المقولات العملیة العشر لرسالة سماحة القائد المعنونة الخطوة الثانیة للثورة | ||||
PDF (1689 K) | ||||
![]() | ||||
فی رسالته التی حملت عنوان “ الخطوة الثانیة للثورة “ ، اوضح سماحة القائد الامام الخامنئی ان الثورة الاسلامیة ، وبعد انقضاء تجربة الاربعین عاماً ، انتقلت الى المرحلة التالیة من بناء الذات و بلورة المجتمع و الانشاء الحضاری . لافتاً الى ان الخطوة الثانیة ینبغی ان تکون فی اطار “ رؤیة النظام الاسلامی “ ، و فی ظل “ جهود وجهاد شباب ایران الاسلامیة “ ، أملاً فی تحقق الاهداف و التطلعات ببناء الحضارة الاسلامیة المعاصرة ، والاستعداد لشروق شمس الولایة العظمى ( ارواحنا لمَقدَمه الفداء( وفی هذا الصدد نشر الموقع الاعلامی لمکتب سماحة القائد KHAMENEI.IR ، سلسلة ابحاث ودراسات تحت عنوان “ ملف الخطوة الثانیة للثورة “ حاول من خلالها تناول ابعاد و جوانب هذه المرحلة . وفی هذا المقال یحاول الباحث سعید اشیری دراسة وتحلیل فحوى “ رسالة المرحلة التالیة للثورة “ والوقوف على ابعادها العملیة وتداعیاتها البنیویة والاجتماعیة . ( الخطوة الثانیة للثورة ) ـ کما جاء فی عنوانها الأول ـ على اتصال وثیق بنظم و تعزیز مبادىء و قیم المجتمع على أکثر من صعید. فمن جانب ذات تأثیر مباشر على البناء الاجتماعی و التحدیات الحقیقیة التی تواجه المجتمع حالیاً وفی المستقبل . ومن جانب آخر مستوحاة من تاریخ الثورة القریب و البعید ، آخذة بالاعتبار مقومات النسیج الاجتماعی . وفی ضوء ذلک فان تحلیل مقولات هذه الرسالة ومحاولة الوقوف على تداعیاتها على صعید الحاضر والمستقبل ، یحظى بالاهمیة و یتناغم مع قبول المجتمع واستیعابه لفحوى الرسالة . بعبارة أخرى ، یحاول المقال الاجابة عن تساؤلات تلقی الضوء على الطاقة الاستیعابیة للرسالة ، و إذا ما توافرت الظروف اللازمة لها التعرف على العقبات التی بوسعها تذلیلها ، والآفاق المستقبلیة التی ترسمها لنا. أولاً ـ التناغم الفکری و وحدة الامة تعتبر قضیة وحدة المسلمین واحدة من أکثر قضایا المجتمع الدینی استراتیجیة منذ صدر الاسلام وحتى یومنا هذا. وان باستطاعة “ الخطوة الثانیة “ ـ و ینبغی لها ذلک ـ أن تشکل مرجعاً ومنهجاً للتقارب و الانسجام الفکری بالنسبة للمجتمع على مختلف الاصعدة. ففی ظل القواسم المشترکة والتقاربات الفکریة التی تفضی الى التعاضد والتوحد فی مواجهة التهدیدات والمخاطرالتی تعصف بالمجتمع ، و فی ضوء المسار المتحقق ابتداءً من الفکرة و انتهاءً بالتوجه الاجتماعی ، تتعزز ترکیبة المجتمع و تزداد بنیة النظام و المجتمع الاسلامی استحکاماً یوما بعد آخر . کذلک یحتل التقارب والتعاضد دوراً بارزاً فی دوام قبول المجتمع لمبدأ ولایة الفقیه . و أن وصایا و توجیهات القائد تجد صداها بالوعی والتطبیق بنحو افضل دون شک فی مجتمع یتسم بالتقارب الفکری و الوحدة الاجتماعیة. علماً أن عمق التأثیر الواقعی لهذه الرسالة سواء على صعید المجتمع الایرانی، و غرب آسیا ، و العالم الاسلامی ، وجبهة المقاومة العالمیة ضد الاستکبار ، یلفت الانظارهو الآخر و یستدعی الاهتمام . ثانیاً ـ تعریف و وضوح اکثر ثمة ملاحظة هامة بالنسبة لمناهج البحث التی تتناول السبل و الاسالیب المنسجمة مع الموضوع الذی نحن بصدده . و مما یذکر بالنسبة