مجازر و ابادة جماعیة فی غزة بدعم غربی | ||||
PDF (141 K) | ||||
ان عملیة طوفان الأقصى التی انطلقت فی السابع من تشرین الأول/أکتوبر والتی جاءت نتیجة للانتهاکات المتکررة للعدوِّ والاقتحامات غیر المبررة للمسجد الأقصى والتنکیل بالمصلین رجال ونساء شیوخًا وأطفالًا، تؤکد قوَّة هذا الشَّعب وصلابته وطموحه فی استرداد کلِّ حقوقه المسلوبة، وقد جاء الرد من قبل المقاومة الفلسطینیة الباسلة بهذه العملیة التی فاجأتنا جمیعًا وأثلجت صدورنا بنتائجها ونجاحها فی إذلال جیش الاحتلال الإسرائیلی الذی طالما تباهى بقوَّته الاستخباراتیة والأمنیة وعتاده الذی لا یقهر، إلَّا أنَّه اخترق بعزیمة الفلسطینیین وإرادتهم القویة. وبعد الإذلال الذی تعرض له المحتل، جاءت ردة فعله کالعادة باستهداف المدنیین العُزَّل فی قطاع غزة للضغط على المقاومة التی نجحت فی أسْر الکثیر من جنود الاحتلال، وهذا دیدن الاحتلال وأخلاقه الردیئة وخطته کما یزعم باستهداف مواقع المقاومة، حیث إنَّه وحسب وزارة الصحة الفلسطینیة استشهد حتى الآن أکثر من ٢٢٠٠ وهی نسبة کبیرة منهم أطفال ونساء، لیس هذا وحسب فقد وصلت دناءة الاحتلال بقطع الماء والکهرباء والخدمات العامة عن سکان غزة ضاربًا بالقوانین الدولیة عرض الحائط، واستخدم الفسفور الأبیض المحرم دولیًّا فی قصف المدنیین العُزّل، وتجاوزات صریحة واضحة وانتهاکات وجرائم حرب أمام العالم، العالم الذی خذل فلسطین ولم یکترث بمآسیها. وفی الواقع ان کیان الاحتلال الصهیونیِّ أظهروجْهه القبیح أمام العالَم أجمع، حین جمع کُلَّ قواه ـ وبدعم أمیرکیٍّ غربیٍّ ـ لِیحوِّلَ قِطاع غزة إلى محرقة صهیونیَّة بحقِّ الفلسطینیِّین العُزَّل فی القِطاع، ولِیجعلَ من إبادته الأطفال عنوانًا ثابتًا لنازیَّة جدیدة فی الإقلیم عمومًا، وفی فلسطین المحتلَّة خصوصًا، فلَمْ یترک وسیلةً للتنکیل بأبناء غزَّة إلَّا وقَدْ ارتکبها، فی فصلٍ جدید من فصول النازیَّة الجدیدة والجرائم البَشِعة التی یرتکبها الکیان الغاصب على مرأى ومسمع من العالَم. وبحسب المنظَّمات الإغاثیَّة العالَمیَّة، فقَدْ وصلَ الصَّلف والإرهاب مداه، حیث باتَتْ حمایة المَدنیِّین والمستشفیات والمدارس والعیادات ومنشآت الأُمم المُتَّحدة أمرًا مستحیلًا، لدرجةٍ أنَّ منظَّمات أُممیَّة ودولیَّة قَدِ استبقت الکارثة الإنسانیَّة بالتأکید على استهداف الکیان الصهیونیِّ لملاجئها فی غزَّة، حیث أشارت إلى أنَّ ملاجئها لَمْ تَعُدْ آمنةً، ما یعنی أنَّ أکثر من ملیونَیْ إنسان من أهل غزَّة باتوا رهینةَ إرهابِ کیان الاحتلال الصهیونیَّ. إنَّ صَمْتَ العالَم عن قطع الکیان الغاصب المارق المیاه والکهرباء والغذاء والوقود عن قِطاع غزَّة یُعدُّ مشارکةً