- یرى أحد کبار الخبراء فی قضایا المقاومة أن المقاتلین الفلسطینیین یتمتعون بمزایا متعددة الأوجه فی عملیة طوفان الأقصى.

فیما یتعلق بآخر التطورات على الساحة الفلسطینیة بعد بدء عملیة طوفان الأقصى التی شتتها أمس جبهة المقاومة الفلسطینیة ضد الکیان الصهیونی، والنقاط التی أثارها قائد الثورة فیما یتعلق بما یسمى «تطبیع العلاقات مع النظام الصهیونی»، إلتقینا بالدکتور سعد الله زارعی، أحد کبار الخبراء فی قضایا غرب آسیا واجرینا هذا الحوارمعه:

س) بالنسبة للسؤال الأول، یرجى ان تبین لنا ماهی ممیزات العملیة المسماة ب» طوفان الأقصى» التی خططت لها ونفذتها قوى المقاومة الإسلامیة ضد النظام الصهیونی. وبرأیک ما هی النتیجة المهمة لهذه العملیة؟

سعد الله زارعی: بسم الله الرحمن الرحیم. إن العملیة التی جرت فی فلسطین کانت بالفعل أهم عملیة هجومیة للمقاومة الفلسطینیة فی الثلاثین سنة الأخیرة، بل ینبغی القول إنها أهم عملیة للفلسطینیین فی الخمسین أو الستین سنة الماضیة. حیث تمکن الفلسطینیون فی هذه العملیة من إبقاء عملیة إعداد القوات والمعدات سرّیة تماما وبعیدة عن أعین أجهزة المخابرات وتکنولوجیا التجسس الإسرائیلیة، وهذه مسألة مهمة للغایة.

السمة اوالمیزة الثانیة هی أن الفلسطینیین تمکنوا من إدارة هذه العملیة الثقیلة بدقة وسیطرة تامة. أی أن هذه العملیة کانت دقیقة وتتمتع بالسیطرة التامة لدرجة یبدو وکأنه الإسرائیلیین لم یکونوا موجودین على الإطلاق فی هذا المکان ، ولم تکن هذه العملیة مجرد مفاجأة، بل کانت ضربة موجعة للکیان الإسرائیلی. فاذا لم تتمکن إسرائیل، بأجهزتها التجسسیة الستة المعروفة وحیازتها لأجهزة التجسس الجویة وامتلاکها شبکة من الجواسیس، من ان تکشف عملیة استطلاع ١٥ مستوطنة من قبل المقاومة الفلسطینیة، فیما تستطیع المقاومة الحصول على کل المعلومات التفصیلیة الخاصة بهذه المستوطنات فهذا یعتبر من نقاط الضعف الکبیرة بالنسبة للأنظمة الأمنیة الإسرائیلیة، خاصة وان الإسرائیلیون کانوا یزعمون ویعتقدون بأن جهاز الموساد هوأفضل جهاز استخبارات فی العالم. والنقطة الأخرى هی أن الإسرائیلیین لم یتمکنوا من التنبؤ بهذا الحجم الکبیر من العملیات، ولم یکن هناک شیء من هذا القبیل فی استراتیجیات إسرائیل وتوقعاتها. کان الإسرائیلیون دائما قلقین بشأن منطقة الضفة؛ وکانوا یتحدثون دائما عن التهدیدات القادمة من الضفة الغربیة، ولکن فجأة وجدت إسرائیل نفسها امام تهدید کبیر جدًا قادما من غزة ، وکان هذا فی الواقع یعتبر فضیحة کبیرة بالنسبة لإسرائیل. والحقیقة أن المقاومة الفلسطینیة، فی هذا المشهد، تمکنت من إظهار تفوقها الشامل المتعدد الأوجه على إسرائیل؛ فالتفوق المعلوماتی، والتفوق فی حمایة وصیانة المعلومات، والتفوق فی مجال الاتصالات، والتفوق فی التخطیط للعملیات، والتفوق فی التنبؤات وتحدید الاستراتیجیات. وهذه هی الأمور بطبیعة الحال جعلت کل شیء ینتهی لصالح المقاومة.

س) هل هناک احتمال أن یتسع نطاق الصراع ویمتد إلى شمال إسرائیل، أی الصراع بین حزب الله اللبنانی والکیان الصهیونی؟

سعد الله زارع: فی الواقع، ان المقاومة اللبنانیة الیوم، ومن خلال الضربة التی وجهتها للکیان الصهیونی فی ثلاث مناطق بجنوب لبنان، أظهرت أنه إذا أراد الإسرائیلیون الدخول إلى الساحة للانتقام، فمن الممکن أن یتطور الصراع ومن الممکن أیضاً أن تصبح الجبهة الشمالیة مفتوحة لمواجهة إسرائیل.

س) فی تصریحاته الأخیرة، قال سماحة قائد الثورة إن الحکومات التی تتابع مغامرة التطبیع مع الکیان الصهیونی قد راهنت على «الحصان الخاسر». برأیک ما هو تأثیر هذه العملیة على خطة التطبیع لبعض الحکومات مع الکیان الصهیونی، وأین سینتهی مستقبل خطة التطبیع؟

سعد الله زارع: ان الأدلة تشیر إلى أن الأمریکان وبعض حکومات المنطقة یحاولون جهد امکانهم اعادة الروح الی جسد التطبیع المیت. ولذلک حذر قائد الثورة من أنه لا ینبغی علی الدول أن تنفق سمعتها على قضیة لا یمکن إحیاؤها. وإذا کان التطبیع یخدم أمن إسرائیل، فإن هذه العملیة التی جرت بالأمس أظهرت أن أمن إسرائیل غیر مهدد من جهة حدود السعودیة والأردن وغیرهما. وانما التهدید الأمنی للنظام الإسرائیلی یأتی بالدرجة الأولى من داخل الحدود نفسها، وهذه الحدود لا تتأثر بخطة التطبیع. وقد أثبتت عملیة الأمس أن آذان الفلسطینیین لاتصغی الی انغام لحن التطبیع.

س) وفی مکان آخر من تصریحاته الأخیرة حول مسألة وحدة العالم الإسلامی، ذکر قائد الثورة بعض الدول مثل السعودیة ومصر کأمثلة. ما هو رأیک حول هذا التصریح؟

سعد الله زارع: لقد کان هذا التصریح بمثابة دعوة. وقد دعا القائد بعض الدول المعروفة التی یمکنها ان تجرب اتجاه جدید بین العالم الإسلامی فی هذه التطورات العالمیة. والحقیقة ان هذه الدعوة کانت دعوة واضحة .