الشهید قاسم سلیمانی رمز للإنسانیة والحریـة | ||||
PDF (765 K) | ||||
المحور الأساسی: لیس المهم ما حققه هذا الجنرال من انتصارات عسکریة على اعداء الإنسانیة وان کانت انتصارات عظیمة کتحریر المنطقة من اکبر ماکنة إرهاب عالمی کداعش وغیرها وخلاص الشعوب من الاحتلال الأمریکی البغیض. ولکن الأهم کیف استطاع أن یتغلب على حب الدنیا وملذاتها وکیف حافظ على فطرته السلیمة وروحه الطاهرة وتمکن من السیطرة على ذاته وشهواته وهو الانتصار والفوز الأکبر. ومن هنا یعتقد أن ما حققته هذه الشخصیة هی المعرفة الروحانیة العالیة فی ایمانها لله الواحد الاحد. کذلک العقیدة الراسخة التی حملت هذه الروح وحلقت بها الى بارِئها قبل أن یسقط هذا الجسد مخضبا بدماء العقیدة والجهاد. الحدیث عن هذه الشخصیة هو الحدیث عن روح ابتعدت عن کل ملذات الدنیا وصهرت نفسها بروحانیة الشهداء الاحیاء وعاشت بسیطة فی کنف المجاهدین الأبطال من أجل أن تحلق بهم الى عالم المحضر المقدس فی وسط دنیا دنیئة لا یرجى منها سوى رضا الله. فالسؤال الصعب کیف استطاعت هذه الشخصیة أن تنتصر على ذاتها؟ وکیف استطاعت هذه الشخصیة أن تنسى حب الدنیا وان لا تتأثر بملذاتها من البهرجة والمال وتجرده عن الناس والاعلام والدعایة لهذه الشخصیة العالمیة فصورها معلقة فی شوارع مدن کثیرة وعلى صدر و جباه کل مقاوم؟ فی مقابل ذلک کانت هذه الشخصیة دائما تصر على براءة الذمة والدعاء لها بالاستغفار وشمولها بشفاعة اهل البیت علیهم السلام وطلب غفران الله سبحانه وتعالى لها وأن یرزق الشهادة لیلتحق بمن سبقوه. وهنا ایضا لابد أن نذکر المحطات الروحانیة الرائعة التی کان دائما تکشف عندها هذه الشخصیة فللأیتام والفقراء وأولاد وزوجات الشهداء مکانة کبیرة عنده فالدعم وقضاء حوائجهم واحترامهم لأولادهم صنعت منه شخصیة ذات حب کبیر فی قلوب اغلب المستضعفین. وهنا نسأل هل هذه الشخصیة التی تحدث عنها تأثرت بالمناضلین الکبار کتشی جیفارا او هوشی منه الفیتنامی او عبد القادر الجزائری او السید جمال الدین الافغانی او فی الحقیقة اسطورته لملحمة الجهاد والفداء هو الامام الحسین علیه السلام ملهم الثوار والاحرار وکذلک الامام الخمینی والامام الخامنئی وقد تعلم منهم الشهید ملاحم امتزاج الایمان بالقتال حتى تحقیق النصر الاصعب؟ لکن هل نحن نتحدث عن جنرال عسکری ام عن شیخ أستاذ فی الاخلاق والعرفان. هل نحن نتحدث بجد عن قائد عسکری من الطراز الاول ام نحن نتحدث عن السید علی القاضی او غیرهم؟ من هی هذه الشخصیة التی ذابت فیها اصول المعرفة مع الروحانیة العالیة والتقدیس الالهی والخضوع والخشوع لله سبحانه وتعالى لطالما بکت وأبکت وهی تقف وراء المایکروفون تتحدث الى الجموع المختلفة من ابطال ومجاهدین الأمة مع اختلاف انتماءاتهم الدینیة والمذهبیة والقومیة لتتحدث عن علاقتهم بالله سبحانه وکسب رضاه؟ الغریب ان هذه الشخصیة لم تخیفها قوة العدو وامکاناته الکبیرة ولم یکن للآخر مهما بلغت قوته ای تأثیر على عمقها الفکری والعقلی والروحانی وأدائها الجهادی بل ان الصلابة والشموخ والإخلاص والشجاعة والتواضع والزهد والتوکل على الله ابرز سمات هذه الشخصیة. فالصمود لهذه الشخصیة التی غیرت معالم قواعد القتال واضافت على قوانین الاشتباک قوانین الروح والآداب والحب لأعدائه لطالما حافظت هذه الشخصیة على ما یمکن أن یتأثر بالحرب کضحایا الحروب والمعارک ولطالما بحث عنهم لإیوائهم ومساعدتهم وانقاذهم وانتشالهم من مناطق الصراع الى مناطق الأمن والأمان. هذه الشخصیة لم تدافع فقط فی خطوط المعرکة الأمامیة بل وقفت لتدافع عن الفقراء والمساکین وضحایا المتغیرات الطبیعیة من الغرق والفیضانات والأوبئة والعواصف وغیرها. وکانت دائما حاضرة مع المساکین لأنهم هم الهدف المنشود للوصول الى الغایة و هی رضى الله سبحانه وتعالى بالدفاع وخدمة الفقراء والمساکین. لماذا لم یکن السلاح العنوان الأساس لمشروع هذه الشخصیة؛ بل کان الدفاع والحب وتقدیم العون والمساعدة والإحتضان للناس هو الأساس فی صناعة إنسانیة هذه الشخصیة المجاهدة للشهید الحاج قاسم سلیمانی؟ قاسم سلیمانی الذی أرست فی شخصیته معالم الإنتصار والبطولة قد حققت عدة إنجازات اخرى, منها أنه کان رمزا للأمن والإستقرار. وکان حب الناس وخدمتهم هی الأساس فی حیاته، حیث حافظ على وحدة الأرض العربیة والإسلامیة ومنعها من التقسیم وحماها من الإحتلال البغیض وسرقة ثرواتها من قبل الإستکبار العالمی امریکا والصهیونیة. ومن أبرز صفاته کان عاشقا ومحباً للإمام الخمینی قدس سره وللسید القائد الخامنئی حفظه الله. فکان یعد نفسه جندیا لهما کما هو مکتوب على مزاره (قبره). فالدماء التی سالت للشهیدین قاسم سلیمانی وابی مهدی المهندس رضوان الله علیهما لها نتائج کبیرة وعظیمة منها: • تسببت فی خروج اکبر مظاهرات فی العراق تطالب بخروج الاحتلال والوجود الامیرکی من العراق. • وأجبرت البرلمان العرافی أن یصدر قانونا اجماعیا هو إخراج قوات الإحتلال الأمیرکی من العراق. • وأنقذت العراق من أن یغرق فی بحر مظاهرات تدخلت فیها قوى ودول کثیرة لحرفها عن مطالبها المشروعة واهدافها الوطنیة. • لقّبه الإمام الخامنئی بالشهید الحی ولقبهم الإمام السیستانی بقادة النصر. من کلمات الشهید قاسم سلیمانی: کله خیر • کله خیر هذه الکلمة التی کررها الشهید قاسم سلیمانی کله خیر کله خیر کله خبر قالها للأهالی ومتضرری الفیضانات فی اقلیم خوزستان جنوب إیران وهی دعوة الإنسان الى التوکل على الله والتسلیم الیه امام تحمل الأقدار وتجاوزها مهما کانت الصعاب. • لا أستطیع أن اقف وأنا اشاهد المجازر الوحشیة التی ترتکبها داعش وشاهدت فی دیالى أخذ طفلا رضیعا من حضن أمه واحرقوه فی النار وأرسلوه الى أمه. • لا تستطیع ایة إرادة أن تتغلب على الإرادة الالهیة. • علینا مراعاة الحلال والحرام والحدود الشرعیة ونحن فی وسط المعرکة أی الإلتزام بالقوانین وحدود الله خصوصا ضمن قواعد الإشتباک وهو مایتناغم مع القوانین الدولیة. • علینا أن نحافظ على اموال الناس. • ولا یحق لنا أن نسیطر على بیوت الناس من دون إذنهم. وکان الشهید حینما یقف امام عوائل الشهداء او ابناءهم او محتضنا یتیما منهم کان یُرى باکیا مرتعدا مرتجفا الفرائص. نقف بکل اجلال واحترام امام هذه الشخصیة الربانیة العرفانیة هذه الشخصیة الروحانیة التی کانت قد حققت اکبر انتصارات القرون وهو الإنتصار على اکبر ماکنة للإرهاب داعش، إلا اننا لم نشاهدها ولا مرة واحدة تحمل السلاح، فقد کان سلاحه الإیمان والشجاعة والفداء وکانت أمنیته الشهادة. لذلک کان یقود المعارک والجیوش الى النصر. وحینما نسأل القادة متى تکونون مطمئنین فی المعرکة کما قالها الشهید القائد ابو مهدی المهندس، فأجاب حیثما یکون معنا القائد قاسم سلیمانی. فقد کان سبب الإطمئنان والروح والبسالة والشجاعة والإصرار وعنوان الإنتصار. معرکة بلا قاسم سلیمانی کجیش بلا سلاح. ومعرکة فیها قاسم ستحقق النصر لأنهم یقاتلون لنیل الشهادة والنصر اسهل الیقین، والتوکل على الله جعل قاسم سلیمانی بین جنود الله المتوکلین على الله لیحقق نصرالله، السلام علیک یوم ولدت و یوم استشهدت ویوم تبعث حیا. والحمد لله رب العالمین. قاسم سلیمانی الذی أرست فی شخصیته معالم الإنتصار والبطولة قد حققت عدة إنجازات أخرى، منها أنه کان رمزا للأمن والإستقرار. وکان حب الناس وخدمتهم هی الأساس فی حیاته، حیث حافظ على وحدة الأرض العربیة والإسلامیة ومنعها من التقسیم وحماها من الإحتلال البغیض وسرقة ثرواتها من قبل الإستکبار العالمی امریکا والصهیونیة. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 123 تنزیل PDF: 53 |
||||