهویة الدینیة – الوطنیة الفردیة والمجتمعیة وغرس شتلة الأمل حیال المستقبل فی المجتمع ورعایتها وابعاد الخوف والیاس من اوساط المجتمع. 3- احدى العوائق الاساسیة هی ان الجامعات تقوم بنسخ العلوم والتکنولوجیا الغربیة، دون التطلع الى مساهمتنا فی فتح الافاق الجدیدة للعلم. وهذا الامر یوجه ضربة قاضیة لمستقبل البلاد. نظرا الى تاکید قائد الثورة الاسلامیة حیال عدم الوثوق ببعض الدول الاوروبیة وامریکا فلذا یجب اخذ الحیطة والحذر بشأن سیاسات ومعاییر التقییم العلمی الاستعماری لهم – والتی کانت ومازالت لها تاثیرها على صعید صنع القرارات العلمیة من قبل مسؤولی الاوساط العلمیة فی البلاد-. 4- قائد الثورة الاسلامیة قال ایضا:” تعزیز الاقتصاد المستقل للبلاد والقائم على الإنتاج الوفیر وبجودة عالیة والتوزیع بعدالة والاستهلاک بطریقة اقتصادیة ومن دون إسراف، والعلاقات الإداریة العقلانیة”. للاسف ان الاهتمام العلمی لاقتصاد البلاد لیس بالمستوى المنشود ولم یتم الاستفادة من افکار النخبة فی المجالات الاقتصادیة کما ینبغی. لذلک فان تقدمنا فی هذا المجال لا ینسجم مع طاقات وامکانیات البلاد. فی حین ان الاقتصاد یلعب دورا کبیرا على صعید صیانة استقلالنا وتحصیننا امام غطرسة الاجانب. اننا ومن خلال الاقتصاد المقاوم یمکننا احتواء الکثیر من تداعیات الحظر، ولکننا لم نفعل ذلک. بعض المسؤولین فی البلاد لازالوا یتصورون بان المنقذ الوحید هو الغرب، فی حین ان الغرب لایرید ایران مستقلة. ان عقد الامل على الخارج،وتجاهل الطاقات والکوادر البشریة الوطنیة،وعدم التخطیط الاقتصادی الناجع وعدم رعایة الاولویات ادى الى خلق صعوبات فی حیاة الناس مثل بطالة الشباب، وقلة دخل الشریحة الضعیفة وما الى ذلک والتی تزید من الیاس فی نفوس شرائح المجتمع. والشباب الواعی یستطیع من خلال تنبیه المسؤولین حیال اخطائهم وضخ الامل فی المجتمع،و تعزیز روح الامل فی مجتمعنا. وکما تفضّل قائد الثورة: “ قلوب المسؤولین فی الجمهوریة الإسلامیة یجب أن تخفق دائماً لازالة الحرمان وأن تخاف بشدة من الفواصل الطبقیة العمیقة “. وفی هذا المجال فان یقظة الشباب یمکن ان تلعب دورا حیویا على صعید تصحیح مسار المسؤولین. 5- الغرب یسعى الى تغییر ثقافتنا والترویج لنمط الحیاة الغربیة فی بلادنا. ولتحقیق هذه الغایة وبمساعدة عملائه فی الداخل یسعى لاضعاف هویتنا الدینیة-الوطنیة وبث الشعور بالنقص فی الاوساط العلمیة لدى مقارنتهم بالغرب. آن الاوان لان تبدآ الجامعات، الحوزات والشباب ببذل جهود کبیرة وجهادیة لتعزیز وترسیخ الهویة الدینیة-الوطنیة فی مجتمعنا. وفی الختام وبناء على بیان قائد الثورة الاسلامیة، یمکن القول ان من ضرورات تحقق الحضارة الاسلامیة الجدیدة، تواجد الشباب وتحرکهم عبر المشارکة فی تجاوز حدود المعرفة وانتاج العلوم فی اطار الایدیولوجیة التوحیدیة، والذی یلعب دورا فاعلا ومصیریا على الصعد الثقافیة، التقنیة والاقتصادیة. ولن تتحقق هذه التطلعات الا فی ضوء الثقة بالذات، والتحلی بالایمان الاسلامی الاصیل، والوثوق بالطاقات والقدرات الوطنیة وتشخیص العقبات ومکامن العداء. طبعا تحقق مثل هذا الامر بحاجة ماسّة الى الاهتمام بالوسط النخبوی واستخدام الاشخاص الکفوئین فی ادارة المراکز العلمیة والثقافیة والتنفیذیة للبلاد.
| ||||
الإحصائيات مشاهدة: 461 تنزیل PDF: 220 |
||||