الشهید سلیمانی ودوره فی الدفاع عن العمق الاستراتیجی للثورة | ||||
PDF (1432 K) | ||||
![]() | ||||
بقلم الشیخ توفیق حسن علویة :کاتب وباحث من لبنان من کتم العدم الى حیز الوجود یخرج الناس بمشیئة الهیة ، فمنهم من یعیش على وجه البسیطة ویرحل وکأنه لم یکن ، ومنهم من یعیش ویقتصر تاثیره على دوائر خاصة ویرحل ، ومنهم من یکون انسانا کونیا عالمیا قد عرفت الکرة الارضیة انه سیطوی ایامها بتاثیر بالغ قبل ان تطویه ، من هؤلاء بلا ای تردد الحاج قاسم سلیمانی ، فالحاج قاسم سلیمانی تعدى تاثیره نفسه منذ ایامه الاولى ولم یکن یوما خاصا بل کان عاما على نحو الاستدامة ، والا فلن یقنعنا احد ان شخصا بقامته الجسدیة ومحدودیته فی عالم الامکان التکوینی المادی قد اخذ کل هذا المدى وصار له کل هذا الصدى من دون ان یکون متعدیا من اول النشأة والترعرع الى حین الارتحال والترفع ؟! فما هو سر قاسم سلیمانی اذن ؟ وما هی الممیزات التی جعلته متمیزا عن الکثیر من اقرانه وابناء جلدته وابناء بجدته یا ترى ؟. لا یمکن لنا ان نتحدث عن سر واحد لان کمون الاسرار فی شخصیة هذا المعطاء امر محتم ، وما ظهر من شخصیته وما سبظهر مع تقادم الایام وکرور الاعوام قلیل جدا ، لکننا نحاول فی هذه العجالة شد الرحال الى قبس من شخصیة هذا المعطاء وسبر غور بعض من جوانب دوره المکلل بالنجاح بل ادواره المکللة بالنجاح ، ولکن قبل ذلک لا بد من الوقوف عند نقطتین غایة فی الاهمیة وهی: النقطة الاولى : ان الشخصیة عبارة عن ذات ودور ، الشخصیة لها عظمة والدور له عظمة ، الشخصیة لها انعکاساتها على ما ومن حولها والدور له انعکاساته على ما ومن حول صاحب الدور ومع کل المتفاعلین مع هذا الدور ، احیانا یکون الدور اکبر من الشخصیة ، وذلک لان الدور المسند للشخصیة یکون اکبر من صاحب الشخصیة ، فهنا لا تکون المؤهلات والقابلیات واللیاقات عند صاحب هذه الشخصیة جدیرة بأن تضطلع بدور هو اکبر منها ، وهذا نشهده فی غیر واحد فی الحیاة ، وبعض الشخصیات التاریخیة او الحاضرة تصل الى مرحلة تقول فیها : الدور اکبر منی . الدور اعظم منی . انا لا اطیق لعب هذا الدور . وبعضهم یبکی امام سجانه حینما یسجن او امام قاتله حینما یراد اعدامه ویتضرع ویستجدی حیاته بمفعول رجعی قوامه : انا اخذت دورا اکبر منی. هناک بعض الشخصیات یکون الدور موازیا ومساویا لها ، فهی شخصیات تواجدت فی هذه الحیاة فقط لتقوم بدور مواز ومساو لشخصیتها ، فتلعب هذا الدور وتؤدیه حق التأدیة وتوفیه حق التوفیة وترحل ، فیذکر التاریخ او الحاضر او المستقبل الآتی ان فلانا قام بهذا الدور ، ویتسجل الدور باسمه عینا بعین ، وهناک شواهد کثیرة على ذلک بما لا مزید علیه ، الامر الجدیر بالاهتمام هنا ان هناک شخصیات تکون اعظم من ادوارها ، والادوار الشتى والمتعددة لا تحکی الا عن جزء من