الثورة الإسلامیة و الیوم العالمی للقدس | ||||
PDF (1053 K) | ||||
سید جلال میرآقایی المستشار الثقافی للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی الجزائر منذ أن غرست القوى العظمى و الفاتحین فی الحرب العالمیة الثانیة خاصة المملکة المتحدة ، الغدة السرطانیة الإسرائیلیة الصهیونیة فی قلب عالمنا الإسلامی و العربی و منذ تأسیس الکیان الغاصب فی أرض فلسطین و لغایة انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران ، مرت على القضیة الفلسطینیة مراحل مختلفة و قامت انتفاضات و حروب بین العدو الغاصب من جهة و الشعب الفلسطینی الباسل و الدول الجارة المسلمة من جهة أخرى ، و أخص بالذکر فی هذا المقال الدور الهام الذی قام به الشعب الإیرانی و قیادته الدینیة الإسلامیة فی دعم إخوانهم الفلسطینیین فی جهادهم و نضالهم فی طریق تحریر أولى قبلتی المسلمین . و یجدر هنا ذکر ما قاله الشهید الراحل یاسر عرفات “أبو عمار” فی مقابلة صحفیة حینما زار إیران مهنأ الإمام الخمینی بعید انتصار الثورة ، حیث قال : حینما زار الشهید مجتبى نواب صفوی أحد علماء إیران البارزین و رئیس جمعیة فدائیو الإسلام أرض مصر و خطب بین الناس و الطلاب فی جامعة القاهرة کنت ـ أبو عمار ـ ضمن المستمعین لخطابه الثوری و کان یخطب بحماس بالغ و بعد انتهاء خطابه إقتربت منه و رحبت به ، فسألنی : من أنت و من أین؟ قلت أنا یاسر من فلسطین و طالب جامعی ، فعاتبنی و قال : بلدک تحت الإحتلال و أنت تدرس؟ أترک الکتاب و القلم و الدراسة و خذ بیدک بندقیة و قاتل العدو الصهیونی حتى تحرر بلدک . و منذ تلک الزیارة ترکت الجامعة و دخلت فی الکفاح المسلح و الذی انجر إلى تأسیس منظمة التحریر الفلسطینیة . فی عام ١٩٦٢ حین قام الإمام الخمینی رحمه الله بثورته ضد الشاه ، کان أحد دوافع الإمام نحو النضال ضد الشاه هو علاقة النظام الشاهنشاهی بإسرائیل و اعترافه بالکیان الغاصب ، ففی ذلک الوقت اعتقل السافاک (المخابرات الإیرانیة زمان الشاه) عدد من العلماء الثائرین أنصار الإمام الخمینی و منعهم من التکلم حول ثلاثة مواضیع ١- أمریکا ٢- إسرائیل ٣- ألا یقولوا على المنابر بأن الإسلام فی خطر ، هنالک قام الإمام الخمینی الراحل مخاطبا الشاه : ما العلاقة بینک و بین إسرائیل حتى تمنع العلماء ألا یذکروا تلک المواضیع.. عندما کان الإمام الخمینی فی منفاه فی العراق فی السبعینیات ، أفتى بجواز إعطاء الثائرین الفلسطینیین أموال الزکاة و کان یدعمهم سیاسیا و اقتصادیا و فی الإعلام ، ثم بعد انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران دخل الدعم الإیرانی للقضیة الفلسطینیة فی مرحلة جدیدة ذات نشاط أکبر و أکثر حیث أن الثورة الإسلامیة تزامنت مع ضعف و تفرق العالم العربی و الإسلامی آنذاک . بعد زیارة أنور السادات رئیس أکبر و أقوى بلد إسلامی و عربی لإسرائیل و توقیع معاهدة الصلح بینه و بین بکین الإرهابی الکبیر رئیس الکیان الغاصب ، عاشت الثورة الفلسطینیة أضعف أحوالها و العالم العربی أسوء أحواله و قد شاء الله تعالى أن تنتصر الثورة الإسلامیة فی تلک المرحلة و نفخت فی هذا الجسد الضعیف روحا جددته و أحیته و کان أبو عمار أول شخصیة عربیة زارت إیران و هنأت الإمام الخمینی و الشعب الإیرانی على انتصاره ضد الشاه و القوى العظمى الداعمة له و لقد أصدر الإمام الخمینی مرسوما یقطع العلاقة بین الحکومة الثوریة و الکیان الصهیونی على الرغم من أن المستحقات المالیة الإیرانیه من إسرائیل کانت تقدر بملایین الدولارات الأمریکیة و لم یکتفی بذلک بل و أمر بإخراج الطاقم الدبلوماسی الإسرائیلی من طهران و أعطى مفاتیح مقر السفارة الإسرائیلیة لأبی عمار لیفتحها کأول سفارة فلسطینیه فی بلد غیر عربی شیعی المذهب و کان هذا على الصعید السیاسی الرسمی ، أما عن الصعید الشعبی الدینی الإسلامی فقد أعلن سماحته یوم الجمعة الأخیرة من شهر رمضان المبارک یوما عالمیا للقدس الشریف و أمر الناس بالخروج فی المظاهرات الشعبیة دعما للإنتفاضة الفلسطینیة و بتلک المبادرة الذکیة أشع من جدید البعد الإسلامی المقدس للقضیة الفلسطینیة المتجذر فی عمق اعتقادات الأمة الإسلامیة بعدما کانت الثورة الفلسطینیة مجرد حرکة قومیة عربیة لدى الکثیرین متعلقة بمنطقة خاصة فی العالم العربی ، و لکن الحرب المفروضة البعثیة التی قام بها صدام حسین بتحریک من أمریکا و دول المنطقة ضد الثورة الشابة فی إیران ، تسببت فی عرقلة طریق الثورة و قیامها بواجبها تجاه دعم الشعب الفلسطینی و القدس الشریف و لکن بعد رحیل صدام حسین و تحریر الشعب العراقی و اتحاده مع إیران ، بذل الإمام الخامنئی خلیفة الإمام الخمینی ، بالغ جهده فی دعم القضیة الفلسطینیة و جاعلا کل الإمکانیات السیاسة و المالیة و العسکریة الإیرانیة فی متناول الإخوة الفلسطینیین و الیوم بحمد الله و منه تحولت و ارتقت الثورة الفلسطینیة من انتفاضة الحجارة إلى انتفاضة الصاروخ و زاد الإمام الخامنئی و أنصاره أمثال الشهید السعید الجنرال قاسم سلیمانی محور المقاومة فی المنطقة قوة ضد العدو الصهیونی بحیث نشاهد بأن الأوضاع تغیرت تماما ، فأصبح الیوم محور المقاومة فی قمة القوة حیث أضحى یشکل خطرا کبیرا لإسرائیل و لم نرى العدو الصهیونی طوال تاریخه بهذا الضعف و الهوان . هذا الکیان الغاصب الذی لم ینسحب فی تاریخه شبرا واحدا لا فی الحروب و لا فی میدان السیاسة نراه بعد انتصار الثورة الإسلامیة یتلقى الضربات الشدیدة من محور المقاومة و ینسحب من الأراضی العربیة و الإسلامیة الواحدة تلوى الأخرى ، ألیس الصبح بقریب . | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 147 تنزیل PDF: 69 |
||||