تحالف الدول الاسلامیة لإنقاذ الشعب الفلسطینی من براثن الکیان الصهیونی | ||||
PDF (279 K) | ||||
هذه المرة جاءت الصهیونیة العالمیة إلى المیدان بکل ما أوتیت من قوة مالیة وإعلامیة وعسکریة، من أجل منع تغییر مشهد المعادلات المیدانیة لمصلحة فلسطین بکل الطرق الممکنة، وعرقلة ظهور أفق جدید من التطورات فی النطاق الجغرافی للمنطقة والعالم الإسلامی یقوم على انتصار المقاومة، لأنها تعلم جیداً أن طوفان الأقصى سیکون نقطة التحول لبدایة الانهیار الکامل والداخلی للکیان. حالیاً، وبسبب الضعف الخطیر للجیش الصهیونی ومخاوف قادة الکیان من الدخول السریع إلى غزة، فإن فصائل المقاومة مستعدة بالتأکید لهذه المرحلة، وقد أعدت سیناریوهات مختلفة لإقحام الجنود الصهاینة فی حرب مدن، ویبدو أن ترکیز الکیان الصهیونی ینصب على مواصلة القصف المکثف للمدینة حتى یتحرک الفلسطینیون بشکل جماعی نحو الحدود المصریة، ویکررون المصیر نفسه الذی أوقعوه بالشعب الفلسطینی عام ١٩٤٨ فی یوم النکبة. حدث یوم النکبة عندما غادر حوالی ٧٢٥ ألف عربی فلسطینی منازلهم أو فروا أو طردوا خلال الحرب العربیة الإسرائیلیة عام ١٩٤٨، والحرب الأهلیة التی سبقتها، ومنذ ذلک الحین، یعیش الناجون من هذا الحدث فی سوریا ولبنان والأردن ومصر فی حالة نزوح، ویحلمون بالعودة إلى دیارهم. فی غضون ذلک، وعلى الرغم من حقیقة أن شعب غزة قاوم ببطولة الهجمات الوحشیة للصهاینة، فإن الکثیر من الناس غیر مستعدین لمغادرة منازلهم، ولکن فی هذه اللحظة الحرجة، یقع على عاتق الحکومات والدول الإسلامیة واجب ثقیل وهو منع تنفیذ خطة الصهاینة الشریرة من خلال دعم المقاومة بقوة. لأنه بالتأکید، فی التخطیط للمستقبل، ینظر القادة الغربیون والصهاینة إلى سلوک الدول الإسلامیة، إضافة إلى مراقبة تحرکات محور المقاومة، وإذا وقفت هذه الحکومات بثبات فی دعم فلسطین، فإن المحور الغربی الصهیونی سیضطر أیضاً إلى تعدیل مواقفه العدوانیة والاحتلالیة. وللأسف، حتى هذه اللحظة، رغم الحضور الکبیر لأبناء الأمة الإسلامیة فی کل أنحاء العالم لإظهار سعادتهم بانتصار عملیة طوفان الأقصى وإدانة جرائم الاحتلال، لکن المؤسسات والمنظمات الدولیة العربیة والإسلامیة، مثل الجامعة العربیة، فقد کان أداؤها سیئاً للغایة وأقل من التوقعات، ولم تظهر بأی حال من الأحوال على مستوى تطلعات الشعب الفلسطینی والرأی العام فی العالم الإسلامی. وفی هذا الصدد، فی خطوة مؤسفة انعقد یوم الأربعاء ١١ تشرین الأول اجتماع استثنائی للجامعة العربیة برئاسة المغرب، وکانت أهم نتائجه إدانة الجانبین، وعدم اعتبار الحصار “إبادة جماعیة” وفق متطلبات القانون الدولی لحقوق الإنسان. ومن المؤکد أن حکومة المملکة المغربیة، التی تعتبر من الخونة لقضیة فلسطین ومن الحکومات المتحالفة مع الکیان الصهیونی عبر عملیة التطبیع، کان لها دور فی إعداد مثل هذا البیان المخزی. هذا الموقف للجامعة العربیة لا یعکس بأی حال من الأحوال مواقف الشعوب العربیة والمسلمین فی