الثورة الإسلامیة ثورة تقدمیة وحضاریة مستمرة | ||||
PDF (969 K) | ||||
اعداد علی حسین مر٤٣ عاما علی انتصار الثورة الإسلامیة التی وصفها القاصی والدانی بانها کانت معجزة القرن العشرین ، ولاتزال معجزة تواصل طریقها ومسیرها نحو الهدف المنشود وهو بناء الحضارة الاسلامیة الحدیثة بقوة واقتدار تام ،ونحن اذ نقدم التهانی بمناسبة ذکری انتصار هذه الثورة الرائعة الی کل الاحرار و دعاة الحریة ، والمنصفین الباحثین عن العدالة فی العالم ، والمضطهدین ، والمسلمین ، وخاصة الشعب الإیرانی الثوری نشیر الی ان هذه الذکری واستمرار هذه الثورة تحمل معانی ورسائل مختلفة. ومن هذه المعانی والرسائل: ١- إن الثورة الإسلامیة رغم کل المؤامرات التی خططته لها القوى الشریرة فی العالم والضغوط الاقلیمیة الصعبة والضغوط الدولیة الواسعة الشدیدة والخطیرة والفتن المدمرة التی تعرضت لها خلال الثلاثة واربعین عاما الماضیة تمکنت من الصمود والخروج من جمیع التحدیات منتصرة مرفوعة الرأس ، وهذا ما یؤکد بان هذه الثورة تتمتع من جهة بقاعدة شعبیة کبیرة و من جهة اخرى وهی الاهم من کل شیء هی انها تحظى بالعنایة الالهیة اذ لولا هذه العنایة الإلهیة والامدادات الغیبیة خلال هذه الفترة من عمر الثورة ، لم یکن من الممکن مواجهة هذا الحجم الکبیر من التحدیات وإحباط کل المؤامرات وکل المشاریع الغربیة –الامیرکیة التی کان هدفها الاول والاخیر هو الاطاحة بالثورة الاسلامیة وابادتها کی لا تکون مانعا امام مخططاتهم ومشاریعهم الخبیثة فی العالم وخاصة فی منطقة الشرق الاوسط. والحقیقة ان عداء الاستکبار الغربی والانظمة الرجعیة العمیلة للثورة الإسلامیة والشعب الایرانی یؤکد بحد ذاته على أن الثورة الإسلامیة على حق ، وأن الشعب الإیرانی قادر على تحقیق النصر الإلهی. ٢-ان الثورة الإسلامیة ثورة تقدمیة، ذات أسس ومبادئ راسخة وقیم وأهداف إلهیة وإنسانیة سامیة. نابعة من عقیدة ومبدأ التوحید وانها لم ولن تتبع أی ثورة مادیة من ثورات عصرنا الراهن. فقد کان شعار الشعب الإیرانی خلال ایام الثورة الإسلامیة وخلال فترة النضال ضد النظام البائد هو شعار “لا شرقیة ولا غربیة، جمهوریة إسلامیة” وهو شعار حقیقی وأصیل. فالشعب الإیرانی قام بثورته على أساس الدین والإسلام. والإسلام دین کامل وشامل وتقدمی جاء من أجل سعادة البشر وهو افضل الادیان «الاسلام یعلو و لا یعلی علیه». ٣-ان الثورة الإسلامیة الى جانب انها ثورة تقدمیة هی ایضا ثورة ملهمة. حیث نرى الآن انه رغم الحجم الکبیر من المحاولات والجهود التی بذلتها وسائل الاعلام التضلیلیة الخبیثة لنظام الاستکبار وجبهة الغطرسة الصهیونیة العالمیة والرجعیة خلال اکثر من أربعة عقود من اجل تشویه الوجه الناصع للثورة الاسلامیة ، فان عدد کبیر من سکان العالم قد تأثروا بالثورة الاسلامیة ویعتبروها قدوة ومصدر الهام لهم.