دور الطلبة فی بیان الخطوة الثانیة للثورة الاسلامیة | ||||
PDF (2841 K) | ||||
![]() | ||||
محمد کودرزی یرى القائد المعظم للثورة أن الطالب لیس شخصًا انفعالیا. ویعتبر عدم اهتمام طلبة الجامعات بالقضایا الاجتماعیة مأساة کبیرة ویعتقد أن ما یثیر القلق الشدید هو أن یکون الشخص المسؤول عن مستقبل البلد لاأبالیا ازاء قضایا المجتمع ومصیر الناس. و الطالب الجامعی من وجهة نظر القائد المعظم للثورة، هو الشخص الذی یتطلع إلى المستقبل وینتمی إلیه، فالمستقبل اذن بین یدیه. من هنا إذا اعتبرنا بیان الخطوة الثانیة بیانا لتحدید مسار الأمة الإیرانیة فی اتجاه بناء الذات والاهتمام بالشؤون الاجتماعیة وبناء الحضارة؛ یعنی ان نعتبره برنامج عملی او خارطة طریق للمسیر الموجود أمام الشعب الإیرانی، فمن البدیهی ان هذا البرنامج عملی سیهتم بالتأکید بمکانة الطلبة وسیستفید ایضا من قوتهم وامکانیاتهم. کما ورد فی بدایة هذا البیان، فإن شعارات الثورة هی شعارات نابعة من الفطرة وهی الحریة والأخلاق والقیم المعنویة والعدالة والاستقلال والکرامة والعقلانیة والأخوة، وأی من هذه الشعارات لا ینتمی الی جیل خاص ومجتمع واحد لتتألق وتسطع فی فترة وتنهارفی فترة أخرى وهذا هو أول برنامج عملی لمستقبل الطلبة والحرکة الطلابیة. إن الدفاع عن شعارات الثورة وتطبیقها علی ارض الواقع، مع مراعاة المکانة الخاصة للطلاب فی المنظومة الفکریة للقائد المعظم للثورة، یعتبر احد واجبات الطلبة. والطالب الجامعی نظرًا لمکانته الخاصة فی المجتمع، حیث یمکنه أن یکون سفیرًا ینقل العلم والمعرفة والحکمة والوعی من الاماکن الأکادیمیة إلى قلب المجتمع، فإن مهمته اذن نشر الوعی على صعید المجتمع، لذلک فأن من أهم مهام وواجبات الطلبة هو معرفة الحقائق ومحاربة الأنحرافات.یعنی یجب ألا یکون الطالب مجرد متلقی للمعلومات الانتقائیة فحسب، بل ینبغی ان یبحث ویعمل ویکون منبرا لنقل الحقائق للمجتمع، وکما ذکر القائد المعظم للثورة فی بیانه فی الخطوة الثانیة أنه من أجل القیام بخطوات حازمة فی المستقبل، ینبغی معرفة الماضی والتعلم من تجاربه ؛وإذا تم تجاهل هذه الاستراتیجیة،ستحل الأکاذیب محل الحقیقة وسیکون المستقبل عرضة للتهدید المجهول؛ لذلک فإن من أهم مهام الطلاب الحصول على مصادر المعرفة الصحیحة ودراسة هذه المعلومات والبیانات بدقة وتبیانها علی صعید المجتمع. إن ترکیز القائد المعظم للثورةعلى المواجهة بین الإسلام والاستکبار یفسر سیاقًا آخر للطالب لیقوم باختبار کل قرار یتخذه وکل حرکة یقوم بها علی هذا الصعید ومن ثم یقیمها لیعرف بان المسیر الذی حدده لنفسه وللمجتمع سینتهی الی ای جهة من الجهتین. وبالتأکید فإن هذا التقییم المستمر یمکنه أن یحافظ على یقظة المجتمع الإسلامی فی تبنی معظم مواقفه لیتمکن فی کل ان من تحدید مسیره الصحیح وسط الأجواء الملیئة بالفتن الحالکة. إحدى الجمل الرئیسیة فی بیان الخطوة الثانیة، والتی یمکن حتى الادعاء بأنها القوة الدافعة وراء هذا البیان، هی جملة “نحن نستطیع “.