الشخصیة لا عن کل الشخصیة ، فی احیان کثیرة تکون الشخصیة مکتنفة للکثیر من المزایا الاقتدرایة الهدارة ومکتنزة للوفیر من الصفات العمالة والعلامة الا ان ظرف بروز هذه المکامن فی الشخصیة لم بسمح بظهورها ، وعندما یضطلع صاحب هذه الشخصیة بدور ما او بادوار فإنه یبهرنا بنجاحاته وبانجازاته الا اننا مع ذلک نفهم بوعی وبصیرة بان قدرات هذه الشخصیة وممیزاتها تشتمل على لیاقات ومؤهلات وقدرات وکفایات اعظم واکبر من الادوار التی لعبتها ، وان الادوار التی لعبتها هذه الشخصیة لم تحک الا عن جزء من هذه الشخصیة لا عن کل هذه الشخصیة .والقائد الحاج قاسم سلیمانی من هذا الطراز ، من طراز الشخصیة التی هی اکبر من دورها بل اکبر من ادوارها ، وما تکتنزه هذه الشخصیة وما تکتنفه مکامن اعظم بکثیر مما ظهر ، وانما ما ظهر کله لا یعدو کونه ملحظا من ملاحظ هذه الشخصیة وملمحا عنها. النقطة الثانیة: ان الشخصیة لا یتم توفیة حقها کلا او بعضا حال المعاصرة ولا حال ما بعد المعاصرة ، وانما یحتاج الباحث لتوفیة الشخصیة بعضا من حقها اثناء الحدیث عنها الى الابتعاد الزمنی عن عصر الشخصیة المبحوث عنها ، فابعاد الشخصیة تحتاج الى تماد فی الزمن للحدیث عنها بطریقة کافیة ووافیة من ناحیة الباحث ، وقد رأینا نحن على سبیل المثال ان الافلام السینمائیة او المسلسلات اذا رامت الحدیث عن شخصیة معاصرة فإن الکثیر من الاعتراضات تکون حاضرة بقوة عند الکثیر من معاریف هذه الشخصیة وانسابها واسبابها واحبابها ومن کان قریبا منها ، وذلک لان رؤیة الشخصیة مع المعاصرة لا تکون عادلة ، ولذلک تحتاج الشخصیة المبحوث عنها الى تصرم فترة زمنیة تکون صالحة للحدیث عن هذه الشخصیة او تلک . والان ناتی الى جواب عن سؤال : کیف کان دور القائد الشهید قاسم سلیمانی فی الدفاع عن العمق الاستراتیجی للثورة الاسلامیة فی ایران ؟ من المعلوم ان القائد الشهید قاسم سلیمانی کان ثوریا ومن الابناء الاوائل للثورة الاسلامیة فی ایران ، وهذا وان کان بدیهیا الا ان التذکیر به مهم ، لان هذه هی الهویة الحقیقیة للقائد سلیمانی ، ومن تکون له هویة ثوریة فهذا یعنی انه جعل لنفسه اساسا ومنطلقا لای دور وای تحرک وای مسار ، فلیس الامر ولید اندماج طارئ مع ظاهرة ثوریة او غیرها ، وانما الامر ولید محفزات ذاتیة نابعة من قعر الوجدان وقائمة على البرهان والعرفان والقران والولایة ، وهذه هی احدى اهم کبریات مشاکلنا مع الشخصیات التی قد تنحرف ، وسبب ذلک انها لا تملک هویة ذاتیة حقیقیة ناشئة من محفزات خاصة ، وانما هی عرضت على الظاهرة الثوریة او غیرها ، او انها انتسبت بالاصل لهذه الهویة الثوریة الا انها لم تختمر فیها هذه الهویة اختمارا کاملا مشبعا ولم تکن منطلقاتها ذاتیة من ناحیة الشوق والتوق ، ولهذا انحرفت بعد حین او کادت ، اما الشهید قاسم سلیمانی فقد اختمرت فیه هذه الهویة الثوریة بتمام ابعاد الاختمار واستمرت واتصلت بالشهادة ، فتمت کامل عملیة الانتماء للهویة الثوریة بنجاح ، وقد تسال لماذا تمت عملیة الانتماء للهویة الثوریة بنجاح ؟ والجواب او قریب من الجواب : هناک شخصیات تکون ثوریة وعندما تنجح الثورة قد یکون امتحانها قبل انتصار الثورة امر سهل التجاوز ، ولکن وبعد انتصار الثورة قد تفقد ذوبانها بالثورة وتءوب بانجازات الثورة ، فلا یکون للثورة کاصل وکاساس وکمنبع ای بقاء فی افق نفس هذه الشخصیة ، ولهذا تراه ینغمس بمجریات انجازات الثورة وربما یسقط فیها ، وهناک شخصیات تبقى ناجحة قبل انتصار الثورة وبعد انتصار الثورة ، وقبل معاینة الانجازات وبعد معاینة الانجازات لان الثورة فی افق نفسها ما زالت شجرتها قائمة ودائمة وثابتة وهی بحسب هذه الشخصیة المصنع الذی ینتج الانجازات ، وینبغی الحقاظ على المصنع للنه ینتج دائما بینما تذا فقدنا المصنع الثوری بحسب هذه الشخصیة قد تنتهی الانجازات وقد تتلاشى وقد تعیش المراوحة وفی هذا فشل ذریع ، والقائد الشهید قاسم سلیمانی ابقى شجرة الثورة فی افق نفسه وفی قعر وجدانه وبقی ذائبا فیها وکان یصنع الانجازات التابعة للثورة تلو الانجازات الا انها کان دائم التجرد عن الذوبان او الانغماس فیها ، وهذا هو اعظم سر من اسرار قدرة الشهید قاسم سلیمانی على الحفاظ على الثورة الاسلامیة وابقاء جذوتها وتراکم انجازاتها ونجاحاتها ، فما دامت الثورة باقیة فی دخیلة وولیجة قادة من امثال قاسم سلیمانی فإن عمق الثورة سیبقى ولن تتحول الى مجرد ظاهر ، واحسبه اعلى الله درجاته قد استفاد هذا الدرس العظیم من قدوته الامام امیر المؤمنین علیه السلام الذی استطاع ابقاء العمق الاسلامی والخمیرة الاسلامیة الاصلیة حاضرة لانه الاسلام الاصلی کان قائما بامیر المؤمنین علیه السلام بعد ارتحال الرسول الاعظم صلى الله علیه واله وسلم . یقول القائد الخامنىی حفظه الله فی لقاء مع أهالی مدینة قم المقدسة بتاریخ ٨/١/٢٠٢٠ حول هذه الهویة الثوریة للقائد سلیمانی وإبقاء جذوتها : « نقطة مهمة أخرى هی أنه لم یکن فی إطار القضایا الداخلیة فی البلد من أهل الأحزاب والأجنحة (السیاسیة) وما شاکل. تلک الأمور تتعلق غالباً بکفاحه ونشاطاته الإقلیمیة. لکنه کان ثوریّاً بشدة. الثّورة والنزعة الثوریة خطه الأحمر الحاسم. فلا یحاولنّ أیّ کان صرف الأنظار عن هذا الأمر. هذا هو واقعه. کان ذائباً فی الثّورة. والنزعة الثوریة خطه الأحمر. لم یکن مهتماً بعوالم التقسیمات إلى أحزاب متنوعة وأسماء مختلفة وفئات وتیارات شتى وما شابه. أما فی ما یخص عالم النزعة الثوریة ، فنعم یهتمّ. کان ملتزماً بالثّورة أشدّ الالتزام، ملتزماً بالخطّ المبارک النورانی للإمام الخمینی الراحل (رض) « . لاحظوا هذا الکلام من قائد یعرف احد ابرز جنوده المخلصین ! لقد