الثورة الإسلامیة فی إیران مهد نورانی و ربیع زاخر | ||||
PDF (419 K) | ||||
![]() | ||||
الشیخ عبد اللطیف اللحاف باحث اسلامی من لبنان لقد شهدت مرحلة أواخر السبعینیات ظهور شخص تمیز بالحکمة و الصدق و الشجاعة والتدین کان همه الوحید نشر الإسلام و رفع الظلم عن الناس و إلغاء فکرة الحکم الملکی و إسقاط اهم عملاء أمریکا و الکیان الصهیونی فی الشرق الممثل بشاه إیران وفرض علیه التنحی عن السلطة التی ظل ممسک بزمامها لعقود، تحت ضغط الحراک الشعبی السلمی. هذا الرجل العظیم الذی أسس قواعد و نظم لتحریر الإنسان من العبودیة و نیل الحریة معتمداً على الإسلام و الثورة الحسینیة ،والذی عرف بمحطم جبروت واصنام هذا العصر انه المرجع الدینی الإمام السید روح الله الخمینی قدس سره. لا شک أن هناک أسبابا أخلاقیة وراء انتهاج الأسالیب السلمیة،حیث أن فکرته کانت قائمة على أن العصیان المدنی لیس خیارا أخلاقیا فحسب، بل ثبت أیضا أنه أکثر قوة وفعالیة بمراحل من جمیع أشکال الاحتجاج الأخرى فی تشکیل المشهد السیاسی العالمی. و بعد أن نتعمق فی تحلیل هذه الاحتجاجات الشعبیة التی انطلقت فی کل مدن إیران ، اثبتت أن فرص نجاح الحراک الشعبی السلمی أعلى من فرص نجاح الاحتجاج غیر السلمی فی تحقیق أهدافه بمقدار الضعف، وأن المشارکة الفعالة من السکان فی الاحتجاجات تضمن حصول تغییر سیاسی حقیقی. وإن الهدف الاول کان التمسک بحریة الإنسان و تحریره من التبعیة و العقلیة الجاهلیة، واقتناعاً بأفکار هذا الرجل العظیم خرجت جمیع طبقات هذا الشعب بمختلف دیاناتها و مذاهبها لنصرة الإمام الخمینی قدس سره. وربما یرى البعض بأن الثورة السلمیة لم تکن مقتنعة فی بدایة الأمر بأن الاحتجاجات السلمیة أکثر تأثیرا من النزاعات المسلحة فی معظم الحالات الا أن عشق الناس للإمام و تعلقهم بافکاره التحرریة و الثوریة الإسلامیة برهنت صوابیة طموحات مؤسسة الدولة الإیرانیة القویة القائمة على الأسس الصحیحة. لقد قاد الحراک السلمی إلى التغییر السیاسی بدلاً للاحتجاجات العنیفة المسلحة. وإن من أهم مظاهر هذه الثورة هو إتحاد کل طبقات المجتمع و الدور الأکبر کان فیها للطلبة الذین کانوا نواة الحرس الثوری الإیرانی و حماة الوطن وما ادهش العالم الوحدة بین المسلمین و بقیة الادیان و مختلف المذاهب لنهضة و نصرة هذه الثورة المبارکة . حیث ثبت إن ما من ثورة استقطبت فی عنفوانها هذه النسبة من السکان إلا ونجحت فی تحقیق أهدافها، ویطلق على هذه الظاهرة “بثورة الحرکة الطلابیة”ورغم أن شعوب العالم شعرت بالدهشة فی البدایة من هذه النتائج، والتی تمثلت بالمشارکة فی الاحتجاجات السلمیة التی لا تشترط القوة البدنیة، فلیس من الضروری أن تتمتع بصحة جیدة لتشارک فی إضراب، على سبیل المثال، بینما تعتمد الاحتجاجات العنیفة على الشباب الذین یتمتعون بقوة جسدیة. أن أخبار فعالیات الحراک السلمی تصل إلى عدد أکبر من الجمهور، لأنه من السهل الترویج لها على الملأ، بینما تعتمد الاحتجاجات العنیفة على عملیات سریة وتتطلب إمدادات من الأسلحة وقد لا یعرف عنها الشعب شیئا. والیوم و بعد ان اصبحت إیران دولة قویة اضحت العدید عدد من الجامعات العالمیة تدرس هذه الثورة و ابعادها الفکریة . فالحمد لله لوجود هذه الثورة التی إعادة للاسلام قوته . ومن نعم الله على هذه الثورة المبارکة وجود ولایة الفقیه المتمثلة بسماحة السید القائد علی الخامنئی دام ظله الشریف فهو الفقیه ـ الجامع لشروط التقلید و المرجعیة الدینیة ـ عن الامام المهدی ( عجل الله فرجه ) فی ما للامام ( علیه السلام ) من الصلاحیات و الاختیارات المفوضة الیه من قِبَل الله عز و جل عبر نبیه المصطفى ( صلى الله علیه و آله ) فی إدارة شؤون الامة و القیام بمهام الحکومة الاسلامیة . أن ولایة الفقیه هی الولایة المطلقة أو العامة ، غیر محدودة. و ببرکة السید القائد الذی غیر معادلات الردع ودعم الحرکات الثوریة فی وجه الدول الغاصبة لحقوق الشعوب وفی مقدمتها الکیان الغاصب الصهیونی حیث کان ولازال الداعم لهذه الثورة وقد اثبتت ولایة الفقیه انها المنزل الآمن لکل المستضعفین فی العالم و انه القائد الاعلى لهذه الحرکات الثوریة . | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 294 تنزیل PDF: 110 |
||||