الدور البارز للمرأة فـــی النــظــام الإسلامی الإیرانی | ||||
PDF (1321 K) | ||||
![]() | ||||
منى کمال منذ انطلاق الإمام الخمینی الراحل فی نشاطه السیاسی ضد النظام الملکی البائد، وهو یصرّ على ضرورة مشارکة المرأة الإیرانیة المسلمة فی مقاومة النظام الشاهنشاهی المقبور، من خلال الفعالیات المختلفة، ففی حدیث له مع مجموعة من النساء الإیرانیات عام ١٩٧٩م، قال: الإسلام ینظر إلى المرأة، نظرة خاصة، فقد رفع من شأنهان وساواها مع الرجل، ولکن الإسلام وضع أحکاماً خاصة بالرجال، وأخرى بالنساء، إنّ العنایة التی یولیها الإسلام للمرأة هی أکثر من تلک التی یولیها للرجل. وبالرغم من مرور أربعة وأربعین على انتصار الثورة الإسلامیة المظفرة، على ید الإمام الخمینی الراحل، فلا یزال الشعب الإیرانی المسلم یعیش نتائجها الباهرة، کشعب مستقل، وبالأخص المرأة الإیرانیة المسلمة. ففی حدیث للإمام الخمینی الراحل مع نساء إیرانیات عام ١٩٧٩م، قال بکل اطمئنان: الإسلام ینظر إلى المرأة نظرة خاصة، فقد رفع من شأنها، وساواها مع الرجل، ولکن الإسلام وضع أحکاماً خاصة بالرجال وأخرى بالنساء، إنّ العنایة التی یولیها الإسلام للمرأة، هی أکثر من تلک التی یولیها للرجل. فالإمام الخمینی قام باسترداد مکانة المرأة فی المجتمع والأسرة والتعلیم وغیره، وهی المکانة التی کان قد منحها إیّاها الإسلام من قبل، والحال یُنبئ بأنّ النساء الإیرانیات أنفسهن کُنّ ممن تظاهرن ضد النظام البائد للدفاع عن أهدافهن، من قبیل الحجاب، وهویتهن کنساء مسلمات، فهنّ اللاتی تعرّضن للقهر والظلم عبر مراحل الحیاة المختلفة فی تلک الحُقبة، وذلک عبْر منعهم إیّاها من ارتداء الحجاب، وممارسة حرّیتها، فذلک کان أنموذجاً من جهاد النساء الإیرانیات، وهو جهاد من أجل إثبات الذات، والدفاع عن مکانة الحجاب. وعن أهمیة المرأة بالمجتمع، یقول الإمام الخمینی: إن النساء الإیرانیات، وقیاساً بالرجال فی هذه النهضة الثورة، کنّ المبادرات أولاً، ولذا على هذا الأساس، نشاهد إن الثورة الإسلامیة تهیئ بیئة مناسبة، وتولی أهمیة کبیرة للمرأة عن طریق إحقاق حقوقها الدینیة، والثورة الإسلامیة أعادت إلى المرأة المسلمة، القوة والثقة بدورها الریادی، فالمرأة ((معلّمة المجتمع))، والنساء إذا ربّین أبناءهن على أسس مبنیة على أوامر الإسلام وأصوله، قمن برعایة أزواجهن، وتقویة الأواصر الأسریة، من هذا المنطلق، یحافظن على الروح الإسلامیة للعائلة، بعیداً عن تأثیر الثقافة الغربیة، فمعظم منجزات الثورة تحقّقت بفضل مؤازرة النساء للرجال، ومن أجل الوصول إلى الهدف النهائی، وما نحن الیوم نُجنی ثمرة جهادهن عبر الظهور المتجدد للإسلام، وقوة المجتمع المتنامیة، وإحقاق حقّ المرأة بین شرائح المجتمع المختلفة. ومن أقوال الإمام الراحل فی الدفاع عن النساء المسلمات، نصیحته لهنّ عام ١٩٩٨م: أنتن أیها النساء تحملن رسالة إلى العالم، إن وجودکن من الممکن أن یُشار إلیه على أنه نموذج لرسالة الإسلام إلى العالم. فلقد ساهمت المرأة الإیرانیة المسلمة، مساهمة فعّالة فی الحرکة العِلْمیة فی الجمهوریة الإسلامیة فی إیران، حیث برزت نساء عالمات، وأدیبات، وشاعرات، وفی مجالات العمل الخیری، والکتابة والدعوة والتعلیم، ودور العِلْم، وغیرها. هذا وقد اهتم الإسلام بالمرأة أیّما اهتمام، إلى الحدّ الذی أنزلت سورة طویلة بإسم ((النساء)) فی القرآن الکریم، وهذا یدلّ على أهمیة العنصر النسائی فی الجتمع الإنسانی، وفی هذا السیاق، یقول الامام الخامنئی: لو جرّدوا الأمم من النساء الشجاعات والمربّیات للإنسان، فسوف تنهزم هذه الأمم وتؤول إلى الانحطاط. ومن أقوال الإمام الخمینی فی هذا الشأن: المرأة مظهر تحقّق آمال البشریة، وهی مربّیة النساء والرجال الأفاضل، ومن حضن المرأة یسمو الرجل فی عروجه، فهو مهْد تربیة نساء ورجال عظام (١). ومن أحادیث الإمام الراحل أیضاً بحقّ النساء: تُربّی النساء فی أحضانهن الرجال الشجعان، إنّ القرآن الکریم یُربّی الإنسان، والمرأة أیضاً تُربّی الإنسان (٢). ففی السؤال الذی طُرِح على الإمام الخمینی (قد)، خلال خلال لقاء عام ١٩٧٨م، والذی مفادّه: تُشکِّل النساء نسبة عظیمة من نفوس المسلمین، ما هو الدور الذی ترونه للمرأة فی النظام الإسلامی؟ فأجاب: فی الوقت الحاضر، تشارک المرأة الإیرانیة المسلمة فی النضال السیاسی وفی المظاهرات، وقد علمت بأنّ النساء فی المدن الُأیرانیة، یعقدن التجمّعات السیاسیة. إنّ المرأة فی النظام الإسلامی، تتمتّع بالحقوق ذاتها التی یتمتّع بها الرجل، بما فی ذلک حقّ التعلیم والعمل والتملّک والانتخاب والترشیح، وفی مختلف المجالات التی یمارس الرجل دوره فیها، بیْد أن هناک أموراً تُعدّ مزاولتها من قِبل الرجل حراماً لأنّها تقوده إلى المفاسد وأخرى یحظر على المرأة مزاولتها لأنها توجد مفسدة (٣). ومن أقوال الإمام الخمینی (قد) فی هذا النطاق: نحن نفخر بأنّ النساء بمختلف الأعمار، متواجدات فی الساحات الثقافیة والاقتصادیة، ویبذلن جُهداً جنباً إلى جنْب مع الرجال، أو متقدِّمات علیهم، على طریق اعتلاء الإسلام وأهداف القرآن الکریم (٤). ومن تجلّیات التجربة الإسلامیة فی إیران، والتی برهنت على إمکانیة النهوض بواقع المرأة، بحیث أُتیحت لها مجالات المشارکة فی قضایا الشأن العام على نطاقات واسعة، ولن تعُد هناک أی عراقیل فی طریق تقدّمها وارتقائها، فالمرأة الإیرانیة شارکت بالنهضة فی بلادها فی النشاطات الاجتماعیة والاقتصادیة منذ العام ١٩٧٩م، إبّان الثورة، وما زالت حتى الآن، فهی نزلت إلى الساحات بقوّة، وکان لها ما أرادت، والشاهد على ذلک، خطاب الإمام الراحل، حیث قال: فالنساء المتلقِّیات تربیة إسلامیة، نزلن إلى الشوارع، وحملن أرواحهنّ على الأکف، وقدن النهضة إلى النصر. ویصرّح الإمام الراحل فی إحدى المناسبات، قائلاً: ینبغی للمرأة أن تتحلّى بمثل هذه الشجاعة، وبحمد الله إنّ نساء عصرنا یتشبّهن بهذه المرأة، إذ وقفن فی وجه الطاغیة شاهرات قبضاتهنّ الحدیدیة، والأطفال على صدورهنّ، وساهمن بالنهضة (٤)، فأنتم الیوم لا تجدون مدینة أو قریة، تخلو من الجمعیات الثقافیة والتعلیمیة التی تضمّ بین صفوفها النساء الملتزمات، والمسلمات المکرّمات، وإنّ النهضة الإسلامیة هی التی أوجدت ببرکة الإسلام، مثل هذا التحوّل فی نفوس أبناء المجتمع، من الرجال والنساء بنحو قطعت طریق مئة عام فی لیلة واحدة، وکیف کانت نساء إیران المحترمات یتسابقن مع الرجال فی النزول إلى المیدان (٥). وقد أخذت هذه الحالة الإسلامیة للمرأة فی إیران، تلفت الأنظار إلیها بإعجاب، نتیجة المستوى الذی وصلت إلیه من حیث الحضور الفاعلیة والمشارکة العامة والواسعة، فالمرأة فی إیران، لها تمثیل مستمر فی مجلس الشورى، ووصلت إلى هیئته الرئاسیة فی دورة انتخابات سنة ٢٠٠٠م، وتبوأت منصب نائب الرئیس إلى عدد من اللجان البرلمانیة، کاللجنة الثقافیة، ولجنة الصحة، والعلاج الطبّی، وشغلت منصب مساعد رئیس الجمهوریة لشؤون المرأة، وتوجد فی مؤسسة تشخیص مصلحة النظام التی تنظر فی السیاسات العامة، لجنة خاصّة للنساء، کما توجد فی کل الوزارات، مستشارة خاصة لشؤون المرأة، وهناک یوم للمرأة یُقام سنویاً، وهذا کلّه توصّلت إلیه بفضل الثورة الإسلامیة التی فجّرها الإمام الخمیتی الراحل، والتی تُمثِّل أهم وأعظم مصداق للنهضة الإسلامیة فی هذا الزمن. (١)مکانة المرأة فی فکر الإمام الخمینی – مؤسسة تنظیم ونشر تراث الإمام الخمینی ص٧٧ . (٢)المصدر نفسه ص٧٨ . (٣)المصدر نفسه ص٧٨. (٤)الوصیة السیاسیة الإلهیة ٥ – ٦ – ١٩٨٩م. (٥)من کلمة الإمام الخمینی بمناسبة یوم المرأة بتأریخ٥ – ٥ – ١٩٨٠م. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 287 تنزیل PDF: 129 |
||||