واذا القینا نظرة حکیمة وواقعیة على عالمنا الیوم، یمکننا وبوضوح رؤیة هذه التأثیرات فی مختلف ارجاء العالم من شرقه الى غربه. وخیر مثال على ذلک هو ظهور جبهة قویة وحاسمة یحسب لها ألف حساب فی منطقة غرب آسیا الأستراتیجیة. ومن النماذج الاخرى یمکن الاشارة الى ظهور حرکة مناهضة للرأسمالیة فی الغرب نفسه، وهذه الحرکة البدیعة ستجعل النظام الرأسمالی الغربی یواجه بلا شک تحدیات عدیدة فی العقود القادمة. ٤-ان الثورة الإسلامیة هی الثورة الوحیدة التی حافظت على مبادئها وقیمها ولم تتراجع خلال عمرها الشریف قید انملة عن أی من مبادئها. فقد احتفظت هذه الثورة بشعاراتها الرئیسیة، وواصلت مسیرتها فی الثبات على مواقفها ومواصلة إنجازاتها الرئیسیة، مثل الاستقلال والحریة والسیادة الشعبیة الدینیة المتمحورة حول ولایة الفقیه، ومقاومة الغطرسة العالمیة، ودعم المظلومین. ٥. أظهرت الثورة الإسلامیة خلال عمرها الشریف والمبارک أنها ثورة مستمرة ذات افق واسعة وان افکارها ومعنویاتها الثوریة لا تعرف الجمود والرکود ولایوجد فی قاموسها مصطلح تحت عنوان )النفق المسدود(. وکل من تحدث خلال هذه الفترة من عمر الثورة عن وصول الثورة ونظام الجمهوریة الإسلامیة إلى طریق مسدود، اتضح أنه هو الذی وصل إلى طریق مسدود ، أوانه لم یکن لدیه معرفة صحیحة عن الثورة الإسلامیة. ومن الآن فصاعدا سوف لن یکون ایضاً امام هذه الثورة ای عقبة او نفق مسدود فالشعب الإیرانی شعب یحمل ارادة فولاذیة قویة ومدهشة وهو باتباعه للولایةُ سیزیل کل العقبات التی تقف امام مسیرته الثوریة ، الواحدة تلو الأخرى. ٦- خلال الثلاثة وأربعین عاما الماضیة برهنت الثورة الإسلامیة بأنها جادة وقادرة على تحقیق تطلعاتها السامیة المتمثلة ببناء الحضارة الإسلامیة الحدیثة. فالجمهوریة الإسلامیة ، باعتبارها أهم إنجاز للثورة الإسلامیة وکذلک باعتبارها رائدة الفکر الثوری فی العقود الأربعة الماضیة ، لم تحافظ فقط على القیم والمبادیء الذاتیة والمعنویة للثورة ؛ بل تمکنت رغم کل المؤامرات والمخططات الامیرکیة- الغربیة –الصهیونیة والاقلیمیة ،ورغم کل القیود والحصار الاقتصادی التی فرضها نظام الهیمنة الاستعماری المستکبر ، من أن تحقق تقدمًا کبیرًا ، وأحیانًا مفاجئًا ومذهلًا فی کافة المجالات الصناعیة والزراعیة والفضائیة وبقیة المجالات العلمیة وخاصة الطبیة وصناعة وانتاج اللقاح الخاص بمرض الکورونا دلیل بسیط علی حجم التطور العلمی الهائل الذی بلغته الجمهوریة الإسلامیة خلال هذه الفترة. وفی الوقت الراهن نشاهد توافر العدید من البنى التحتیة الخاصة بالحضارة الإسلامیة داخل البلاد،فهناک تقدم علمی کبیر فی المجالات الاستراتیجیة ، کما ان هذا البلد اصبح یمتلک قوة دفاع رادعة وداعمة لحرکة الحضارة ضد أی تهدید عسکری خارجی ،کما اصبح له نفوذ وعمق استراتیجی فی المنطقة یمتد من جبال هیمالایا حتی السواحل الشرقیة للبحر الأبیض المتوسط وخلیج عدن والبحر الأحمر .