الثورة الإسلامیة الإیرانیة ثورة حقیقیة | ||||
PDF (657 K) | ||||
![]() | ||||
السیدة ذهبیه الفاهم ام بهاد الدین / مدیر جمعیة البناء الثقافی/ تونس ان الثورة الإسلامیة الإیرانیة لیست ثورة رمزیة وانما ثورة حقیقیة بمعنی الکلمة! فالأحداث التی کانت تجری انذاک فی إیران وفی الدول العربیة والإسلامیة فی المنطقة کانت سریعة الی درجة أنها فاجأت کل المحللین السیاسیین والمراقبین الدولیین ومراکز الدراسة “الجیوستراتیجیة”، وعلى الأخص وکالة المخابرات المرکزیة الأمریکیة... فهذه الثورة کانت حقیقیة غیرت وجه التاریخ!!! من هنا ینبغی ان نراجع المبادئ والأسس والقواعد التی تقوم علیها هذه الثورة “العقلانیة”، والتی یمکن أن تقود الإنسان إلى أعلى الأهداف السامیة. فهذه الثورة کانت بعیدة کل البعد عن القضایا المشکوکة التی کانت تحدث وراء الکوالیس وعن السلوکیات الأنفعالیة والإستغلال السلبی للقدرات الهائلة للشعب الذی یسیر فی طریق الثورة. فالهتاف بالثورة والثوریة والاکتفاء به امر لایکفی ولایجدی. فلا یزال هناک طریق طویل أمام الطبقات الکادحة فی المجتمع لتحقیق تطلعاتهم، وایجاد التغییرات الأساسیة التی یحتاجونها والتی تتمثل بالإصلاح الشامل وإحیاء الحضارة والثقافة. وهذه المفاهیم العامة فی الواقع تحتاج إلى اناس تتمکن من اخراجها من الأطر النظریة التجریدیة ونقلها الی الاجواء الحقیقیة وتجسیدها علی ارض الواقع. .وقصدی من الأجواء الحقیقیة والواقعیة هو الامر الذی یرتبط فی الواقع بأولئک الذین وضعوا خطاهم فی طریق الثورة. فالزمان والمکان بالنسبة لهم، یعتبرشریان الحیاة لتحقیق الأهداف، وغایته هو إصلاح المجتمع وتحقیق أفضل الامور. وتأسیسا على ذلک احاول أن أشیر بأیجاز إلى بعض مبادئ وأسس وخصائص الثورة الإسلامیة الإیرانیة، التی هی فی المرحلة الثانیة من دینامیکیتها وشموخها. وفی هذا المجال المحدود، حاولت ان اشیر إلى ثمانیة من هذه المبادئ والأسس لیتضح للقراء کیف تجلت هذه المبادئ فی الثورة الإسلامیة الإیرانیة. ١) الإیمان بالله تعالى وعالم الغیب لا یوجد هناک شک حول أهمیة الإیمان بالله تعالى فی حیاة الإنسان، وقد تبین من خلال الابحاث والدراسات الخاصة بالأثارالحضاریة، ودراسة التاریخ القدیم وعلم الاجتماع، أن اراء البشریة عبر التاریخ کانت متفقة على هذا الموضوع. فالعقیدة بالنسبة للبشریة حاجة لایمکن الإستغناء عنها وهی وسیلته للتواصل والاتصال مع عالم الغیب لیتم عبره إقامة صلة بین المخلوق الذی یمتلک قوة الحکمة والعقل وبین الخالق العظیم. .. وهذا الإیمان ضروری بالنسبة للذین قاموا بثورة باسم الله تعالى لیحکموا العالم بالتعالیم الالهیة. والثورة التی تخلو من هذا المبدأ هی فی الواقع ثورة غیر متکاملة لایعرف مصیرها. وکان هذا المبدأ فی الثورة الإسلامیة الإیرانیة، هو الدافع الرئیسی لجمیع أنشطة المجتمع الثوری والأنشطة المیدانیة المختلفة، من المسیرات إلى المواجهة السلمیة للشعب الذی رفع قبضته من أجل النضال والجهاد. ٢) الشریعة الإسلامیة المقدسة ان المشرع الوحید هو الله سبحانه وتعالى، فلا یحق لأحد التشریع فی المجتمع الإسلامی، لأن الله سبحانه وتعالى وفقا لإیماننا هوصاحب الشریعة المقدسة، ویجب على الفقهاء والعلماء الذین یفسرون الشریعة الإسلامیة ان یتمتعون بالإیمان الحقیقی بالله وشریعته المقدسة. وقد رفعت الثورة الإسلامیة الإیرانیة، منذ البدایة، شعار تطبیق الشریعة، لیکون الحکم فی المجتمع منطبقا مع الشریعة الإسلامیة والقوانین السماویة العادلة. .. ٣) الحریة الدینیة ومبادئ حقوق الإنسان قال الله تعالى فی القرآن الکریم: (لا إکراه فی الدین. ..) الآیة ٢٥٦ من سورة البقرة. وهذه الآیة الکریمة تشیر إلى الحریة الدینیة. فالإیمان بالنسبة للانسان عمل تطوعی ولیس من الصحیح ان یتم احباره وان یکون ایمانه بالاکراه، وإلا سیفقد الایمان قیمته الحقیقیة.