الامام الخمینی ( قدس سره الشریف ) ثورة وفکر تجذرت من الطف وامتدت لتلاقی ظهور الامام الحجة علیه السلام وعجل الله فرجه الشریف | ||||
PDF (1807 K) | ||||
![]() | ||||
بقلم الکاتب قدوری عبد العامری جمهوریة العراق عندما یرید الکاتب المنصف ان یذکر الامام الخمینی ( قدس ) مبتعدا عن الموثرات التعصبیة العرقیة والفکریة والمذهبیة لایستطیع ان یخفی الواقع وحقیقة النضال والجهاد الذی اکتسبه الامام من انحداره النسبی الثوری والجهادی ورمزه فی التضحیة والده الذی قدم نفسه قربانا من اجل الحق والامر بالمعروف والنهی عن المنکر الذی رسم به طریقه فی اکثر الحقبات ظلاما واکثر الازمان تحدیا لبیضة الاسلام الذی حاربته الایدلوجیات بشتى انواع الحروب , کل الاحزاب وضعت الفکر الاسلامی هدفا یضربون من خلاله الاسلام برمته فکان الامام الخمینی فکرا بذاته وثورة تتخطى کل الصعاب فی زمن قل فیه الناصر , لم ینصفه احدا من العالم الاسلامی , حاربه المسلمون فی عقر دارهم عندما لجأ الیهم وکان من العراق نموذجا لهذا العداء وما تصرفت به الحکومة الکویتیة التی رفضت استقباله لاجئ , حیث لم تضع للاسلام اعتبارا فوق علاقاتها بقوى الاستکبار التی کانت تفرض هیمنتها السیاسیة والاقتصادیة وجعلت الکثیر من بلدان العالم عبیدا لها بشکل مباشر او غیر مباشر , کما کان لفلسطین خصوصیة واخذت من تفکیر الامام مأخذها , فقد اعتبر الامام تحریر القدس احد اهم اهدافه التی یسعى الى تحقیقها واوصى بها المسلمین بکل انحاء المعمورة ممن لازالوا یحتفظون بکرامة الاسلام وفکره الصحیح . فی صبای عاصرت التحرکات التی کانت فی خواتیم الثورة التی بدات فی عام ١٩٦٣ لتحقق اهدافها المنشودة عام ١٩٧٩ یعلن الامام الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة التی وضع اسسها ومنهاجها الفکری والاقتصادی وعلاقاتها السیاسیة بعیدا عن الارتماء بأحضان قوى الاستکبار التی تضع فی اولویات نجاح ای ثورة فی العالم مد اذرع الشر لانتزاع اهداف الثورة التی سعت الى تحقیقها وافراغها من محتواها , من ذکریاتی مع ثورة الامام الخمینی ( قدس ) کنت فی الخامسة عشر من العمر فی بیئة ریفیة وکانت عائلتی من المتعلمین الذین یمیزون بین الحق والباطل , کنت اسمع اعمامی وهم یسمعون الاخبار فی جهاز رادیو صغیر , یضطرون الى وضعه على اذانهم کی لاتسمع الاذان التی تسعى لتخریب الفکر وتسویس الذهن باتجاه مصالحهم , المثقف کان یتابع ویتامل خیرا لان الثورة الاسلامیة التی قادها الامام لم تکن ولیدة صدفة وانما امر مخطط له , اهدافه واضحة المعالم , کان تاسیس دولة العدل الذی امتدت افکارها من ثورة الامام الحسین علیه السلام حیث اعتبره الامام الخمینی دلیله واخذ العبرة من ثورة الامام الحسین لیضحی بابنه السید الشهید مصطفى الخمینی شابا وکان محتسبا عند الله متاسیا بسید الشهداء عندما قدم ابناءه لیخطوا بدمهم الطاهر طریق الحریة التی لم یعرف معناه الا من جعل من الاحرار عنوانا لقیامه وثورته . بعد هذه المقدمة التی لم تفی ولم تحط بهذه الشخصیة الا القلیل من عطائها نذهب الى ما عبر عنها مفکروا العالم الغربی وبماذا وصفوا الامام الخمینی ( قدس ) لقد کان لظهور الإمام الخمینی (قدس) على مسرح السیاسة الدولیة قبل نجاح الثورة الإسلامیة بقلیل اثر الصدمة فی الوجدان الغربی، سواء على الصعید الرسمی أو الشعبی، فقد أدهشهم أن