للمسار المعقد والعاصف بالاحداث لبناء النظام و بلورة المجتمع الدینی ، اذا حصل احیاناً انتخاب غیر سلیم للاسالیب و السبل ، فان جانباً من ذلک ینبغی البحث عنه فی الوعی الخاطىء للقضایا الرئیسیة . و کما هو واضح ان رسالة الخطوة الثانیة للثورة تضع امامنا لائحة منسجمة و دقیقة و مفهومة للمواضیع الرئیسة و القضایا الاساسیة فی احاطة زمنیة بین الماضی و المستقبل . ففی هذه الرسالة تم استعراض و تعریف ابرز نقاط القوة ، و الاحاطة بالنواقص ، و الفرص ، و المخاطر التی تستهدف مجتمعنا . ثالثاً ـ الانسجام و النظم استکمالاً للنقطة اعلاه ، اننا فی هذه الرسالة لا نقف صرفاً امام لائحة القضایا و المفاهیم الرئیسة و البارزة للنظام الاسلامی . فالامر لا یعنی اننا امام مصطلحات هامة عملت الرسالة على تدوینها و فهرستها . بل بین مفاتیح الالفاظ الهامة ثمة ارتباط معنوی خاص ، و ان هذا الارتباط المعنوی مستوحى من مفاتیح الالفاظ الهامة بمثابة منظومة فکریة . الرسالة عبارة عن اطلالة واعیة و التفاته مدروسة و نص مکثف مستمد من مقومات المنظومة الفکریة للثورة الاسلامیة ، یشیر الى قوة المنظومة الفکریة لمدونها . کما ان الترجمة العملیة لهذه الرسالة هی على هذا النحو ایضاً ، حیث یمتلک الشعب و المسؤولون و النخب معرفة بمنظومة القضایا الرئیسیة للبلاد ، و بالتالی محاولة تجنب الحلول الجزئیة و الفئویة و غیر الاکادیمیة فی تحلیل القضایا الرئیسیة . ویجب ان لا ننسى ان المجتمع الایرانی کان على الدوام مدرکاً للظروف ، ویتعاطى مع الاحداث بوعی وحنکة فی مواسم الفتن و التحدیات ، و لعل اقرب الشواهد الى ذلک المسیرات الشعبیة الواعیة و الحاشدة التی شهدها یوم الثانی و العشرین من بهمن عام ١٣٩٧(١١شباط/٢٠٢٠)ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة . فاذا ما نظرنا الى هذا المستوى من الفهم والوعی الشعبی جنباً الى جنب مع الرؤیة المتقدمة للقضایا و المفاهیم الرئیسة و الاصلیة للنظام الاسلامی ، ندرک مدى اهمیة و عمق العمل الاجتماعی . رابعاً ـ اعتماد نظم الاولویات ما الذی یحظى باهمیة اکبر بالنسبة للمجتمع ؟ سؤال یحظ بالاهتمام على الدوام من قبل قیادة المجتمع و القاعدة معاً ، سواء کان بشکل واعی أو جانبی . فالجماهیر تبحث دائماً عما یحظى بالاهمیة ، کذلک المسؤولون و الحکام . و ان بنیویات المجتمع تهدف الى تأمین ما هو هام على الدوام . و تشکل مسألة الوقت عاملاً معقداً ، حیث نمتلک فرصاً و امکانات محدودة و الاحتیاجات و القضایا کثیرة و واسعة. و هنا تکتسب قضیة (الاختیار) موضوعیتها ، ومن الطبیعی ینبغی ان تستند الاختیارات الى (الاهم و المهم). و فی رسالة الخطوة الثانیة ، و حیث نقف فی مواجهة منظومة من ( الامور المهمة ) ، فان مثل هذه الملاحظة تعتبر فی غایة الاهمیة و ضرورة التعرف على قضایا المجتمع وتوجهاته الحضاریة ، و التعاطى مع قائمة هامة و مطولة من انواع القضایا و سبل الحل و میادین التحرک العام . و فی ضوء الحکمة الدینیة و العقلانیة الثوریة و التعاطی مع الاهداف الواقعیة ، نقف امام ( منظومة ) من ( شؤون النظام الهامة ) و عملیة البناء الحضاری الاسلامی . و فی الوقت الذی تقدم الرسالة تصوراً منطقیاً بالنسبة ( للامور الرئیسیة و الفرعیة) ، فانها تجیب ـ على الاقل ـ عن سؤالین حول نظم الاولویات : أ ) ما الذی ینبغی ان یحظى بالاهمیة و یعتبر اساسیاً بالنسبة لنا، فی الوقت الذی غفلنا عنه ؟ على سبیل المثال جاء فی جانب من هذه الرسالة : ( لقد قیل ان ایران تحتل المرتبة الاولى فی العالم من حیث الموارد الطبیعیة و الانسانیة التی لم تتم الاستفادة منها) . ولدى متابعة التقاریر التی تتحدث عن الجوانب التنفیذیة یتضح ان الاهتمام بهذا النوع من التقاریر و المؤشرات هو فی ادنى درجة من الاهمیة و قلما تتم الاشارة الیه فی خلفیة التقاریر الاکادیمیة المدروسة . ب ) ما هو الامر البارز والبنیوی الذی ینبغی ان یحظى بإهتما م أکبر ؟ من وجهة نظر سماحة القائد، ان النظام الاسلامی ( الذی ینتقل الآن الى المرحلة الثانیة من بناء الذات و بلورة المجتمع و البناء الحضاری ) (و ما ینبغی لصناع المستقبل أخذه بنظر الاعتبار، الایمان بانهم یعیشون فی بلد یعتبر نادراً فی موارده الطبیعیة و الانسانیة ) . و فی هذه الرسالة ثمة ملاحظات و مضامین من هذا النوع متعددة و کثیرة توحی لنا بمستقبل مشرق . خامساً ـ التثبت و الاستقامة الفحوى الرئیس لهذه الرسالة هو تأکید تطلعات الثورة الاسلامیة الاصلیة والبنیویة التی سبق الاعلان عنها . و بناء على ذلک الثورة الاسلامیة ( تقبل التجدید وهی ابعد من المواقف المنفعلة ) ، و انها ( لن تتخلى بأی حال من الاحوال عن مبادئها و قیمها التی تقترن ـ و لله الحمد ـ بالمعتقدات الدینیة لأبناء الشعب )، و ( تدافع عن التوجه الثوری للنظام حتى النهایة ) . ان هذه النصوص تلفت الى لزوم الاستقامة على الایمان فی الماضی و الحاضر و ارساء و استحکام الرؤیة الثوریة للنظام . سادساً ـ التنسیق و التواصل و الانسجام یمکن التعرف على المضامین و المحاور الموضوعیة للرسالة و الاحاطة بها ، من خلال الخلفیة التاریخیة لفکر الثورة الاسلامیة . فکل موضع من مواضع الرسالة نابع عن رؤى و توجهات صدرت على لسان سماحة القائد خلال السنوات الماضیة وحتى یومنا هذا . فمن وجهة نظر القارىء ، ینبغی النظر الى هذه الرسالة فی ضوء النصوص السابقة للثورة الاسلامیة و التمعن فیها جیداً . و من وجهة نظر الکاتب، الرسالة تلقی الضوء على انسجام االتوجهات الداخلیة للنظام و المنظومة الفکریة للمتحدث بها . بعبارة أخرى ، اذا ما نظرنا الى الرسالة بمثابة أساس و مبنى ، فلیس الامر بنحو نواجه تعارضاً فی المفهوم و المضمون بالنسبة لفکر ینتقل عن ظهر قلب بین افراد الامة الایرانیة ، بل ان خلفیة فکر سماحة القائد تؤکد على الدوام ان التوجهات و الرؤى السابقة انما تصب فی مسار تدریجی تکاملی لنظام فکری وصل الى ما هوعلیه الیوم عبر صیانة الأسس والمبادیء، ویعمل على تقدیم اطروحة جدیدة تتطلع الى مستقبل أفضل . سابعاً ـ الوعی و استیعاب الوقت تعمیق مقولة الزمان و فتح آفاق بعیدة المدى بالنسبة لحرکة المجتمع الحضاریة ، یمثل جانباً عملیاً آخر و هام لهذه الرسالة. ذلک ان عدم الاهتمام الواقعی بالاوضاع الحقیقیة المعاصرة وترسیم مستقبل یؤمن بـ (نحن نستطیع ) ، و شیوع الیأس و الاحباط وغیاب الأمل ، یمثل الوجه الآخر لتجاهل المستقبل و نسیانه . إذ ان المجتمع الذی یعقد آماله على بارقات أمل واسعة ، یعی مستقبله بشکل افضل و اکثر سمواً . و لهذا فان جانباً خاصاً من الرسالة یتمحور حول هذه العبارة الذهبیة : ( ان ما أقوله هو امل صادق یستند الى الواقعیات العینیة ) ، و الاهم من ذلک هو ان مسؤولیتنا هی الأخرى تستمد وجودها من هذه الملاحظة الاساسیة : (التخلص من الخوف ، و الثقة بالذات ، و الیأس من الآخرین . . انه جهادکم الاول و الاکثر اصالة و رسوخاً ) . ثامناً ـ الانموذج و القدوة کیف ینبغی متابعة السبیل لبلورة المجتمع والبناء الحضاری ؟ ان جانباً من الاجابة عن هذا التساؤل ینبغی النظرالیه فی ظل السمة البارزة للحضارة الاسلامیة المعاصرة : نمط الحیاة الاسلامیة . ان تحلیل کیفیة تحقق هذا الامر الهام فی ظل اجواء تتراوح بین التوجه الهادف والوجه النموذجی للمجتمع . و بالنسبة للهدفیة فان الکلام یتمحور حول الکمال المطلوب و الوضع المنشود الذی یتطلع الى بلوغه کل من الفرد و المجتمع ( و حتى التاریخ ) . أما بالنسبة للقدوة و متابعة الإنموذج و الأسوة ، و تحقق الوضع المنشود، فهو الذی یعمل على لفت انظار الفرد و المجتمع الیه . فاذا ما کنا نتحدث فی المجتمع باستمرار عن اهداف علیا بعیدة المنال ، فان مثل هذا من الطبیعی أن یکون له تأثیراً ما ، و لکن عندما نتحدث عن النموذج و القدوة یجب ان نعلم بأن القدوة یجب ان یکون واضحاً و خبیراً و موضع قبول المجتمع . و فی غیر ذلک سوف یقول افراد المجتمع : اذا أنا لا اعرف الاسوة و القدوة واجهل دوره ، فکیف یتسنى لی الاقتداء به فی الحیاة و التصرف على ضوء خطاه ؟ ان اهمیة هذه الرسالة و عملیتها تتجلى هنا ، إذ أنها لیست مجرد موضوعات مثالیة و هدفیة ، و إنما تلفت باستمرار الى الحقائق والعینیات ایضاً . تاسعاً ـ تحدید النواقص والنقد الثوری للوقوف على نواقص الثورة الاسلامیة ، لابد من اعتماد مبدأ ( الوجدان المؤمن بالاهداف ) محوراً للمعرفة . ذلک (ان الهوة بین الواقع و بین ما ینبغی فعله ، ألمت و تؤلم على الدوام الوجدان الذی آمن بالاهداف و یتطلع الى تحقیقها ) . و بالنسبة لاعتماد مبدأ التحلی بالعدالة فی نقد الماضی ، ورد هذا النص : أقول بکل صراحة ،ان ما تحقق حتى الآن بعید الى حد کبیر عما کنا نأمل به وکان ینبغی له أن یتحقق ). کذلک بالنسبة لإنتقاد الاجراءات التنفیذیة و الاقتصادیة ، یجب ان نأخذ بالاعتبار : ( الثورة الاسلامیة اوضحت لنا السبیل للتخلص من الاقتصاد الضعیف و التابع و الفاسد فی عصر الطاغوت ، غیر أن الاداء الضعیف جعل اقتصاد البلد یعانی من التحدیات على صعید الداخل و الخارج ) . والیوم و بعد مرور اربعین عاماً ( اعلموا انه لو لم یکن التجاهل لشعارات الثورة و الغفلة عن التیار الثوری فی اکثر من برهة من تاریخ الاربعین عاماً ــ الذی کان للأسف قد خلف اضراراً کبیرة ـ لاشک لکانت مکاسب الثورة و انجاازاتها اکثر مما تحقق بکثیر و لکانت البلاد خطت خطوات عملاقة على طریق تحقیق الاهداف الکبرى ، و لما کانت هناک الکثیر من المشکلات التی نعانی منها الیوم ) . عاشراً ـ الافکار و المقولات من الجوانب العملیة الهامة والملفتة لرسالة الخطوة الثانیة للثورة ، الانتقال فی التحرک من المعانی و التصورات الى المقولات . ذلک أن صیاغة الافکار عملیة تعمیم لمفهوم ما و معرفة ما بالاستفادة من البرمجة الاعلامیة المتواصلة و الدائمة ، بدافع تنمیة الافکار والتوجهات