آیة الله التسخیری أنموذج الوحدة الإنسانیة .. | ||||
PDF (709 K) | ||||
![]() | ||||
الدکتورة لیندا طبوش مرة جدیدة نقف عند أعتاب شخصیة تکاملت بانسانیتها فاعتلت المجد وتربعت على عرش القلوب .. هو ذا ،فیلسوف المعرفة یحلق فی سماء الفکر یجمع بین الأصالة والتجدید والتجدد ،یروی الحداثة بغیث سماوی ملکوتی ینعش القلب والروح فیصیر العقل موحدا بالحب ثالوثا مقدسا لله والإنسان والکون .. ویصیر العشق الالهی أیقونة تجسد استراتیجیة هادفة لبناء المشروع الإنسانی الإلهی لیستحق شرف خلافة الارض وصورة الرب فی الخلق .. کل ذلک ،ما کان أو یکون إلا إذا حبَانا الله برحمته بعد رسله بشخصیات عرفت الله حق معرفته وتکاملت بانسانیتها فصارت قدوة فقه الحب والحیاة ،والمثال الذی یحتذى فی وحدة الأمة التی هی رابط هویة ،ومنطق انتماء،من حیث الأهداف والغایات والسیاسات ،والبرامج الإجرائیة التی تعکس الوحدانیة من خلال المشروع الإلهی فی أمة الله الواحدة التی أخرجت للناس ،وإنسانه الواعی المدرک قیمته وقضیته /إنی جاعل فی الأرض خلیفة/. ونحن حَبانا الله بآیات کریمة جلیلة ،کالشیخ محمد علی التسخیری رضوان الله علیه ،تلک القامة الفکریة الأخلاقیة الوحدویة التی أحبها کل من عرفها وصار ینتمی إلیها على اختلاف مذهبه الفکری أو الأیدیولوجی،فصار یعتبر نفسه منها ویفتخر بکلامه عنها أو بصورة تذکاریة أخذت له معها..هذا هو الحب ..وهل الدین إلا الحب ونشر ثقافة الخیر والسلام والاطمئنان . شخینا التسخیری عرف الله وفهم مشروعه فکانت مهارات واستراتیجیات الحوار البناء حاضرة فی منهجه بأسلوب المفاهمة ،واحترام رأی الاخر،وان اختلف معه فی مبنى فکری أو عقدی ،فلا یتحول الاختلاف فی خلاف ویبقى فی إطاره العلمی دون الشخصی منطلقا من الأسس الإلهیة کرامة الإنسان وحفظ شخصیته وتوازنه النفسی خطوط حمراء ممنوع التعرض لها .. الاستاذ المربی کما یحب أن یقول عنه تلامذته کان مثالا للمعلم المربی ،(فالمعلم أمین لیس کسائر الامناء لان أمانته الإنسان) ،کان القدوة فی التربیة على القیم والتربیة بالحب ، فقد سخر حیاته حاملا أمانة الإنسان والتکلیف الإلهی وواجب الهدایة والرسالة حتى صار رحّالة القرن العشرین بامتیاز ..واستحق لقب (رجل المرحلة الحساسة والحاسمة فی حیاة الأمة الإسلامیة والإنسانیة. فالهجمة الشرسة من محور الشر والمادیة العالمیة الطاغیة على العالم ،تحاول صناعة إنسان مسخ بلا هویة أو انتماء ،ساعیة لکیّ الوعی وتخدیر العقول وإماتة النفوس لتمریر مشاریعها الشیطانیة والقضاء على المشروع الإلهی التکاملی .فیبتعد الانسان عن مفهوم الوحدة الإنسانیة ،والانسانویة ،فیصیر آلة یحرکها المستمر عن بعد فیتعلق بالوثنیات والافکار الدینیة والسیاسیة والثقافیة الخاطئة، وبالفعل قد حقق الاستکبار العالمی مراده بدس السم فی العسل ،حتى استوطن العقول ومزق المشاریع الإصلاحیة ورکز فلسفة التغریب وتطویع العقول محولا أوطاننا وشعوبها إلى ساحة ممزقة تتوسع فیها دائرة الخلاف وتتحول إلى ضغینة وحروب دامیة ،لا سیما فی المسائل العقائدیة ،اضافة إلى ضرب العالم الإنسانی بخاصرته (فلسطین),فقد سعى المشروع الفرعونی التکفیری لإزاحة فلسطین عن خارطة العالم وتقدیم بدائل جدیدة على أنها الأنموذج الأرقى الساعی لتطویر البناء الإنسانی وتخلید وجوده فکانت فکرة تهوید الأقصى ،والمفهوم الابراهیمی الجدید الذی ما أنزل الله