ولهذا نؤکد بان احد الخصوصیات البارزة للثورة الاسلامیة هو حفظ التنوع الدینی والمذهبی. ٤) کرامة الإنسان وحقه فی التمتع بحیاة کریمة هناک ثناء عظیم للإنسان فی القرآن وهذا الامر یشیر إلى الشرف الذی یلیق به وأن الله تعالى قد وهبه هذه النعمة وهذا ما یمکن أن نسمیه “مبدأ الکرامة الإلهیة”. المذکورة فی الآیة ٧٠ من سورة الإسراء. حیث تؤکد هذه الآیة على هذا المعنى العظیم: (وَلَقَدْ کَرَّمْنَا بَنِی آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّیِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى کَثِیرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِیلًا بالطبع، وفقًا للثورة الإسلامیة فی المجتمع الإسلامی، فإن موضوع الحفاظ على کرامة الأفراد شأن أهم من الکثیر من القضایا الثوریة المذکورة فی المبدأ أعلاه. فالأساس هو توفیر الظروف المعیشیة المناسبة للمسلمین وغیرالمسلمین. .. ٥) العدل والعدالة الاجتماعیة ان العدل من الجذور الدینیة البارزة للمعتقد الإمامی الإثنا عشری، وهذا الاعتقاد له آثاره العملیة على الواقع الاجتماعی، لأن المسلم لا یستطیع أن یظلم ویضطهد الآخرین بأی شکل من الأشکال لأنه فی المقابل لا یرید أن یظلمه اویضطهده احد! فالعدالة الاجتماعیة تعتبر من أهم رکائز الثوار وقادتهم . . وذلک لأن شرعیة مطالبهم تنبع من المفهوم العام للعدالة الإلهیة! ٦) القیم والنظام العام ان الأخلاق من القضایا التی أولها الإسلام اهتماما خاصا ، لأن المجتمع الذی تختفی فیه الفضائل وتنتشر فیه الرذائل، هو مجتمع علی وشک الانهیار ، ومن هنا نفهم سر تمجید الخالق لنبی الإسلام صلى الله علیه وسلم وشخصیته المتمیزة من الناحیة المعنویة وألاخلاقیة. .. وکما جاء فی قوله سبحانه وتعالی تعالى: : (وإنک لعلى خلق عظیم)! ربما یکون الحفاظ على النظام العام من أولویات الحرکة الثوریة، وهو أمر ضروری لتطور وتقدم وازدهار جمیع الجوانب الهیکلیة للنظام الاجتماعی لجمیع البشریة! ٧) العلم والمعرفة والنظام التربوی ان الباحثین المنصفین فی تاریخ الحضارات لا یجدون شیئا اکثر من الاسلام یهتم بالعلم، بحیث ان اول آیات القرآن تأمر بالقراءة : (اقرأ .. ) وهذا یدل علی اهمیة دورا العلم فی حیاة ونهضة الإنسان علی مر العصور! ومن هذا المنطلق فأن الثورة الإسلامیة تعتبر الاعتماد على العلم وتطویر أسالیب التعلم الصحیحة من الرکائز الأساسیة للوجود الاجتماعی. ٨) العدل ومحاربة الظلم خلق الله السماوات والأرض بالحق! فالحقیقة هی الوجه الحقیقی للأشیاء، والباطل خطأ محض، فلا بد من مواجهته، والثورة الإسلامیة من هذا المنطلق هی ثورة حقیقیة ضد الباطل، ثورة على المعتقدات الباطلة الخارجة عن الحق والهدایة ! ومن یلقی نظرة صحیحة ومنصفة علی الثورة الإسلامیة فی إیران سیکتشف السلوک الثوری القائم على نبذ الظلم والشر ومحاربة کل مظاهر الظلم والعدوان فی العالم على کافة مستویات المنطقة وخارجها! ولعل دعم هذه الثورة المبارکة للمستضعفین والمظلومین هو خیر دلیل لما ذکرناه، وقد اشار سماحة القائد الی هذا المبدآ الصارم الذی یؤکد علی التمسک بعقیدة الإیمان بعدالة الله سبحانه وتعالى، فی الفقرة الخامسة من بیانه الخاص بالخطوة الثانیة للثورة الاسلامیة. .. وفی الختام، یمکن اعتبار الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر من العناوین الرئیسیة لحرکة الثورة الإسلامیة فی مسیر تحقیق الأهداف الإلهیة فی العالم !! - هذا الموضوع هو ملخص لمقالة نشرت باللغة الانجلیزیة. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 210 تنزیل PDF: 135 |
||||