کان الشهید قاسم سلیمانی یعتبر ان الثورة الاسلامیة هی سماء کل العکوس والمرایا فی الداخل ، وکان تدخله مشروطا ومنوطا بسلامة الثورة ودیمومتها وعدم ذلک ، ای انه لم بغادر الثورة ولو للحظة مهما کانت الخطوب الداخلیة جلیلة ومهمة طالما ان الثورة ستبقى سلیمة ، وکان مخیاله العام لا یتصور الا الثورة ومؤسسها الراحل وقائدها الحالی ، ولسان حاله العملی ولسان حراسته الفعلی للثورة : فلیحصل ما یشاء فما یهمنی ان تکون الثورة محروسة وقائدها بخیر . وما ذلک الا لان الثورة ان کانت محفوظة ومحروسة وقائدها بخیر فإن کل شیء سیکون على ما یرام . ولا تستغربوا اذا عرفتم ان کل ما یریده على المستوى الشخصی هو الشهادة فی سبیل الله عبر بوابة الجهاد فی سبیل الله الذی کان یخوض غماره غیر ٱبه بأی شیء قد یطرأ علیه جراء هذا التواجد المکثف فی الجبهات ، یقول السید القائد حفظه الله فی وصفه فی احد اللقاءات : “ فطوبى له ، طوبى له ، طوبى له ! لقد حقّق أمنیته . کان لدیه أمنیة . وکان یبکی من أجل أن یستشهد . فقد رحل العدید من رفاقه وکان مفجوعاً بهم، لکن لدیه شوق شدید للاستشهاد إلى حدٍّ یجعله یذرف الدموع. لقد حقّق أمنیته . أتمنى – إن شاء الله – أن تحقّقوا أمنیاتکم أیضاً، وأن نحقّق أمنیتنا أیضاً، وأسأل الله تعالى أن یعوّضکم عن هذا الفقدان “ . ان دور القائد الشهید قاسم سلیمانی الناجح والممیز فی حفظ العمق الاستراتیجی للثورة الاسلامیة وتراکم انجازاتها مرده الى عدة عوامل منها: - شخصیته الذاتیة ، شخصیته التی اشتملت على الاخلاص والصدق والعشق للجهاد والشهادة والشجاعة وباقی الصفات الهدارة ، ومنها : الثابتة الثوریة التی لا تتبدل ولا تتغیر کما اسلفنا . ومنها : الجهد المضاعف والمکثف الذی کان یاخذ منه کل جهد ، ودلیله التواجد فی الاستحقاقات التفصیلیة ولیس فقط فی الاستحقاقات الاجمالیة . ومنها : اعتباره عالم الجهاد وساحة القتال ساحة واحدة تتخطى جغراقیا ودیمغرافیا ایران ، فتواجده الشخصی والمباشر فی حرب تموز بلبنان عام ٢٠٠٦ میلادی ضد الصهاینة کان مدهشا ومذهلا للاصدقاء والاعداء ، ونحن فی لبنان فوجئنا جدا وانهمرت دموعنا عندما علمنا انه کان متواجدا . ومنها : تجرده من کل المکتسبات الثورة المادیة وذوبانه بمعنویاتها وروحانیاتها ووضع نفسه بمثابة الجندی المخلص ، وقد اوصى بان تکون لوحة قبره الشریف بهذا المضمون ، واحسبه انه کان لدیه تصورا تاما لقبره . ومنها : العیش اللحظوی فی الجبهات والمیادین ، فکان یعرف سر هؤلاء الرجال الذین کان یعیش معهم بحیث انه اذا غادر الى مکان اخر من سوح الجهاد کان یدرک تماما ما یمکن ان یقدمه هؤلاء الذین غادرهم ، وهذا امر مهم جدا جدا بالنسبة للقائد ونجاحه فی القیادة . ومنها : ان جمیع من تعامل معه بالداخل والخارج کان یعرف مدى شدته وعدم تهاونه بکل ما یخص