مکاسب زیارة الرئیس الایرانی الى نیویورک | ||||
PDF (104 K) | ||||
الجمعیة العامة للامم المتحدة احدى ابرز المنظمات الدولیة التی یحرص رؤساء الدول على حضور اجتماعاتها. ذلک ان اجتماعات الجمعیة تشکل فرصة نادرة لتلاقی کبار زعماء العالم وشخصیاته، کی یتسنى الخوض مع نظرائهم فی القضایا السیاسیة و تعزیز التواصل بین بلدانهم. و لا یخفى ان مثل هذه اللقاءات التی یمکن النظر الیها باعتبارها فریدة من نوعها، نظراً لأهمیة نتائجها و تداعیاتها، سیما على صعید العلاقات الثنائیة والمتعددة الاطراف. و بالنسبة للجمهوریة الاسلامیة، التی کانت عرضة للغطرسة الدولیة ومحاولات الاعلام الغربی طوال الاشهر الماضیة للتکالب علیها وتشویه سمعتها؛ تعتبر جلسات الجمعیة العام للامم المتحدة فرصة قیمة للتعریف بالوقائع والاحداث على لسان مسؤولیها بکل صدق وأمانة. ولکن لیس هذا هو المکسب الوحید الذی تحقق للشعب الایرانی، بوحی من حضور المسؤولین الایرانیین اجتماعات الجمعیة العامة للامم المتحدة، بل یمکن استعراض ذلک من خلال عدة نقاط: أولاً ـ کلمة الرئیس الایرانی فی الجمعیة العام للامم المتحدة کانت تحظى بأهمیة کبیرة. خاصة وان ایران انضمت مؤخراً الى عضویة منظمة بریکس، التی تضم دولاً تعانی من ضغوط اقتصادیة متعددة. ان هذا الفعل أربک النظام الدولی بنحو ما وادى الى زعزعة مکانة الدول الاستعماریة التی کانت تصول وتجول فی العالم فی یوم ما، وان منظمة بریکس بصدد مواجهة الدول المتغطرسة. ولهذا اوضح الرئیس الایرانی فی کلمته، ان صحوة الشعوب ومقاومتها، باتت اکبر واوسع، وان قوى جدیدة فاعلة ظهرت الى الساحة. وهذا ما یدعونا لأن نأمل بظهور نظم جدید یتسم بالعدالة یسود العالم. ثانیاً ـ الجانب الآخر الذی یشکل جانباً هاماً من تصریحات السید رئیسی فی أجواء منظمة الامم المتحدة یتعلق بهزیمة المشروع الامیرکی فی الهیمنة على العالم. ومثل هذا إنما هو ولید النظام الدولی الجدید . ذللک ان العالم کان یتحرک فی یوم ما وفقاً لنظام دولی ثنائی القطب. ولکن مع سقوط الاتحاد السوفیتی، حاولت الولایات المتحدة اقناع العالم بأنها لن تواجه تحدیاً فی المستقبل وانها ستصبح سیدة العالم ، وبالتالی فرض سیاساتها والعمل على تنفیذها. غیر ان هذا المشروع تداعى وانهزم، وتشکل بدلاً عنه نظام عالمی جدید. النظام الذی یفضی بالولایات المتحدة الى الافول. ثالثاً ــ فی هذه الزیارة شدد الرئیس الایرانی على اهمیة تعزیز العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة. وقد ألتقى کلاً من رئیس الوزراء العراقی، ورئیس وزراء الباکستان، والرئیس الطاجیکی. وما یذکر ان مثل هذا التوجه والنشاط بتعزیز العلاقات وتقویتها مع دول الجوار، ومضاعفة الارتباط والتواصل مع بقیة الدول، عبارة عن سیاسة کان قد اعلن عنها السید رئیسی منذ تسلمه لمنصب رئاسة الجمهوریة، وحرص على ترجمتها عملیاً على ارض الواقع، نظرأ لما تهـدف الیه من تنامـی العلاقات السیاسیة والاقتصادیة مع بقیة الدول، وبالتالی محاول اقصاء الولایات المتحدة من المنطقة بنحو ما. و خلافاً لما کانت تتطلع الیه الحکومات السابقة التی راهنت کثیراً على المفاوضات النوویة فحسب فی ازالة العقوبات. غیر ان حکومة الرئیس رئیسی آمنت بأهمیة العلاقات مع دول المنطقة و العالم، رافضة الانتظار حتى یتحدد مصیر الملف النووی. کذلک ثمة جهود ملفتة بذلت على الصعید الدبلوماسی، و لا یخفى ان کل هذه التوجهات وهذه الخطوات، سوف تترک آثارها على الحد من النفوذ الامیرکی فی المنطقة. رابعاً ــ من المعلوم ان زیارة الرئیس رئیسی الى نیویورک هذا العام هی الثانیة. وان الرئیس الایرانی عاد الى ایران بمکاسب جمة. وفی الحقیقة ان مکاسب هذه الزیارة ملفتة للغایة، وان الفرص التی خلقتها هذه الزیارة، تبث الامل فی اعتماد دبلوماسیة جدیدة قادرة على تحسین الاوضاع الاقتصادیة، ذلک ان الفرص الدولیة المتاحة سوف تترک تأثیرها على حیاة الایرانیین، وبوسعها ان تبشر بوقائع واحداث حافلة بالبهجة والأمل بالنسبة الایرانیین. وبطبیعة الحال ان امثال هذه الخطوات تستغرق وقتاً، غیر ان الانطلاقة قد بدأت فی ظل زیارة رئیس الجمهوریة الى نیویورک. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 157 تنزیل PDF: 60 |
||||