یروا رجلاً یخرج من مؤسسة علمیة عریقة کانوا یعتبرونها معقلاً من معاقل الجمود والغرق فی الأجواء العلمیة والروحیة ، یقود ثورة عظیمة ویؤسس دولة عصریة تقوم على أساس أحکام الإسلام وتخاطب الغرب لیس من موقع الند فحسب ، بل من موقع من یحمل رسالة ذات اعتمادات کونیة. وما برحت وسائل الإعلام الغربیة تصفه تارة بأنه ( هزّ العالم ) وأخرى بأنه غیّر مجرى التاریخ، وإن الثورة التی قادها تعتبر إلى جانب الثورتین الفرنسیة والبلشفیة، أهم ثلاث ثورات رسمت المسار السیاسی للعصر الحدیث وصبغت معالمه الحضاریة. إضافة إلى ذلک یوجد کتاب باللغة الانکلیزیة یتضمن أهم الأفکار والمفاهیم السیاسیة والعرفانیة والجهادیة للإمام الخمینی ( قدس ) صدر عام ١٩٨١ فی الولایات المتحدة ویحمل اسم (الإسلام والثورة، کتابات وبیانات الإمام الخمینی )، وفی هذا الکتاب یترجم حامد الغار أهم خطابات الإمام وبیاناته، وکذلک الکتابات الأخلاقیة والعرفانیة للإمام ( کالجهاد الأکبر ) , وأیضاً کتاب (الحکومة الإسلامیة) ویعتبر کتاب حامد الغار أهم مصدر عن أفکار الإمام الخمینی فی الغرب، والیه یرجع الباحثون عند التحدث عن الإمام أو الثورة الإسلامیة. رکز بروس مزلیش على العوامل التی کان لها تأثیر کبیر على شخصیة الإمام الخمینی، وأول هذه العوامل ما یسمیه ( الغرام العائلی ) أی أنّ الإمام وهو سلیل عترة النبی( ص) ، له علاقة عاطفیة جارفة بأهل البیت (ع) ، بأن ما تعرضوا له من إقصاء عن حقهم والظلم الذی لاقوه وخاصة شهادة الإمامین علی والحسین(علیهما السلام ) ، کل هذه الأمور کان لها دور حاسم فی صیاغة شخصیته وبنائه النفسی ویضیف : أنّ هذه المسألة ، إضافة إلى الخلفیة العرفانیة للإمام، تعطیانه شعوراً بالصواب المطلق والحق المطلق، وإن مشربه العرفانی هذا بالذات یعطیه طاقة روحیة کبیرة تساعده على مواجهة الأعداء ومصاعب الحیاة ،ویختم مزلیش بحثه بالقول أن الإمام الخمینی هو ( سید اختیار اللحظة المناسبة للقیام بعمل سیاسی ما، وان الثورة الإسلامیة وراءها ( ثورة مخفیة ) یقودها الإمام لجعل الإسلام یقود العالم ) . وماقاله الکاتب روبن وودزورث کارلسن: (مکثنا هناک قرابة ٤٥ دقیقة قبل أن تظهر علامات تشیر إلى أن الإمام على وشک الدخول علینا، کانت الإشارة واضحة ، لقد دخل من الباب عدد من العلماء المعممین وأخطروا رجل الدین الذی کان بالانتظار على المنصة أنّ الرئیس الأعلى والقائد الإمام فی طریقه إلینا، وحین ظهر الإمام الخمینی عند مدخل المنصة قفز الجمیع ناهضین مهللین: خمینی.. خمینی.. خمینی.. فی صوت واحد ینبض بفرح، ویشید بتقدیر ما شهدت أسمى منه یؤدى لمخلوق آخر..! وبدا کل حاضر وقد فاجأته موجة غامرة دافقة من الحب والتردد.. وکأنی بهم یعلنون من أعماق قلوبهم فی تأکید مطلق ویقین أنهم یجلون ویکرمون من هو أهل له عند الله.. حقاً استطیع القول أنّ انفجار النشوة والعظمة الذی حُیّی به الإمام لم یکن فی ذاته رد فعل یعکس ما فی أذهان الجماهیر عن الإمام فحسب.. بل کان فیضاً طبیعیاً من التسبیح والحمد والابتهال أطلقه شخصیة هذا الرجل الغامرة وفخامتها التی لا تقاوم.. وما إن فتح الباب له أحسست بإعصار من الطاقة یتدفق خلال الباب ، وفی عباءته البنیة اللون.. وعمامته السوداء.. ولحیته البیضاء، رمق کل جزء بالمبنى، وجذب کل الأنظار إلیه، وشعرت کأننا تضاءلنا جمیعاً فی حضرته حتى کأنه لم یبق