العقلانیة “ تحتل موقع الصدارة فی مدرسة الحاج قاسم اللواء سلیمانی | ||||
PDF (881 K) | ||||
العقلانیة “ تحتل موقع الصدارة فی مدرسة الحاج قاسم اللواء سلیمانی على اعتاب الذکرى السنویة لاستشهاد المجاهد الاسطورة ، معجزة الشعب الایرانی ، نشر الموقع الاعلامی لمکتب سماحة القائد ، حواء مطولاً مع حجة الاسلام و المسلمین علی رضا بناهیان . و فی محاولة للوقوف على معالم و أبعاد “ مدرسة الحاج قاسم “ ، نورد فیما یلی مقتطفات مما ورد فی هذا الحوار :
قاسم سلیمانی ، حاول البعض الوقوف على ابعاد شخصیة الشهید سلیمانی و العثور على مفتاح الولوج الى مدرسة الحاج قاسم . و فی هذا الصدد لفت سماحة القائد الامام الخامنئی الى أنه ینبغی النظر الى الشهید الحاج قاسم سلیمانی باعتباره معلماً و نهجاً و مدرسة ، و لیس بصفته فرداً. برأیکم کیف یتسنى للولی الفقیه الحاکم فی المجتمع اعتبار شخصیة عسکریة معاصرة بمثابة “ مدرسة “ و “ نهجاً “ ؟ - بسم الله الرحمن الرحیم . القرآن الکریم ، و کذلک التاریخ الاسامی ، یشیر الى أن الاسوة و القدوة لا تقتصر على النبی و الامام . بل ان بعض الصحابة و المؤمنین کان ینظر الیهم باعتبارهم أسوة . اساساً ان مصداق الاسوة بالنسبة للناس لا یقتصر على النبی و الامام او الحاکم فی المجتمع ، بل ثمة اشخاص اقل شأن من الامام کانوا یتمتعون بمکانة الاسوة فی اوساط الناس . و فی هذا الصدد یذکر القرآن الکریم )وَ کَذلِکَ جَعَلْناکُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهدَاء علَىَ الناَّسِ و یکَُونَ الرسَُّولُ علَیَکُْمْ شَهیدا(ً ) البقره/ 143 ( . و علیه ان هذه الامة الشاهد بمثابة الاسوة و الدلیل و السراج لانارة الطریق و لهذا المجتمع الاسامی بحاجة الى قادة محوریین یتولون هدایة الناس . و أن الامام امیر المؤمنین تألم کثیراً لفقدان شخصاً مثل مالک الاشتر . و هکذا اللواء سلیمانی اضحى اسوة فی مقام نصرة الدین و تمسکه بالولی الفقیه ، و بات سلوکه و نهجه و طریقة تفکیره انموذجاً یقتدى به . ما هی ابرز الخصال و السمات التی کان یتحلى بها اللواء سلیمانی ، لیکون صاحب مدرسة و نهج ، و یمسی طریقه عبرة و أسوة بالنسبة لنا ؟ بعبارة أخرى ما هی أسس و ارکان “ فلسفة الحاج قاسم “ ؟ - فیما یتعلق بفلسفة الشهید سلیمانی و کیف تسنى له بلوغ هذه المکانة ، یمکن القول أن اول ما ینبغی ان یتبادر الى اذهاننا هو الشمولیة التی کان یتحلى بها ، بل جمعت فیه الاضداد . الشمولیة النابعة عن العقلانیة . و علیه العقلانی هی اساس شخصیته . أن ما کان یتحلى به من صفاء الباطن ، و لطافة الروح ، الى جوار الصلابة و الاقدام فی مواجهة الاعداء فی سوح المعارک ، خلق مزیجاً رائعاً . فاذا کان یتحلى بالرأفة فلم یکن ذلک ولید خصلة فردیة و إنما العقلانیة الدینیة تقتضی أن یکون رؤوفاً و خدوماً . و اذا کان لا یعرف الخوف فان ذلک نابع من العقلانیة الدینیة حیث یرى الامر عائد الى الله . و اذا کان الشهید سلیمانی محاوراً قویاً فی المجال الدبلوماسی ، فذلک مستلهم من العقلانیة التی وجدها فی الدین حیث ینبغی للمحاور ان یکون قویاُ. فی مدرسة الحاج قاسم سلیمانی الکلمة الاولى للعقلانیة ، و اذا ما کانت هذه المدرسة تتحلى بالجمالیة فان ذلک نابع من جمالیة العقلانیة و الحکمة مدرسة الحاج قاسم مفعمة بالعقلانیة ، و اذا ما کان اللواء سلیمانی یلجأ الى المقاومة فهو لقناعته ان ضریبة المقاومة أقل من ضریبة المساومة . فاذا کان یعمل على تعبئة القوات بکل صلابة فی مواجهة الامیرکیین و ینجح مهمته ، فان ذلک ولید العقلانیة التی تلهمه بأن العدو یتسم بالضعف . لهذا کله نحن ننظر الى اللواء سلیمانی باعتباره مدرسة وفلسفة ، و ان لم یکن کذلک فهو اعجوبة و استثناء . باختصار یمکن القول ان الشمولیة التی کان یتمتع بهاا للواء سلیمانی، ا لمقرونة بالعقلانیة، تعدا لسمة الاهم والابرز لهذه الشخصیة التی جعلت منه صاحب فلسفة و مدرسة بالنسبة لنا . هذا فضلاً عنا لارکا نا لرئیسیةا لاربعةا لتیا عتمدتها “ فلسفة الحاج قاسم “ : 1 التمسک بالولایة . 2 الاخلاص . 3المقاومة فی مواجهة الاعداء . 