وهی الجملة مع الاسف تم تجاهلها بعض المسؤولین او تم التعامل معها بشکل روتینی، وهذا الأمر یعد ظلمًا لإرادة الشعب الإیرانی. إن إزالة هذه الحقیقة من الأدبیات الکلامیة والسلوکیة للمجتمع یعنی انتشار الیأس وعدم الإیمان بمستقبل مشرق لإیران.. لذلک، فإن الطلاب، بصفتهم القوة الواعیة والنشطة الاکثر شبابا فی المجتمع، ملزمون بالحفاظ على هذه الجملة حیة کلاما وعملا، والاستفادة إلى أقصى حد من الأجواء العلمیة والدینامیکیة والإنتاجیة للجامعات لتلبیة احتیاجات المجتمع من خلال الاعتماد على الموارد المحلیة. وکما جاء فی بیان الخطوة الثانیة، حیث یتم عرض أفق التطلع إلى المستقبل، فإن القائد المعظم للثورة یعتبر العلم والبحث بمثابة الوصیة الأولى واستناداً إلى حقیقة أن “العلم أوضح وسیلة لکرامة وقوة البلد “یبین لهم احد اهم الوظائف والواجبات الملقاة علی عاتقهم. اما السیادة الشعبیة فی نظر القائد المعظم للثورة فهو مصطلح ومفهوم یتجاوز الدیمقراطیة الغربیة. وحسب منظومته الفکریة ان السیادة الشعبیة تتحقق فی بعدین أحدهما البعد التأسیسی والآخر هو البعد التحلیلی وان مبادئ السیادة الشعبیة هی ایضا مبادئ خاصة. ویمکن التعبیرعن البعد التأسیسی للسیادة الشعبیة بعبارة بسیطة وهی مشارکة الشعب فی الانتخابات، اما فی السیادة الشعبیة الدینیة، یکون البعد التحلیلی ذا قیمة کبیرة. فالبعد التحلیلی یعنی أن هناک نوعًا من الارتباط الروحی والمعنوی بین النظام السیاسی القائم والشعب، حیث یرى الشعب ان السلطة التنفیذیة والنظام الحاکم یحققون آمالهم وأهدافهم وارادتهم السامیة. لذلک، فإن رجوع الحکومة الإسلامیة إلى الشعب لیس بسبب الاضطرار، و “ السیادة الشعبیة “ لیست اسلوب وطریقة عابرة، وانما مبدأ من مبادیء ادارة الحکم، الذی یستمد جذوره من الحکم النبوی والعلوی. وهذا المصطلح هو مفهوم جدید دخل عالم السیاسة ویؤدی فی نهایة المطاف الی ان تقوم الحکومات والدول بخدمة شعوبها. فی بیان الخطوة الثانیة، نلاحظ ان الشخص الأعلى الذی یحکم بلد، والذی یعتبر أیضًا الزعیم الروحی للشعب الإیرانی، یقوم بتبیان وشرح مسیر حرکته للشعب ویطلب منهم النصرة والمساعدة. ان بیان الخطوة الثانیة لیس مجرد منهج سیاسی محدد ولا هو مجموعة من الاوامر السیاسیة، وانما یضم فی جنبیه روح الخطاب والحوار والتفاعل والتواصل ومنه تبیین دور الناس فی بناء الحضارة ویمکن أن یکون هذا أحد أکبر الوثائق الأصیلة للسیادة الشعبیة فی تاریخ البشریة. ففی خطاب الثورة لایدخل الشعب، وبالتالی الطلاب فی إطار الدیمقراطیة عند الضرورة وأثناء الانتخابات فقط،، وانما لهم دور ومشارکة و حضور فعال فی جمیع جوانب هذا الخطاب؛ لهذا السبب، نلاحظ ان القائد المعظم للثورة یخاطب الشباب فی أجزاء مختلفة من هذا البیان فقط.. وفی مجال انتاج العلم و الجهاد العلمی نلاحظ ان القائد یطلب من الطلبة حرکة مستمرة ودؤوبة مع الشعور بالمسؤولیة وبذل الجهود لأزالة التخلف فی هذا المجال (العلم والتکنولوجیا).من هنا فأن للطلبة دور مؤثر فی مجال التوعیة ونشر الوعی.،سواء فی مجال انتاج العلم، او فی مجال نشر وبسط المعنویات والاخلاق فی المجتمع.