سلیمانی قطب الرحى للمقاومة والثورة فی المنطقة | ||||
PDF (755 K) | ||||
لأکثر من قرن یعانی العالم وخاصة شعوب المنطقة من المخططات الغربیة/الأمیرکیة. یرسمون خطوطا وحدودا لدول قدیمة ویستحدثون کیانات ویقسمون العالم حسبما ترتضی أنفسهم ومصالحهم. ینصبون حکاما ویخلعون آخرین. من یمانع أو یعارض یعاقب ویوضع على لوائح الإرهاب والعقوبات والحصار.لا مکان للشراکة أو للحریة السیاسة/الدیموقراطیة لدول (العالم الثالث)، وحتى لبعض الدول المنضویة فی نفس الثقافة. یتدخلون فی أدق التفاصیل ویعملون على تولید مجتمعات جدیدة عجیبة مستلة من نفس المجتمعات، یسمونها مرة (مجتمعات مدنیة)ومرة (حقوق الأقلیات)...وهکذا، المهم هو أن لا تستقر المجتمعات ولا شعوبها ولا دولها بما ترتضیه لنفسها. یزرعون الفتن ویقیمون نفسیات الحروب والدم، ویؤلبون کل فئة على الفئات األخرى. وعندما قامت الثورة الإسلامیة هالهم هذا العناق الشعبی للثورة وقائدها وتعالیمها وثقافتها المترسخة أصلا فی وجدان الشعب الإیرانی وفی الشعوب الإسلامیة والحرة فی العالم. لهذا فإن الغرب یعتقد أن هذه الثورة والدولة إذا أصبحت قادرة مقتدرة تمتلک حریة الحرکة الفکریة والسیاسیة والعسکریة فستشکل نموذجا عالمیا یطیح بکل مخططاتهم تجاه المنطقة والعالم. سلیمانی قطب الرحى للمقاومة والثورة فی المنطقة کشف رئیس المکتب السیاسی للحرس الثوری، ید الله جوانی سبب اغتیال قائد (فیلق القدس)الجنرال قاسم سلیمانی من قبل الأمیرکیین مؤکدا أنه کان هدفا استراتیجیا سعوا من خلاله لوقف المقاومة فی المنطقة وتغییر مسار التطورات التی کانت تسیر لصالح المقاومة. وقال العمید جوانی فی حوار مع وکالة فارس الإیرانیة: (عندما تصبح المقاومة فی المنطقة قویة فهذا یعنی إضعاف التیار المناهض لها فی المنطقة والمتمثل بالکیان الصهیونی والأنظمة الرجعیة المرتبطة بالقوى الأجنبیة ، وکذلک القوى الأجنبیة نظیر الولایات المتحدة فی المنطقة. وأضاف المسؤول العسکری الإیرانی أنه (کان لدیهم تقدیر أن السبب الرئیسی لهزائمهم على مدى العقدین الماضیین فی المنطقة هو إیران، لاسیما الحرس الثوری وبالذات (فیلق القدس)الذی یدور نشاطه حول محور (الجنرال قاسم سلیمانی.( من هنا کانوا یتصورون أن ضرب (إغتیال) سلیمانی یمکنهم من وقف مسار التطورات وتغییرها لصالحهم. وهذا ما أشار إلیه سماحة الأمین العالم لحزب الله سماحة السید حسن نصرالله (حفظه الله) فی کلمته التأبینیة للشهیدین الکبیرین: سید شهداء محور المقاومة(الحاج قاسم سلیمانی) والقائد الکبیر، نائب قائد (قوات الحشد الشعبی العراقی)الحاج أبو مهدی المهندس. على مستوى المنطقة کان الحاج قاسم (الشخصیة المتکررة)التی لم تترک للقوات الأمیرکیة قدرة على تحقیق إنجاز تفتخر به، حیثما وجد سلیمانی، بل جعل احتالالتها وأدواتها فرصة وهدفا لابادة وتآکل قوتها العاتیة التی تفتخر بها. وتکمن أهمیة الفریق سلیمانی فی أنه أبرز إلى الوجود وعلى الملأ حاجة کل عربی ومسلم وحر فی هذا العالم إلى ما وفق للقیام به من أنه یمکن هزیمة هذه القوة العالمیة الأولى وأن لدیها نقاط ضعف یمکن استثمارها من أجل إخراجها من المنطقة. والحقیقة المیدانیة تتحدث عن نفسها. إدارتا باراک أوباما وحتى دونالد ترامب اتخذتا قرارا بالانسحاب من المنطقة نتیجة لأعداد القتلى من الجنود الأمیرکیین. هذه الإستراتیجیة الجدیدة فی أنه (على حلفاء أمیرکا الإعتماد على أنفسهم) ما کانت لتتخذ لولا الخسائر التی تکبدتها أمیرکا جراء العملیات المرکزة التی قادها