حراسة الثورة او احتمال الاذیة لها ، ولهذا کانت الثورة فی مأمن . ومنها : شبکه وحبکه للعلاقات مع الشعوب اکثر منها مع الانظمة ، فکانت علاقته مع شعوب المناطق التی یزورها هی التی تجعله ناجحا مع قادتها ورموزها وحکوماتها . ومنها : مراعاة الجانب العلمی التخصصی فی مفاربة الصراع مع الاعداء وطرقه واسالیبه والیاته ووسائله . ومنها : الخلطة المعنویة الروحیة التی کان یضفیها مع الحرکة المادیة القتالیة العسکریة ، بحیث ان هذا الامر ترک تاثیرا بالغا عند کل من اقترب منه ، فلا تجد شخصا الا ویقول : قال لی کذا . حدثنی بکذا . اوصانی بکذا . ومنها : عدم التمایز مع التمیز ، فقد یکون الانسان متمایزا لکنه غیر ممیز ، لکن القائد الشهید سلیمانی وبالرغم من تمیزه الا انه لم یکن یتمایز عن احد . ومنها : فهم الجغرافیا والدیموغرافیا جیدا ، وکلما نعلم بأن فهم الجغرافیا فی الحروب التی خاضها الشهید قاسم سلیمانی کان له الاثر البالغ فی الحفاظ على العمق الاستراتیجی للثورة الاسلامیة ، وقد عانى حتى رموز الصحافة من موضوع الجغرافیا ، حتى ان احد رموز الصحافة والتحلیل السیاسی قال لی شخصیا ذات مرة : انا کل مشکلتی مع الجغرافیا . ومنها : اختیار الاسلحة المناسبة کما ونوعا وهذا بدیهی لکونه قائدا عسکریا . ومنها : الوقوف على الاحداث قبل وقوعها بدلالة منها ولیس امرا تنبؤیا والعیاذ بالله ، وقد نقل عنه انه کان یعرف بأن الامریکی والخلیجی متجه الى انشاء منظمة دینیة تکفیریة فی المنطقة قبل تکوین داعش وهذا ما حصل ، واکرر هذه المیزة لیست ولیدة تنبؤ غیبی وانما ولیدة فهم الملابسات والخطط الاستکباریة وطبیعة الجغرافیا والدیمغرافیا . ومنها : القدرة الهدارة على فک الحصارات ، وقد شهد الکثیر من المحاصرین کیف استطاع فک الحصار عنهم بفضل الله ومنه . ومنها : التعاطی مع المجاهدین وسکان المناطق المختلفة بعناوین اعتزازیة ، ای انه کان یشید بهم وببطولاتهم وصمودهم . ومنها : انتخاب القادة المیدانیین الذین یشبهونه فی الاخلاص والذکاء والجد والمثابرة . ومنها : هدفیة الجهاد ، فلم یکن یتحرک فی ای عمل ما وبأی مستوى کان من دون هدف وهو مرضاة الله المتعال . ومنها : اخلاصه لقائده الامام الخامنئی الذی یشید فیه دوما ، ویعتبر الجمهوریة الاسلامیة فی ایران محروسة طالما ان قائدها هو الامام الخامنئی . ان الشهید القائد قاسم سلیمانی استطاع ایصال عمق الثورة الاسلامیة المبارکة فی ایران الى عمق وجدان الشعوب الطامحة الى التحرر ، واستطاع على مدار عمره المبارک ان یرسی استراتیجیات الجمهوریة الاسلامیة فی مراسی النجاح وما على الذین اتوا بعده الا متابعة المسیرة لمراکمة النجاحات المستدامة حتى ظهور الامام المهدی عجل الله فرجه الشریف. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 587 تنزیل PDF: 134 |
||||