او فی مجال القضایا الاقتصادیة. والمسؤولیة الاخری للطلبة هو اداء رسالتهم العملیة. والمسؤولیة الثالثة هو استمرار العمل الدؤوب و حرکة الانتاج والابداع من قبل جیل الشباب الواعی فی مجال الاخلاق، والمعنویات والاقتصاد وانتاج العلم. لکن یمکن القول بآن المسؤولیة الاساسیة هی حفظ قیم الثورة وصیانتها. القفزة العلمیة روحالله متفکر آزاد فی أوائل الثمانینیات، عندما دخلت البلاد والجامعات فی صراع سیاسی حاد، بادر القائد المعظم للثورة، من خلال استشرافه للمستقبل وفی التوقیت المناسب، بالتأکید علی موضوع البرمجة وإنتاج العلوم وقدم انذاک خطًّا فکریًا للطلاب والأساتذة لازال جاریا حتی الیوم، ویمکن الآن ان نشهد ثماره فی المراتب والنتائج والمواقع العلمیة التی احرزها بلدنا فی العالم. فلم یکن من الممکن احراز مثل هذه المراتب العلمیة لولا بصیرة القائد المعظم للثورةالإسلامیة. والحق یقال انه قد شخص هذا الامر فی الوقت المناسب وهدانا فی هذا الاتجاه. ففی مجال العلوم والبحوث، حاول الطلاب فی ذلک الوقت النهوض بالبلد فی هذا المجال، وکان القائد یدعمهم ولاینفک فی تقدیم ارشاداته المتواصلة لهم، والحقیقة ان القائد کان ینظر الی افاق ابعد وکان یعتبر ان من أهم أدوات وآلیات المستعمرین هو الوصول إلى العلم وامتلاکه. والحقیقة انه عندما نتخذ خطوات علمیة جادة، نرى أن هذه المهمة تصبح أثقل. من جهة أخرى قال القائد المعظم للثورة فی بیان الخطوة الثانیة للثورة الإسلامیة إن القاء نظرة حضاریة علی بلدنا والثورة الإسلامیة هی وجهة نظر جادة وموضوع رئیسی. لذلک، لا یوجد هناک سبیل لتحقیق هذا الموقف الحضاری وإحیاء مکانة الحضارة والإسلام، الا من خلال بذل المساعی والجهود العلمیة المکثفة. لذلک فإن من المهام الجادة للحرکة الطلابیة فی البلد هو الوصول الی هذه المکانة الراقیة من العلم والتکنولوجیا وتبدیل العلم والتکنولوجیا الی مصدر للثروة وینبغی الوصول الی ذلک من خلال التخطیط الجاد ومن خلال مبادرة الطلبة بمتابعة هذا الامر برؤیة جهادیة. خلال العقدین الماضیین، تحملت الجامعات والطلاب عبء هذه الحرکة، وتم علی هذا الصعید وبجهود المؤسسات والمراکز العلمیة فی البلاد تشکیل شرکات(دانش بنیان) القائمة على المعرفة.؛من هنا، لا یمکن رؤیة تطور العلوم والتکنولوجیا دون النظر إلى عواملها ومکوناتها الرئیسیة، وهم الأساتذة والطلاب.ومن أوائل المشاریع التی طرحت فی البرلمان الحادی عشر کان مشروع “ احداث قفزة نوعیة فی إنتاج العلوم الاساسیة (دانش بنیان)” الذی طرح فی عام ٢٠١٠م وقد مر علی هذا المشروع حوالی عشر سنوات. وفی الواقع من أجل الوصول إلى أفق تأسیس ٤٠٠٠٠٠ شرکة للعلوم الاساسیة، التی أکد علیها القائد المعظم للثورة، نحن بحاجة إلى إعادة النظر فی هذا المشروع، لذلک کان علینا إصلاحه وإعادة النظر فیه من اجل الوصول الی المکانة المنشودة. وقد کان لهذه المشروع بالطبع عدد من المزایا والعیوب، وقد تم دراستها فی لجان برلمانیة مختلفة وتم إعدادها لتقدیمها إلى مجلس النواب فی احد احتماعاته المفتوحة، کی یتم عن هذا الطریق وضع برنامج وتخطیط جدید فی تطویر العلوم الاساسیة. وأعتقد أن هذا البرنامج والتخطیط الجدید یمکنه أن یأخذنا إلى هذا الأفق المنشود، وذلک لاننا نمتلک حالیًا ٥٠٠٠ شرکة من هذا النوع، ومن أجل الوصول إلى ٤٠٠٠٠٠ شرکة ینبغی التخطیط لبرامج ومشاریع جدیدة اخری. القوة الدافعة للمجتمع متین منتظمی یقول الشهید بهشتی فی تعریفه لطلاب الجامعات):ان الطالب مؤذن المجتمع، وإذا بقی المؤذن نائما ستصبح صلاة الأمة قضاءا). ومن هنا یعتبر الطالب کالمؤذن ومن واجب المؤذن ان یقوم بالایقاظ والإنذار. فأنشطة الطلاب تشیر الی ان الطلبة لیسوا ذراعا تنفیذیا ولا ذراعا للمطالبة