فی القاعة شیء سواه، لقد کان کتلة من النور دافقة نفذت إلى بصیرة کل حاضر ومشاعره ) . ویضیف قائلاً: ( لقد کان إعصاراً، ولکن ما أن یستقر بصرک حتى تدرک للتوّ أنّ هناک مرکز سکون مطلق داخل هذا الإعصار، فبینما هو حاد حازم ومسیطر، تجده أیضاً هادئاً ومنصتاً.. لقد کان فی داخله شیء راسخ وثابت.. ذلک الشیء الثابت هو ذاک الشیء ذاته الذی حرک دولة إیران برمتها، أهذا إنسان عادی؟! حقیقة الأمر أنی قابلت عدداً ممن یقال عنهم أنهم قدّیسون کالدالای لاما مثلاً، والرهبان البوذیین والحکماء الهنود.. فما وجدت لأحد ذاتاً تضاهی ذات الخمینی بحضورها المزود بطاقة عجیبة من النشوة، فقد بات جلیاً لکل من یعی ویرى أن لا شائبة على کمال الخمینی وأمانته.. ولا على ما یزعمه شعبه من أن الخمینی قد اجتاز ذاتیة الإنسان.. عادیة کانت أو غیر عادیة.. وان ذاته استقرت فی شیء من کمال مطلق لا قید له.. وحامل هذا القدر من الکمال فی الهواء.. حتى حرکة جسمه وحرکة یدیه کانت تعبیراً عن هذا الکمال ) . یبدأ الکاتب مایکل کیمل بالقول : إنّ الثورة فی إیران مثلت لغزاً للمحللین السیاسیین والاجتماعیین، فمع أنها بدت مناهضة للإمبریالیة وخصوصاً أمیرکا، فقد کانت لا تقل عداء للاتحاد السوفیتی والاستراتیجیات الاشتراکیة فی السیاسة والاقتصاد، ومع أنها بدت ثورة شعبیة تعتمد على تعبئة الناس، حیث شملت ربما أکبر التظاهرات الاجتماعیة التی عرفها التاریخ البشری ( أکثر من ملیونی متظاهر فی طهران وحدها ، وملایین أخرى فی غیرها من المدن ) ، فإن اغلب المشارکین فیها کانوا من سکان المدن، على عکس نمط ثورات العالم الثالث التی یشکل الفلاحون وسکان الأریاف بشکل عام عنصرها الأساس. وما زاد الوضع تعقیداً ـ یضیف کیمل ـ شخصیة الإمام الخمینی التی کان لها دور حاسم فی نجاح الثورة وفی مسار الدولة الجدیدة. شکّلت الثورة الإسلامیةُ فی إیرانَ منعطفاً بارزاً فی التاریخِ المعاصر، کما شکّلت شخصیةُ الإمامِ الخمینی(قدس) نموذجاً فریداً للمصلحِ أو الثائرِ، نظراً للصفاتِ الجلیلةِ التی اتسمت به شخصیته ، على المستوى الشخصیِّ أو القیادی . وقبل الدخول إلى صلب الموضوع أشیر إلى رأی الإمام الخمینی فی الثورة الإسلامیة، إذ یعتبرها امتداداً واستمراراً لنهضة الأنبیاء (علیهم السلام ) الذین عملوا على خطین متکاملین لإصلاح المسیرة الإنسانیة : خط إرساء مبادئ التوحید، وخط إحلال العدالة الاجتماعیة بالتحرر من نیر الظالمین، فیقول الإمام الخمینی (قدس): (( إن مبدأ التوحید یعلمنا أنه یجب على الإنسان أن یخضع للذات الإلهیة الحقة فقط وأن لا یطیع أی إنسان إلا أن تکون طاعته طاعة الخالق )) . فمن هذا المنطلق الرسالی انبرى الإمام الراحل فی مقارعة النظام الشاهنشاهی الذی عمل على تغریب المجتمع الإیرانی ، وحاول طمس هویته الإسلامیة ، ورهن مقدرات البلاد الاقتصادیة للمستعمر، وربط قراراته السیاسیة والمصیریة بفلک السیاسة الأمیرکیة، ثم عاد الإمام الخمینی وعاد الإنسان المسلم إلى إسلامه الحضاری. تزخر خطب الإمام الخمینی وکتاباته وأقواله بالکلمات والعبارات القرآنیة التی دبت فیها الحیاة مجدداً فی هذا العصر . فقد کان همـُّه إخراج القرآن الکریم لینبعث من جدید فی الحیاة الیومیة على کافة المستویات، واللافت فی خطاباته کلمات لم تکن مألوفة من قبل فی قاموس السیاسیین الإسلامیین، مثل: الشیطان