فلسطین 2022 بالأرقام والأحداث المفصلیة | ||||
PDF (1623 K) | ||||
![]() | ||||
المصدر:الخنادق حملت سنة 2022 متغیرات مهمة فی الساحة الفلسطینیة، اذ عادت القدس والضفة الغربیة الى واجهة المقاومة وشکّلت الجبهة الأمامیة لمواجهة کیان الاحتلال. فما بدأ خلال معرکة “سیف القدس” فی العام الماضی من عودة نواة المقاومة، تنامى خلال أشهر هذه السنة مجموعات وکتائب، خاصة شمالی الضفة، هذا من جهة. أمّا من جهة تکامل وترابط بین الجبهات، فقد کرّست معرکة “وحدة الساحات” معادلة التلاحم وأثبتت أن غزّة لا یمکن أن تغیب عن المشهد، وعلى جهوزیة عسکریة دائماً. المقاومة فی غزّة نفّذت الغرفة المشترکة لفصائل المقاومة الفلسطینیة، للسنة الثالثة على التوالی، أواخر شهر کانون الاوّل / دیسمبر الماضی مناورة “الرکن الشدید 3”، وهذه المرّة خصصتها المقاومة للتدریب ومحاکاة إنزالات خلف خطوط العدو وأسر الجنود لتنفیذ صفقات التبادل والضغط على الاحتلال فی هذا الملف. أمّا سرایا القدس فقد نفّذت مناورتها الخاصة “عزم الصادقین” أوصلت من خلالها رسائل مفادها أن السرایا تتابع إنتاج وتطویر الصواریخ لا سیما عنصر الدّقة کما حاکت خطة دفاعیة لإطلاق رشقات صاروخیة تطال مواقع ومستوطنات وعمق الاحتلال بزخم ناری یوقف أی عدوان. وفی معرکة “وحدة الساحات” فی آب / أغسطس، ردّت سرایا القدس على اغتیال قائدیها تیسیر الجعبری وخالد منصور بوضع جمیع الأراضی الفلسطینیة المحتلة عام 1948 ومستوطنات غلاف غزّة تحت مرمى الصواریخ والقصف المتواصل مدّة 56 ساعة. بدورها، کشفت کتائب الشهید عزالدین القسّام هذا العام عن الوحدة السایبیریة الخاصة التی کان للشهید القائد جمعة الطحلة الدور الکبیر فی تأسیسها. وقد نفّذت هذه الوحدة عدّة عملیات الکترونیة سابقاً ولکنها تجعل الیوم من البنیة التشغیلیة للاحتلال فی دائرة استهداف المقاومة. الى جانب ذلک تصدّت الدفاعات الجویة کتائب القسّام أکثر من مرّة خلال هذا العام لطائرات الاحتلال التی تخترق سماء القطاع واستهدفت مواقعاً للمقاومة، وجسّد ذلک تطوّراً مهماً یحمل تداعیاته ومعادلاته للمرحلة المقبلة. کما أدارت “القسّام” حرباً نفسیةً على الاحتلال هذا العام تمثّلت بتوجیه رسائل عن وضع الأسرى الجنود لدیها للضغط ودفع الاحتلال نحو التنازلات فی الصفقة وارباک جبهته الداخلیة. المقاومة فی القدس والضفة تشکّلت خلال هذه السنة مجموعات مقاومة من بینها “عرین الأسود” فی نابلس التی مهمة أعادت مشاهد الوحدة الفلسطینیة والتفاف الشعب خلف المقاومة وقدّمت العدید من الشهداء على رأسهم إبراهیم النابلسی وودیع الحوح وتامر الکیلانی. بالإضافة الى تطوّر وتوسّع عمل “کتیبة جنین” التی کانت الملهمة لتشکیل الکتائب الأخرى فی نابلس، وطوباس وطولکرم وجبع وبرقین وغیرها. سجّل عام 2022 ارتفاعاً کبیراً وملحوظاً فی عدد العملیات النوعیة للمقاومة ومجموعاتها فی مختلف مناطق القدس والضفة الغربیة اذ ارتفعت من 19 عملیة فی العام 2019 الى 285 عام 2022، فیما کانت فی العام 2021 فقط 61 عملیة وفی العام 2020 م 31 عملیة. بالتوازی ارتفع عدد المستوطنین الذین قتلوا جراء هذه العملیات هذا العام الى 31 مقابل 5 فی العام 2019 و3 فی العام 2020 و4 فی العام 2021. وهذه الأرقام اعترف بها الاحتلال