والمتابعة والإنذار للوطن والنظام الإسلامی. وقد التقی سماحة القائد المعظم للثورة بالطلبة خلال السنوات الماضیة عدة مرات، وکانت هذه اللقاءات مهمة للغایة لدرجة أنه حتى فی أیام تفشی مرض الکورونا، حیث تم إلغاء العدید من اللقاءات مع سماحته، کان القائد المعظم للثورة یواصل هذه اللقاءات مع الطلبة. وهذا مایدل علی اهتمام القائد بالحدیت معهم والاستماع الیهم وذلک لأنه یتم فی الجامعة تربیة کوادر متخصصة ، ومن المقرر ان تقوم هذه الکوادر المتخصصة بممارسة عملها فی القطاعات المختلفة للبلد.وقد أجرى القائد المعظم للثورة مناقشات مع أعضاء المنظمات الطلابیة والطلاب وقال لهم : “اذهبوا واعرفوا من هو العدو وانظروا إلى أین یتجه البلد الان”. ومن المثیر للاهتمام أن سماحته یسجل جمیع نقاط هذه الاجتماعات واللقاءات ویرد علیها، کما یطالب اعضاء الحکومة بذلک ایضا. وکانت لدینا بعض النقاط فی هذا الصدد خلال سنوات مختلفة. ومنها أیام ١٦ اذر (یوم الطلبة فی ایران) حیث تعتبر مثالا بارزا وواضحا على مقارعة الاستکبار والغطرسة وقطع أیدی الذین یریدون التشکیک فی استقلال البلاد. وإذا القینا نفس النظرة فی مناقشة موضوع ١٦ اذر (یوم الطلبة فی ایران)سواء فیما یتعلق ببیان الخطوة الثانیة أو تصریحات القائد المعظم للثورة، سنصل إلى مفردة اساسیة او مصطلح اساسی وهو مقارعة الاستکبار والهیمنة والاعمال والامور الاخری التی یرید الأعداء ممارستها ضد النظام والثورة والشعب. من السهل فهم فلسفة أن تکون طالبًا وأن تحافظ على یوم الطالب، ومن أهم نقاطها مقارعة الاستکبار. وعندما یتم التطرق الی موضوع مقارعة الاستکبار،نلاحظ أن الهدف الاول والاخیر للاستکبار هو تدمیر الاستقلال وازالة کلمة “نحن نستطیع” التی عملنا من اجلها سنوات مدیدة، وأعتقد أن النقطة التی یجب على الجامعات الانتباه إلیها هی کلمة “ مقارعة الاستکبار “. ومن الموضوعات الأخرى التی طرحها القائد المعظم للثورةعلى طلاب وشباب هذا البلد فی بیان الخطوة الثانیة للثورة الإسلامیة، قضیة العدالة، وأسلوب النظر إلى العدالة، وکیفیة تحقیق العدالة. فالعدل لیس توجیه الضربة او فضح الاخرین، بل له اسلوبه الخاص. من هنا على الطالب أن یکون مستیقظًا ویطالب بالقضایا من السلطات فی إطار نفس خطاب العدالة، ویجب أن یکون مدعیًا قویًا وجیدًا حتى یتمکن من المطالبة بهذه القضایا فی سیاقات مختلفة. فعلى الطالب إیقاظ المجتمع والحقیقة ان المطالبه هی القوة الدافعة للمجتمع. بمعنى آخر، عندما لا تستطیع دولة ما نقل مجموعة من القضایا، یمکن للطالب أن ینقلها والمطالبة بها، وبکلمة واحدة، هو ان یکون الطالب وسیلة لترجمة کلام النخبة والمسؤولین إلى اللغة العامیة ویترجم کلام ومطالب الشعب بلغة النظام حتى یتمکن من المطالبة بها. إن أحد المکونات الرئیسیة لنشاط المنظمات الطلابیة هو مناقشة موضوع “الدین” ودائماً ما نذکر اسم المنظمات الإسلامیة وإذا نظرتم إلى عناوین هذه المنظمات سترى أنها تحتوی على کلمة الإسلام؛ لأن الدین یلعب الدور الریادی فی المنظمات. یمکن طرح النقاش الدینی من جانبین، الأول هو الدخول المباشر فی القضایا الدینیة، والتی هی فی الواقع أساس النظام المقدس للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، اذ نجد الدین الى جانب السیاسة ومن حهة