حفظ رایة الإسلام: الهاجس الاول للشهید سلیمانی | ||||
PDF (653 K) | ||||
حکیمة زعیم مما لامواربة فیها ان الإسلام السیاسی هو خطاب منظم حول المفهوم المحوری للحکومة الإسلامیة. ومن وجهة نظر هذا الخطاب، تعتبر العودة إلى الإسلام هی الحل الوحید للأزمات والتحدیات الراهنة التی تعانی منها البشریة، من هنا فإن الهدف الأساسی لهذا الخطاب هو إعادة بناء المجتمعات الإسلامیة وفق الإسلام الصحیح، وهذا ما سعی الیه الشهید سلیمانی وکرس له حیاته وأدی واجبه علی هذا الصعید بأفضل وجه. ومما لاشک فیه ان جمیع مخططات ومشاریع الأستکبار للبلدان الاسلامیة کانت ومازالت تهدف الی اثارة الصراع والقتال والفتن بین المسلمین لیقتل ویدمر بعضهم البعض. الی جانب ذلک نلاحظ ان اهم اهداف اثارة هذه الفتن والصراعات هو صرف انتباه العالم الإسلامی عن الورم السرطانی (اسرائیل) کی یتمکن الکیان الصهیونی الغاصب من توسیع دائرته الأمنیة إلى ما وراء حدود الاراضی الفلسطینیة المحتلة. لکن الشعوب الاسلامیة استیقظت وتم بذکاء اللواء الشهید الحاج قاسم سلیمانی توحید بعض طاقات وامکانیات العالم الإسلامی فی محور واحد (محور المقاومة). وقد اعلن الحاج قاسم سلیمانی فی کلمته ألتی القاها فی ملتقی الیوم العالمی للمساجد عام ٢٠١٧م “إننا نواجه الیوم خطرین. أحدهما داخلی وهو الفتنة الدینیة والآخر خارجی وهو الهجوم على العالم الإسلامی. السعودیة وجیش الإسلام وجیش الحر ووالجماعات الأخرى التی تعمل ضدنا، الا ان إیران أصبحت مصدر استقرار لسوریا. فقد أوقفنا حربهم الدینیة بالدین (الإسلام) ولیس بالقوة العسکریة. وعندما دخلنا العراق لم نفرق بین مصالحنا ومصالح العراق ولم نسعی للأستیلاء علی الآبار النفطیة او السیطرة على مدن مثل الموصل وکرکوک. ولم نکن نبحث عن قضایا مادیة ولا نبحث عنها. نحن لا نساعد فلسطین من اجل مصالح الشیعة، وإذا أعلن أحدهم أنه شیعی، فنحن لا نعمل معه على الإطلاق، لأن ٩٩. ٩٩٪ من الشعب الفلسطینی هم من السنة ونحن ندافع عنهم “. وکان یقول: إذا ضعفت أسس الإسلام فی هذا البلد، فأن العدو سیتمکن من تدمیر هذا البلد بسهولة ،وما ابقی هذا البلد متماسکًا حتی الان هو الإسلام نفسه. ان مدرسة الحاج قاسم سلیمانی تتمیز بالعدید من المیزات الفریدة التی تمیز هذه المدرسة عن المدارس الأخرى، لکن هذا لا یعنی أنها مدرسة جدیدة فی الدین الإسلامی، بل انها مدرسة تحمل نظرة عمیقة عن الإسلام الأصیل. ویرأى اللواء الشهید الحاج قاسم سلیمانی بأن السبیل الوحید لمواجهة أعداء الأمة الإسلامیة هو اتحاد المسلمین. من هنا قام بخطوت عملیة فی اطار تعزیز الوحدة بین المسلمین والأمة الإسلامیة، وتمکن من خلال خلق التعاطف والتضامن ان یزیل الکثیر من تهدیدات الأعداء للعالم الإسلامی ویوجه انتباه وانظار الامة الاسلامیة إلى المشکلة الأولى للعالم الإسلامی، وهی فلسطین. وتشیر الأدلة إلى أنه منذ الاحتلال الإسرائیلی لفلسطین، کان هذا الکیان اللقیط دائمًا مدعوما مالیًا وعسکریًا من قبل الولایات المتحدة.