«یا مقلّب القلوب والأبصار، یا مدبّر اللیل والنهار، یا محوّل الحول والأحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال» | ||||
PDF (786 K) | ||||
![]() | ||||
یتصادف عیدنا هذا العام مع الأعیاد الشعبانیة، فنتمنى أن یکون لهذا برکات مادیة وروحیة کثیرة على عامنا الجدید، و[سنة] ١٤٠٠ مبارکة بأنها تحتوی على یوْمَی النصف من شعبان، وسوف یحتفل النّاس مرتین فی هذا العام بولادة ولیّ الله الأعظم، أرواحنا فداه. انتهى عام ٩٩ (١٣٩٩ ه. ش.) بأحداث مختلفة وأحیاناً غیر مسبوقة. من تلک الأحداث التی لم یسبق لها مثیل حقاً وکانت غیر مألوفة لشعبنا ظاهرة «کورونا» التی أثّرت بطریقة ما فی حیاة الشّعب کافة تقریباً، سواء الأعمال التجاریة والبیئات المدرسیة والاجتماعات الدینیة ومسألة السفر والریاضة، کما أثّرت فی القضایا الأخرى فی البلاد، ووجّهت ضربة قاسیة إلى العمَل فی البلاد. بالطّبع، الأکثرُ مرارة من هذا موتُ عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الأعزاء، ما یعنی أن عشرات الآلاف من العائلات صاروا ذوی غصّة وحرقة. من هنا، أغتنم هذه الفرصة لأقدّم التّعازی إلى تلک العائلات العزیزة جمیعاً، وأعبّر عن مواساتی لهم. نرجو أن یمنّ الله علیهم بالصّبر والأجر، وأن یشمل المتوفّین برحمته ومغفرته. کان ١٣٩٩ عاماً لظهور قدُرات الشّعب الإیرانی أیضاً، مثلما فی مواجهة هذا الاختبار العظیم، أی «کورونا». وللإنصاف، أظهر شعبنا العزیز، من المجامع الطّبیة والصّحیة إلى الباحثین والعلماء، إلى الأفراد والجماعات الجهادیة والخدمیّة، أظهروا قدرات کبیرة فی إدارة هذه الحادثة المُرّة، وذلک تحت الضغط من العدوّ بالحدّ الأقصى فی زمن الحظر. فرغم الحظر، وقطع الطّرُق المختلفة على استخدام الإمکانات فی الخارج... کان شعبنا وعلماؤنا وأطبّاؤنا وممرّضونا ومسعفونا والعاملون فی مختبراتنا وفی أقسام الأشعّة، هؤلاء الذین شارکوا فی علاج الناس، إنصافاً کانوا قادرین على ترک ذکرى لتجربة عظیمة، وإظهار قدُراتهم العظیمة. کذلک، أظهر الشّعب الإیرانی قدرته على مواجهة الضّغط من العدوّ بالحدّ الأقصى. کانوا ینوون– [أقصد] أعداءنا وفی مقدمهم أمریکا - أن یجثوَ الشّعب الإیرانی على رکبتیه بهذا الضّغط بالحدّ الأقصى. والیوم هم أنفسهم یقولون ورفاقهم الأوروبیون بصراحة إن الضّغط بالحدّ الأقصى قد أخفق. نحن کنّا نعلم أنه سیُخفق، وأننا عازمون على هزم العدو فی هذا الصدد. کنّا نعلم أنّ الشّعب الإیرانی سیصمد. لکنهم الیوم یعترفون بأنّ هذا الضّغط بالحدّ الأقصى قد لاقى الهزیمة. حسناً، کان الشِّعار لعام ٩٩ هو «الطفرة فی الإنتاج». إذا رغبتُ فی إجراء تقییم، بناءً على التقاریر المتعدّدة، الشّعبیة والحکومیة، ومن الأجهزة المختلفة، إذ تصلنا تقاریر من جهات مختلفة، إذا کنت أرغب فی إجراء تقییم بناءً على هذه التقاریر، لا بدّ لی من القول إن هذا الشِّعار إلى حدٍّ ما، إلى حدٍّ ما، تحقّق بمستوى مقبول. أی تحقّقت الطفرة فی الإنتاج فی أجزاء من البلاد، وفی أجزاء متنوّعة من قضایا البلاد، مع أنها لم تکن بالحدّ المنتظر. أی فی الأماکن التی تحقّق فیها هذا الشعار، وقد کان فی أحیان کثیرة فی البنیة التحتیة والإعمار وما شابه، لم تکن النتیجة مشهودة فی الاقتصاد العام للبلاد ومعیشة الناس. أی لم تکن هذه الحرکة محسوسة. لقد کنّا ننتظر أنْ تخلق الطفرة فی الإنتاج انفراجاً فی وضع الناس. طبعاً «الطفرة فی الإنتاج» شعار ثوری بالمعنى الحقیقی للکلمة. إنه شعار مهم. إذا حدثت الطفرة فی الإنتاج بطریقة صحیحة فی البلاد، وهی ستحدث، إن شاء الله، سیکون لها تأثیرات اقتصادیة عمیقة فی البلاد وقیمة العملة وسائر القضایا الاقتصادیة الرئیسیة. إضافة إلى ذلک، ستوجب الثقة بالنفس الوطنیة والرضا العام للناس، وضمان الأمن الوطنی. أی الإنتاجُ ذو الطفرة فی البلاد، إذا حدث، إن شاء الله، ونأمل أن یحدث، سوف تتحقّق به هذه المضاعفات المهمة والفوائد العظیمة. حسناً، لماذا لم یحدث هذا بالکامل عام ٩٩؟ بسبب الموانع من جهة، وفقدان الدّعم للإنتاج فی القطاعات جمیعاً من جهة أخرى. أی یحتاج الإنتاج إلى الدعم القانونی والحکومی اللازمین، وأیضاً إلى إزالة الموانع من طریق الإنتاج. الآن، على سبیل المثال، عندما تفترضون أن معملاً یعمل بنصف قدرته، یعمل بـ٣٠-٤٠٪ مثلاً من قدرته، أو أنه معطّل بالکامل، ثم بهمّة عدد من الشباب، مثلاً، یبدأ هذا المعمل العمل، بالتشجیع وما إلى ذلک، فیبدأ هذا المعمل الحرکة، وبعد وصوله إلى الإنتاج یرى المرء فجأة أن المنافس لهذا المنتج یدخل البلاد من الخارج بطریقة ما، إما على أیدی المُهرّب الخائن، وإما– للأسف- بالطرق القانونیة، وبسبب ضعف الضوابط القانونیة. بالطّبع، هکذا لا یتم تشجیع هذا الإنتاج. هذا عائق أمام الإنتاج. أی ما یجری فعله، فی الواقع، یُخفق. أو أیضاً غیاب الحوافز، مثل غیاب حوافز الاستثمار. الاستثمار فی الإنتاج یحتاج إلى حوافز. یجب تشجیع أولئک الذین یمکنهم الاستثمار على ذلک، وأن یکون وضع الأعمال فی البلاد على نحو یشجّعهم على دخول هذه الأعمال، أو ألّا تزید تکلفة الإنتاج علیهم، وهو ما لم یحدث، للأسف. أی، لم تؤخذ التوجیهات اللازمة. لم تکن هناک مثل هذه الحوافز، ولم یُفکَّر فی تکالیف الإنتاج. فی إحدى السنوات، ربّما لم تکن ٩٩، ربّما قبل ٩٨، کانت التکلفة للمُنتِج أعلى من التکلفة للمستهلِک. حسناً، هذه بعض الأشیاء التی تُعیق تطوّر الإنتاج. حسناً، لذلک بدأنا فی ٩٩ هذه الحرکة الثوریة بطریقة عام ١٤٠٠، الذی یبدأ من لحظة بدء السنة، هو فی الواقع وبحساب ما دخولٌ إلى القرن الجدید. فی الواقع، سیبدأ قرن جدید. لذلک، یجب النظر إلى قضایا البلاد من منظور بعید المدى. ولا بدّ من احتسابها بمنظور بعید المدى. هذا العام، ١٤٠٠، عام حسّاس ومهمّ، بسبب الانتخابات التی ستُجرى بدایته، فی خرداد ١٤٠٠ (یونیو/حزیران ٢٠٢١). أمامنا انتخابات مهمة، ویمکن أن یکون لها تأثیر کبیر فی أوضاع البلاد وأحداثها ومستقبلها. ستأتی إدارات جدیدة إلى رأس العمل، وربما مفعمة بالحیویة، فتدخلُ البلاد بدوافع متنوّعة وقویّة، إن شاء الله، وتدخل فی الإدارة التنفیذیة لها. لذا، تجعل الانتخابات هذا العام مهمّاً وحسّاساً للغایة من جهة، وسأتحدث عن الانتخابات فی خطاب لاحق، بالطّبع. سأکتفی هنا بهذا القدر. من جهة أخرى، أیضاً الإنتاج عام ٩٩ قد تحرّک إلى حدّ ما. أنتجت الطفرة فی الإنتاج حرکة ما. هذا العام، ١٤٠٠، فیه أرضیة جیدة لازدهار الطفرة فی الإنتاج. یجب الاستفادة من هذا إلى أقصى حد. لا بدّ من متابعة هذه الحرکة بجدیة، ویجب تقدیم کل الدعم القانونی والحکومی من الجهات جمیعاً إلى «الطفرة فی الإنتاج»، ولا بدّ من فعل ذلک سواء إلى حین بقاء هذه الحکومة فی الحکم، أو مع الحکومة المستقبلیة وبدایة تسلّمها، إذ یجب أن تضع جهدها لإزالة العوائق وتقدیم الدّعم اللازم، وإن شاء الله، ستکون «الطفرة فی الإنتاج» بالمعنى الحقیقی للکلمة فی هذا العام. لذلک، نظّمت شعار العام على هذا النحو: «الإنتاج، الدّعم، إزالة الموانع». هذا الشِّعار هو: «الإنتاج، الدّعم، إزالة الموانع». یجب أن نجعل الإنتاج محور عملنا، وأن نقدم الدّعم اللازم، وأن نزیل الموانع من طریق الإنتاج. نرجو أن یتحقّق هذا الشِّعار على النحو المطلوب باللّطف الإلهی. وسوف أتحدث فی خطاب لاحق فی هذا الشأن، إن شاء الله، وبشأن الانتخابات أیضاً. أتمنى أن تکون الرّوح المطهرة لإمامنا [الخمینی] العظیم (قده) والأرواح الطیّبة لشهدائنا العظیمی الشأن راضیة عنا ومسرورة، وأن یکون هذا العام عاماً مبارکاً للشّعب الإیرانی، وأن یدعو ولیّ العصر - أرواحنا فداه - للشّعب الإیرانی ومسؤولی البلاد وأفراد النّاس، وأن یمنّ على الشّعب الإیرانی بتفضّله، وإن شاء الله، أن یستمرّ بلطفه واهتمامه بالشّعب الإیرانی کما فی السّابق. والسّلام علیکم ورحمة الله وبرکاته. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 394 تنزیل PDF: 213 |
||||