أصداء خطاب الرئیس الإیرانی فی الأمم المتحدة فی وسائل الإعلام العالمیة | ||||
PDF (208 K) | ||||
انطلقت أعمال الدورة الـ ٧٨ للجمعیة العامة للأمم المتحدة بحضور کبار المسؤولین من الدول الأعضاء فی هذه المنظمة. وأدان إبراهیم رئیسی، الرئیس الإیرانی فی بدایة حدیثه، الاتجاه المعادی للإسلام فی الغرب، وأکد أن الفصل العنصری الثقافی بأصواته المختلفة من حرق المصحف لا یلیق بالإنسان المعاصر. وأعلن رئیسی: تبدأ الدورة الجدیدة للجمعیة العامة فیما یشهد العالم تغیرات غیر مسبوقة وصانعة للتاریخ، إن ما یضمن المستقبل المشرق للبشریة هو الاهتمام بالقیم السامیة التی تقود الإنسان إلى الکمال والکرامة، ولا یوجد ما هو أفضل من کلام الله تعالى فی تعریف الإنسانیة والقیم الإنسانیة السامیة. وفی جزء من هذه الکلمة، قال رئیسی إن معادلة الهیمنة الغربیة لم تعد تصلح للعالم، وأضاف: لقد فشل مشروع أمرکة العالم، إن الدیمقراطیة الغربیة تقترب من نهایتها، وقد لمس شعوب غرب آسیا المعنى الحقیقی للدیمقراطیة الغربیة.وکالعادة، انعکس خطاب الرئیس الإیرانی فی الجمعیة العامة للأمم المتحدة على نطاق واسع فی وسائل الإعلام فی المنطقة والعالم، وقامت کل من وسائل الإعلام هذه بتغطیة أجزاء من هذا الخطاب. الأصداء فی الإعلام العربی سلطت شبکة «المیادین» اللبنانیة الضوء على ما قام به الرئیس الإیرانی برفع نسخة من القرآن الکریم، وذکرت أن الرئیس الإیرانی أدان الإساءة إلى القرآن الکریم. ونقلت هذه الشبکة عن الرئیس الإیرانی قوله: «إن معاداة الإسلام والتمییز الثقافی فی المجتمعات الغربیة، بما فی ذلک حرق القرآن الکریم وحظر الحجاب، لا تلیق بتقدم الإنسان المعاصر». وذکرت «المیادین» نقلاً عن رئیسی: إن الهیمنة الغربیة لا تتوافق مع واقع العالم المعاصر، وحاولت اللیبرالیة تعمیم القیم الأمریکیة، لکنها أصبحت قدیمةً عفا علیها الزمن. وتابعت هذه الشبکة اللبنانیة تقریرها، وکتبت: «دعا الرئیس الإیرانی إلى تغییرات اقتصادیة وسیاسیة فی العالم، وقال إن بعض الدول تحاول خلق الفتنة فی أنحاء مختلفة من العالم، إن سیاسة إیران تقوم على حسن الجوار، واستقرار المنطقة سیکون متوافقاً مع مصالح جمیع دولها، واعتبر الرئیس الإیرانی الوجود الأجنبی فی المنطقة هو أصل المشکلة، وأمن الجیران جزء من أمن إیران». کما تطرقت قناة «الجزیرة» القطریة إلى کلام الرئیس الإیرانی عن دول الجوار، وذکرت نقلاً عن رئیسی: «قال الرئیس الإیرانی إن یدنا ممدودة إلى جمیع دول الجوار لفتح آفاق جدیدة من الأمل والنجاح للمنطقة بأکملها، ونحن نرحب ترحیباً حاراً بأی ید تمتد إلینا، نحن نؤمن إیماناً راسخاً بأن الجار المستقل والقوی سیکون فرصةً للمنطقة بأکملها، وفی الوقت نفسه، فإن أی وجود أجنبی فی المنطقة من القوقاز إلى الخلیج الفارسی هو أصل المشکلة». وأعلنت القناة القطریة أن الرئیس الإیرانی اعتبر الکیان الصهیونی المصدر الرئیسی للإرهاب، وقال إنه یجب تشکیل حکومة فلسطینیة شرعیة تکون عاصمتها القدس الشریف. ومن بین الأجزاء الأخرى من کلمة الرئیس الإیرانی التی لفتت الجزیرة الانتباه إلیها، الجزء الذی مفاده بأن الأسلحة النوویة لا مکان لها فی عقیدة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، ونقلت الجزیرة عن الرئیس الإیرانی قوله: «طهران تدعم أی مبادرة تؤدی إلى وقف الأعمال العدائیة والحرب فی أوکرانیا». وسلطت صحیفة «الشرق الأوسط» الضوء على کلام الرئیس الإیرانی حول التطورات فی أوکرانیا والتعاون مع روسیا، وذکرت: اعترف رئیسی بأن إیران وروسیا تربطهما علاقات قویة، بما فی ذلک التعاون الدفاعی، لفترة طویلة، لکنه نفى إرسال أسلحة إلى موسکو منذ بدایة الحرب، وقال إنه إذا کانت لدیهم وثیقة تفید بأن إیران أعطت أسلحةً أو طائرات مسیرة للروس بعد الحرب، فیجب علیهم تقدیمها. کما تطرقت «وکالة الأناضول للأنباء» فی تقریرها لخطاب الرئیس الإیرانی، إلی ذلک الجزء من الخطاب الذی أکد على نهایة حقبة الهیمنة الأمریکیة على العالم، وکتبت: «استغل إبراهیم رئیسی خطابه فی الأمم المتحدة لمهاجمة سیاسات الولایات المتحدة وحلفائها