کما ان ظهور الصحوة الاسلامیة فی العالم الإسلامی ، وبروز الحرکة المناهضة للرأسمالیة فی الغرب و...غیرها، کلها تشیر إلى حقیقة واقعیة وهو أن رایة الإسلام المحمدی الأصیل بنهجه الثوری وقیادة الشعب الإیرانی المتمسک بولایة الفقیه ،هی الرایة الخفاقة الوحیدة فی الألفیة الثالثة التی تدعی تامین السعادة للبشریة . وذلک لأن الاشتراکیة قد دخلت متحف التاریخ منذ عقود ، کما ان اللیبرالیة على وشک الانضمام إلى الاشتراکیة. ولم یعد هناک مکانا للمذاهب الفکریة الالتقاطیة الخادعة الاخری . وإن الإسلام وحده هو الذی ظهر مرة اخری من جدید کدین کامل وشامل مع انطلاق الثورة الإسلامیة فی أواخر القرن العشرین واسترعی انتباه العالم وجعل العالم یدرک ویفهم هذا الدین. من هنا کل شیء یشیر إلى أن الامور تسیر الی تحقق بعض تکهنات قائد الثورة الإسلامیة المعظم ، الذی قال: “ ان الإسلام سیفتتح کل المعاقل الرئیسیة للعالم “. نعم ، ان هذا المستقبل المرسوم امامنا هو نتیجة اتباع نهج الإمام الخمینی. والشعب إلایرانی بقیادة خلیفته الصالح عازم على مواصلة نهج الإمام الخمینی الراحل لتکمیل مسیرته . وقد صرح القائد المعظم للثورة بهذه الحقیقة قئلا:” ان نهجنا هو نهج الإمام وسنواصل هذا النهج بقوة”. ومما لاشک فیه أن الناتج النهائی لاستمرار منهج ومسار الثورة هو ظهور الحضارة الإسلامیة والحیاة الطیبة.
الثورة الإسلامیة ثورة تقدمیة، ذات أسس ومبادئ راسخة وقیم وأهداف إلهیة وإنسانیة سامیة. نابعة من عقیدة ومبدأ التوحید وانها لم ولن تتبع أی ثورة مادیة من ثورات عصرنا الراهن. فقد کان شعار الشعب الإیرانی خلال ایام الثورة الإسلامیة وخلال فترة النضال ضد النظام البائد هو شعار “لا شرقیة ولا غربیة، جمهوریة إسلامیة”.
إن الثورة الإسلامیة رغم کل المؤامرات التی خططته لها القوى الشریرة فی العالم والضغوط الاقلیمیة الصعبة والضغوط الدولیة الواسعة الشدیدة والخطیرة والفتن المدمرة التی تعرضت لها خلال الثلاثة واربعین عاما الماضیة تمکنت من الصمود والخروج من جمیع التحدیات منتصرة مرفوعة الرأس ، وهذا ما یؤکد بان هذه الثورة تتمتع من جهة بقاعدة شعبیة کبیرة و من جهة اخرى وهی الاهم من کل شیء هی انها تحظى بالعنایة الالهیة . الثورة الإسلامیة هی الثورة الوحیدة التی حافظت على مبادئها وقیمها ولم تتراجع خلال عمرها الشریف قید انملة عن أی من مبادئها. فقد احتفظت هذه الثورة بشعاراتها الرئیسیة، وواصلت مسیرتها فی الثبات على مواقفها ومواصلة إنجازاتها الرئیسیة، مثل الاستقلال والحریة والسیادة الشعبیة الدینیة المتمحورة حول ولایة الفقیه، ومقاومة الغطرسة العالمیة، ودعم المظلومین. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 584 تنزیل PDF: 153 |
||||