قائد محور المقاومة رمز لاحترام السیادة الوطنیة للبلدان | ||||
PDF (809 K) | ||||
بقلم: محمد اسدی موحد (باحث وأستاذ جامعة) لا شک فی أن منطقة غرب آسیا، منطقة ملیئة بالتحدیات والازمات حیث تتضارب فیها المصالح وتسود فیه حالة من عدم التفاهم فی الأبعاد السیاسیة والاقتصادیة والاستراتیجیة وحتى الثقافیة، ومن أهم الحلول التی طالما أکد علیها المؤسس العظیم للثورة الإسلامیة، هو إزالة تواجد الأجانب من المنطقة. ویمکن القول بحزم أن أحد أکثر الشخصیات الدولیة تأثیراً فی عصرنا الراهن هو الشهید اللواء قاسم سلیمانی، الذی تمکن بحضوره الفعال على الساحة الدولیة، بالإضافة إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى دول مثل سوریا والعراق ،ان یترک تاثیرا کبیراعلى خطاب المقاومة. ویمکن الادعاء بأن خطاب محور المقاومة ینقسم إلى فترتین قبل وبعد استشهاد اللواء سلیمانی. ان تواجد اللواء سلیمانی فی مختلف الساحات الدولیة، أحیانًا کدبلوماسی، یدخل فی معارک سیاسیة مختلفة، وأحیانًا کقائد عسکری او حسب تعبیر الشهید نفسه کـ(جندی الولایة) یجازف بحیاته من اجل الحفاظ على استقرار وأمن المنطقة. والى جانب الإنجازات العدیدة التی حققها، کان قد برهن واکد بوضوح على الاتجاه الخبیث لأمرکة حقوق الإنسان. فکان وعی ویقظة اللواء الشهید، خاصة فی حرب الـ ٣٣ یومًا، وکذلک فی سوریا والعراق، من أبرز عوامل المقاومة ضد فرض الهیمنة الأمریکیة، حیث استهزأ بمزاعم أمریکا التی تعتبر نفسها المنقذ الدولی، واستشهاده على أیدی الأمریکیین بدوره یؤکد مدى تأثیر الحاج سلیمانی فی تشویه صورة أمریکا وتبیین حقیقتها التی تؤکد على حتمیة زوالها. وبعد استشهاده بفترة وجیزة، أکد الهروب المشین للجنود الأمریکیین من أفغانستان صحة هذا الأمر وجعله أکثر وضوحًا. کانت جهود الشهید قاسم سلیمانی خلال خدمته الجهادیة ترکز على موضوع إحلال السلام والاستقراروالأمن فی منطقة غرب آسیا حتى یستفید العالم أجمع من هذا الأمن والاستقرار. فکان دائمًا یبذل کل جهوده ومساعیه من أجل تحریر شعوب وأبناء المنطقة وطرد الأجانب منها، کما بذل کل جهوده من أجل اجتثاث جذور الفوضى وانعدام الأمن، وشکل قوات لتکون اداة ووسیلة لأقرار السلام واستتباب الأمن فی المنطقة، قوات تتمکن من مواجهة التحدیات التی تهدد امن واستقرار المنطقة وتتفوق علیها. وقد أدى الشهید سلیمانی دورًا حیویًا فی مواجهة ومحاربة الإرهاب التکفیری وإرساء السلام والأمن فی المنطقة. وإلى جانب إنهاء جماعة داعش وتقلیص تهدیداتها حتى لأوروبا، تمکن من الحیلولة دون تجزئة وتقسیم دول المنطقة وکان بالفعل مهندس فشل المخططات الأمریکیة فی المنطقة. من هنا ینبغی أن نعتبر الشهید سلیمانی رمزاً لاحترام السیادة الوطنیة للبدان الأخرى وصیانة جمیع أراضیها، وإلى جانب ذلک، ینبغی ان لا ننسى استراتیجیته فی التقریب بین بلدان المنطقة من بعضها البعض خلال الأزمات والمواقف الحرجة. والحقیقة ان الشهید سلیمانی کان من العباقرة فی مجال تقدیم نموذج للدفاع المحلی فی دول المنطقة، وأدت جهوده إلى تعزیز واستقرار قواعد القوة لبلدان المنطقة وخلق نظریة للأمن الإقلیمی. ویمکن رؤیة دوره الحیوی الآخر فی الامتداد والتطورالجغرافی لمحور المقاومة. والواقع إن الامتداد والتطور الجغرافی لمحور المقاومة، وتشکیل محور المقاومة، وتغییر توازن القوى فی المنطقة لصالح تیار المقاومة، کان حصیلة جهاد ونضال الشهید سلیمانی وخدمته کجندی للولایة طیلة حوالی أکثر من اربعین عامًا. کما ان تحول وتغیرخطاب محور المقاومة من خطاب تثبیت القوى إلى موضوع تطویر حجم قوتها ترک تأثیراً هائلاً على معادلات وموازنات القوى وتغییرها فی المنطقة. فالجهود التی بذلتها قوات محور المقاومة بقیادة اللواء سلیمانی ،جعلت جمیع الجهات المتخاصمة ترضخ لموضوع مهم وهو رعایة مصالح المسلمین باعتباره امر واجب. ومن ناحیة أخرى، ادى تحالف الجیش العراقی وقوات الحشد الشعبی وکبار قادة محور المقاومة مثل اللواء سلیمانی وابو مهدی المهندس الى فشل سیاسة امیرکا وأذنابها الرامیة الى تأجیج الصراعات الطائفیة فی المنطقة. ونتیجة لهذا التحالف، تم إنزال علم الحکم الذاتی لکردستان العراق، وإحدى مراحل نضوج هذا التحالف هو تغییر الخطاب الرئیسی للمقاومة من تعزیزوتثبیت القوة والقدرة إلى تطویر القوة والقدرة وامتدادها بعد استشهاد اللواء قاسم سلیمانی. فی الواقع، ینبغی اعتبار فترة قیادة اللواء سلیمانی لجبهة المقاومة فترة متواصلة لتعزیز وترسیخ قوة الإسلام فی المنطقة. فقبل استشهاده، أدى التحالف العربی الإسرائیلی الأمریکی إلى هیمنة افرزت حروب إقلیمیة وتصاعد فی حدة الصراعات، الا ان الدخول الدبلوماسی والجهادی لقائد محور المقاومة جعل هذه الهیمنة تواجه تحدیات عدیدة فأبطل مفعولها وازال دورها. ویمکن اعتبار عمر وحیاة خطاب المقاومة بأنه مر فی مرحلتین، مرحلة ما قبل استشهاد اللواء سلیمانی ومرحلة مابعد استشهاده. وإذا کان هذا الخطاب فی الفترة التی سبقت استشهاد اللواء الحاج قاسم سلیمانی یؤکد على موضوع تثبیت وتعزیز واستقرار القوى، فهو الآن یؤکد على موضوع تطویر القوة وتنامی امتدادها ودورها، وهذا الأمر بطبیعة الحال اربک الموازنات الدولیة، ولعله یمکن اعتبار هذه المرحلة مرحلة نضوج واحدة من اهم انجازات قائد محور المقاومة. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 123 تنزیل PDF: 49 |
||||