الدکتور محمد شلّح فی یوم القدس: الرهان على رایة الخمینی | ||||
PDF (1151 K) | ||||
یوم القدس فی فلسطین والمحور یأتی یوم القدس العالمی هذا العام وسط ظروف استثنائیة تعیشها فلسطین المحتلّة، ففی القدس نجح المصلون والمرابطون ومن خلفهم فصائل المقاومة فی غزّة، من إحباط اقتحام المستوطنین وذبحهم للقرابین داخل المسجد الأقصى وباحاته فی عید الفصح الیهودی فی إطار معرکة الدفاع عن هویة الأقصى الإسلامیة والعربیة. ولهذه المناسبة، تم أجراء مقابلة خاصة مع القیادی فی حرکة الجهاد الإسلامی الدکتور محمد شلّح -شقیق الراحل رمضان عبدالله شلح الأمین العام السابق لحرکة الجهاد الإسلامی الفلسطینیة -الذی یتحدّث عن واقع یوم القدس بالنسبة للفلسطینیین، وعن علاقة الحرکة بالجمهوریة الإسلامیة فی الوقت الراهن. یوم القدس: طوق نجاة القضیة الفلسطینیة اتضح بعد هذه الفترة الطویلة منذ إعلان الامام الخمینی (قدس سره) عن یوم القدس العالمی أن هذا الحدث مثّل “طوق النجاة للشعب الفلسطینی”، ویقول د. شلّح، ففی وقت کان مجیء الثورة الإسلامیة فی إیران إنقاذاً للشعب الإیرانی من حکم الشاه، کذلک أنقذت الشعب الفلسطینی عندما استلهم الشهید الدکتور فتحی الشقاقی روح هذه الثورة من الامام الخمینی الذی ورّث الإسلام والمسلمین من بعده هذا الطوق لیرحل على عهد مع القدس. وتابع، لقد ترک لنا الامام الخمینی هذه المناسبة کناقوس فی الأمة یأتی کل عام لیذکّر المسلمین بالقدس. هذه الذکرى حملتها الجمهوریة الإسلامیة بعد رحیل الإمام، وعملت حرکة الجهاد الإسلامی على تصدیرها الى داخل فلسطین وتمسّکت بها. الیوم، وبعد حوالی الـ 4 عقود، “ لولا هذه الذکرى وهذه الوصیة من الامام الخمینی التی انصهرت بالدّم والدعم المالی والعسکری لأبناء فلسطین، ربما کان مصیر القضیة الفلسطینیة زواریب التاریخ وأرفف الأمم المتحدة التی أخذنا منها کلاماً دون تنفیذ، على عکس الجمهوریة الإسلامیة التی وقفت الى جانبنا، فلم یکن کلام الامام الخمینی حبراً على ورق بل طُبّقت هذه الوصیة على أرض الواقع فعلاً، وقد ضحّت الجماهیر الإسلامیة فی إیران مقابل هذا الموقف وتعرّضت للحصار الغربی”، أضاف د.شلّح. فلسطین لن تتخلى عن إیران ورهانها على رایة الخمینی والمحور من ناحیة ثانیة، یعود “یوم القدس” وسط تخاذل الأنظمة العربیة المطبّعة التی التقت الشهر الماضی مع مسؤولی الکیان الإسرائیلی المؤقت والإدارة الأمریکیة فی النّقب، لکن “عندما نرى الحّکام المطبّعین یهرولون الى العدو الصهیونی نکاد نقول لهم إننا لم نخسر شیئاً من تحالفکم مع هذا العدو، أنتم ستخسرون کما ستخسر أمریکا وإسرائیل لأننا لم نکن أصلاً نراهن علیکم. وشدّد شلّح “نحن راهنّا على رایة الامام الخمینی ورایة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، ورایة حزب الله ورایة أنصار الله، والعراق وسوریا وکل الأحرار الذین یساندوننا”. “لن نتخلى عن الجمهوریة الإسلامیة” أما على مستوى، العروض التی تقدّمتها بعض الدول العربیة لفلسطین وحرکة الجهاد الإسلامی مقابل التخلی عن العلاقة مع إیران وانتهاج نهج التسویة السیاسیة فی القضیة الفلسطینیة، یقول د. شلّح: “نحن لن نتخلّى أبداً عن الجمهوریة الإسلامیة، حتى لو جاء کل حکّام العرب راکعین لیقدّموا الدعم، لن نترک إیران”، فالجمهوریة الإسلامیة الیوم تمثل العنوان الأکبر فی الصراع عندما أخذت على عاتقها الوقوف الى جانب الشعب الفلسطینی وتحدّت کل الصعاب والحصار ومشاکل المجتمع الدولی، وکلمة الوفاء أُخذت من ایران فی ظروفها الصعبة التی تمنعها من دعم فلسطین بکافة الأسالیب، وقدّمت فی هذا الطریق الشهید تلو الشهید وعلى رأسهم القائد قاسم سلیمانی وکذلک العراق قدّم الشهید أبو مهدی المهندس، وحزب الله قدّم بدوره الشهید القائد عماد مغنیة والشهید السید عباس الموسوی وکل الشهداء. إیران لیست بعیدة عن فلسطین وما یجری فیها، ولیست ببُعد الجغرافیا لأن هذه البنادق والصواریخ والأموال التی تُقدّم لفصائل المقاومة الفلسطینیة هی ببصمات إیرانیة، وأشار د. شلّح الى أن الأمین العام للحرکة زیاد النخالة تلقى، على خلفیة الأحداث فی المسجد الأقصى واحتمال التصعید العسکری فی غزّة، العدید من الاتصالات وعلى جمیع المستویات من الجمهوریة الإسلامیة والإخوة فی حزب الله وفی الیمن ومن سوریا، وهذا لیس غریباً علیهم، وقد :أبلغونا بالفم الملآن أن معرکة القدس هی معرکة الأمة ولن یخذلونا إذا قامت معرکة مفتوحة من أجل القدس، ستتحوّل الى معرکة إقلیمیة وسیکون هناک تدخّل ووحدة جبهات محور المقاومة، وهذه وعود صادقة لذلک حین نتحدى العدو، نحن نتکلّم بثقة، أننا لسنا وحدنا فی المعرکة والمیدان. وهذا ما یرعب الکیان الإسرائیلی”. رسالة الحرکة الى الجماهیر فی یوم القدس عشیة یوم القدس، یقول شلّح أن حرکة الجهاد الإسلامی تتوجّه للحشود والجماهیر الإسلامیة والعربیة الذین سیتخرجون یوم الجمعة القادم تحت شعار “القدس هی المحور”، برسالة التهنئة لأنهم “انحازوا الى هذا الخیار، خیار الثورة والمقاومة والدم الذی هزم السیف، وهنیئا لکم اذ اقتدیتم بالامام الخمینی ولم تبیعوا فلسطین ولم تتنازلوا عنها، فلسطین تحبکم کما تحبوها. ومن ناحیة الحرکة فإنها لن تترک هذه الأمة وستبقى عند حسن ظنّ هذه الشعوب العربیة والإسلامیة، و”سنصمد للحظة الأخیرة التی نحقق فیها الانتصار ونشفی غلیل هؤلاء الملایین الذی سیخرجون نصرة للقدس والمسجد الأقصى”. وتتحضّر غزّة لفعالیات هذا الیوم (الجمعة 29 نیسان / ابریل 2022) عبر رفع الیافطات التی تحمل صور شهداء فلسطین والمحور وکلمات الامام الخمینی، فی شوارعها. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 136 تنزیل PDF: 61 |
||||