الأکبر، والطواغیت، والاستکبار، والاستضعاف، إلى غیرها من الکلمات التی شکّلت کل منها موقفاً بحد ذاته . والبحث هنا عن الاستکبار والاستضعاف والصراع بینهما، أو الأصح بین المستکبرین والمستضعفین والصراع بینهما بحسب رأی الإمام (قدس سره ): للاستکبار صور ودرجات تظهر بحسب موقع المستکبر فی الخریطة العالمیة والمحلیة، وکذلک الحال بالنسبة إلى المستضعفین ومکامن ضعفهم وقوتهم. إن الصراع بین المستکبرین والمستضعفین صراع دائم بدوام الحیاة. قال الإمام الخمینی (قدس سره ): (( کان المستضعفون طوال التاریخ إلى جانب الأنبیاء وأوقفوا المستکبرین عند حدهم )) . ورأى إن الاستکبار فی العصر الحدیث یتمثل بأمیرکا بشکل أساسی، والاتحاد السوفیتی قبل سقوطه، والأیادی العمیلة المحلیة لکلیهما. فنبّه فی خطبه وبیاناته أن أمیرکا هی العدو الأول للشعوب المستضعفة فسماها الشیطان الأکبر، منطلقاً فی هذا لا من عقدة نفسیة اتجاه أمیرکا، بل من السیاسة السلطویة الأمیرکیة تجاه الدول المستضعفة، ولا سیما الدول الإسلامیة، تلک السیاسة التی خلّفت مآسٍ ومشاکل متفاقمة، أدخلت الشعوب المستضعفة ودولها فی دوامة العجز الاقتصادی والمشاکل الاجتماعیة والهزات السیاسیة التی لا تنتهی فصولها، ولذلک قال رحمه الله: (( أمیرکا هی العدو الأول للشعوب المستضعفة )) ، وذلک بسبب سیاستها کما أسلفنا، فکان ینبّه دوماً لمخططات الاستکبار فی الاستیلاء على مقدرات الدول والشعوب المستضعفة، و یحثهم على مقارعة الاستکبار بما أمکن من الوسائل، وعلى التحرر من تبعات الصلة به، ومن هیمنته على المستوى السیاسی والاقتصادی والاجتماعی والثقافی، ومن جملة ما قاله الإمام فی هذا الصـدد: ((أوصی الشعوب الشریفة المظلومة والشعب الإیرانی العزیز أن لا یحیدوا عن الطریق المستقیم الذی لا یرتبط بالغرب الکافر الظالم ولا بالشرق الملحد، وأن یظلوا على الصراط المستقیم... بثبات وعزم، وأن لا یدعوا الأیادی الخبیثة لعملاء القوى الکبرى فی الخارج أو الداخل الذین هم أسوأ من الأجانب تزعزع إیمانهم وإرادتهم الصلبة )) . وإذا مظهر الاستکبار جلیاً على مستوى السیاسة والاقتصاد فإن الإمام أولى المستوى الثقافی أو الجانب الثقافی من الاستکبار اهتماماً کبیراً لمحاربته، ذلک لأن الغزو الثقافی، ولا سیما عبر وسائل الإعلام، یعمل على تدمیر بنیة المجتمع الثقافیة، وما یستتبع ذلک من إتباع تقالید الغربیین وعاداتهم فی المأکل والمشرب والملبس وأسالیب الحیاة کافة، إذ یتوهم المتغرّبون أن الأخذ بتکنولوجیا الغرب یلزم محاکاة العادات الاجتماعیة المتبعة عندهم . ویمتد الاستکبار لیشمل بعض مناهج وطرق التفکیر عند عدد من علماء الغرب، فوجود روح الاستکبار أو روح العنصریة فی بعض جوانب الثقافة الغربیة بارزة للعیان، فهی موجودة فی أفکار کثیر من علمائهم أمثال نیتشه وهیجل وکانت وفروید وزیغفرید وأرنست أرنان الذی یقول: أن الغربی بطبیعته رب عمل والشرقی عامل ! وقد وعى الإمام الخمینی أهمیة الثقافة فی بناء المجتمعات أو فی هدمها، فقال: ((مما لاشک فیه أن ثقافة أی مجتمع تــُعد أهم وأعظم عنصر یؤثر بشکل أساسی فی کیان ذلک المجتمع، وأساساً فإن ثقافة أی مجتمع إنما تشکل هویة ووجود ذلک المجتمع، وإن الانحراف الثقافی یؤدی إلى خواء ذلک المجتمع وشعوره بالفراغ، على الرغم من أنه قد یکون قویاً ومقتدراً فی المجال الاقتصادی والسیاسی والصناعی والعسکری )) . أن الاستکبار العالمی یتمثل الیوم بالغرب کقوة سیاسیة واقتصادیة تعمل على نهب ثرواتنا وممتلکاتنا وأراضینا المحتلة، فی ظل شعارات براقة وجوفاء بلا روح مُمِدّة للحیاة کالدیمقراطیة وحقوق الإنسان ومحاربة الشر واستتباب الأمن وإنقاذ الشعوب وفتح أبواب الحریة و… واکبر دلیل على عدم تطابق الشعارات ومعانیها الحقیقیة ما یحصل فی بلداننا الإسلامیة الأصیلة من نهب وقتل وهدم للبیوت وإهانة المقدسات، وتعذیب السجناء فی السجون بأبشع أنواع التعذیب الجسدی والنفسی، وسکوت العالم الغربی دولاً وشعوباً بل ومساندتهم للمعتدی أحیاناً، وتعتبر کل هذه التحدیات حقاً مشروعاً فی طریق توعیة الشعوب المستضعفة وإرجاع حقوقها المستلبة، وکل من یطالب بوقف العملیات الإجرامیة، فهو بعید عن معرفة هذه الشعارات ومعانیها الحقیقیة، وترتکب هذه الجنایات فی البلدان الإسلامیة على مسمع ومرأى کل الدول الغربیة، وعلى رأسها أمیرکا، التی تدعم وتباشر بکل ما یحصل فی بعض البلاد الإسلامیة، فإذا کان الإمام قد رکز على الاستکبار العالمی المتمثل بالغرب. فإنه لم یغفل عن المستکبرین فی الشرق وداخل الدول المستضعفة ذاتها، وربما بین أفرادها. والمستضعفون کما رأینا، هم الشعوب والجماعات والأمم والدول والأفراد الذین، هم عرضة لأطماع المستکبرین، وهذا یعنی أنه قد صنّف العالم إلى عالم مستکبر وآخر مستضعف، دون خصوصیة الجغرافیا والحضارة، مع تأکیده على أن أمیرکا تمثل الاستکبار العالمی، وذلک للجرائم الظاهرة والخفیة التی تقترفها بحق الشعوب المستضعفة. رکز الامام الخمینی ( قدس سره ) على القضیة الفلسطینیة واعتبرها عنوانا للجهاد والنضال ضد قوى الاستکبار وان مظلومیة الشعب الفلسطینی نموذجا حیا للشعوب المستضعفة على وجه المعمورة وان المطالبة بحقوق المظلومین تبأ من القدس الشریف حیث وضع الامام اول اولویاته هو تحریر القدس من دنس العصابات الصهیونیة التی دنست ارض الانبیاء وکثیرا ما کان یاخذ فی خطاباته نموذجا للنضال والتحدی والجهاد وارخاص الارواح شعب فلسطین الحر المجاهد . ان ماجاء به الامام الخمینی من افکار بات واضحا خلال السنوات القلیلة الماضیة حیث بدات قوى الاستکبار تمد اذرعها الخبیثة نحو العالم الحر من اجل السیطرة على الشعوب الحرة والسیطرة علیها وماقامت به من تحدیات واضحة بسیطرتها على دول الجوار للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ومحاولة التقرب الى حدودها متوهمة بانها تستطیع ان تطمس منجزات ثورة درسها الامام الخمینی ( قدس سره ) ووضع منهجها لیس لسنوات قلیلة وانما ستمتد الى اجیال مادامت هی فیض من عطاء روح الله وولی امره الامام المهدی المنتظر . ان اذرع الشیطان بدات تتوجه بایدی اسلامیة کی تحاول کسب ود العالم والاساءة الواضحة من خلال انتهاج بعض المسلمین لفکر ابن تیمیة الممزق لفکر الاسلام وعبدالوهاب الذی اعتمد افکار مستر همفر . لکن مع الفکر الاسلامی الرصین الذی وضع منهاجه الامام الخمینی ( قدس سره ) لن یعطی مفتاح الباب الموصد فی حب اهل البیت علیهم السلام والذی اعتبر ثورة الامام الخمینی امتدادا لثورة ابا الاحرار الامام الحسین علیه السلام . فسلام علیه یوم ولد ویوم قاد الثورة مدافعا عن حقوق المستضعفین ویوم رحل الى الله محتسبا ویوم یبعث حیا . | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 226 تنزیل PDF: 90 |
||||