مقروناً بالشعور بالمسؤولیة و التزام المجتمع ، و عبر توجه نهائی یهدف الى تنامی الاعمال الصالحة داخل المجتمع . بعبارة أخرى ان صیاغة الافکار و المقولات الدینیة هی بمثابة عملیة تحقق اهداف التبلیغ الدینی و الاسلامی . المقولة عبارة عن وضع یمکن ان یکون لدى افراد المجتمع تفاهماً بشأنه ، و ان الظروف التی تحیط بها توجد نوعاً من التوافق ـ بشکل واعی او غیر واعی ـ بین افراد المجتمع ، بحیث یکون بمقدورهم تحدید معانی موحدة للاشیاء والوصول الى وعی مشترک بشأنها . بناء على ذلک فإذا لم تتوافرامکانیة الفهم المشترک داخل المجتمع ، فسوف ینتفی ای اقدام و حوار و تواصل على صعید المجتمع ، و لهذا ینبغی اعتبار المقولة و الافکار ( مدعاة للفهم و التفاهم داخل المجتمع ) . و بناء على ذلک فان التصور العام انما هو منطلق لتجسید مقولات المجتمع . والمقولة تعنی الوضعیة التی تجعل من خطاب ما (هدف ما ، معرفة ما ، الى غیر ذلک ) موضع تفاهم و قبول عامة الناس ، و یلتف الیها الناس و یهتمون بها . و لهذا مقولات المجتمع انما هی مفاهیم و معارف تصبح فی برهة ما موضع اهتمام المجتمع. رسالة الخطوة الثانیة للثورة ، بمثابة نصاً لقائد الثورة الذی یحتل رأس السلطة و یتمتع بالقوة و الاقتدار فی ادارة النظام الاسلامی . و مع الأخذ بالاعتبار الجانب العملی للتقارب الفکری ، و زیادة الوضوح و التعریف ، والتطلع لتحقیق المزید من الانسجام و ارساء النظم ، و اعطاء الاولویة للامور الاکثر اهمیة ، و تثبیت المعارف السابقة ، و التوصیة بالاستقامة ، و التذکیر بالرجوع الى ما سبق من مقولات ، و مواکبة متطلبات العصر ، و الاستغراق فی عملیة البناء الحضاری و التفکیر بالاسوة و القدوة بالنسبة لنظام المعرفة و نهج المجتمع و تطلعاته ، والمضی قدماً فی المسار التحولی للمجتمع ، وتوجیه النقد بمعاییر و منطلقات ثوریة ؛ کل ذلک یشکل جانباً من السمات العملیة للمقولات التی حفلت بها رسالة الخطوة الثانیة للثورة .
ان ( الخطوة الثانیة للثورة ) على اتصال وثیق بنظم و تعزیز مبادىء و قیم المجتمع على أکثر من صعید. فمن جانب ذات تأثیر مباشر على البناء الاجتماعی و التحدیات الحقیقیة التی تواجه المجتمع حالیاً وفی المستقبل . ومن جانب آخر مستوحاة من تاریخ الثورة القریب و البعید ، آخذة بالاعتبار مقومات النسیج الاجتماعی . وفی ضوء ذلک فان تحلیل مقولات هذه الرسالة ومحاولة الوقوف على تداعیاتها على صعید الحاضر والمستقبل ، یحظى بالاهمیة و یتناغم مع قبول المجتمع واستیعابه لفحوى الرسالة .
تعتبر قضیة وحدة المسلمین واحدة من أکثر قضایا المجتمع الدینی استراتیجیة منذ صدر الاسلام وحتى یومنا هذا. وان باستطاعة “ الخطوة الثانیة “ ـ و ینبغی لها ذلک ـ أن تشکل مرجعاً ومنهجاً للتقارب و الانسجام الفکری بالنسبة للمجتمع على مختلف الاصعدة. الرسالة عبارة عن اطلالة واعیة و التفاته مدروسة و نص مکثف مستمد من مقومات المنظومة الفکریة للثورة الاسلامیة ، یشیر الى قوة المنظومة الفکریة لمدونها. کما ان الترجمة العملیة لهذه الرسالة هی على هذا النحو ایضاً ، حیث یمتلک الشعب و المسؤولون و النخب معرفة بمنظومة القضایا الرئیسیة للبلاد. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 862 تنزیل PDF: 205 |
||||