العقل الإستراتیجی للقائد الشهید سلیمانی وأخوانه. وقامت لوبیات الضغط-من الصهاینة وعرب أمیرکا-على ترامب من أجل عدم الإنسحاب الکلی. لأنهم شعروا أن انسحاب القوات الأمیرکیة من العراق وسوریا سیضعفهم، وربما یؤدی إلى زوالهم بأسرع مما یتصورون. وهذه مسألة استراتیجیة لا تزال قید النقاش والصراع، وإن کان القرار الجدی جدا والأستراتیجی لدى قوى محور المقاومة بإخراج هذه القوات من منطقة غرب آسیا، کما أمر قائد الأمة الإسلامیة إلأمام الخامنئی وقائد قوى المقاومة فی المنطقة سماحة السید حسن نصرالله (حفظهما الله(. ان خروج القوات الأمیرکیة من المنطقة یعنی استراتیجیا وفکریا قیام نظام عالمی جدید یمهد لأسترجاع الحقوق السلیبة من المحتلین والغاصبین للسلطة والأوطان ویقیم العدالة فی العلاقات البینیة والدولیة على قواعد احترام الثقافات والحضارات والوجود الکریم لشعوب المنطقة والعالم. وهذا سیزیح الکابوس الصهیو-أمیریکی عن کاهل الشعوب التی لا ترید التطبیع القسری، أو الطوعی للحکام الأدوات. أمین (مجمع تشخیص مصلحة النظام)فی إیران، أحد قادة الحرس الثوری السابقین محسن رضائی، الذی کان على علاقة ممیزة بالشهید سلیمانی یقول: (إن منهج الشهید سلیمانی یمکنه أن یساعد فی إرساء نظام عالمی جدید). واعتبر فی کلمة أمام(ملتقى الخطوة الثانیة للثورة) أن (منهج سلیمانی صانع لإنسان عملانی وجهادی، ویسعى للعمل بالمسؤولیة الإلهیة وإنتاج الفکر والإستراتیجیا).و أضاف رضائی: (التمتع بالعقل الجمعی فی مسار أداء المسؤولیة، حیث کنا نبحث لساعات طویلة للوصول إلى العقل الجمعی بشأن )کل من سوریا والعراق ولبنان وعلى مختلف جبهات المقاومة. فی الواقع أن الشهید سلیمانی کان یعمل حتى الساعات الأخیرة من حیاته وفق العقل الجمعی لمعرفة الواجب وکیفیة العمل بصورة أفضل). وتابع رضائی: (إن إنسان الیوم بحاجة إلى نظام عالمی جدید وان منهج الإمام وسلیمانی یحمل تعالیم جیدة لبناء هذا النظام...إن منهج سلیمانی یمکنه المساعدة فی إرساء نظام عالمی جدید لأنه یعد رمز الفکر والکلمة الطیبة).(وکالة فارس الإیرانیة، ١٤/٠٧/٢٠٢٠). تقوم الإستراتیجیة العدوانیة الأمیرکیة فی استهدافها لمحور المقاومة-منذ بدایات القرن الحالی- على الأمور والتدابیر التالیة: أولا: وقف التأیید العقائدی/الأیدیولوجی عن قوى المقاومة. (صحیح! فی هذا السیاق أین موقف الأزهر وخطیب المسجد الحرام وعلماء الدین فی العالم العربی فیما یخص القدس والمسجد األقصى وفصائل المقاومة فی فلسطین تحدیدا ولبنان والعراق والیمن). ثانیا: استهداف القیادات المقاومة (کما یحصل من استهداف إجرامی لقیادات محور المقاومة فی فلسطین ولبنان وإیران والعراق وسوریا (وصولا إلى تهدید ترامب بقتل الرئیس المنتخب شعبیا فی سوریا ودولة ممثلة فی الأمم المتحدة). والعدوان الغادر، جریمة العصر، التی ارتکبتها القوات الأمیرکیة بأمر من ترامب نفسه، باغتیال الشهیدین العظیمین: سید شهداء محور المقاومة الفریق قاسم سلیمانی، ونائب رئیس الحشد الشعبی فی العراق، ألحاج أبو مهدی المهندس (رضوان الله تعالى علیهما وعلى الشهداء الذین ارتفعوا معهما). ثالثا: منع مجاهدی قوى المقاومة من التواجد العسکری فی الأماکن التی تعتبرها أمیرکا أو أدواتها فی المنطقة حساسة أو استراتیجیة تؤثر على وجود هؤلاء جمیعا. (لم تنجح، لا بل فشلت، الولایات المتحدة والکیان الصهیونی الغاصب من منع قوى المقاومة من التواجد فی الأماکن المناسبة فی لبنان والعراق والیمن وفلسطین، وهی تحاول منع التواجد