فالنظام الصهیونی فی الواقع هو نظام إرهابی غیر شرعی وهذا الکیان بالإضافة إلى احتلاله لفلسطین ارتکب عبر جهازه والامنی الاستخباراتی(الموساد) العدید من الأعمال الإرهابیة داخل البلدان الإسلامیة. کان الحاج قاسم مناضلاً بارزًا یحمل لواء ورایة النضال ضد النظام الصهیونی، وکان یتعرض دائمًا للتهدید والعقوبات من قبل حکومة الکیان الصهیونی المحتل بسبب مواقفه وممارساته المناهضة للأستکبار واحباطه للمؤامرات والمخططات اللامشروعة للمستکبرین وعلی رأسهم الولایات المتحدة الأمیرکیة، لدرجة أن سلطات الولایات المتحدة والکیان الصهیونی قاموا مرارًا وتکرارًا بتعیین جائزة ومکافأة لأغتیاله. لکن الحاج قاسم لم یترک الفلسطینیین وحدهم. ویقول الأمین العام لحرکة الجهاد الإسلامی زیاد النخالة فی هذا المجال: “الحاج قاسم سلیمانی کان حاضرا شخصیا فی حروب غزة وکان یبقی فی اللیل مستیقظا مع مقاتلی المقاومة وکان قلقا علیهم من شدة الهجمات. وفی فلسطین، کان الحاج قاسم یستیقظ معنا لصلاة الفجر ویصلی خلف إمام الجماعة السنی، وکان هذا السلوک طبیعیًا لنا جمیعًا. فقد کان لکل شخص عقیدته إیمانه وکان الجمیع یعمل بجد من أجل الإسلام. وفی کلمته التی ألقاها خلال الملتقی الذی عقد فی طهران بمناسبة الذکرى الثانیة لاستشهاد قائد قوة القدس الحاج قاسم سلیمانی وابو مهدی المهندس ورفاقهما، أشاد الأمین العام لحرکة الجهاد الإسلامی زیاد النخالة، بالدعم الذی قدمه الشهید قاسم سلیمانی لفصائل المقاومة والقضیة الفلسطینیة خلال السنوات الماضیة وقال: إن الحاج قاسم کان على رأس مجاهدی فلسطین مدافعاً عن القدس وعن فلسطین وعن شعب فلسطین.وأضاف :” لقد عاش مجاهداً یطلب الشهادة على أرض فلسطین، وما قابلناه یوماً إلا وکان یحمل هم فلسطین وهم الناس والوحدة والجهاد، کانت تستغرقه أدق التفاصیل کأنه ذاهب إلیه”، مؤکداً بأن الصواریخ التی ضربت عاصمة الکیان الصهیونی لأول مرة بأیدی فلسطینیة کان الشهید قاسم سلیمانی شخصیًا هو من أشرف على ایصالها لمجاهدی فلسطین. وتابع قائلا :” من موقعی أشهد أمام الله والتاریخ والأمة أن یوم رحیل الحاج قاسم کان الفلسطینی الأول والإسلامی الأول الذی کان یقف حاملاً هم فلسطین، وهم القدس”، لافتاً إلى أن دم قاسم سلیمانی سُفک لأنه کان عقبة أم المشروعین الأمریکی والإسرائیلی فی إعادة تشکیل المنطقة على شاکلتهما.وأشار إلى أن الحاج قاسم هو سید شهداء المقاومة، و هو شهید القدس وشهید فلسطین”. الحقیقة أن الحاج قاسم یعتبر من أعظم الشخصیات التقریبیة فی العالم الإسلامی، فقد غیر نظرة العالم الإسلامی تجاه الشیعة والثورة الإسلامیة فی إیران. وبحسب تعبیر القائد المعظم الإمام الخامنئی: “الآن فی العالم الإسلامی، أینما تکون هناک نیة لمقاومة الاستبداد المتغطرس، سیکون رمزها واسمهما الحرکی هو الشهید سلیمانی”. فلم یکن الشهید حاملا للواء الإسلام فی العالم فقط، بل أنه أدرک حقیقة أعداء الإسلام وکرس حیاته کلها لمواجهتهم، وأخیراً ضحى بحیاته النبیلة للإسلام وشعوب العالم الإسلامی حتى تبقی رایة الإسلام خفاقة. وفی الختام، لا بد من القول إنه على الرغم من أن الأعداء لم یتوقفوا عن خططهم العدائیة ضد الإسلام منذ عهد رسول الله، ولکن بعون الله تعالى وبفضل القیادة الحکیمة للإمام الخمینی والإمام الخامنئی والقیادة المیدانیة للشهید سلیمانی والشهید أبو مهدی المهندس والأمین العام لحزب الله اللبنانی وبقیة قادة المقاومة الفلسطینیة والحشد الشعبی وأنصار الله، تم افشال واحباط مؤامراتهم ومخططاتهم العدوانیة الواحدة تلو الأخرى، وظلت رایة الإسلام خفاقة بکل عزة وقوة وستبقی هکذا من الآن فصاعداً.
لم یکن الشهید حاملا للواء الإسلام فی العالم فقط، بل أنه أدرک حقیقة أعداء الإسلام وکرس حیاته کلها لمواجهتهم، وأخیراً ضحى بحیاته النبیلة للإسلام وشعوب العالم الإسلامی حتى تبقی رایة الإسلام خفاقة. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 160 تنزیل PDF: 79 |
||||