جهاد الشهید حسین أمیرعبد اللهیان من أجل فلسطین | ||||
PDF (902 K) | ||||
لقد کانت قضیة فلسطین دائما واحدة من أهم القضایا المرکزیة فی السیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة. والإمام الخمینی (قدس سره) بصفته مؤسس الثورة الإسلامیة خلال تحدید السیاسة الخارجیة، اعتبر الصهیونیة خطراً على جمیع الأمم والدول الإسلامیة، ویعتقد أن هدف الکیان لیس فلسطین فقط، بل “إقامة إمبراطوریة” من النیل إلى الفرات “ویجب أن نکون یقظین وحذرین مقابل هذا الکیان الغاصب. وهذا الأمر هو أحد الأسباب التی تجعل قضیة دعم فلسطین وحرکات التحرر الإسلامیة من بین المصالح الحیویة للسیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة. وذلک لأن هذا الامر إضافة إلى زیادة العمق الاستراتیجی لإیران، یوفر لایران الأرضیة اللازمة لردع الکیان الصهیونی. ویدعی بعض المعارضین بإن دعم الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لقضیة فلسطین، قبل أن یکون نابعًا من دوافع إسلامیة وإنسانیة، فهو ناجم عن التنافس السیاسی فی المنطقة والعالم، وکذلک من اجل کسب ود الجماهیر المحلیة والأجنبیة من خلال جذب عواطفهم. لکن الواقع ان ایران تدعم فلسطین انطلاقاً من واجبها الشرعی الذی یؤکد علیه الاسلام وانطلاقاً من المبادیء التی ینص علیها دستور الجمهوریة الاسلامیة الذی استلهم بنوده من الشریعة الاسلامیة السمحاء والتی تنص علی دعم المظلومین والمستضعفین ومواجهة الظالمین والمستکبرین. من هنا یأتی موضوع دعم ایران للشعب الفلسطینی فی مواجهته للکیان الصهیونی المحتل ضمن اطار المبادیء السامیة التی تنشدها الجمهوریة الاسلامیة. ومسؤولو السیاسة الخارجیة الإیرانیة فی الحکومات المختلفة قد أخذوا هذه المبادئ بعین الاعتبار دائمًا، والشهید حسین أمیرعبد اللهیان ایضا قد مارس نشاطه لسنوات عدیدة فی الجهاز الدبلوماسی والسیاسة الخارجیة لجمهوریة إیران الإسلامیة وتولى أخیرًا مسؤولیة وزارة الخارجیة فی حکومة السید إبراهیم رئیسی. وخلال سنوات نشاطه فی السیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، کان یتابع دائمًا القضیة الفلسطینیة بشغف کبیر. لکنه بعد عملیة طوفان الأقصى بذل جهوداً ونشاطاً اکثر من اجل احقاق حقوق الفلسطینیین. ومن أهم مبادراته خلال الأشهر الثمانیة الماضیة یمکن ذکر ما یلی: ١- العمل على تحقیق التوافق والوحدة بین الدول الإسلامیة والعربیة بشأن القضیة الفلسطینیة. فقد قام خلال هذه الفترة بعدة رحلات إقلیمیة والتقى بکبار المسؤولین فی هذه الدول وطلب منهم عدم الصمت ازاء الإبادة والمجازر الجماعیة التی یرتکبها الصهاینة وان یتخذوا موقفاً حاسماً امامها . کما طلب من الدول الإسلامیة وعلى وجه التحدید بعد الهجوم على مستشفى المعمدانی بالمبادرة بالإنهاء الفوری للعلاقات بین الدول الإسلامیة و تل أبیب والمقاطعة الفوریة والتامة مع الکیان الصهیونی. کما طالب الشهید أمیر عبد اللهیان بتشکیل فریق من خبراء وعلماء القانون الإسلامی من اجل نصرة فلسطین لتوثیق جرائم الحرب التی یرتکبها النظام الصهیونی وتمهید الطریق لمحاکمة مجرمی الحرب الإسرائیلیین ومؤیدیه فی المحاکم الدولیة.إضافة إلى ذلک، کان یتابع دائمًا القضایا الفلسطینیة فی لقاءاته واتصالاته الخاصة مع زعماء الدول العربیة والإسلامیة. ٢-متابعة موضوع المجاعة وانتشار الأمراض فی غزة والمطالبة بإنشاء ممر لإرسال الأدویة والغذاء إلیها، بالإضافة إلى مشاوراته مع دول المنطقة وخاصة مصر لإرسال الدواء والغذاء إلى غزة. لفت بجهوده ومشاوراته مع الأمین العام للأمم المتحدة والمدیر العام للصلیب الأحمر وکذلک المدیر الإقلیمی من منظمة الصحة العالمیة، الانظار إلى تدهور الوضع الإنسانی فی غزة وضرورة التأکید على فتح ممر لإرسال المساعدات الإنسانیة العاجلة إلى غزة. ٣-التشاور مع المنظمات الدولیة وبذل الجهود من اجل وقف إطلاق النار ووضع حد للمجازر الجماعیة التی یرتکبها الکیان الصهیونی فی غزة. وبالإضافة إلى المشاورات التی أجراها عبر الهاتف والرسائل التی کتبها، سافر الشهید أمیر عبداللهیان خلال هذه الفترة إلى نیویورک ومقر الأمم المتحدة عدة مرات وتشاور مع الأمین العام لهذه المنظمة ومع نظرائه فی مختلف دول العالم فیما یتعلق بقضیة فلسطین من أجل توقف جرائم الکیان الصهیونی ووقف إطلاق النار. وکانت نشاطاته فی هذا المجال کثیرة جدا بحیث ان الدول الدول الداعمة للکیان الصهیونی طلبت من امریکا بأن تتوقف من الان فصاعداً عن إصدار تأشیرات الدخول الیه.. ومن القضایا المهمة الأخرى التی لعب فیها دورًا رئیسیًا ومهمًا هو رد إیران الصاروخی وبالطائرات المسیّرة على الکیان الصهیونی. فالتلاحم بین أنشطته الدبلوماسیة وانشطة القوات الأمنیة العسکریة الإیرانیة رداً على الکیان الإسرائیلی دفع جمهوریة إیران الإسلامیة إلى إرسال رسالة مهمة إلى الداعمین الإقلیمیین والخارجیین للکیان الصهیونی مفادها أن إیران هی التی تحدد الیوم المعادلات فی المنطقة، وإذا استمر هذا الکیان ومؤیدوه فی ارتکاب المجازر وجرائم الإبادة الجماعیة، فمن المؤکد أنهم سیتلقون ردًا أکثر صرامة. والحقیقة أن استشهاده خسارة کبیرة للجمهوریة الإسلامیة ومحور المقاومة، ولکن من المؤکد أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة عازمة على مواصلة درب ومسیر هذا الشهید لأن قضیة فلسطین هی قضیة مصیریة ذات جذور عمیقة تابعها واهتم بها المسؤولین فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة منذ بدایة الثورة الإسلامیة وسیواصلون الاهتمام بها ومتابعتها حتی النفس الاخیر. حکیمه زعیم باشی (تم ترجمة الموضوع من اللغة الفارسیة بتصرف) | ||||
الإحصائيات مشاهدة: 85 تنزیل PDF: 20 |
||||