الامام و معجزة الانتصار | ||||
PDF (3250 K) | ||||
![]() | ||||
فی الذکرى السنویة الخامسة والاربعین لانتصار الثورة وتأسیس الجمهوریة الاسلامیة فی ایران ، ثمة اکثر من مشهد یستحوذ على اهتمام الباحثین والمراقبین لمسیرة الجمهوریة الاسلامیة ، للوقوف على سرّ هذه الثقة والاصرارعلى مواصلة نهجها وتحقیق اهدافها ، غیرعابئة بالضغوط والتحدیات . و لا یخفى ان فی طلیعة هذه المشاهد ، القیادة الحکیمة لسماحة آیة الله الخامنئی ، نظراً لما تتمتع به من ایمان و تقوى ، و نفاذ بصیرة ، وحنکة سیاسیة ، و شعبویة یضرب بها المثل . و آیة الله الخامنئی هو تلمیذ الامام الخمینی و مثله الاعلى ، وان قیادته مستلهمة من فکر الامام ونهجه . وفی ذکرى معجزة الانتصار ، نحاول الاحاطة بالمبادىء و القیم التی شکّلت احد الابعاد الهامة للقیادة الاسلامیة التی حققت النصر ، و واصلت المسیرة بنجاح مثیر للاعجاب و التقدیر . ما ینبغی قوله هو ان ما انجزه الامام لم یکن مجرد تأسیس ، و إنما تعداه لیتخذ شکل المدرسة التی استوعبت عناصر النهوض الاسلامی المعاصر . و یتضح ذلک من خلال الاسلوب الواقعی السلیم للتعاطی الاسلامی الذی یجمع بین الثابت و المتغیر ، و شروط الانطلاق وفق ثوابت النهج الاسلامی . ولا یخفى ان ذلک بحد ذاته یعتبر فتحاً اسلامیاً کبیراً ، مقارنة بحقبة طویلة ساهمت بآثارها و اسقاطاتها فی تهمیش الاسلام و تقلیص دوره فی الحیاة .. وبذلک برهن الامام الخمینی على فکره النهضوی الذی یتسع لأکثر من المواجهة و الدفاع ، و یشکّل انطلاقة بالمشروع الاسلامی المعاصر نحو الآفاق العالمیة . و لا یخفى ان الامام الخمینی یعتبر احد رواد الدعوة لإعلاء شأن الانسان و حفظ کرامته . و یؤمن بأن الاسلام دین یتطلع الى الحریة والاستقلال ، و یدعو الى احقاق الحق و ارساء العدالة . بل و یؤکد سماحته فی وصیته السیاسیة ـ الالهیة ، على ان مکافحة الظلم عبادة ، و احقاق الحق عبادة ، و مقاومة الاستبداد عبادة .. و فی ضوء کل ذلک ، تمکّن سماحته من استقطاب الشعوب الطموحة والمستضعفین والمهمشین ، و دفعهم بوعی و صحوة فی طریق التحرر و کسر القیود ، و التخلص من روح الهزیمة ، و بناء مستقبل زاهر حافل بالانتصارات . باختصار استلهم الامام الخمینی اهداف الانبیاء ، و نذر عمره الشریف لترجمتها على ارض الواقع ، و تمکن من اعلاء صوت الحق و سیادة الدین رغم أنف الطغاة و المستبدین . و کتب الله جل شأنه على یدیه النصر المؤزر الذی عجز عن تحقیقه آخرون ، و صنع النهوض الذی عزز الآمال فی نفوس المحرومین و المضطهدین ، تحقیقاً لقوله تعالى : “ و نرید ان نمن على الذین استضعفوا فی الارض و نجعلهم ائمة و نجعلهم الوارثین و نمکن لهم فی الارض “ (سورة القصص ، ٥ ـ ٦) . ، و الحمد لله رب العالمین . | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 140 تنزیل PDF: 52 |
||||