الدفاع المقدس و احیاء المثل الانسانیة العلیا | ||||
PDF (519 K) | ||||
الدکتور محمد مهدی اسماعیلی الحدیث عن الدفاع المقدس و الشهادة، میدان الرجال الشجعان و المحیط المترامی الاطراف فی تجسید الوعی و الصدق و الاخلاص، و إن کان یعد نوعاً من التحدی إلا أنه یکتنز حلاوة ممتعة مقرونة بسحر الکلمات و جمالها. موضوع الدفاع المقدس هو احد التحدیات القیّمة للثورة الاسلامیة فی ایران ،التی انطبعت فی اذهان اجیال متعددة من ابناء الشعب الایرانی، منذ الیوم الاول للعدوان الصدامی الغاشم. و کما قال سماحة القائد : “ السنوات الثمانی من دفاعنا المقدس، لیست مجرد امتداد زمنی و برهة زمانیة فحسب، بل کنز عظیم بوسع أمتنا التمتع باستخراجه و استثماره و التصرف به لفترة طویلة. ان الحدث العظیم الذی تمثل فی سنوات الدفاع المقدس، حافل بمجموعة من الصفات الحسنة السامیة، و الثقافات المحمودة و المختارة و الممیزة، و المعتقدات و المعارف القیّمة التی ورثتها أمتنا على مرّ التاریخ، فضلاً عن المواهب و الاستعدادات التی کانت تکتنزها و برزت و تجلت فی ظل الثورة الاسلامیة “. ان ما ادى الى خلود ظاهرة الدفاع المقدس، و جعل العالم یقف اجلالاً و احتراماً ازاءها، هو استقامة الشعب الایرانی و ثباته و انتصاره الذی تجلى بأبهى صوره، و ثقافة عشق الشهادة والاندفاع نحوها. الاندفاع نحو الشهادة یعنی الایمان القلبی بالله تعالى و بالمعاد، و الاعتقاد الراسخ بأحقیة الاسلام، و سلامةاهداف الثورة الاسلامیة، و الایمان بقیادة الولی الفقیه، والمقاومة و الثبات فی مواجهة العدو، و الایثار و التضحیة حفاظاً على القیم الاسلامیة، و باختصار الایمان بثقافة الاستشهاد، أی ثقافة عاشوراء. ان الامام الخمینی الراحل ( قده) و من خلال التمهید لعاشوراء ثانیة، ونشر ثقافة الایثار و التضحیة و الترویج لها فی المجتمع بمثابة تلبیة لتطلعات الشباب، و فی ظل هکذا ثقافة و نضال حیث یتجلى الاتحاد و الاستقامة، آمن سماحته بانتصار الشعب الایرانی فی التصدی للقوى الکبرى و مواجهة العدو الصدامی المدجج بالسلاح. و فی دراسة و تحلیل دور کبار القادة و العسکریین المعنیین بالدفاع المقدس للمضی قدماً باستراتیجیات الدفاع، و الوقوف على تداعیات و برکات الروحیات الشعبیة التی کان یتمتع بها قادة الدفاع المقدس على جند الاسلام، ینبغی القول بأنها کانت بمثابة القدوة و الأسوة بالنسبة للجمیع فی ظل الاجواء التی کانت سائدة فی جبهات القتال. فلابد للانسان من التحلی بالصدق و الاخلاص فی ساحة الجهاد کی یتسنى له الحضور الخالد و الحظی بمکان فی قلوب الآخرین، و کان ذلک احدى السمات البارزة للقادة و المقاتلین فی سنوات الدفاع المقدس. وتکمن اهمیة ذلک فی انتقال هذه القیم السامیة الى الاجیال القادمة. و على الرغم من ان جهوداً کبیرة بذلت من قبل الفنانین و الاعلامیین و اصحاب الذوق و الفکر، فی مجال الدفاع المقدس، وتم تقدیم اعمال فنیة ملفتة و قیّمة على صعید صناعة الافلام و الرسم و التصویر و التماثیل، و الروایة و الکتابات الادبیة و الفنیة و غیر ذلک، و لکن و على الرغم من کل هذه الاعمال والابداعات، فان هناک الکثیر من المیادین بقیت خافیة و مغفولة عنها. فلابد للفنانین و المثقفین من تسخیر آفاق الدفاع المقدس و الحضور الفاعل فی الساحات الدولیة و العالمیة، و التعریف بعدالة الثورة الاسلامیة فی ایران و سلمیتها، سیما فی ظل المعترک الدولی الذی یعج بالظلم و غیاب العدالة و یقف من ورائه ادعیاء حقوق الانسان المزیفون واعداء الانسانیة. و مما یذکر هو أنه سبق لسماحة القائد أن اشار الى ملاحظة ینبغی الالتفات الیها و الاهتمام بها فی باب الروایة و العمل الأدبی الذی یتمحور حول الدفاع المقدس، مشدداً على ان هذا المیدان میدان واسع للغایة و مازال الکثیر من جوانبه لم یتم اکتشافه کما ینبغی. و ما ذلک لان الانسان، او الاذهان،عاجزة عن الوصول الیها والتعرف علیها و فهمها، کلا، و إنما لم یتم التطرق الیها. یجب عدم التصور بان مضامین الدفاع المقدس مضامین مکررة. ان عاشوراء و مسیرة اربعین الامام الحسین، و محاربة الارهاب، و المقاتلون المدافعون عن المراقد المقدسة، التی عانت من الظلم حقاً فی هذه الفترة، هی من جملة الموضوعات والمصادیق التی یمکن تناولها من خلال موضوع الدفاع المقدس، و تقدیمها فی اطار جدید و شکل مبتکر. ان ما یمکن الاشارة الیه باختصار بالنسبة للدفاع المقدس هو، ان السنوات الثمانی للدفاع المقدس تمثل النموذج الأسمى للمبادىء و القیم التی بوسع ای مجتمع ان یفخر بها، و ان یتوقعها و ینتظرها من ابنائه و شبابه. . الدفاع المقدس عنوان للحماسة، والمعنویات، و التدین، و الهدفیة، ومظهر للایثار و الثبات و المقاومة .. الدفاع المقدس حقاً مظهر لکل المحاسن الطاهرة و المقدسات السماویة، التی ینبغی أن یتعرف علیها الانسان اللاهوتی المؤمن المتدین. و فی ضوء ذلک، فانه توقع فی محله بان یبذل العاملون فی میدان الثقافة و الفن و الادب کل ما بوسعهم و تکریس جهودهم، فی خلق آثار مثار فخر و اعتزاز بالنسبة لایران و الایرانیین على صعید الساحة العالمیة، و ایفاء دینهم تجاه مجاهدی میدان الدفاع المقدس، و نصرة بلدنا العزیز و تحقیق المزید من العزة و الرفعة لأبنائه. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 466 تنزیل PDF: 215 |
||||