“نحن قادرون” شعار الإمام وجد طریقه بین شعوب المنطقة | ||||
PDF (598 K) | ||||
الأحداث التی تجری فی المنطقة تعید إلى الواجهة تطلعات ورؤى الامام الراحل روح الله الموسوی الخمینی، هذه الثوابت التی أطلقها الإمام قبل عقود لا تزال إلى الیوم مرجعیة فی نضالات الشعوب فی غرب آسیا والعالم، کأیقونة ونموذج وطریق للخلاص، لیس فقط من سطوة حکّام أثبتوا فشلهم فی إدارة شؤون بلادهم، بل من الغطرسة الأمیرکیة التی أمعنت التنکیل والاستغلال لمقدرات هذه الشعوب ورعت “وجه الشر” فی العالم “إسرائیل”، تلک الرؤى التی عمل الإمام على ترسیخها بثورة غیّرت وجه إیران والمنطقة. بعد ما خبرت الشعوب العربیة نموذجًا من الثورات المضللة فیما سمیَّ “الربیع العربی”، ورزحت تحت نیر الأنظمة الاستبدادیة لعقود، بدأت تتبنى رؤى الامام وأفکاره، خاصة بعدما فرضت الجمهوریة الإسلامیة فی إیران نفسها على الساحة العالمیة منتزعةً حق تقریر مصیرها وخیاراتها وهویتها من بین انیاب “الشیطان الأکبر” کما سمّاها الإمام الخمینی. رسّخ السید الإمام مجموعة من المفاهیم على مختلف الصعد السیاسیة والجهادیة الثوریة، من کیفیة تطویع الظروف السیاسیة لإشعال فتیل الثورة، إلى دور الشباب الأساسی فی ذلک، إضافة للاستفادة من إنجازات هذا الاستحقاق لبناء نظام مؤسساتی قادر، وطریقة الانتقال إلى نظام آخر جدید یخدم تطلعات هذه الشعوب ویمثّل خیاراتهم السیاسیة والعقائدیة التی یؤمنون بها، لا تلک التی کانت قد فُرضت علیهم، خاصة تلک المتعلقة باتفاقیات التطبیع.الیوم وبعد ٣٣ عامًا على رحیل الامام الخمینی، وما رافق هذه السنوات من تحدیات، بات من الواضح ان الشعوب فی العالمین العربی والإسلامی قد تلقفوا الرکائز الأساسیة لحرکة النهضة الثوریة من بینها: نحن قادرون: هذا الشعار الذی أطلقه ورسّخه الإمام الخمینی بقوة فی إیران، وأثمرت نتائجه بوصول محور المقاومة إلى ما هو علیه الیوم، والقدرة المتعاظمة التی بات یمتلکها على کافة الصعد والمستویات، من القوة العسکریة، إلى التلاحم السیاسی ووحدة الموقف، وصولًا إلى التنسیق الأمنی والتبادل الثقافی، ولیس آخرًا نصرة الشعوب لبعضها البعض ضمن إطار “الواجب المقدس”، حتى أصبحت متکاملة تجمعها وحدة المصیر والأهداف والانتماء، ولعل الحروب الأخیرة التی خاضها هذا المحور خیر دلیل على ذلک، من حرب ٢٠٠٦ فی لبنان، إلى حرب ٢٠١١ فی سوریا، وصولًا لمعرکة “سیف القدس” فی قطاع غزة. لقد استطاع الإمام أن یرسم مستقبل هذه المنطقة، حتى باتت کل شعوب العالم تثق بقادة هذه الحرکات المقاومة أکثر من ثقتها بقیاداتها، وبدأت تحتسب عمر “إسرائیل” الذی بات یأخذ “منحى انحداری” کما عبّر الإمام السید علی الخامنئی. الثقة بقدرة الشعوب على التغییر: آمن الإمام بقدرة الشعوب على التغییر، بل على وعیها وإدراکها لضرورة حصوله، ففی عام ١٩٦٣ خاطب الإمام الشاه البهلوی من المدرسة الفیضیّة فی مدینة قم بالقول: “إن فعلت کذا وأکملت على هذا المنوال: فسأطلب من الشعب الإیرانیّ أن یطردک من إیران”. الرجل الذی لا یملک سلاحًا ولا عتادًا ولا دعمًا دولیًّا کان یعوّل على قدرة الشعب ووعیه ومقدراته، ویذکر هنا رد الإمام على سؤال الشاه بمن ستحاربنی؟: “سأحاربک بالذین یلعبون فی أزقّة الشوارع”. بهذا لم یکن الإمام روح الله مستفیدًا من غضب الناس وحرکتهم الاحتجاجیة، بل کان صانعًا لهذه الحرکة، وقد رسّخ نظریته التی تعتمد على “الإیمان بدور الشعب فی تحقیق هذا التحوّل”. بالنسبة للشعوب العربیة خاصة، لم تخبر هذا النوع من التآلف بین من یصل إلى مرکز صناعة القرار وبقیة الناس، وهو الأمر الذی أدرکته الشعوب العربیة جیدًا وبدأت تنظر إلیه نظرة مختلفة. الطبقة الحاکمة والفساد: إطلاع شعوب العالم، والشعوب العربیة فی المنطقة بشکل خاص على شخصیة الإمام الخمینی جعل من إطار الوعی عندها یتسع أکثر لفکرة المقارنة، ما بین النماذج الحاکمة التی لا تقل ثروتها عن مئات ملیارات الدولارات فی حساباتها الشخصیة، استولت علیها من مال ومقدرات الدولة، وبین قائد للثورة، کانت تطرح عنه دوما أسئلة من قبیل: کیف عاش الإمام؟ ماذا کان یملک؟ أی راتب کان یتقاضى؟ وإدراکها العمیق ان الحکم والسلطة لیسا مقرونین بالفساد والرشوة والاستبداد والظلم، بل من الممکن أن یأتی من هو زاهد وعارف وقادر وشریف یأخذ الدولة إلى بر الأمان. أثمرت تطلعات الإمام روح الله الخمینی، حتى باتت شعوب المنطقة هی الرابحة فی معارک الوعی وکی الوعی التی تُفرض علیها، وعلى الرغم من الویلات التی عانت منها شعوب غرب آسیا، لکن لا تزال تنظر إلى الیوم الذی یمکن لها تطبیق أفکار الإمام کما طبّقها الإمام نفسه، فکما حققت هذه الأفکار قفزة هائلة فی إیران على غیر صعید، وجعلت منها دولة مقتدرة وعظیمة مستقلة، هی الیوم الملهمة لحرکات التحرر فی العالم، وتُعرّف “الدیار” العربیة على نوع جدید من الثورات. لقد استطاع الإمام أن یرسم مستقبل هذه المنطقة، حتى باتت کل شعوب العالم تثق بقادة هذه الحرکات المقاومة أکثر من ثقتها بقیاداتها، وبدأت تحتسب عمر “إسرائیل” الذی بات یأخذ “منحى انحداری” کما عبّر الإمام السید علی الخامنئی. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 318 تنزیل PDF: 160 |
||||