وأدرجت ضمن بیانات الجیش لهذا العام. بالإضافة الى ارتفاع عدد القتلى الجنود فی جیش الاحتلال والاستهداف الیومی لحواجزه. وقد اعترف الاحتلال فی أکثر من مناسبة أن اقتحام المخیمات والمناطق الفلسطینیة لم یعد بـ “السهولة” التی کانت سابقاً وبات الخروج منها صعباً. فیما تواصل حضور المناطق الفلسطینیة المحتلة عام 1948 فی مشهد المواجهة مع الاحتلال، اذ وقعت سلسلة من العملیات النوعیة فی بئر السبع والخضیرة و”تل أبیب”، أربکت مستویات الاحتلال واخترقت کلّ اجراءاته الأمنیة وأوقعت عدداً من القتلى فی صفوفه. بالإضافة الى بقاء فلسطینیی الـ 48 على ترابط مع غزّة، اذ خرجت المسیرات الداعمة للمقاومة خلال معرکة “وحدة الساحات”. انتهاکات الأقصى اقتحم 50 ألف مستوطن باحات المسجد الأقصى هذا العام، وبلغت ذروة الاقتحامات خلال فترات المناسبة الیهودیة وحاول الاحتلال فرض طقوسه التهویدیة على القدس المحتلّة وسط تصدی المقدسیین والمرابطین ومقاومة الضفة الغربیة وتهدیدات الفصائل فی غزّة. ولفت خطیب المسجد الأقصى الشیخ عکرمة صبری أن عام 2022، “من أشد الأعوام التی مرت منذ الاحتلال الإسرائیلی للبلاد، لأن الاقتحامات للأقصى کانت شدیدة وعنیفة، ویحاولون أداء طقوس دینیة تخصهم”. الأسرى وصل عدد الأسرى فی سجون الاحتلال هذا العام الى 4700 أسیر فلسطینی بینهم أکثر من 500 مقدسی وسط ظروف اعتقال صعبة وغیر إنسانیة. ووصل عدد الأسرى المرضى الى 700 أسیر، واستشهد 4 أسرى داخل السجون، هم داوود الزبیدی، سعدیة مطر، محمد غوادرة، ناصر أبو حمید، بسبب سیاسة الإهمال الطبی التی یعتمدها الاحتلال مع الأسرى الفلسطینیین. کما حکم الاحتلال على 5 أسرى جدد بالمؤبد لیرتفع عدد أسرى المؤبدات الى 552 أسیر. بالإضافة الى إمعان الاحتلال فی سیاسة الاعتقال الإداری، فقد وصل عدد الأسر الإداریین الى 850 أسیر. بالإضافة الى ذلک، سجّل عام 2022 ارتفاعاً فی حملات الاعتقال التی نفّذها الاحتلال فی بلدات القدس والضفة الغربیة، فقد اعتقل 7 آلاف فلسطینی بینهم 850 طفلاً و160 امرأة. الشعب الفلسطینی قتل الاحتلال خلال هذا العام أکثر من 221 شهیداً، من بیهم 167 فی القدس والضفة و50 فی قطاع غزّة الى جانب 4 شهداء فی الداخل الفلسطینی المحتل. کما شکّل اغتیال الاحتلال للصحفیة فی قناة الجزیرة شیرین ابو عاقلة محطة مهمة أعادت تسلیط الضوء على جرائم الاحتلال المتعمّدة وباتت قضیة دولیة. تشیر أرقام الجهاز المرکزی للإحصاء الى عدد الفلسطینیین وصل هذا العام الى 14 ملیون یتوزعون على الداخل الفلسطینی المحتل بنسبة 1.7 ملیون، وفی القدس والضفة وقطاع غزّة بنسبة 5.4 ملیون، أمّا فی الشتات فقد وصل عدد الفلسطینیین الى 7.1 ملیون. العام المقبل یتوقّع أن یشهد هذا العام 2023م تحدیات جدیدة مع وصول الحکومة الـ 37 منذ الاحتلال الإسرائیلی لفلسطین، والتی توصف بالأکثر تطرفاً مع تحکّم شخصیات الیمین المتطرّف بمفاصلها ووضعهم لمخططات التهوید والاستیطان على رأس الأولویات. لکن المقاومة والشعب الفلسطینی فی تطوّر مستمر للقدرات والوعی بمخططات الاحتلال وهو ما یُبنى علیه لمواجهة الیمین المتطرّف، العالق بدوره فی أزمات الکیان الداخلیة أیضاً. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 277 تنزیل PDF: 119 |
||||