آخرى، الدخول بشکل غیر مباشر فی قضایا البلاد من خلال استخدام المبادئ الدینیة والتنظیر والمطالبة بها. فعندما نرید أن نطالب ببعض من الامور التی تحدث و تجری فی البلد نلاحظ أنه لاوجود لها فی فکرنا الدینی والإسلامی من هنا نقوم بتنظّیرها فی اطار الإسلام والمطالبة بها شریطى ان لاتکون خارج إطار دیننا. صناعة وانتاج القوة والاقتدار محمدمهدی زاهدی ان یوم ١٦ اذر(یوم الطلبة فی ایران) یؤکد لنا بأن طلابنا کانوا ولا یزالون فی طلیعة المقارعین لقوی الاستکبار والغطرسة والهیمنة. وکما انه لدینا مجموعة من التوقعات من الطلاب، فمن الطبیعی أن یکون للطلاب مجموعة من المطالب والتوقعات من المسؤولین. وانا بصفتی کمدرس، ولیس کشخص کان ولایزال مسؤولاً، أقول بإننا نعقد آمالا کبیرة للغایة علی الجیل القادم الذی سیصنع مستقبل إیران الإسلامیة. من هنا یجب على الطلاب الولوج فی میدان العمل والإدارة من أجل مستقبل الثورة والنظام الإسلامی. لذلک، علیهم أن یقوموا باعمال کثیرة وفی مقدمتها، تحقیق الرقی والتطور الکبیر فی مجال العلم والتکنولوجیا. اذ یجب حلینا أن نصبح أقویاء فی هذا المجال وأن نصبح روادًا فی العلوم والتکنولوجیا والسلطة العلمیة فی العالم. وقد تطرق القائد المعظم للثورة إلى هذا الموضوع سواء فی مناقشة بیان الخطوة الثانیة للثورة الإسلامیة أو فی خطاباته الأخرى. وأما علی صعید التقنیة والتکنولوجیا، فیجب أن نکون قادرین على الوصول إلى أحدث الإنجازات والمکاسب التکنولوجیة وأن نکون بحد ذاتنا من منتجی التکنولوجیا، بدلاً من اقتراضها واستیرادها من البلدان الأخرى، ودور الطلاب الأعزاء فی هذا المجال مهم للغایة. وفی الواقع انه من الضروری ان نکتسب قوة التکنولوجیا والتقنیة الجدیدة والحدیثة، وإذا تمکنا على سبیل المثال، من انتاج لقاح کورونا وننجح فی تلقیح الناس قبل بقیة البلدان، فان هذا الامر سیهب البلد قوة ردع هائلة وسیحقق مکسب وإنجاز اقتصادی وبشری عظیم لبلدنا. من هنا، فإن السیطرة على التقنیات الجدیدة امر مهم للبلد من حیث تعزیز قوة و اقتدار البلد؛ ولهذا یقال ان “العلم سلطان” لذلک، یجب أن نکون قادرین على الوصول الى أحدث التقنیات الجدیدة والحدیثة القویة والسیطرة علیها، وهذه المهمة ملقاة على عاتق الطلاب الأعزاء وعلیهم القیام بها. الموضوع الاخر الذی نتوقعه من الطلاب هی المطالبة بتنفیذ العدالة وبذل الجهود والعمل فی هذا المجال؛ طبعاً ینبغی الاعتراف بأن هناک ظلمًا فی بعض أجزاء البلاد فی الوقت الراهن، من هنا یجب أن یکون لدى الطلبة تطلعات لتطبیق العدالة والمطالبة بذلک، وان تکون الحرکة الطلابیة فی الطلیعة علی هذا الصعید. کما یجب أن یکون لدى الطلاب أیضًا انتقادات عادلة وعلمیة حول أداء المسؤولین. بالإضافة إلى ذلک، هناک حرکات طلابیة مثل التعبئة والمنظمات الطلابیة المختلفة التی نتوقع أن یکون لدیها دراسات جادة للقضایا الأیدیولوجیة وأن تکون قویة ومسلطة جدًا فی هذا المجال حتى تتمکن عند الحاجة من ان تبدی رأیها وتناقش التیارات المنحرفة وتنتقدها. ولهذا یعتبر موضوع قیام الحرکات و المنظمات بالدراسة والتحقیق مهم للغایة من أجل تعزیز معتقداتهم ومنها المعتقدات الدینیة والفکریة وحتى السیاسیة، ونحن نتوقع من الطلبة ان یخصصوا قسم من اوقاتهم لدراسة هذه الأمور.