جمیع أنحاء العالم، بل حتی لا یوجد إجماع داخل الجامعة العربیة، کما أنه فی السیاق نفسه، انتقدت سوریا والعراق ولیبیا والجزائر هذا البیان، وقالت إن “أی صیغة یفهم على أساسها سلوک الکیان الإسرائیلی المحتل والشعب الفلسطینی الواقع تحت الاحتلال على قدم المساواة” مرفوضة. کذلک، انتقدت الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة هذا البیان، حیث قال حسین أمیر عبداللهیان فی مؤتمر صحفی مشترک مع وزیر الخارجیة السوری فیصل المقداد حول بیان الجامعة العربیة بشأن الوضع فی فلسطین: البیان الصادر عن الجامعة العربیة کان مخیبًا للآمال. وزیر الخارجیة الإیرانی، الذی اقترح عقد اجتماع استثنائی لرؤساء منظمة التعاون الإسلامی فی طهران، قال أیضًا: “أود أن أنقل بصوت عال هذه الرسالة من دمشق إلى قادة الدول الإسلامیة والعربیة والمنظمات الدولیة، بأن الشعب المظلوم والمدنیین فی غزة بحاجة الیوم إلى دعم عالمی عاجل لرفع الحصار الإنسانی، ووقف جرائم الحرب الصهیونیة ضد شعب غزة”. بعد هذا الاجتماع المخیب للآمال للجامعة العربیة، فإن أمل الشعب الفلسطینی والمسلمین یترکز الآن على عقد اجتماع قادة منظمة التعاون الإسلامی وقراراته الحاسمة، إن الدول الإسلامیة لا ینقصها شیء من الناحیة العسکریة بالقیاس إلی قوى عظمى دولیة، ناهیک عن الاحتلال الصهیونی المرتبک فی التعامل مع فصائل المقاومة فی قطاع غزة. وبینما یفتخر الصهاینة بتفوق قواتهم الجویة، وترید الولایات المتحدة أن تظهر أنها تقف وراء تصرفات الکیان بإرسال حاملة طائرات، لکن هذه الإجراءات لیست سوی نسیم فی مواجهة عاصفة تحالف الدول الإسلامیة لتفکیک بیت العنکبوت. وإذا قدمت کل دولة إسلامیة جزءاً بسیطاً من قواتها العسکریة من طائرات حربیة والقوات البریة والصواریخ والطائرات دون طیار والدبابات وغیرها لمواجهة الکیان الصهیونی، بمحوریة الدول المجاورة للأراضی المحتلة، أی مصر والأردن وسوریا ولبنان، سیرفع قادة تل أبیب والبیت الأبیض على الفور رایة الاستسلام، وحتى لو هدّد الصهاینة بالأسلحة النوویة، فإن باکستان تعتبر قوةً نوویةً بین الدول الإسلامیة. فی الوقت الحاضر، لا یحتاج أهل غزة إلى بیانات أو مجرد التعبیر عن التعاطف، لأنه بمثل هذا السلوک لن یکون هناک تغییر فی سلوک وجرائم الصهاینة، وما یمکن أن یغیر المشهد ویخفف من معاناة هذا الشعب المظلوم إلى حد ما، هو توجیه القبضة الحدیدیة لقادة الکیان الصهیونی وخلع أنیاب هذا الذئب المفترس، وهو ما لا یتأتى إلا من خلال تشکیل غرفة عملیات الدول الإسلامیة. وعلى قادة الدول الإسلامیة أن یعلموا أن الکیان الصهیونی وداعمیه، لیسوا فی وضع یسمح لهم بالوقوف ضد هذه الإرادة، لأن أجزاءً کثیرةً مهمةً من حیاتهم تعتمد على العلاقة الإیجابیة وحسن النیة بین الدول الإسلامیة، وإنقاذ الشعب الفلسطینی من براثن الکیان الصهیونی الدمویة له الأولویة الآن على کل شیء آخر. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 156 تنزیل PDF: 67 |
||||