4 التواضع و الرأفة تجاه الضعفاء . و من الخصال الأخرى التی کان یتصف بها الحاج قاسسم تواضعه . إذ کثیرا ما کان یقال له انک اکثر شخصیات الجمهوریة الاسلامیة محبوبیة ، غیر أنه لم یکن یعبأ بذلک . أو أنه کان یقال له ان ما تقوم به فی غایة الحساسیة و ان تؤدی دوراً عظیماً ، فکان یجیب بکل تواضع انه توفیق من الله تعالى و لا دور له به . و مما یذکر فی هذا الصدد أنه لم یکن یخشى لوم اللائمین و لن یفت فی عضده . ففی ذروة یأس الآخرین کان یواصل عمله بکل ثقة و اصرار ، و کان یکلل بنجاح باهر ایضاً . لهذا کله ینبغی لنا تدریس فلسفة اللواء سلیمانی فی المدارس ، لأن الجمیع یعشق هذا الرجل ، لأنه کان بطلاً حقاً . اننا نجد الرسوم المتحرکة تصور للاطفال ابطالاً کثیرین ، ابطالاً وهمیین . بید أننا نمتلک ابطالاً حقیقیین غیر أننا لم نتعرف علیهم مع الأسف و لم ندرک اهمیتهم ، بل حتى لا نجد ذکر لهم فی المناهج الدراسیة . لدینا ابطالا اسطورة امثال الشهید جمران ، الذی شهدت له جبهات القتال فی التصدی للعدوان بطولات خالدة دفاعاً عن المستضعفین . و ان تاریخ اللواء سلیمانی یزخر ببطولات من هذا النوع . ان مضامین امثال هذه البطولات بوسعها ان تشکل مادة تعلیمیة و تربویة للاحداث والیافعین .
من اللافت أن سماحة القائد فی معرض حدیثه عن خصال الشهید سلیمانی ، کان قد اشار الى نشاط الشهید سلیمان على صعید الساحة الدولیة ، و الذی یکمن التعبیر عنه بالنشاط الدبلوماسی . کیف تنظرون الى ذلک ؟ - سماحة القائد لا یرى ان الشجاعة و الحنکة التی کان یتمتع بها الشهید سلیمانی تقتصر على تحرکه العسکری ، بل یرى سماحته أن هاتین السمتین باعتبارهما سمات بارزة فی شخصیة الشهید العزیز ، تتجسدان فی میدان السیاسة ایضاً ، حیث یقول سماحته : الشجاعة و الحنکة التوأمان فی شخصیة سلیمانی ، لم تتجل فی المجال العسکری فحسب ، بل فی میدان السیاسة ایضا کان بهذا النحو ، و قد ذکرت ذلک مرارا للعاملین فی المجال السیاسی .کنت اتباع خطواته و مواقفه و کنت اراه فاعلة فی الساحة السیاسیة ایضاً. کانت مقنعة و مؤثرة . و لا یخفى ان المهام التی کان یضطلع بها على مدى 22 عاماً فی قیادة فیلق القدس ، الذی اسماهم سماحة القائد “ مقاتلون بلا حدود “ ، کانت تتطلب حضوراً فاعلاً و مؤثراً فی میدان التحاور و الدبلوماسیة .
سماحة بناهیان ! ثمة من بات یتساءل الآن ، ایهما أکثر حضوراً الشهید سلیمانی أم اللواء سلیمانی ؟ - لاشک أن الشهید سلیمانی هو استمرارا للواء سلیمانی ، و لهذا اکتسب هذه العظمة ، خاصة ان اللواء سلیمانی لم یکن شخصاً مجهولاً و قد رأى الناس صوره یقف جنباً الى جنب مع القادة العسکریین الذین سبقوه الى جنان الخلد فی مناسبات کثیرة . الحقیقة کان ذلک مثار سؤال بالنسبة لی ، و لهذا کتبت فی یوم استشهاده تغریدة تقول ، ان الشهید سلیمانی یمارس دوره القیادی بنحو اکثر اقتداراً من قبل ، متحرراً من الکثیر من المحدودیات التی کانت تکبله فی هذه الدنیا . اننی اؤمن تماماً بأن یدّ اللواء سلیمانی بعد استشهاده اکثر انفتاحاً لمواصلة عمله . ذلک ان الکثیر من الاخیار الذین رحلوا عن الدنیا ، أو فازوا بالشهادة ، برزت هذه السمات فی وجودهم بنحو اکبر و کان تأثیرها أکبر فی عالم الامکان .
باعتقادکم هل “ مدرسة الحاج قاسم “ قادرة على رفد الثورة الاسلامیة بقادة جدد أمثال “ الحاج قاسم “ ؟ - لو کان ثمة مورد غیر مجدی واحد خلفته دماء شهداء الثورة و الدفاع المقدس ، لکان بوسعنا أن نشک فی ذلک . فما شهدناه حتى الآن خلال مرحلة الدفاع المقدس و طوال مسیرة الثورة ، هو أن دماء شهدائنا کانت مثمرة للغایة ، و لهذا من الطبیعی أن نجنی المزید من الثمار ببرکة دماء اللواء سلیمانی .و لا یخفى أن تاریخ الثورة و التضحیات التی شهدها یؤید ذلک . و کما هو واضح أن هذه الظاهرة لیس لم تتوقف فحسب و إنما تنامت بشکل لا یمکن تصوره و یدعو الى الاعجاب حقاً . ولهذا استطیع القول بکل ثقة بأنه لیس بوسع احد أن یتصور حجم الآثار التی ستترکها شهادة اللواء سلیمانی فی مواصلة هذا النهج . | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 235 تنزیل PDF: 109 |
||||