ونتمنی ان تساهم هذه الامور فی مساعدة الحرکات الطلابیة على أداء مهمتها، وعلی المسؤولین والأساتذة فی الجامعات أیضًا ان یقوموا بتمهید الطریق أمام الطلاب لتحقیق هذه الأهداف. ومجلس الشورى الإسلامی بدوره ایضاً، نراه یعمل على تنفیذ عدد من القوانین لدعم القطاع العلمی، وعلی سبیل المثال طرح موضوع الاقتدار العلمی والتکنولوجی فی اطار مشروع القفزة النوعیة فی الإنتاج العلمی.، وفی مجال مناقشة المیزانیة، نلاحظ ان المجلس یخصص فی کل عام میزانیة جیدة لقسم الأبحاث. تحویل الفضائل الروحیة والمعنویة إلى قیم محمدحسین شرف الطالب عنصر شاب وطموح، وإذا ادی دوره بشکل صحیح وکشف مواهبه وقدراته وبادر بتقویتها وتعزیزها، فإنه سیؤدی الی تعزیز حرکة البلد ورقیه بشکل جاد وحقیقی کما یؤدی الی إحیاء المثل العلیا فی أجواء الجمهوریة الإسلامیة. وفی الواقع، انه لو تم الاهتمام بالکوادر والقوى الشابة الملتزمة والاخصائیة والمهنیة والمثالیة، وتم الاستفادة من مواهبهم فی المکان المناسب فأن مستقبل الثورة، سیکون مستقبل مشرق للغایة. وعندما نستعرض خطب القائد المعظم للثورة، نصل إلى تصنیف للواجبات التی یجب على الطلاب مراعاتها اتجاه الثقافة والدین داخل الجامعة والمجتمع. فی هذا التصنیف، تحتل قضیة “البناء الذاتی” المرتبة الأولى؛ وهذا یعنی أنه یجب على الطلاب الانتباه إلى مسألة البناء الذاتی والرقی والتطور فی مختلف المجالات وان یخصصوا بعض اوقاتهم للتربیة المعنویة و النمو الروحی وان یقوموا بذلک بشکل جماعی بعضهم الی جنب بعض. فإذا تم الاهتمام بجد بموضوع بناء الذات فی أی مجتمع، فان هذا المجتمع بالطبع سوف ینمو ویتطور.، وتجدر الإشارة إلى أن لموضوع بناء الذات أبعاد اجتماعیة أیضًا؛ بمعنى آخر، لا یمکن لأحد أن یحقق البناء الذاتی، ثم یکون لاابالیاً ازاء من حوله فی المجتمع؛ فالمسألة المهمة هنا هو أن ینتبه الإنسان إلى نفسه وذاته ویقوم بتنمیة نفسه من الناحیة المعنویة والفضائل الاخلاقیةً. المهمة التالیة للطلاب فی مجال الثقافة هی الانتباه إلى عنصر المعنویة والروحانیة وإبراز القیم الروحیة. فأحد العوامل التی یمکن أن تؤثر على مصیر المجتمع هو هذا السؤال :(ماهی القیم التی تؤخذ على محمل الجد فی ذلک المجتمع وما هی العناصر والمفاهیم التی یتم تقدیمها کقیم فی ذلک المجتمع). من الأشیاء الجادة التی یتعین على الطلاب القیام بها هو تبدیل الفضائل الروحیة والمعنویة الی قیم فی المجتمع. وهناک مسألتان فی هذا الصدد؛ الأولی هی مراعاة هذه الفضائل من قبل الطلاب أنفسهم فی الصفوف الدراسیة وداخل اجواء الجامعة. والثانی هو تقدیم هذه الفضائل وإبرازها حتى یتمکنوا من إدخال مفاهیم مثل الحیاء، والصدق، والمثالیة، والاهتمام بالله، والصلاة فی أول وقتها، ومراعاة الأحکام الدینیة، والزهد، والتقوى، والنقاء وتقدیمها کقیم أخلاقیة. کما ینبغی علی الطلبة أیضًا ان یکونوا قادرین على احترام هذه الامور وتقدیمها کقیم لمجتمعهم. والثانی هو التعریف بنمط الحیاة الدینیة. بعبارة أخرى، تبیان ارکان ومکونات هذا النوع من نمط الحیاة، بما فی ذلک کیفیة التصرف فی بیئة جماعیة، وأخلاقیات القیادة، وکیفیة الحضور فی بیئة مثل المکتبة، وکیفیة احترام المعلم وکیفیة تعامل المعلم مع الطالب فهذه هی ارکان ومکونات نمط الحیاة الدینیة الذی یجب