فیما یرتکبه العدوُّ المحتلُّ من جرائم، خصوصًا مع تحذیر وکالة الأُمم المُتَّحدة لغوث وتشغیل اللاجئین الفلسطینیِّین «أونروا» من أنَّ أکثر من ملیونَیْ مواطن فی قِطاع غزَّة یواجهون خطر نفاد المیاه بشکلٍ أصبح یُهدِّد حیاتهم. فالمیاه ـ بحسب الوکالة الأُممیَّة ـ أصبحت مسألة حیاة أو موت، خصوصًا بعد توقُّف عمل محطَّة المیاه وشبکات الماء العامَّة، حیث أصبح محطَّات تزوید میاه الشرب فی قِطاع غزَّة خارج الخدمة بعد التوقف الکُلِّی لآخر محطَّة تحلیة، نتیجة تواصل العدوان. لذا فمن الضروری أنْ یتمَّ توصیل الوقود إلى غزَّة لتوفیر المیاه لملیونَیْ شخص محاصرین تحت وطأة قصفٍ متواصلٍ لا یتوقف، یتلاعب بالمَدنیِّین ویستهدفهم جنوبًا وشمالًا. الغریب أنَّ تلک الجرائم التی ترتکبها النازیَّة الجدیدة على أرض فلسطین المحتلَّة لا یزال لدَیْها ظهیر دولیٌّ یناصرها، بل یدافعُ عَنْها ویسعى لتضلیلِ الشعوب وقَلْبِ الحقائق، لذلک یجِبُ أن یوازیه تحرُّک اسلامی وعربیٌّ راسخ بجانب کافَّة المتضامنین الدولیِّین؛ لفضْحِ أبعاد الکارثة الإنسانیَّة التی یرتکبها العدوُّ الإسرائیلیُّ المحتلُّ ضدَّ الشَّعب الفلسطینیِّ عامَّةً وفی قِطاع غزَّة خاصَّةً، والسَّعی إلى تفنید روایات الاحتلال المُضلِّلة، وفضح جرائمه ومستعمریه ضدَّ أبناء فلسطین العُزَّل، وکذلک العمل على فضح الأبعاد السِّیاسیَّة التی یحاول الکیان المارق تکریسه لتصفیة قضیَّة الشَّعب الفلسطینیِّ وحقوقه الوطنیَّة العادلة والمشروعة، وخلْقِ رأیٍّ عامٍّ شَعبیٍّ ضاغطٍ مؤیِّد لحقوق الشَّعب الفلسطینیِّ ومناهضٍ للعدوان، یُسهمُ فی منْعِ السَّاسة المناصرین للکیان الإرهابیِّ عن دعمِه ومساندته. ولعلَّ حدیث بعض الدوَل ـ وعلى رأسها أمیرکا ـ عن حقِّ الکیان الصهیونیِّ فی الدِّفاع عنْ نَفْسِه، وإعلانها صراحة عن مساعدته عسکریًّا، یأتی فی وقت أدخل العدوان الإسرائیلیُّ الفلسطینیِّین بقِطاع غزَّة فی کارثة إنسانیَّة حقیقیَّة غیر مسبوقة طالت الحدَّ الأدنى من مُقوِّمات الحیاة الإنسانیَّة، بما فی ذلک الحرمان من احتیاجاتهم الأساسیَّة، والذی یُعدُّ جریمةَ حربٍ ومخالفةً واضحةً عمَّا نصَّتْ عَلَیْه اتفاقیَّات جنیف، والقانون الإنسانیُّ الدولیُّ والقانون الدولیُّ لحقوق الإنسان، لِیظلَّ الشَّعب الفلسطینیُّ بَیْنَ مطرقة العدوان الصهیونیِّ، وسندان ازدواجیَّة المعاییر الدولیَّة التی تجلَّت فی دفاع العدید من الدوَل الغربیَّة عن جرائم الاحتلال المرتکبة، لِیکُونَ أبناء فلسطین ضحایا للفشل الدولیِّ فی تحقیق السَّلام نتیجة تجاهل الإجراءات الأحادیَّة الصهیونیَّة. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 207 تنزیل PDF: 81 |
||||