فی الحدود الجنوبیة لسوریا). رابعا: منع وجود ملاذ آمن لقوى المقاومة. (وهذا ما أخفقت الولایات المتحدة فی تحقیقه، حیث تنتشر قوى المقاومة وتحضر قدراتها التخطیطیة والتدریبیة والتسلیحیة والعملیاتیة والقدرة على الحرکة بما یتیح لها التهدید المباشر، وتوازن الردع، کما یحصل فی لبنان والعراق وسوریا والیمن وفلسطین. وهذا ما سعى إلیه الحاج قاسم وقد تحقق بنسبة عالیة.) خامسا: منع قوى المقاومة من الحصول على صواریخ دقیقة. (هنا أیضا فشلت قوى العدوان فشلا ذریعا حیث أصبحت قوى المقاومة مجهزة بهذه الصواریخ من الیمن إلى فلسطین وطبعا فی لبنان، ولم تستطیع الوالیات المتحدة ولا الکیان الغاصب منع وصول هذه الصواریخ على الرغم من الغارات العدوانیة التی تقوم بها قوات الطرفین-الصهیو أمیرکی). سادسا :منع التمویل عن حرکات المقاومة. (هذا الإجراء غیر الإنسانی فشل بنسبة عالیة خاصة فی لبنان والعراق، وإن کانت قوى المقاومة فی فلسطین والیمن قد تأثرت بحدود معینة نتیجة للموقع الجیو-سیاسی. ولکن هذه قضیة نسبیة وباستطاعة مجتمع البیئات الحاضنة لقوى المقاومة أن تصبر وأن تتحمل وتعتمد على الذات. فی الأساس، کان هناک دائما محاولات تجویع للشعوب الثائرة، فکیف إذا کانت قوى المقاومة شارفت على طرد کل أشکال الهیمنة والإحتلال من المنطقة؟ لذا فإن المعرکة ستشتد على المستویات کافة. والصبر من شیمة الشعوب المکافحة والمجاهدة فی سبیل حریتها واستقلالها. »إن مع الصبر نصرا) سابعا: منع قوى المقاومة من التواصل والحرکة والحصول على المعلومات والأستخبار والإمرة والقیادة...(لا حاجة للقول أن قوى العدوان الصهیو-أمیریکی لم تستطع أن تکون فاعلا فی هذا الموضوع. على العکس من ذلک استطاعت قوى المقاومة-بغالبیتها-أن تصنع وتبدع فی هذه المجالات ما أبعد القدرات القویة لدى قوى العدوان من التشویش أو منع التواصل والحصول على المعلومات. لا بل إن قوى المقاومة اخترقت استخبارات العدو الصهیو-أمیریکی فی کثیر من المحطات. مثال، إفشال مخطط ٥ أیار فی لبنان عام ٢٠٠٧ ،وعملیة الجهاد الإسلامی النوعیة فی اختراق الشاباک الصهیونی ... أما الإمرة والقیادة فهذا ما یؤرق العدو أن قیادات المقاومة هی على اتصال مباشر مع الکوادر والمجموعات والعناصرفی جمیع المواقع. ثامنا وأخیرا، منع قوى المقاومة من الوصول إلى أهداف داخل أمیرکا وفی الخارج. (لطالما کانت قوى المقاومة قادرة على تحدید الزمان المکان للعملیات التی یمکن أن تقوم بها أو لمصلحة تقدرها فی الإحجام عنها). فی الخلاصة، استطاعت قوى محور المقاومة أن تشکل رافعة نفسیة وجهادیة عسکریة وسیاسیة لشعوب المنطقة. القائد سلیمانی والقائد نصرالله استطاعا أن یصنعا تاریخا مشرفا لهذه الأمة لیتطور ویصبح نظاما إقلیمیا وحتى عالمیا. معرکة التحرر هذه والتی أصبح فیها المعتدى علیه المستضعف رقما عالمیا قویا، دلیل على وجود ثقافة وقیادة تستطیع إیقاف الهیمنة والاستکبار من الإستمرار. الإمام الخمینی العظیم (قدس سره الشریف) أضاء الشعلة واستلمها قائد عظیم آخر یتحلى بممیزات وصفات الخمینی العظیم. خمینیون، رسالیون مثل الشهید سلیمانی والقائد نصرالله یراکمون الإنتصارات الوجودیة والإلهیة. الجمهوریة الإسلامیة قائدة حضارة عمیقة فی التاریخ بلغت کمالها باعتناق وإیمان بالإسلام المحمدی الأصیل. عجین الحضارة الإسلامیة الحدیثة بدأ یخمر فی أنفس تتوق للخروج من ظلم استدام واستبداد حرام. | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 180 تنزیل PDF: 52 |
||||