مراعاته وتقدیمه والإفصاح عنه والتبلیغ له. فیما یتعلق بالثقافة والدین فی الجامعة، هناک مسألة مهمة أخرى، یمکن القول بأنها من الواجبات الجادة للطلاب وما یطلبه القائد المعظم للثورة من الطلاب، وهی الحفاظ على الحیاء والتواضع فی محیط الجامعة؛ یعنی ان یسعی ویبذل الجهد ویطالب ویقوم بدور جاد من احل الحفاظ على اجواء الحیاء والعفة والحجاب فی الجامعات. اما المهمة الأخرى للطلاب فی هذا المجال تتمثل فی اللجوء إلى صیغ جدیدة وابتکار أشکال جدیدة لنقل المفاهیم الدینیة ؛سواء بین جیلهم أو بین بقیة شرائح المجتمع الأخرى حیث یمکنهم استخدام الفن والمسرح فی هذا المجال. .من الواجبات الأخری للطلاب والحرکة الطلابیة فی مجال الثقافة هی تقدیم المطالب الثقافیة الصحیحة؛ و ان تکون المطالبة من قبل الارکان والمکونات الثقافیة للبلد مطالبة واضحة وأن تکون قادرة على تذکیر المؤسسات والمنظمات بدور کل واحدة من هذه المکونات، وإذا شعروا فی مکان ما بأن ای واحدة من هذه الجهات تتماهل فی عملها فی مجال الثقافة أو فی المهام الخاصة بموضوع تنمیة وترویج القضایا الدینیة یقومون بتنبیهها وتحذیرها وإذا کانت لدیهم نقاط ضعف یقومون بتقدیم المقترحات من اجل حلها وان یکونوا العین الواعیة للمجتمع فی هذا المجال. وإذا أردنا التطرق إلى دور الطلاب والحرکة الطلابیة والنخبة الأکادیمیة فی المجتمع فی اجواء الانتخابات، فیمکن ان نذکر لهم ثلاث مهام رئیسیة: المهمة الأولى هی مهمة الایضاح والتبیان والتفسیر او التوجیه، والتی ربما تکون المهمة الرئیسیة للطلاب والنخبة فی أی مجتمع. ولهذا الموضوع فی الاجواء الانتخابیة مراحل مختلفة، والنقطة الأولى هی تذکیر المجتمع باهمیة ومکانة الانتخابات فی تحدید مصیر البلاد؛ ونحن بحاجة ماسة إلى تذکیر الأشخاص والطلاب باستمرار على مختلف مستویاتهم بأهمیة الانتخابات ونشرح لهم ماهو التأثیر التی یمکن أن یترکه هذا الاختیار( الانتخابات) على مصیر ومستقبل الأمة والأجیال القادمة. القضیة الاخری التی ینبغی توضیحها وتبیینها هی ضرورة المساهمة والمشارکة الناجحة للشعب فی الانتخابات ؛یعنی کیف یمکن أن تکون لدینا مساهمة ناجحة وما هی الشروط والمتطلبات التی یجب أن ننتبه إلیها حتى إذا ساهمنا فی الانتخابات وشارکنا فی عملیة التصویت، سوف یمکننا تحقیق نتیجة ناجحة لأنفسنا وبلدنا. المهمة الأخرى للطلاب فی مجال الایضاح والتوجیه هی تقدیم تحلیل صحیح للناس حول الوضع فی البلد؛ اذ یستطیع کل طالب حسب فهمه وفی کثیر من الحالات حسب تخصصه ان یقدم تحلیل شامل ودقیق حول الاوضاع فی البلد، لیتمکنوا من هدایة وقیادة المجتمع فی اتجاه یجعله یتخذ القرار والخیار الأفضل. المسألة الضروریة الأخری التی تحتاج الی الایضاح والتبیین بشکل مستمر هی عرض المعاییر والصفات التی ینبغی ان یمتلکها الرئیس على مستوى الثورة الإسلامیة. فبعض هذه المعاییر یجب إعادة تعریفها وفقًا للظروف الراهنة ویجب تقدیمها إلى المجتمع بشکل جدید. والمهم هو المعاییر الفردیة التی تستطیع أن تقود الثورة الإسلامیة إلى وجهتها النهائیة وتوفر فی اجواء البلد دولة تتمیز بالعدل والاستقلال، لذلک یجب التأکید علی التذکیر بها فی المجتمع باستمرار. والمهمة الثانیة فی هذا الصدد هو المطالبة التی یعد من الأسلحة الأساسیة للطلاب من أجل تحقیق