به من سلطان .. إننا فی هذه المرحلة الدقیقة من حیاة البشریة والعالم ،أحوج ما نحتاج إلیه اتخاذ القدوة ذات التقوى والورع ،أمثال ایة الله التسخیری ،والسید الشهید الصدر والتمسک بالنهج المحمدی الأصیل الذی رسمه الامام الخمینی وثبته الامام القائد الخامنئی، وعززه محور المقاومة والممانعة المتمثل بقامات الثورة الرجال الرجال فی لبنان المؤسس الاول للمقاومة الامام المغیب السید موسى الصدر، والقدوة الجهادیة السید الشهید عباس الموسوی ،والحافظ لأمانة الثورة الإسلامیة الأمین المؤتمن السید حسن نصر الله ،،ورجالات المقاومة فی الیمن السید الحوثی والبحرین وافریقیا .. أن الإرث الثقافی والوحدوی والرابط الإنسانی المقدس الذی أحکم اواصره ایة الله التسخیری أمانة یجب أن نحافظ علیها ،غیرته على الدین والامة والإنسانیة والرسالة السماویة یجب أن تحیا فی کل منا ونربی أنفسنا علیها لکی نتمکن من مواجهة الاستکبار العالم بوحدتنا وتضامنا لاننا باتحادنا قوة نستطیع أن نهزم اکبر عدو .. على المثقفین والعلماء والمراکز الفکریة أن تعمل على متابعة منهجیة الراحل الکبیر فی تحقیق الهدف الإلهی ،الامة القرآنیة الواحدة ووضع استراتیجیات ومناهج عملیة، من شأنها تعزیز مفهوم الوحدة والتقریب بین المذاهب ،والتلاقی على کلمة سواء فی مواجهة الطاغوتیة العالمیة المختلفة.. . علینا جمیعا أن نتعلم من الراحل التسخیری ،مغنى الولایة والانقیاد لامام زماننا ،او من ینوب عنه ،فالطاعة لولایة الأمر والامتثال باوامرها مقدمة من مقدمات طاعة حضرة مدار ظهرنا الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه .فسلوک الشیخ التسخیری الانقیادی والولائم للامام الخمینی یجب أن یعمم لکی نعرف القیادة الإیمانیة القدوة والشروط التی یجب علینا أن نختار على أساسها من یمثلنا فی کل منعطف سیاسی انتخابی ..الکفاءة العلمیة والقدوة والحکمة هی الفیصل فی کل میدان .. حقیقة .. *إذا مات العالم ثلم فی الإسلام ثلمة لا یسدها شی* . رحم الله الشیخ التسخیری وحشره فی زمرة حضرة محمد وآله الطاهرین ورزقنا شفاعته یوم الورود فإلى جنان الخلود یا من خلدت حیاتک فی الدفاع عن الدین الحنیف وخدمة الشریعة الغراء وإعلاء کلمة الحق وتربیة الأمة وترسیخ ولایة آل البیت علیهم السلام، إذ کنت معهم روحاً وقلباً وعلماً وعملاً فجزاک الله یاسیدنا عن الإسلام والمسلمین خیر جزاء المحسنین رحم الله أناس فرحت بهم الدنیا حین زینوها واستقبلتهم الأرض بالبشرى من الرحمن* یا من کنت إمة فی رجل ،تسعى لتأتینا بقبس النور المعظم أیها الحکیم المتألق فی آفاق العلوم الإسلامیة بنهج علمی تخصصی عمیق ،ولا سیما فی القضایا الحقوقیة المستحدثة کحقوق الأقلیات والإنسان والمرأة والمواطنة وغیرها.. اسمح لی سیدی، بأن ادعوک المکتبة المتنقلة ،التی تجوب الأقطار لکی تغرس بذار العلم والمعرفة ..وتنشر الحب والسلام وتعلمنا الاعتدال والتوازن حتى فی الامور الشخصیة ،فکیف بقضایا الأمة ،وتوحید الفکر الدینی .حقا انکم مصداق الآیة المبارکة (*ولا یجر منکم شنآن قوم على قوم ألّا تعدلوا تعدلوا هو أقرب للتقوى ). سلام علیک یوم ولدت ویوم جاهدت ویوم ارتقیت إلى جوار ربک .. *من لبنان المقاوم رئیسة قسم الدراسات فی مرکز الأمة الواحدة للدراسات الفکریة والاستراتیجیة .. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 433 تنزیل PDF: 221 |
||||