الغربیین، وقال إن العالم یتغیر وسط ظهور نظام دولی جدید ومسار لا رجعة فیه». تغطیة واسعة لخطاب رئیسی فی وسائل الإعلام الغربیة وسائل الإعلام الغربیة، التی شنت دائماً حرباً دعائیةً ضد الجمهوریة الإسلامیة بما یتماشى مع سیاسات حکوماتها، سلطت الضوء على الأجزاء المعادیة للغرب فی خطاب الرئیس الإیرانی. فی عکس جزء من کلام الرئیس الإیرانی، کتبت «وکالة فرانس برس»: دعا إبراهیم رئیسی إلى رفع العقوبات الأمریکیة عن إیران بعد توقف مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووی، معتبراً أن هذه العقوبات لم تؤد إلى النتائج المرجوة. کما نقلت هذه الوسیلة الإعلامیة الفرنسیة تصریحات الرئیس الإیرانی حول التدخل الأمریکی فی الأزمة الأوکرانیة، وقالت: «اتهم الرئیس الإیرانی الولایات المتحدة بتفاقم الحرب فی أوکرانیا، وقال إن طهران تدعم اتفاق السلام». بدورها رکزت وکالة رویترز للأنباء على جانب آخر من خطاب الرئیس الإیرانی، وذکرت: «قال الرئیس الإیرانی إن على الولایات المتحدة إثبات حسن نیتها وإرادتها فی إحیاء الاتفاق النووی لعام ٢٠١٥، الذی انسحبت منه واشنطن فی عام ٢٠١٨». ورکزت صحیفة «الغاردیان» على جزء آخر من کلمة الرئیس الإیرانی، وکتبت أن بإعلانه هزیمة جهود المخابرات الأمریکیة لتدمیر الحکومة الإیرانیة، أکد أن المستقبل لمحور الجمهوریة الإسلامیة، وأن عصر الغرب قد انتهى. وشرحت هذه الصحیفة کلام رئیسی فی هذا الصدد، وأضافت: «صرح رئیسی أن العالم ینتقل إلى نظام دولی جدید ومشروع أمرکة العالم قد فشل، وذکر أن الغرب یواجه أزمة هویة ووظیفة، لأنه یرى العالم غابةً ونفسه حدیقةً جمیلةً. وتناولت وکالة «أسوشیتد برس» للأنباء، فی تقریرها لخطاب الرئیس الإیرانی، لأول مرة مسألة الحرب فی أوکرانیا، وجاء فی تقریر وکالة أسوشیتد برس حول خطاب إبراهیم رئیسی فی الجمعیة العامة للأمم المتحدة: «نفى الرئیس الإیرانی إرسال أی أسلحة إلى موسکو لدعم الحرب فی أوکرانیا، فی حین تزعم الولایات المتحدة أن هذا البلد یعمل مع روسیا لبناء طائرات دون طیار». کما نشر الموقع الإخباری للأمم المتحدة نفس الجزء من کلمة الرئیس الإیرانی، وکتب: «وفقًا للسید رئیسی، بینما یبحث النظام الناشئ للدول غیر الغربیة عن علاقات اقتصادیة وسیاسیة أوثق مع بعضها البعض، فإن العالم یصل إلى مفترق طرق حاسم». وحسب تقریر هذا الموقع، قال رئیسی: «إن المنظور العالمی یغیر النمط تجاه النظام الدولی الناشئ، وهو مسار لا یمکن الرجوع عنه. ومع صعود القوى غیر الغربیة، أصبح هناک أمل جماعی فی نظام عالمی جدید وعادل، وتؤید جمهوریة إیران الإسلامیة تحقیق أقصى قدر من التقارب الاقتصادی والسیاسی، وهی مهتمة بالتفاعل مع المجتمع الدولی على أساس مبدأ العدالة». جهود الصهاینة لحرف الأنظار وسائل الإعلام الصهیونیة، التی رکزت بشکل خاص على خطاب الرئیس الإیرانی، فضلت حرف الأنظار بدلاً من تناول جوهر الخطاب، ورکزت المحور الرئیسی على طرد ممثل هذا الکیان خلال خطاب الرئیس الإیرانی من قاعة المحاضرات بالأمم المتحدة. موقع «إسرائیل ناشیونال نیوز» الصهیونی ودون أدنى إشارة إلى طرد ممثل هذا الکیان، وصف ما حدث بخروج الممثل من القاعة خلال کلمة إبراهیم رئیسی، وکتب: «غادر جلعاد إردان، سفیر إسرائیل لدى الأمم المتحدة، قاعة الجمعیة العامة فور بدء خطاب إبراهیم رئیسی»، هذا فیما کتبت کل وسائل الإعلام العالمیة أن ما قام به إردان خلال خطاب رئیسی، دفع رجال الأمن المتواجدین فی القاعة إلى إخراجه من القاعة العامة. وزعمت صحیفة «تایمز أوف إسرائیل» فی تقریر مفصل لخطاب رئیسی فی الجمعیة العامة للأمم المتحدة: «حث إبراهیم رئیسی الولایات المتحدة على إظهار حسن النیة لإحیاء الاتفاق النووی الذی تخلت عنه واشنطن فی عام ٢٠١٨». والنقطة المثیرة للاهتمام فی تقریر هذه الوسیلة الإعلامیة الصهیونیة، هی اعترافها بطرد ممثل هذا الکیان من قاعة الجمعیة العامة، واعتقاله مؤقتاً لبضع دقائق من قبل القوات الأمنیة المتواجدة فی القاعة أثناء خطاب الرئیس الإیرانی. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 150 تنزیل PDF: 49 |
||||