أهداف وآمال الثورة وهذا الامر یجب أخذه على محمل الجد. وذلک لأنه یمکن أن یکون مؤثرا جدا فی الانتخابات. ویجب أن یطرح المطلب الأساسی من قبل التیارات السیاسیة فی البلد، کما ینبغی ان یتم رعایة الأخلاق الانتخابیة فی البلد وعدم انتهاک المصالح العامة للشعب والمجتمع فی البیئة الانتخابیة. فالمطالبة من ناحیة الصدق مع الناس مسألة مهمة یتمکن الطلاب من القیام بها وادائها. المطلب الثالث الذی یمکن أن ینجح هو الاعتماد على عمل الخبراء، وان یکون هناک توقع من التیارات السیاسیة بأن یکون الأشخاص الذین یرغبون فی دخول الساحة الانتخابیة معتمدین بقوة فی کلامهم ومشاریعهم وخططهم وأفکارهم وآرائهم على النخب والخبراء. الموضوع التالی فی مطالب الطلاب هو أن تضم التیارات السیاسیة اناس مؤمنین ولدیهم إیمان وعقیدة قویة وراسخة بقیم الثورة الإسلامیة. والجدیر بالذکر أنه ینبغی أن یکون الطلاب فی هذه المطالبة حازمین ویتابعون هذا المسار بحزم.، ویجب أن یکون الراغبین فی دخول الساحة الانتخابیة اناس متعهدین ولهم التزامًا کافیًا بقیم الثورة الإسلامیة. القضیة التالیة التی یحتاج الطلاب إلى المطالبة بها هی قضیة الاجابة على اسئلة الناس؛ اذ یحب علیهم تذکیر المسؤولین باستمرار على ضرورة الحفاظ على مکانة مسؤولیتهم أمام الأمة والشعب والمرشد الأعلى للمجتمع، لأنهم سیدخلون فی قضیة ذات مسؤولیة کبیرة. المهمة الأخرى التی یجب على الطلاب - باعتبارهم فئة شابة- ان یأخذوها بنظر الاعتبار هی الحفاظ على الحماس السیاسی للمجتمع، فهذه الروح الشبابیة الموجودة بین الطلاب توفر الظروف لهم لیکون لهم نصیب أکبر فی اثارة الحماس السیاسی للمجتمع. ان الحماس السیاسی بمقداره المعقول یعتبر امرا ضروریا جدا للمجتمع ویجعله مجتمعا دینامیکیًا یعمل بنشاط من أجل مصیره وألا یکون انفعالیا ازاء الأحداث. وبالطبع ان الاجواء الإعلامیة أیضًا تلعب دورًا مهمًا فی هذا الصدد؛ لکن القوة الدافعة وراء هذه الاجواء هم الشباب، وخاصة المثقفین المتعلمین والنخب، الذین یمکنهم تولی هذه المهمة. یرى القائد المعظم للثورة أن الطالب لیس شخصًا انفعالیا. ویعتبر عدم اهتمام طلبة الجامعات بالقضایا الاجتماعیة مأساة کبیرة ویعتقد أن ما یثیر القلق الشدید هو أن یکون الشخص المسؤول عن مستقبل البلد لاأبالیا ازاء قضایا المجتمع ومصیر الناس. و الطالب الجامعی من وجهة نظر القائد المعظم للثورة، هو الشخص الذی یتطلع إلى المستقبل وینتمی إلیه، فالمستقبل اذن بین یدیه.
الدفاع عن شعارات الثورة وتطبیقها علی ارض الواقع، مع مراعاة المکانة الخاصة للطلاب فی المنظومة الفکریة للقائد المعظم للثورة، یعتبر احد واجبات الطلبة. والطالب الجامعی نظرًا لمکانته الخاصة فی المجتمع، حیث یمکنه أن یکون سفیرًا ینقل العلم والمعرفة والحکمة والوعی من الاماکن الأکادیمیة إلى قلب المجتمع، فإن مهمته اذن نشر الوعی على صعید المجتمع.
بیان الخطوة الثانیة لیس مجرد منهج سیاسی محدد ولا هو مجموعة من الاوامر السیاسیة، وانما یضم فی جنبیه روح الخطاب والحوار والتفاعل والتواصل ومنه تبیین دور الناس فی بناء الحضارة ویمکن أن یکون هذا أحد أکبر الوثائق الأصیلة للسیادة الشعبیة فی تاریخ البشریة. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 377 تنزیل PDF: 209 |
||||